الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime30/4/2007, 22:41



سيرة موجزة

وُلد نجيب سرور في أول يونيو ( حزيران ) 1932 في قرية إخطاب ( الدقهلية ، مصر ) وكان لا يزال تلميذاً صغيراً عندما بدأ يقول شعراً نضالياً .
برزت ميوله المسرحية في مطلع شبابه , فترك دراسة الحقوق و هو في سنتها النهائية والتحق بمعهد التمثيل ( المعهد العالي للفنون المسرحية ) وحصل علي الدبلوم عام 1956 .
وعند تخرّجه انضمّ إلي " المسرح الشعبي " الذي كان تابعاً لمصلحة الفنون ، وكان مديرها القاص والروائي المعروف يحي حقي .
اشترك في أعمال " المسرح الشعبي " بالتأليف والخراج والتمثيل .

في أواخر عام 1958 سافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي حيث درس الإخراج المسرحي .
وفي عام 1963 انتقل إلي المجر وظلّ حتى العام 1964 ، عاد بعدها إلي الوطن ، حيث شهدت القاهرة فترة ازدهار إنتاج سرور المسرحي والشعري والنقدي ، فكان أحد أهم فرسان المسرح المصري المتميزين في فترة الازدهار المسرحي العربي المدهش خلال الستينات .
خلال وجوده في موسكو تزوّج من طالبة الآداب السوفيتية ساشا كورساكوفا و له منها ولدان هما شهدي و فريد .
في فترة السبعينات عاني نجيب سرور ظروفاً مأسوية : اضطهد ، وجاع , وتشرَد , وطورد ، وفُصل من أكاديمية الفنون حيث كان يعمل أستاذاً للإخراج والتمثيل .. واُدخل عدة مرات إلي مستشفى الأمراض العقلية ! ..
توفي نجيب سرور في 24 أكتوبر 1978 بمدينة دمنهور ، مصر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:05




نجيب سرور..مأساة العقل



د. أبو بكر يوسف







" قل للمهرجين المجانين : لقد ضاعت ارزاق أهل الفكاهة و المجون.. ضاعت لأن أهل العقل انفسهم قد اصبحوا من المجانين. خلطوا فى تصرفاتهم وارتكبواالأعمال الشاذه ،فأضحكوا الناس جميعا"
المهرج فى مسرحية "الملك لير" لشكسبير
فى اواخر ديسمبر 1978، و كان نجيب سرور قد فارق الحياة منذ بضعة اشهر، وصلنى آخر دواوينه(رباعيات نجيب سرور) مرسلا الى مع رسول من القاهرة .
وحينما قرأت كلمات الاهداء : "إلى ولدى و أخى و عزيزى أبو بكر يوسف.. نبضات من حبنا المشترك لمصر" داهمنى احساس طاغ بأنها رسالة بعث بها نجيب الى من العالم الآخر، حيث استقرت أخيرا روحه الحائرة المعذبة! كان الاحساس واقعيا الى درجة ارعبتنى. و لم استطع التخلص من وطأته الا بعد تحامل على النفس أعادنى الى توازنى الذى كدت افقده... و انهالت الذكريات"
فى عام 1959، و كنا مجموعة صغيرة السن من مبعوثى "الجمهورية العربية المتحدة" ندرس فى كلية الآداب بجامعة موسكو، جاءنى زميلى السورى عدنان جاموس،و كان انضجنا خبرة و اكثرنا معرفة بشؤون الحياة و الأدب ، بعدد من مجلة "الآداب" البيروتية قائلا: هل قرأت هذه القصيدة؟ و للصراحة فقد كنت أرى هذه المجلة لأول مرة، إذ غادرت مصر الى موسكوعام 1958 بعد ان انهيت الدراسة الثانوية لتوى، و عمرى 18 سنة، و كانت قراءاتى خارج المنهج الدراسى لا تكاد تحيط بما يصدر من روايات و قصص، فلم يبقى للمجلات الأدبية وقت أو نقود. كانت القصيدة بعنوان "التراجيديا الانسانية" لشاعر لم اسمع عنه من قبل هو: نجيب سرور. و كان مطلعها لافتا و جاذبا:







كانوا قالوا: إن الحب يطيل العمر ..
حقا، حقا.. ان الحب يطيل العمر!
حين نحس كأن العالم باقة زهر،
حين نرق كبسمة فجر،
حين نشف كما لو كنا من بلور،
حين نقول كلاما مثل الشعر،
حين يدق القلب كما عصفور،
يوشك يهجر قفص الصدر،
كى ينطلق يعانق كل الناس...
كانت قصيدة مختلفة عن كل ما قرأت حتى ذلك الحين، و اثارت فى نفسى العديد من الأسئلة..سألت صديقى عن هذا الشاعر فقال انه مصرى، و هو هنا فى موسكو، فأبديت تشوقا للتعرف به. فوعدنى عدنان الغامض -الذى بدا لى آنذاك لغزا لا يفصح إلا عن قليل مما يعرف- بأخذى معه الى نجيب سرور فى المدينة الجامعية الالجديدة لجامعة موسكو على تلال لينين، و كنا نحن نسكن فى المدينة الجامعية القديمة على اطراف موسكو.. فى نفس المبنى الذى كان يسكن فيه قبلنا ببضع سنوات ميخائيل جورباتشوف عندما كان طالبا فى الجامعة.
استقبلنا نجيب سرور بابتسامة عريضة كشفت عن فجوة وسط اسنانه العليا (علامة الشبق!)و كان حاجباه معقودين بتقطيبة طبيعية، و عيناه الضيقتان، الشديدتا الذكاء و المكر، تشعان بالمرح و الثقة بالنفس، و تنقل اليك احساسا بأن صاحبهما ينظر الى ما حوله و ما حوله نظرة فيها كثير من السخرية و المرارة الدفينة.و كان ثمة تناقض هائل بين هذا الوجه البشوش الممتلىء و الضاحك,و هاتين العينين بنظرتهما الثاقبةو الساخرة.
لفتت نظرى فى ذلك اللقاء تفصيلة خارجية .فقد كان الحاكى يعمل طوال جلستنا، و نجيب يغير الاسطوانة بين الحين و الحين،و كانت كلها موسيقى كلاسيكية لموسيقيين لم اكن سمعت حتى بأسمائهم. و كنا قد تعودنا منذ صغرنا ان نسرع بإغلاق المذياع أو تحويل المحطة ما ان يعلن المذيع عن فاصل من الموسيقى الكلاسكية التى لم نكن نفهمها بنغماتها المشوشة التى لا تسير على ايقاع واحد بل تزعج آذاننا الشرقية بهذا التخبط بين الانغام صعودا و هبوطا, طولا و قصرا,و نحن نبحث فيها عبثا عن مستقر للايقاع المطرد المطرب! و أسارع فأقول اننى مدين لنجيب سرور بتعرفى على الموسيقى الكلاسيكية الروسية و الغربية و تذوقى لها. فمنذ ذلك اليوم طال وجوده فى موسكو, كان نجيب يعلمنى كيف أتذوق اللحن الغربى و يشرح لى مواضيع السمفونيات، و يلفت انتباهى الى هذه النغمة أو تلك. و الى خصائص الأسلوب الموسيقى لهذاالموسيقار أو ذاك. كان يفعل ذلك بتلقائية و حماسة و حب غير مصطنع للموسيقى جعلنى لا اشعر بأننى تلميذ فى حضرة معلم.و عندما سألته عن سبب تعلقه بالموسيقى الكلاسيكية قال إن المخرج -و كان نجيب سرور قد جاء فى بعثة حكومية لدراسة فن الاخراج المسرحى- ينبغى ان يكون. على اطلاع واسع بكافة الوان الثقافة و الفنون, لأن المسرح هو مجمع الفنون, و الجهل او قلة الدراية بأى لون منها يؤثر سلبا على قدرات المخرج الابداعية و على مستوى حرفيته.
و منذ أن تعرفت بنجيب سرور أحست بأننى مشدود بهذه الشخصية الفذة كقطعة حديد الى مغناطيس قوى. كان فارق السن بيننا غير كبير, إذ كنت فى العشرين, و كان هو فى اواخر العشرينيات,و لكن الفارق فيما عدا ذلك كان هائلا.
كان نجيب- بالنسبة الى على الأقل-كنزا لا يفنى من المعرفة, و شخصية متعددة المواهب الى درجة خارقة. فقد كان ممثلا, و شاعرا, و مخرجا, و ناقدا, و كاتبا.و كانت معرفته بالأدب العربى و الغربى واسعة. و لكثرة ما لاحظت فى اشعاره من استشهادات بالتاريخ و الأساطير المسيحية ظننته فن بداية تعارفنا مسيحيا, خاصة و ان الاسم (نجيب سرور) أقرب الى الاسماء المسيحية فى مصر. و تحرجت أن اسأله, و لكنه ملأأمامى ذات مرة استمارة إقامة فرأيت جواز سفره, و كان اسمه فيها: محمد نجيب محمد سرور هجرس! و فيما بعد لمست كيف كان يستلهم فى اشعاره التاريخ و الأساطير الفرعونية و الاغريقية و الشعبية المصرية و الفلكلورية العربية, إذ كانت الروافد الثقافية المختلفة تمثل لدى نجيب نهرا انسانيا عريضا يغترف من كيف يشاء . أما الانتماء الدينى فكان مسألة تركها وراء ظهره!
و كان نجيب شخصية معقدة, و لكنها فى غاية الغنى و العمق, منطلقة و مرحة الى اقصى حد. كان لا يكف عن القاء النكت و القفشات الفورية، بنت الساعة. و حتى فى ذروة الجد و احتدام النقاش تفلت رغما عنه, فينفجر الحاضرون بالضحك, و ينفرط عقد التزمت و الجدية.
و لم يفلح نجيب تعلم اللغة الروسية حسب القواعد, فكان يخلط خلطا شديدا بين حالات الاعراب الست فى اللغة الروسية, حتى اشاع انه اخترع حالة جديدة, سابعة, للاعراب, هى الحالة التى يتكلم بها! و لكنه كان دائم القراءة باللغة الروسية و دؤوبا -كتلميذ- فى استخراج معانى الكلمات الجديدة من القواميس, و كأنما كان ييريد أن يسبق الزمن ليطلع على الأدب الروسى بلغته الاصلية. و عندما يعجبه كتاب, سواء فى الادب أم فى الفلسفة أم فى التاريخ .. كان ينكب عليه و ينقطع له, فلا ينام احيانا عدة ايام و لا يأكل الا لماما,و لكنه لا يكف عن تناول الشاى و القهوة.و يظل فى هذه الحمأة, و هذا التوتر الذهنى و العصبى حتى يفرغ من قراءة الكتاب المكتوب بلغة لا يكاد يعرفها!
و تلك كانت احدى خصال نجيب سرور التى عرفتها فيه فيما بعد.
و كان نجيب سرور لا يكتب الشعر كثيرا. قصيدتين أو ثلاثة فى السنه.. و لكنه كان يعانى مخاض القصيدة بالأسابيع.. يكتب و يشطب و يمزق, و يشرد كثيرا, يدندن لنفسه بإيقاعات ما, و احيانا يصبح غير قادر على تحمل هذه الحالة النفسية وحده, فيبوح لى بمطلع القصيدة أو ببضعة أبيات منها,و كأنما ينفس عن زفرة جاش بها صدره.
و لم يكن لنجيب سرور مثيل فى القاء الشعر..و شعره خاصة.و قد اجتمعت له ملكة الصوت الجهير العميق, المتوسط النبرة ما بين "الباص" و "التينور" مع القدرة على التحكم بمخارج الالفاظ التى اكتسبها عن دراسة فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة. و لم يكن يقرأ الشعر بل يمثله, مؤديا بصوته أدوار الشخصيات المختلفة إذا كانت القصيدة درامية, أو مختلف العواطف, اذا كانت القصيدة وجدانية. و حتى الأبيات العادية, التى ما كانت تحرك فيك أحاسيس قوية لو قرأتها بنفسك, كانت تنبض بالمشاعر الجياشة فى القاء نجيب سرور و بصوته المتفرد , و تهزك الى الاعماق. و قد عرفت شعراء عاديين لا يجيدون القاء شعرهم فيضيعون الكثير من جماله و يهدمون بصوتهم ما بنته قريحتهم...
كنا نلتقى ثلاثتنا -نجيب و عدنان و أنا- فى مقهى من مقاهى موسكو, حيث يختلف الجو عن مثيله فى المقاهى الشرقية.فالمكان هنا مغلق دائما بسبب الجوالبارد
و هو اقرب الى المطعم منه الى مقهى المشروبات الشرقي, و الرواد يأتون ليأكلوا و يشربوا و يرقصوا. أما نحن فكنا نختار طاولة فى احد الأركان, و ننفصل بها عن كل ما كان يحيط بنا من صخب الموسيقى و ضجة الأطباق و الملاعق, و شهقات الثمالى, و نظرات الشقراوات الداعية, و دقات احذية الراقصين المدوية. كان نجيب يقرألنا من اشعاره, و نحن نصغى اليه فاغرى الأفواه, و عندما يلقى قصيدة حزينة كقصيدة"أبى" (والد نجيب) الذى ضربه الاقطاعى امام ابنه(نجيب) كان صوته يتهدج, و تنساب الدموع على خديه, و ما ان ينهى القصيدة حتى نهب لعناقه و تقبيله و مواساته، و الدموع تسيل على خدودنا أيضا!...
و كنا لا نغادر المكان الا بعد انفضاض جميع الرواد و جميع الكراسى و المفارش, و تقريبا بعد طردنا طردا و اطفاء اضواء الصالة, بينما نحن مندمجين مع اشعار نجيب سرور, غير عابئين بما يفعله خدم المقهىلإجبارنا على الانصراف. و فى ليالى الصيف القصيرة فى موسكو, إذ يحل الفجر فى الثانية صباحا و تشرق الشمس فى الرابعة, كنا نمضى متسكعين فى شوارع موسكو النظيفة و الخالية, و خاصة فى وسط المدينة و نجيب يواصل القاء اشعاره تحت تماثيل الشاعرين بوشكين و ماياكوفسكى و الأمير يورى دولجاروكى مؤسس موسكو.و نظل نضرب فى الشوارع حتى الساعة السادسة, موعد افتتاح محطات المترو, لنستقله فى اتجاهين متعاكسين: هو الى المدينة الجامعية الجديدة, و عدنان و انا الى المدينة القديمة...
و سرعان ما اصبحت راوى اشعار نجيب سرور فى مجموعة الدارسين المصريين و السوريين فى موسكو. و رحت اقلده فى طريقة القائه المتميزة, و نجحت فى ذلك الى حد ما فقد لاحظت ان السامعين لا يعجبون بالأشعار فحسب, بل و بطريقة القائى لها.و شيئا فشيئا تجمعت حول نجيب سرور مجموعة من الطلبة الشباب المصرين و السوريين, فانتعش و ارتفعت معنوياته, و بدأيخرج من عزلته التى كان قد ضربها على نفسه عند مجيئه لموسكو, لاقتناعه-كما قال لىفيما بعد- بأن المبعوثين المصريين آنذاك(1959)كانوا منتقين بعناية من اجهزة المباحث بحيث لا يفلت منهم تقدمى واحد. أما هو فأفلت بأعجوبةلأنه وصل الى موسكو فى قمة الحملة المعادية للشيوعية فى "الجمهورية العربية المتحدة", و هى حملة صاحبت اقامة الوحدة بين مصر و سوريا و لعبت هذه الصدفة دورمأساويا فى حياة نجيب سرور فى موسكو.
فما ان افصح نجيب سرور عن انتمائه للفكر الماركسى, و اشاع انه كان عضوا بأحد التنظيمات الشيوعية فى مصر(جماعة حد تو) حتى وجد نفسه محاصرا بشكوك و ريب قوية من قادة التنظيمات الشيوعية العربية فى موسكو, و خاصة تنظيم الحزب الشيوعى السورى الذى كان يقوده فى موسكو احد اعضاء اللجنة المركزية لحزب اللاجئين الى الاتحاد السوفييتى. و كان مبعث الريبة هو: كيف يتمكن شخص يقول انه شيوعى من المجىء الى موسكو فى هذه الفترة بالذات, و يفلت من اجهزة المباحث المصرية التى كانت فى اوج عنفوانها, بل و فوق ذلك يأتى طالبا فى بعثة حكومية!
و فى محاولة منه لتبديد هذه الشكوك جنح نجيب الى التطرف، فلجأالى تشكيل مجموعة من "الديمقراطيين المصريين" لإصدار البيانات و اتخاذ المواقف المعادية للنظام الحاكم, و استغل ذات مرة فرصة انعقاد أحد المؤتمرات التضامنية مع الشعب الكوبى فى جامعة موسكو فقفز الى المنصة و استولى عليها , و اطلق بيانا ناريا ضد "النظام القمعى الديكتاتورى" فى مصر و سوريا.و بينما هدرت القاعة المملوءة عربا و اجانب بالتصفيق ظهر الحرج و الضيق على أوجه المسؤولينفى الجامعة, الذين وضعهم نجيب فى ورطة شديدة.و نجحوا اخيرا فى تنحيته عن المنصة و لكن بعد فوات الأوان! ففى اليوم التالى احتجت السفارة المصرية على جامعة موسكو, و فصل نجيب من البعثة(هو و ماهر عسل الذى ترجم له البيان و ألقاه بالروسية) و ألغى جوازا سفرهما, و طالبت السلطات المصرية المسؤولين السوفييت بترحيل نجيب سرور و ماهر عسل الى القاهرة فورا!
بهذه الحركة نجح نجيب فى كسب ثقة الشيوعيين العرب فى موسكو فدافعوا عن بقائه فيها و تكللت مساعيهم لدى السلطات السوفييتية بالنجاح فظل نجيب فى موسكو, و لكنه نقل الى مدينة جامعية اخرىحتى لا يحتك بالمبعوثين المصريين الهائجين ضده. و بمرور الوقت ادرك نجيب انه ارتكب حماقه,و لم يعد يدرى ماذا يفعل بهذه المجموعة الصغيرة التى التصقت به. و اعترف لنا صراحة بأنه لا يفقه شيئا فى السياسة, و انه لا يريد ان يلحق بنا الضرر, و لذلك قرر تركنا و الانصراف الى الدراسة, و نصحنا ان نحذو حذوه.
حتى ذلك الحين لم اكن قد ادركت مدى تعقد شخصية نجيب سرور فأزعجنى منه هذا السلوك الذى اعتبرته "غير رجولى", و لم استطع ان افهم سبب هذه الازمة التى داهمته فى الوقت الذى بدا و كأن اموره تسير الى الأفضل بعد تبدد سحب الشكوك فيه و انتصاره فى المواجهة مع السلطات المصرية و فشل الضغوط التى مورست ضده. و اخذ نجيب يبتعد عنا و يغرق فى الشرابو الديون. و فى هذه الفترة بدأيكتب قصيدة "العودة" التى اورد مقاطع منها فى ديوانه "لزوم ما يلزم" و هى قصيدة مغرقة فى اليأس و الضياع و الحنين الى الوطن:







"يا مصر يا وطنى الحبيب!
يا عش عصفور رمته الريح فى عش غريب,
يا مرفأى آت انا آت.. و لو
فى جسمى المهزول آلاف الجراح..
و كما ذهبت مع الرياح..
يوما اعود مع الرياح..
و متى تهب الريح؟ أو هبت..
فهل تأتى بما يهوى الشراع؟
ها انت تصبح فى الضياع..
فى اليأس.. شاة عاجزة..
ماذا لها ان سلت السكين غير المعجزة؟!.. "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:10

و هجر نجيب سرور المسرح الذى كان يدرس فيه تحت اشراف المخرج الكبير نيكولاى اخلوبوكوف متعللا بأن اخلوبوكوف مخرج شكلى يهوى المؤثرات الصوتيه والضوئية و لا يغوص فى اعماق النص المسرحى. و قد شاهدت بالفعل مسرحية "هاملت" من اخراج اخلوبوكوف فأصم اسماعنا دوى الطبول فى اوركسترا المسرح, و أغشت ابصارنا الأضواء الباهرة التى كان يسلطها على الصالة. و مع ذلك لم يكن هذا هو السبب الحقيقى الذى نفر نجيب من دراسة المسرح, و انما كانت الأزمة الحادة التى أخذت تتفاعل فى اعماقه, و التى لم استطع -رغم كل ما بذلت من جهدآنذاك- أن ادرك أسبابها و بواعثها.كنت لا ارى غير ظاهرها:الاغراق فى الشراب, اليأس المطبق, الاحباط المطلق. كل ما استطعت ان ادركه هو ان اغراقه فى الشراب كان الوسيلة التى لم يجد سواها للهروب من ازمته. و ذات مرة سألته مستنكرا-و كنت اجالسه فى احد المطاعم- :
-لماذا يفرط فى الشراب الى هذا الحد،
-فأجاب: لكى انسى!
-قلت له: و ما الذى تريد ان تنساه؟
-فأجاب بروح دعابته الحاضرة دائما: و هل ترانى أذكر.!
فى اواخر فترة وجوده فى موسكو، حوالى عام 1963 بدأ نجيب يكثر من الحديث عن النفوذ الصهيونى فى الاتحاد السوفييتى. و استنكرنا منه ذلك بشدة,إذ كنا نعيش فى "عصر الأممية ", و لم نصدق ان الاتحاد السوفييتى العظيم يمكن ان يكون خاضعا للنفوذ الصهيونى، و اعتبرنا -انا و زملائى- أن نجيب يغالى كعادته، و خاصة فى ظل تفاقم ازمته الشخصية.و بعد ذلك بسنوات أدركت مدى صواب ما يقال عن عين الفنان التى ترى ما وراء الظاهر و تغوص الى اعماق الاشياء, و تكشف لنا ما لا نراهمثل عينى زرقاء اليمامة! و أنا لا اريد هنا ان اقول أن نجيب سرور كان محقا تماما آنذاك, و لكنه رأى بوادر الظاهرة التى لم تتكشف لنا الا فيما بعد.
ثم وقعت الحادثة التى وضعت نهاية لبقاء نجيب سرور فى موسكو...
كان يسامر احد الاصدقاء اليمنيين فحدثت مشاحنه بينه و بين أحد الرواد الذى ظنهما يهينانه. و تدخل رجال الشرطة و حاولوا اقتياده بلَى ذراعيه.و كان نجيب قوى البنية فتخلص منهم بقوة اعتبروها مقاومة, فاجتمعوا عليه و اقتادوه الى مبنى الشرطة حيث اوسعوه ضربا. و قال لى نجيب و هو يروى هذه الواقعة: لقد بكيت آنذاك ليس من الألم بل على انهيار المثال و احسست انه لا فرق بين شرطة مصرية و مباحث مصرية, فكلها اجهزة قمع, و انما نحن الذين صدقنا الاوهام عن "انسانية الاشتراكية" و كعادته "نظر" نجيب لهذا الحدث و اختزل فيه كل جوانب الظاهرة!
و سافر نجيب الى بودابست بدعوة من أحد اللاجئين السياسين المصريين هناك, حيث عمل فى القسم العربى بإذاعة بودابست, و التف حوله العرب و رحبوا به, و لكن سرعان ما عاودته ازمته التى لم يفلح تغيير المكان فى اطفاء جذوتها, و كان يتصل بى من هناك هاتفيا, مؤكدا على استفحال النفوذ الصهيونى لا فى القسم العربى فى الاذاعة فحسب بل و فى معظم اوجه الحياة السياسية و الثقافية و الاقتصادية فى المجر. و بالطبع أخذت ما قاله على محمل المبالغة المعهودة فيه...
و ذات مرة اتصل بى منن بودابست, و كان ذلك فى ربيع عام 1964, و طلب من عاملة البدالة أن تكون المكالمة على حسابى، فوافقت مستغربا, و عندما تم الاتصال أخبرنى انه طلب ذلك لأنه لا يملك ثمن المكالمة, و قال بصوت متهدج أفجعتنى نبرته المتهالكة إنه جائع و لم يأكل منذ ايام, و سيذهب غدا الى السفارة المصرية "ليسلم نفسه" (كما قال) لأنه لم يعد يحتمل الزيف المحيط به و يريد ان يعود الى مصر ليموت فيها, مثل سنوحى!
رجوته ان يهدأو لا يتسرع و سنحاول تدبير الأمر, و لكنه اصر قائلاانه لم يعد ثمة معنى للاستمرار فى لعبة الخداع, فالعالم كله لصوص و مخدوعون, و ما المذاهب الا أساليب يلجأ اليها اللصوص لتغطية سرقاتهم. و بهذه المناسبة فقد كتب نجيب سرور فى بودابست قصيدته الشهيرة "المسيح و اللصوص" حيث "اتهم" فيها المسيح بأنه السبب فى ظهور اللصوص الذين اخذوا يتاجرون باسمه, و باسمه يحكمون!
و حين يحاول "مسيح نجيب سرور" أن يرد على الشاعر بأنه سيعود ليصحح الأوضاع يجادله الشاعر:







-هل تصدقُ ما تقولٌ؟
-الأبُّ قال بأننى حتما أعودْ
مَلِكاً على أرض البشرْ
لتَسودَ فى الناس المسرةُ و السلامْ!
-لو عدتَ.. منذاَ يعرفُكْ؟
-سأقول: جئتُ انا المسيحْ!
-سيطالبونكَ بالدليلْ.
-ستكونُ فى جيبى البطاقةُ و الجوازْ.
-هذا قليل..
ما اسهلَ التزويرَ للأوراقِ فى عصرِ اللصوصْ.
و لديهمُ (الخبراءُ) سوف يؤكدونْ
أن الهويةَ زائفةْ!
-لكنْ عليها الختمُ..ختمُ الأبّْ..
-يا بئسَ الدليلْ!
سيؤكدُ الخبراءُ ان الختمَ برهانٌ على زيفِ الهوية!
-سأريهمُ هذى الثقوبْ..
فى جبهتى -انظرْ- و فى الكفينِ, فى الرجلين..
جئتُ أنا المسيحْ!
-سيقول لوقا: قالَ مرقصُ
إنَّ متََّى قال يوحنَّا يقولْ:
"فى البدء كانَ الأمرُ "إصلبْ
و الآن صار الصلب أوجَبْ!"
حتماً ستُصلبُ من جديد
همْ فى انتظاركَ-كلُّ اتباعِكَ، قطعانُ اللصوص-
همْ فى انتظاركَ بالصليبْ...
ماذا؟ أتبكى؟ كلُّ شىءٍ مضحكٌ حتى الدموعْ!
العصرُ يضحك من دموعك, من دموعى, عصرنا
عصرُ اللصوصْ,
بل أنتَ... حتى انت لصٌّ!
لو لم تكن ما كان فى الأرض اللصوصْ!
حتى أنا لصٌ.. ألم أخدع طويلا باللصوص؟!
و نقول بين قوسين إن الأديب المصرى الكبير يوسف ادريس كتب فى نفس الفترة تقريبا مسرحية "المخططين" التى تتصدى ايضا لظاهرة استيلاء "جماعة المنتفعين" على الحكم, و منع اى محاولة لتصحيح الأوضاع حتى لو كانت من صاحب الفكرة نفسها! و هذا دليل انتشار ظاهرة عدم الثقة فى الأنظمة الحاكمة آنذاك و التى كانت تتشدق بالشعارات الديماغوجية عن الحرية و الديموقراطية و الاشتراكية فى غيبة تامة لهذه المثل.
على ان نجيب سرور قد كتب فى نفس الفترة فى بودابست روايته الشعرية الرائعة "ياسين و بهية" التى حولها المخرج كرم مطاوع الى مسرحية قدمت على "مسرح الجيب" فى القاهرة عام 1965 بعد عودة نجيب سرور الى مصر. و تمثل هذه الرواية رؤية جديدة لقصة ياسين و بهية المعروفة فى الأدب الشعبى المصرى, إذ يجعل نجيب من بطلها مناضلا ضد الاقطاع و ثائرا على الظلم, و مضحيا بحياته فى سبيل تحرير الفلاحين، كاسبارتاكوس محرر العبيد. فكيف اجتمع فى نفس نجيب ذلك الضياع الخانق و اليأس المطلق مع هذا الايمان الحار بعدالة النضال من أجل الحرية و الثورة على الظلم و الاضطهاد؟ أهى اصداء مرارته القديمة من الاقطاع الذى أهان الوالد أمام ابنه الصغير؟.. أم هى روح الفلاح المصرى الكامنة فى اعماق نجيب سرور, و التى تتجاوز الايمان أو الكفر بالنظريات و المذاهب، لأن النظريات تقوم و تسقط, أما الارضية الفلاحية الضاربة فى عمق التاريخ المصرى لآلاف السنين, فتبقى هى الأساس الراسخ الذى ينفذ من اليأس و الضياع. و بالفعل فلو تجاوزنا عن الخط المتعرج و المتأزم لحياة نجيب سرور, فسنجد خطه الابداعى، ممثلا فى مسرحياته التالية ل"ياسين و بهية", "آه يا ليل يا قمر", قولوا لعين الشمس.." , هو خط نضال العامل المصرى و الجندى المصرى -بعد الفلاح فى ياسين و بهية- ضد الظلم الطبقى و الاستعمار الأجنبى. و لهذا فبوسعى أن اقول إن نجيب سرور, رغم كل شطحاته و تقلباته و ضياعه و أزماته, كان فنانا ملتزما بقضايا شعبه و وطنه على المستويين المصرى و العربى, حتى الرمق الأخير...
و كم مرة طرحت على نفسى هذا السؤال: ما السبب فى الأزمة التى لازمت نجيب سرور طوال حياته القصيرة و كانت السبب فى رحيله المبكر؟
فى البداية ظننته الاضطهاد.. و لكن نجيب عاد الى مصر فلم يتعرض للملاحقه و السجن.. و كنت اظنه الظلم و حرمانه من فرصة تحقيق مواهبه.. و لكنه نشر دواوينه و مسرحياته، و مثل على المسرح و فى التليفزيون، و أخرج للمسرح و أخرجت له مسرحياته.. ربما لم ينل كل ما كان يريد.. و لكنه لم يحرم تماما...
ثمة تفسير منطقى واحد لهذه الأزمة, لا أجد غيره..
إنه الصراع فى نفسية الشاعر بين الواقع المرفوض.. و المثال المستحيل..
انه مأساة العقل, الذى يحفر كالمثقاب فى طبقات الزبف و الأكاذيب ليصل الى الحقيقة, و لكنه للأسف يواصل الحفر حتى يخرج الى الجانب الآخر, محدثا ثغرة فى السد تتسع مع الزمن لتندفع منها المياه المخزونه مدمرة كل شىء!...
الفنان شمعة تحترق.. لتضىء لنا الدرب الى الحقيقة, و الخير, و الجمال...
و نجيب سرور فنان لم يدخر ضوءه, فاحترق سريعا كشهاب مرق فى سمائنا, و لكنه ترك فى نفسى, و فى نفوس الكثيرين غيرى, أثرا ساطعا لا ينسى.. لأنه أثر الموهبة المبدعة... -- أدباء عرب فى موسكو --
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:12











لهـــذى الجمـــوع



فتاتى .. ما غيرتنى الســنون و لا غيرتك
احبـك مزلت .. لــكنني
صحوت على صرخــات الجمــوع
و خطــو الفنـــاء الى أمتي
رأيت الحيـاة تموت هنــاك
على مذبح اليــأس فى قريتي
تريـد النشــور !
أفـاتنتى .. ان مضى الســالكون
على أرضنا فى الصــباح القريب
يلمـون فى النـور آثارنـا
فمـاذا تراه يقول الدليــل
اذا ســألوه عن الحــالمين
عن اللاعبــين .. عن الشــاربين
عن الراقصــين .. عن الســامرين
عن النــائمين بليــل الدمـوع
على زفرات النفوس الموات
عن الهائمــين ببحـر الدمـاء
على زورق من جنـاح الخيــال
و قـد غلفـوا بالنبيــذ العيــون
و مرت عليهم جموع الجياع و مروا عليها ..
فــلم يلمحوا ذلـه البائســـين
ولم يســـمعوا أنـة اليائسـين
وراحوا يصــوغون فى حلمهم
عقـود الدخـــان
كمــا ينســـخ العنكبوب الخيوط
فمــاذا تراه يقول الدليـل ؟
أأســمع وقـع خطى الطاغيــه
يدب على حثث الســاقطين
و يطحــن بالنعــل كل الجبـاه
وأقعــد .. لا أســـتفز الحيـــاه
و أحــلم .. لا أســـتثير الجمــوع
لتضرب بالنعــل عن الطغــاة
لتحيـــا الحيـــاة ؟
أأســـمع حشرجــة الأشــقياء
يئنون من قســوة العاصفــه
و قد لفحتهم ريــاح الســموم
و أجلس كالطفل أحصى النجــوم ؟ !
أأســمع قهقهــة الطاغيـــة
يســـير بمركبــه آمنــا
فخــورا كنــوح
و قد أغرق القوم طوفا نــه
وأقعــد لا أخرق المركبــا ..
ولا أنفخ الروح فى الغــارقين ؟ !
أأحــلم و الليـــل من حوليــه
دعــاء يؤرق عين الســماء
ولكنهـــا لا تجيب الدعــاء
وهـــل أهب الكأس الحانيــه
ولا أهب الشـــعب لحن القيـــام ؟ !



أفاتنتى .. فى احمرار الورود على وجنتيك
رأيت الدمــاء
دمــاء المســـاكين فى قريتي
يعيشـــون كالدود فى مقبره
هم الدود و الميت يافتنتى !
أفاتنتى .. فى اختناق السواد على مقلتيك
رأيت الشـــقاء
يلف بأذرعــه الهــاصره
جســوم الملايين من أمتى !
أفاتنتى فى انسياب الحيــاة على شفتيك
رأيت الجفـــاف
رأيت سراب الحيــاة الشحيح
تصــوره لهفـة الظــامئين
وهذى النجوم عيون العبيد تطل علينا
و قد جحظت بالعـذاب المقـل
أفاتنتى و رأيت الرءوس ألوف الرءوس
معلقــة فى فــروع الشــجر
وقد شنقتها حبال الشتاء كشنق الثمر
وســوقا كبــيره
يبــاع بهــا عرق الكادحــين
بســعر التراب , ولحم البشر
أفاتنتى ورأيت الجموع
تســير بمصباحهــا المختنق
لتبحث عن لقمــة ضائعـة
ويــأتى المســاء ..
فتــأوى الى جحرهــا جائعـه
وفى كفهــا حسرة ضــارعه
وتطوى على جوعهــا يأســها
كمـا تنطوى فى الثرى قوقعـه
ويســدل ســتر الظــلام الكثيف
على مشــهد من صراع الحيــاه
ليبدأ فى الصبح فصــل جديد
فتمضى الجمــوع بمصباحهــا
" لتبحث عن لقمــة ضائعــه "
فهـل أهب الكــاس ألحانيــه
وقد زرعوا أرضــنا بالعذاب ؟
فتاتى .. ما غيرتنى السنون ولا غيرتك
أحبــك ما زلت لكنني
وهبت النشــيد لهــذى الجموع !



نشرت بمجلة " اللآداب " عدد يوليو عام 1954
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:13


<H1>الحـــذاء



أنـا ابن الشـــقاء
ربيب (الزريبــة و المصطبــة)
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء
وفى قـريتى (عمدة) كالاله
يحيط بأعناقنــا كالقــدر
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حبــالي
يـلدن الحيــاة
وذاك المســاء
أتانـا الخفيـر و نـادى أبي
بأمر الالـه ! .. ولبى أبي
وأبهجانى أن يقــال الالـه
تنـازل حتى ليدعـو أبى !
تبعت خطــاه بخطو الأوز
فخورا أتيــه من الكبريــاء
أليس كليم الالــه أبي
كموسى .. وان لم يجئـه الخفــير
وان لم يكن مثــله بالنبي
وما الفرق ؟ .. لا فرق عند الصبى !
وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعو ا ..
أبى يا عيــال دعــاه الالــه " !
وتنطـق أعينهم بالحســد
وقصر هنــالك فوق العيون ذهبنـا اليه
- يقولون .. فى مأتم شــيدوه
و من دم آبائنا والجدود وأشــلائهم
فموت يطــوف بـكل الرءوس
وذعر يخيم فــوق المقــل
وخيــل تدوس على الزاحفــين
وتزرع أرجلهــا فى الجثت
وجداتنــا فى ليـالى الشــتاء
تحدثننا عن ســنين عجــاف
عن اللآكلين لحـوم الكلاب
ولحم الحمير .. ولحم القطط
عن الوائـــدين هناك العيــال
من اليــأس .. و الكفر والمســغية
" ويوسف أين ؟ " .. ومات الرجاء
وضــل الدعــاء طريق الســماء
و قــام هنــالك قصر الالــه
يــكاد ينــام على قـريتي
- ويــكتم كالطود أنفاســها
ذهبنــا اليــه
فلما وصــلنا .. أردت الدخول
فمد الخفــير يدا من حـديد
وألصقنى عند باب الرواق
وقفت أزف أبى بالنظــر
فألقـى الســـلام
ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! !
رأيت .. أأنسى ؟
رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء
وينهــال كالســيل فوق أبى ! !
أهـــذا .. أبى ؟
وكم كنت أختــال بين الصغــار
بأن أبى فــارع " كالملك " !
أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ !
وكم كنت أخشــاه فى حبيـه
وأخشى اذا قـام أن أقعـدا
وأخشى اذا نـام أن أهمســا
وأمى تصب على قدميــه بابريقهــا
وتمســح رجليــه عند المســاء
وتلثم كفيــه من حبهــا
وتنفض نعليــه فى صمتهــا
وتخشى علــيه نســيم الربيــع !
أهـــذا .. أبى ؟
ونحن العيــال .. لنا عــادة ..
نقول اذا أعجزتنا الأمور " أبى يستطيع ! "
فيصعد للنخـلة العـاليـة
ويخـدش بالظفر وجــه السـما
ويغلب بالكف عزم الأســد
ويصنع ما شــاء من معجزات !
أهـــذا .. أبى
يســام كأن لم يكن بالرجــل
وعـدت أســير على أضــلعي
على أدمعى .. وأبث الجــدر
" لمـاذا .. لمـاذا ؟ "
أهلت الســؤال على أميــه
وأمطرت فى حجرهــا دمعيــه
ولكنهــا اجهشــت باكـيه
" لمـاذا أبى ؟ "
و كان أبى صــامتا فى ذهول
بعــلق عينيــه بالزاويـة
وجـدى الضــرير
قعيـد الحصــير
تحسسنى و تولى الجـواب :
" بنى .. كذا يفعل الأغنيــاء بكل القرى " !
كــرهت الالــه ..
وأصبح كل اله لدى بغيض الصعر
تعلمت من بومهــا ثــورتي
ورحت أســير مع القـافلة
على دربهــا المدلهم الطــويل
لنلفـى الصــباح
لنلقـى الصــباح !



نشرت بمجلة " الرسالة الجديدة " عدد أغسطس سنة 1956


</H1>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:14












التراجيديا الانسانية



" وفى مغيب آخر ايام عمرى ..
سوف أراك وأرى أصدقائى ،
ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية ..
التى لم تتم ..! "
( ناظم حكمت )


(1) حب .. وبحر .. وحارس


كانوا قالوا : " إن الحب يطيل العمر "
حقا .. حقا .. إن الحب يطيل العمر ! !
حين نحس كأن العالم باقة زهر
حين نشف كما لو كنا من بللور
حين نرق كبسمة فجر
حين نقول كلاما مثل الشعر
حين يدف القلب كما عصفور ..
يوشك يهجر قفص الصدر ..
كى ينطلق يعانق كل الناس !
كنا نجلس فوق الرملة
كانت فى أعيننا غنوة
لم يكتبها يوما شاعر ..
قالت :
- .. صف لى هذا البحر !
- يا قبرتى .. أنا لا أحسن فن الوصف
- واذن .. كيف تقول الشعر ؟ !
- لست أعد من الشعراء
أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه
أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل
ما لم أوجز نفسى فى الكلمات
هيا نوجز هذا البحر
- كيف .. أفى بيت من شعر ؟
- بل فى قبلة ! !
عبر الحارس .. ثم تمطى .. " نحن هنا " !
ومضى يلفحنا بالنظرات
" يا حارس .. أنا لا نسرق
يا حارس يا ليتك تعشق
يا ليت الحب يظل العالم كله
يا ليت حديث الناس يكون القبـلة
يا ليت تقام على القطبين مظلة
كى تحضن كل جراح الناس
كى يحيا الإنسان قرونا فى لحظات "
ومشى الحارس .. قالت " أوجز هذا البحر " !
كان دعاء يورق فى الشفتين
- يبدو أن الحارس يملك هذا البحر
يكره منا أن نوجزه فى القبلا ت !
- فلنوجزه فى الكلمات ..
أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟ !


(2) سر الكلمة


- قبرتى .. لا يعلو شىء فوق الكلمة
كانت مذ كان الإنسان
كانت أول .. كانت أعظم ثورة !
كانت تعلو منذ البدء على الأسوار
تسخر من كل الحراس
تخرج مثل شعاع الفجر وهم نوام
خرجة " بطرس "
يوم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟
خرجت تأسو كل جراح الناس
أو " كمحمد " ..
ليلة شاءوا يا قبرتى قتله
ثم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟
خرجت تمشى بين الناس الدعوة
وكسقراط ..
شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة
" اعرف نفسك "
أو كيسوع ..
مات ولكن أسلم للأجيال الكلمة
" اللّه محبة "
وكأخناتون
قد أكلته النار ولكن ..
عاشت رغم النار الكلمة ..
أبدا لم يحرقها الكهنة
ومشت بين الناس " سلام يا آتون ! "
هل يمنع سد هذى الموجة ..
من أن ترقص فوق الشط ؟ !
دوما سوف يزول السد
لترقص فوق الشط الكلمة
هذا يا قبرتى سر الكلمة ! !


(3) ملكوت الأرض


يا قبرتى .. بعدت ععنا عين الحارس
هيا نوجز هذا البحر
مهلا .. مهلا .. هل تبكين ؟
يا قبرتى هل تبكين ؟
مسحت دمعا كان ينام على تفاح الخد
مثل دموع الصبح تنام على أوراق الورد
" شوفى .. شوفى العصفورة !! "
ضحكت مثل الطفل وقالت :
- يا عصفورى .. لست صغيرة !
- ليت الناس جميعا كالأطفال !
والحق أقول ..
لن ندخل فى ملكوت الأرض
ما لم نرجع يا قبرتى كالأطفال
- قل لى .. ما ملكوت الأرض ؟
- كان قديما فى السموات
يدعى يا قبرتى " الجنة "
. . . . . . . . . . . .
دالت للإنسان الأرض !
أوغل فيها .. خاض بحارا سبعة
شق صحارى سبع
ذاق الويل
لاقى كل صنوف الهول
جاع .. تعرى .. علق فى السفود
شرد .. طورد .. سمر فى الصلبان
كتف .. ألقى للنيران
مات مسيح يا قبرتى بعد مسيح
لكن لم يمت الإنسان !
كيف يموت ..
وهو يرص الطوبة فوق الطوب
يبنى فى الأرض الملكوت
يصنع يا قبرتى الجنة .. ؟ !
يا كم رفع سزيف الصخرة
يا كم سقطت منه المرة بعد المرة
لا .. لن تيأس يا سيزيف
يوما سوف تقر هنالك فوق القمة
تهتف منها فى البشرية :
لا صلبان ولا أحزان
شبع الجوعى
شفى المرضى
قام الموتى
أبصر فى الأرض العميان
فتحت أبواب الملكوت ..
ما قد صعد إبن الإنسان
للحرية ! !

(4) العرس و المآتم


- يا عصفورى .. ما يبكيك ؟
مسحت شيئا فى خدى وقالت :
" شوف العصفورة "
ثم ضحكنا كالأطفال
حين أفقنا كانت توشك عين الشمس
تغرق فى أحضان البحر
- يا قبرتى .. كنا نعبد عين الشمس
كانت رمزا .. كانت ربا يدعى " رع "
يركب كل صباح قارب
يضرب فى السموات ويفرش فوق الأرض النور
أبدا لم تخنقه الأفعى
أبدا لم تنتصر الظلمة
ظل القارب يقطع هذى الرحلة
يسقط كل مساء فى أحضان البحر
ثم يعود فيولد كل صباح
رغم الأفعى !
كنا نعشق منذ البدء النور
نولد فى ميلاد الشمس
قولى يا قبرتى عرس
نفرح .. نجرى للغيطان
نرقص .. نهتف كالأطفال
" المجد لعينك يا رع
الملك لعينك يا رع
الأرض بساطك يا رع
العالم عرشك يا رع
فلتحرق بالنور الأفعى
ولتنشر فى البحر شراعك
ولترضع بالدفىء البذرة
ولتحضن أمواج الحنطة
ولترع جميع الغيطان
ولتكشف درب الإنسان
المجد لعينك يا رع
الملك لعينك يا رع " !
كم صلينا .. كم غنينا
كم صورنا يا قبرتى هذا القرص
- أنظر .. ها قد غاب القرص ..
يا عينى .. قد غاب القرص !
- كنا نحزن عند مغيب الشمس
نبكى .. نندب .. قولى مأتم
كانت هذى الأرض تموت
حين تنام عليها الظلمة كالتابوت
تلك الأفعى
كنا نحمل موتانا للجبانة
تلقيهم فى جوف " الغرب "
أهنالك شىء فى الغرب
يأتينا ليسر القلب " ..
ذهبت مثلا ..


(5) صلات للموتى


كم صلينا يا قبرتى للأموات :
" رب الموتى أوزوريس
ارحم موتانا يا رب
فلكم ناحوا لمـا مـت
ولكم فرحوا لما قــمـت
بأسم دموعك يا إيزيس
بأسم شبابك يا حوريس
أرحم موتانا يا رب ..
كم كانوا يخشون الغرب !
ضميهم يا أرض إليك
كم رقصوا يا أرض عليك
كم قطفوا اللوتس والبردى من كفيك
كم عشقوا .. غنوا للحب
كم صلوا فى عيد الخصب
كونى يا أرض وشاحا فوق الموتى
كونى يا أرض جناحا فوق الموتى
كونى يا أرض سلاما فوق الموتى
ما أقسى الأرض على الموتى ..
يا قبرتى .. ما أرحمها بالأحياء !
وإذا الحارس يزعق " قوموا يا أموات ! "
فتل الشارب .. زمجر .. حمر من عينيه
قلنا نقفل بابا تأتى منه الريح !
قمنا نبطىء فى الخطوات ..
ثم وقفنا .. قالت وهى تصيح :
- هل تسمع دقات الساعة ؟
- ماذا تلهمك الدقات ؟


(6) أغنية للدقات


قالت وهى تغنى للدقات :
الدقة الأولى
" الساعة يولد انسان "
الثانية
" ويموت الساعة انسان "
الثالثة
" والعالم ليس بملآن "
الرابعة
" بل ليس القبر بملآن "
الخامسة
" مازال سؤالك يا هملت "
السادسة
" أضحوكة ذاك الحفار "
السابعة
" أوغلنا .. جبنا الأفلاك "
الثامنة
" خضناها مثلك يا رع "
التاسعة
" وصنعنا للرحلة قارب "
العاشرة
" لنجب شراعك يا رع "
الحادية عشر
" أيظل الإنسان يموت "
الثانية عشر
" حتى فى عصر الأقمار " ؟ !!


(7) الشعر و العالم


سكتت حتى مسحت دمعا
كان ينام على التفاح
سألت فى صوت الكروان :
- ماذا تلهمك الدقات ؟
قلت وفى عينى طموح للأقمار :
- العالم فوق الشعراء
فليعل الشعر إلى العالم
أو فلنصمت !




التراجيـديا الانسانيـة

HOME
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:15


<H1>نوجا .. نوجا



مهداه الى صديق حلمى راغب المحامي
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
أتبيع الحلوى يا ولدي
من غيرك كان ليأكلها
لولا مهزلة فى بلدى .. ؟ !
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
فى نصـف الليـل تغنيهـا
عريانـا فى برد الليـل
أنا مثلك لم أعرف يوما أفراح الطفل
و عرفت الأحزان المرة
و رضعت العلقم من مهـدي
لم أعرف ما تعم الحلوى ..
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
أحلى نوجا ؟ !
كلها يا ولدى .. ملعون من يأكلهـا ..
غـيرك أنت ..
و لتقطع كف تخطفهـا مثل الحـدأة ..
يا كتـكوتى .. من ثغرك أنت ..
يا مثـل الورد البري
يا أطهر من أى نابى
يا أحلى من أحلى نوجا
يا كبدى .. أتبيع النوجا ؟
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "
ما كان بعيدا أن أصبح مثلك أنت
فأنادى " نوجا .. يانوجا .. "
ما يمنع أن يصبح ولدى يوما أنت
فينادى " نوجا .. يانوجا "
قلهـا للعـالم يا طفلي
قلها للقرن العشرين ! .. فليبنوا من فوق الموتى أهرام المـال
و ليلقوا للفقر الضــارى بالأطفال
ليبيعوا للنـاس النوجا فى نصف الليل
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "

</H1>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:16



<H1>لــــزوم ما يــــلزم







نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Cover_s
الإهــــداء ..
الى الذى عَلَّمنى الشَّـعْرَ والثورة ..
الى أبى .....
والى الذى أعيشُ من أجلِ أن أراهُ بين أحضانِ مصر
الى وَلَدى الغريب !
والى ساشا كورساكوفا
ثم من قبل وبعد ..
الى أمى !

نـجـيـب ســرور




Arabic

mac
win
iso
?
E
N
C
O
D
I
N
G
S


Spanish






ألا ليتنى أجدُ ألفاظاً لم يَعْرِفْها الناس ، و عباراتٍ وأقوالاً بلغةٍ جديدةٍ لم يُنْقَضْ عهدُها ، فليس فيما تلوكه الألسن أقوالٌ لم تصبحْ تافهةً مملة ، ولم يقلها آباؤنا من قبل !
( نص مصرى قديم للكاتب " خعخبر رع سنت " يرجع عهده الى سنة 2150 ق.م. )

هل غادر الشعراء من متردم * أم هل عرفت الدار بعد توهم !
( عنترة بن شداد )

لولا أن الكلام يعاد لنفد ! .
( على بن أبى طالب )

و انى وان كنتُ الأخيرَ زمانه * لآت بما لم تستطعْهُ الأوائل !
( أبو العلاء المعرى )

ان كل شيء قد قيل ، والمرء لا يقدم الا بعد فوات الأوان
( لابرويير )

لقد تعلم رجال القرن الماضى التفكير و الكلام ، وقالوا ما لم يكن معروفا . وفى مقدورِ الذين جاءوا بعدَهم أن يقولوا ما هو معروف فقط !
( فولتير )

وأى انتفاع للهديل الذى مضى * على عهد نوح بالهديل المرجع ؟!
( أبو العلاء المعرى )

فلو كان يغنى الشعر أفناه ما قرت * حياضك منه فى العصور الذواهب
ولكنه صوب العقول اذا انجلت * سحائبُ منه أُعقبت بسحائب !
( أبو تمام )

ألم تر ما اُدت الينا وسيرت * على قدم الأيام عاد وجرهم
هم اقتضبوا الأمثال صعبا قيادها * فزل لهم منها الشريس الغشمشم
وقالوا الهوى يقظان والعقل راقد * وذو العقل مذكور وذو الصمت أسلم
( ابن دريد )





( 1 )

قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
" يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا " لدولسين " الجميلة (1) ..
" أَخْطَابَ (2) " .. قريتى الحبيبة :
" هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! " .


( 2 )

- ها أنت تقفز للنهاية ،
- هلا حكيت من البداية .
- ولمن أقول ؟ !
- هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية :
- ألها عقول ؟
- ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ،
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !


( 3 )

يا سيداتى يا أميراتى الحسان ..
أن لن أقول لكن ما أسْمى بين فرسان الزمان ،
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان ..
... ... ... ... ... ...
من أين أبدأ والظلام ،
يلتفت فى أقصى الوراء وفى الأمام !
عرجاء حتى الذاكرة ..
والذكريات !
يا سيداتى معذرة ..
أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ،
وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف !
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ،
الصمت حرف لايُخَط ولا يقال ..
الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ !
عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات .
" مم الضحك ؟ ! "


( 4 )

- " الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لاتيأس وحاول من جديد ..
كيخوت لاتصمت .. أليس الصمت - قلت - هو الجحيم !
- " لا .. بل فقلن الصمت موت ، أو ليس الموت صمتْ ؟ !
الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ ؟ !
ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها ..
الحرف يذبل يا أميراتى الحسان ..
ويموت لو ينفى ، وينسى لايمر على لسان !
حلفتكن بكل غال ،
هل ما تزال ..
فيكن واحدة تخمن من أنا ؟ ! "


( 5 )

من أنت ؟ .. تطعنك العيون ،
وتظل تنزف ، والسنون ..
تمضى كأسراب السحاب ..
فى الصيف .. تبخل بالجواب ! .
من أنت .. ؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب !
ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب
ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر !


( 6 )

" حدقن .. أمعن النظر ..
هذا حصانى جائزة ..
تُهدى لمن منكن تذكر من أنا ! ..
تضحكن ثانية أميراتى الحسان !
بعيونكن ألا فقلن ..
أمن الحصان على الهزال ..
تضحكن .. أم منى على سخف السؤال ؟ ! "


( 7 )

- قدم اليهن البطاقة !
- ما من بطاقة .
- قدم اليهن الجواز !
- ما من جواز .
لا وشم حتى فوق زند أو ذراع !
- يا للضياع !
وتظل تنهشك الوحوش ،
هذى العيون الخاليات من الرموش !
لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال ..
- كل ابن كلب -
" من أنت ؟ " .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب !
وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب !
- يا .. كلاب ..
كبدى خذوه ..
يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه ،
وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا !!
- لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية
أخطأت أنت كما هم أخطأوا ..
أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ !
انا لتعجزنا الحياة ..
فنلومها .. لا عجزنا ،
ونروح نندب حظنا ،
ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا !
- هو عصرنا !
- لكننا لسنا به الفرسان ..
نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ،
والأرض بالأبطال ملأى حولنا !
- ملأى .. ولكن باللصوص !
- الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف الملىء ؟ !
لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قمىء " !
- إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة !
أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ،
عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ !
أرأيت يوما ضفدعه ..
ما بين فكى أفعوان ؟!
من ها هنا بدء الحكاية
يا قريتى .. يا عالمى ..
يا عالمى .. يا قريتى .. !!


( 8 )

" ياسيداتى يا أميراتى الحسان ..
إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء !
لا .. لست أنتحل النبوَّة ، غير أنى مثلهم ،
فى مذود يوما ولدت !
فى قريتى " أخطاب " .. حيث الناس من هول الحياة ،
موتى على قيد الحياة !
لا الأرض غنت لى ، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم ،
ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد ،
ولا الملائك باركوا مهدى ..
ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة !
قالوا : غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل ..
حتى الفجر !
وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر ..
بدروبها من ألف جيل
ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت ..
فالناس من هول الحياة ..
موتى على قيد الحياة !


( 9 )

وظهيرة .. آويت من لفح الهجير ،
لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير ،
وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصرى .. فحط على الحقول ،
وعلى بيوتِ الطينِ ، والقصر الكبير ،
وعلى القبور ،
وأنا أدندن أغنية :
" يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين " !
وسمعت ضفدعة بقربى تستجير ..
كانت بفكَّىْ أفعوان !
عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف ، فقد فات الأوان ،
غابت وغاب الأفعوان :
ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع ؟ !


( 10 )

يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان ..
وحفظت فى الكتاب آيات الكتاب ،
عن ظهر قلب .
ونسيتها عن قلب ظهر !
إلا علامات على جسمى لضرب .
- بهراوة عمياء - مثل بقية الوشم القديم ،
وغراب هابيلَ وقابيلَ ، وفأساً للخليل ،
والفعل - فعل الأمر - " اقرأ ! "
فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى : أدهم ..
والزير سالم ، والهلالى ، وابن ذى يزن وعنتر ..
ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت :
" قَرَّباَ مربط النعامة منى ..
لم أكن من جناتها علم اللّه وانى بحرها اليوم صالى " !

</H1>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:17

بروتوكولات حكماء ريش


شـــعـر
نجــيـب ســـرور



الإهـــــــــــداء
إلى أمى !



* كما هى الحال فى معظم ما كتبته فى سنواتى الأكثر نضوجاً ، فإن هنا من حياتى الباطنة أكثر مما أود الاعتراف به للناس !

«هنريك ابسن»
* الفلاسفة الفنانون هم وحدهم الفنانون الذين أنظر إليهم نظرة جادة.

«برنارد شو»
* إن الاصلاح الوحيد الجدير بالاستحسان هو الطوفان الثانى !

«يوجين أونيل»
* قل للمهرجين المجانين لقد ضاعت أرزاق أهل الفكاهة والمجون..ضاعت لأن أهل العقل أنفسهم قد أصبحوا من المجانين.. خلطوا فى تصرفاتهم وارتكبوا الأعمال الشاذة فأضحكوا الناس جميعاً.

«المهرج فى الملك لير»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:18






كلمات فى الحب


آمنت بالحب .. من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى
إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى
فليلحد الغير ماغير الهوى دينى
ماللهوى من مدى
فاصدح غراب البين
هذى غمود المدى ..
أين المداوى أين ؟!
ألوجد يلفحنى لكنه قدرى
يانار لا تخمدى باللفح زيدينى
أنا الظما إن شكا العشاق من ظمأ
شكوت وجدى إلى وجدى فيروينى
جاء الطبيب وقال :
«أنا العليل .. أنا»
يافرحة العذال
فمن أكون أنا؟
تخذت من وحدتى إلفا أحاوره
من لوعة القلب ترياقا يداوينى
رافقت حتى الفراق لأنه قدرى
فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى !
بعدت كى اقترب
وقربت كى ابتعد
ياويحه المغترب
ما للهوى من بلد !
ياقلب بالله لا تسكت فإن مدى
من القرون غراماً ليس يكفينى
صفق وزغرد وقل هاتوا سهامكم
يا ليت كل سهام العشق ترمينى
ما نفع نبضك إن لم يستحل دمى
إن لم ترق يا دمى ماذا سيرقينى
مضى الشباب هباء
يا ليت كنا عشقنا
ها نحن أسرى الشقاء
فى العشق هلا أفقنا !!
هجرتكم وشبابى فى الدماء لظى
وجئتكم وحريق الشيب يطوينى
سلوا الليالى هل ضنت بنائبة
سلوا النوائب .. يادور الطواحين !
آمنت بالحب من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:19






أغنيــة عن طائــر

إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
هناك الطير مثل مسيح
يغنى لحنه للريح
.. ذبيحا .. من قرار ذبيح !
صحا الطائر حيراناً يبث الليل أشجانا
ويجلو طلعة الصبح ليهدى الصبح ألحانا
فما كذب إيمانا ولا صدق برهانا
فهذا العالم الحيران ما ينفك حيرانا
وكم غنى هو الطائر
وقبلا كم ثوى طائر
أما للسرب من آخر ؟!
إلام نجئ ثم نروح لا جئنا ولارحنا
إلام نعيش ثم نموت لاعشنا ولا متنا
هو المنفى إذا كان البقاء قرين أن نفنى
يتامى نحن ياأطيار
دعوا الآهات للأشجار
فقد جزت بلا منشار!
علام نبتنى الأعشاش والحيات فى الأعشاش
إلام نسير كالعميان والممشى طريق كباش
وفيم الخلف كم منا قتيل مثل من عاش
هو الحتف الذى يصمى برغم الضوء جيش فراش
نسابق للخلاص النور
فنغدو فى لظى التنور
وها النافذة السور !
ملى طائرى فى الكون ثمة حار ما الجدوى
إذا كانت أغانينا تباعاً مثلنا تروى
وهذا الكون يطوينا فهل فى مرة يطوى
فما الجدوى .. فما الجدوى .. فما الجدوى ..
رويدا أيها الثائر
فليس القدر الساخر
ولكن دوما الشاعر !
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 01:20










أحباطات شعرية


الإحباط الأول :

لأن العصر مثل النعش ..
لأنى جثة فى النعش ..
لأن الناس .. كل الناس ..
دمى من قش ..
لأن ..
لأن ..
(المعنى فى بطن الشاعر ،
والشاعر عدو خواء البطن ،
جوعان فى القرن العشرين ،
والإنسان الجائع كلب !
كم فى الجيب ؟!
ماذاكنت أقول ..
كنت أقول الشعر ..
أشعر أنى ميت ..
فإلى الفول بزيت ! .)
الإحباط الثانى :

بالأمس عدت فى الصباح ..
من رحلة الضياع فى المدينة ..
كان الصباح مثل وجه قرد ..
والشمس مثل إست قرد ..
وحين كنت أعبر الطريق ..
كادت تدوسنى سيارة !
كأنها تخالنى إنسان ..
ياغابة النعال ..
أليس ثم من مكان ..
فى الأرض لا يدوسه إنسان !
(ياقريتى ..
يا ..
قد شوهوها لم تعد تلك التى أحببتها ..
مدينتى كقريتى فى جوف أخطبوط !
علمتنى الغناء يا إخطاب ..
غنيت ، كم غنيت ..
وها أنا أغوص فى رمال الصمت ..
واختنق .
العش يحترق ..
ويهرب العصفور ..
يا أيها العصفور عد ..
يا أيها العصفور عد ..
يا أيها ..
لا فائدة !)
الإحباط الثالث :

ألليل أخطبوط !
مدينتى فى الليل تدعى الهدوء ..
لكننى أموء ..
كقطة جريحة فى البرد ..
مدينتى ابراج ..
والبرد كالكرباج ..
مشيت طول اليوم ..
كما مشيت كل يوم ..
فى الليل والنهار ..
بغير مأوى يامدينة السواح ..
ياجعبة الجراح !
هذا الهدوء مصطنع ..
ألوحش يستريح ..
لكى يقوم فى الصباح ..
يستأنف الهجوم !
الأخطبوط ..
- بطاقتك !
- تفضلوا !
- ما مهنتك !
- كثيرة هى المهن !
لكنه النصيب !
- ما حرفتك ؟
- قد ادركتنى حرفة الأدب !
أنا أقو الشعر !
- وتكتب الأشعار ؟
- وآسف أنا !
ألم أقل هو النصيب ؟!
- هو التشرد .. الشغب ..
هيا معى !
.................
.................
( ويثقب الصباح نافذة ..
هذا أنا فى الحبس !
الليل والنهار أخطبوط )!
الإحباط الرابع :

أفتش فيك عن إسمى ..
وانت مدينتى أمى ..
معلمتى .. وملهمتى ..
وقابلتى وقاتلتى ..
افتش فيك ..
اعلان :.................
سينما :.................
مسرح :.................
اذاعة :.................
تلفزيون :.................
صحف :.................
مجلات :.................
كتب :................. !!
الإحباط الخامس :

حين ترون الموت الأسود ..
الطاعون .. بأى مدينة ..
لا يدخل باب مدينتكم للموت مغامر ..
لا يخرج من باب مدينتكم أى مهاجر ..
فالموت الأسود لا يجدى منه هرب ..
لا يعصم منه الطب ..
لا تجدى الحيلة حين يغوص النصل المسموم بقلب!
لا يجدى السيف المدفع ..
لا تجدى الحرب !
لا يجدى غير الصبر الإصرار الصمت ..
والمكر بكل صنوف المكر !
ليس يفل الشر ..
غير الشر ..
( الإحباط الخامس محبط ..
فليعبر من غير هوامش !! )
الإحباط السادس :

لاتنتظر ، أيها الربان إنى متعب ! لا .. تــ .. نــ .. تــ .. ظ .. ز .. نى
لا .. تنــ ..
( ناظم نام ..
تعب الآباء فناموا ..
ماذا فى وسع الأنباء !
لكن .. لكن .. أين أنام ؟! )
الإحباط السابع :

نفس الإحباط الأول ..
( ياللعصر اللولب ..
فلنبدأ من حيث بدأنا ..
.. .. .. .. .. ! )
* * *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 10:15

رائع هذا الحس الثوري ، أكمل كلما استطعت سيكون وثيقة لمن يرغب في قراءة المظلوم حيا وميتا نجيب سرور ويا كم أتمنى أن تتبعه بملف عن مظفر التواب واخر عن أحمد مطر وعن كل شعراء الحس النضالي الذي يتناسب مع طبيعتك

كل تقديري لك يا باسم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime1/5/2007, 14:48

الموضوع جميل جدا يا باسم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime2/5/2007, 00:00



<H1>بروتوكولات حكماء ريش











(مقهى ريش أحد ملتقيات المثقفين والأدعياء بالقاهرة)
«تنح عن الطريق للرجل القادم إليك
فإنه على الأرجح رجل منظم ،
أو لعله من الماسونيين وهذا أضل سبيلا»!
- دونالد فينكل -
* ديباجـة :
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش ..
من شعراء وقصاصين ورسامين ..
ومن النقاد سحالى «الجبانات» ..
حملة مفتاح الجنة ..
وهواة البحث عن الشهرة ..
وبأى ثمن ..
والخبراء بكل صنوف «الإزمات» ..
مع تسكين الزاى ..
كالميكانيزم !
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش ..
قررنا ماهو آت :










* ألبرتوكول الأول :

لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب ..
وأحمل طن كتب ..
ضعه بجانب قنينة بيره ..
أو فوق المقعد ..
وأشرب .. وأنتظر الفرسان ..
سوف يجيئ الواحد منهم تلو الآخر ..
يحمل طن كتب ! ..
* صوت :
يافرسان الأمس ..
غير الأمس مع الفرسان ..
خلف غيوم اليأس ..
فإلى مقهى ريش ..
كل العالم مقهى ريش ..
كل يغرق عاره ..
فى أغوار الكأس ! .
* هاتف :
لا .. لست بالعاهرة ..
بالرغم من كل شئ ..
فالعهر ياقاهرة .
يصيبنا بالقئ ..
يا أمنا الطاهرة !.
البروتوكول الثانى :

لا تفهم شيئاَ مما تقرأ ..
ليس يهم اليوم الفهم ..
فالمفهوم اللامفهوم ..
أو بالعكس .
لن يسألك أحد ..
ما معنى قولك «....»!
فالمفروض .
ألا معنى للأشياء وللكلمات ..
وإذا كانت للأشياء معان ..
فالمفروض ..
أن معانيها معروفة ..
للحكماء لدايك ..
وإذا كان الأمر كذلك ..
فالكلمات «مسالك» ..
والمفروض ..
أنك تعرف ..
والمفروض أخيراً ألا تسأل ..
عن معنى قولك «...» !
* صوت :
ياذؤبانا لا كت شرف الكلمة ..
ياصبيان السوق الحره ..
حيث يباع الله بكأس ربيب ..
ما أرخص فى السوق الإنسان ..
يافرسان الأمس الغابر ..
جئت الملم كل الكلمات المسمومة ..
قطع الثلج ..
حقن النسيان البنج ..
ألكلمات المصطحات الشفريات ..
ألكلمات المعكوسات ..
فى الأحذية «الأجلاسيه » اللماعه .
«آخر موضه» ..
ألكلمات الباروكات ..
ألمصفوفة عند «كوافير الفايف فينجرز »!
ألكلمات الشارلستون .. الماكسى .. المكروجيب ..
ألكلمات الأقنعة .. الحمالات ..
فى سروال الماسونى الذئب !
ألكلمات النفطيات ..
فى مركبة المأبون العلج !
ألكلمات الحدآت ..
ألكلمات الآذان الأعين ..
الأظفار الأنياب ..
ألصابون .. الإعلانات ..
ألكلمات الملفوفة فى ورق المرحاض ..
والمكتوبة ..
بدم الحيض ..
والمدهونة بالزيت وبالبارفان ..
الكلمات الحيات !!
* هاتف :
لا .. لست بالعانس ..
أنت الولود الولود ..
ولست بالمومس ..
عار هوان الجدود ..
يا أمنا الصابرة !.
* البروتوكول الثالث :

لا تصمت أبدا .. إن الصمت جهاله ..
واحذر أن تتكلم فى الموضوع ..
لا موضوع هنالك ..
إن الفلك اليوم عطاره ..
كن فيهم «خضر العطار» !.
لكن خذ سمت الأستاذ ..
وحذار أن تنسى «البايب» ..
والكلمات «الخرز» اللاتينية !
قل «فى الواقع » .. واصمت لحظة !
قل «لاشك» ..
واصمت لحظة !.
ثم مقدمة محفوظة ..
من فذلكة «المنهج» ..
حسب الموجة والتيار..
فالبحر سباق ..
والموجات الوف ..
«الموجه تجرى ورا الموجه ..
عايزة تطولها ! »
عجل واركب أية موجه ..
فالأيام دول ..
ويل للبسطاء ذوى القلب الأبيض ..
حين تفاجئهم أنواء الطقس ..
الناس إثنان ..
أحدهما ينجو فى الطوفان ..
والآخر يغرق فى كأس ..
«إنى أغرق ..
أغرق .. أغرق ! »
* صوت :
يا أيتها المومس من رهط يهوذا ..
يا ذات الشعر «الآلاجارسون »..
ياكمية لحم عبئ فى السروال الضيق ..
والقواد التابع خلفك يحمل لحية ..
وعلى الظهر حقيبة ..
وبسروال قص لفوق الركبة ..
والعملة صعبة !
يا أيتها المستشرقة المزعومة ..
والعطشى لأحاديث الفرسان ..
فرسان الأمس الخصيان ..
الفكر بخير ..
والأدب بخير ..
والفن بخير ..
ونحن بخير لا تنقصنا غير ..
مشاهدة القرده ..
من أبناء يهوذا ..
فى أقنعة المستشرق والمستغرب ..
بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم ..
والمنسوخة فى باريس ..
والمختومة فى بيروت ..
والقادمة الينا من واق الواق ..
سائحة فى حر الشمس ..
يا أولاد الأفعى ..
يا إخوان القرده !
* هاتف :
لا .. لست بالجثة
مطلولة للذئاب
ما أنت مجتثه ..
بل إنت أم الكتاب ..
يا أمنا الساخرة !.
* البروتوكول الرابع :

طبق اليوم الأمثل ..
فى قائمة المطبوخات المطبوعات المعروضات ..
المرئيات المسموعات الملموسات ..
طبق السلطة ..
«كله على كله ..
ولما تشوفه قول له ..
هوه فاكرنا مين ..
داحنا معلمين » !
فلتتعلم فن القول ..
قل ما شئت بشرط ..
ألا تنسى الشفرة ..
إن الشفرة منذ اليوم هى المفتاح ..
والمفتاح الشفرة ..
كل العالم شفرى البنية ..
كل الكلمات .. الهمسات .. الأنفاس ..
كل الحركات .. السكنات .. رموز ..
كل الأشياء لغات ..
تتردد بين المتقاطع ..
والمتشابه ..
والمعكوس !
ويعاد بناء البرج المنحوس ..
بابل تنهض فوق ركام الضوضاء ..
( هل يندك البرج ؟! )
* صوت :
ألخصيان التفوا حول المومس ..
مثل الكعكة ..
كل يعرض نفسه ..
هذا أشعر شاعر ..
هذا أول آخر قاص ..
هذا فذ الفن ..
فن المسرح خاصة ..
هذا الجهبذ ..
فى كل فنون الفكر العاهر !
يا أيتها المومس من رهط يهوذا ..
إن القوم عطاش ..
وجياع للجنس !
فانتخبى الليلة ثورا من «ثوار» الأمس ..
وغدا ثورا آخر ..
وغدا ثالث ..
تم الجزء الأول ..
من بحث الدكتوراه المزعومه ..
والمأخوذة سلفا ..
من جامعة الجمعيات الماسونية ..
طبع بمقهى ريش ..
والإبداع ..
بالشقق المفروشة ..
والتوزيع باورشاليم !
* هاتف :
لا .. لست بالمخور ..
يامصر يامعبد ..
تأبى جيوش النور
للنار أن تخمد
ياأمنا الثائرة!
</H1>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime2/5/2007, 00:02

* البروتوكول الخامس : لا تأخذ بالك مما حولك ..
كن كالاطرش فى الزفة ..
هذا الجرسون الوسواس ..
وصبى الجرسون الخناس ..
والذئب المقعى يمسح أحذية الأعيان ..
ألملاك .. الوزراء .. الكبراء ..
من حكام الأمس الماسون ..
والجوالون الباعة لبن العصفور ..
والسائل والمحروم ..
والعاجز من أصحاب العاهات المصنوعة
فى إحدى «ورش» الغورية ..
أو بولاق ..
والعيارون ،، البصاصون ..
من كل فئات الشعب !

* ملحوظة :
لايخدعك المسرح والأدوار ..
المكياج .. الأزياء .. الديكور .. الإكسسوار ..
هذا بعض السوس ..
ألزاحف فى المقهى الملعون ..
والآتى من عهد الهكسوس ..
جاسوسا خلف الجاسوس !

* صوت :
ألفرسان التفوا حول «الكاهن» !
فى الماخور .. المصيدة .. المقهى ..
ألفريسيون ..
ألصدوقيون ..
صنعوا «الكورس»!
بدأ العزف على أحداث الساعة
والأوتار انقصفت ..
بينما صمت «الكاهن» ..
ذو العينين الوطواطية ..
والأذنين الملقاطية ..
ألصمت لسان «الكهنة » ..
رأس الحكمة ..
لايسأل عن شئ «كاهن» ..
أو يسأل فالصمت جوابه ..
بشراكم يا آل «يهوذا» ..
ألحدآت من الكهان ..
ترعى فى المقهى الافراخ ..
قام الكاهن وانقض المحفل ..
والفيران ..
تنصب فى المصيدة «المولد» ..
........... !

* هاتف :
يا أم كل مسيح
مرعاك للذؤبان
أصغى لكل جريح
فى ساحة الصلبان
يا عيننا الساهرة !

* البروتوكول السادس :

«الفراريج الدانمركية ..
مذبوحة ومراقبة مرتين ..
ومستنزفة الدماء ..
حسب شريعة .. الخ » !!

* صوت :
ياسيدتى الأفعى ..
اللهجة من أعماق الشام ..
لكن العبرية بوم ينعق فى ذيل الكلمات !
وأنا أذنى يقظة ..
لاتخطئ زحف الافعى ..
من رهط يهوذا خاصة ..
فى أى قناع !
ماحاصل جمع المعلومات ..
حتى الآن ..
من ثرثرة الخصيان ..
فرسان الأمس ..
عشاق السوق الصحفية ..
فى بيروت !
ذات التمويل المجهول
والمعلوم ؟!
- القوم عطاش للجنس -
كم فروج دانمركى ..
ذبح وروقب .. ثم استنزف ..
حسب شريعة موسى والتلمود ..
والتوراه ..
بغلاف «الموعد» و «الشبكة » ..
و«الصياد » ..
و«رجوع الشيخ » ..
و«الفاشوش » ..
لا تقتل .. بدء وصايا عشر ..
يقصد موسى ..
«لاتقتل إلا .. غير يهودى »!
ويل للفروج الدانمركى ..
آها .. هاملت ..
سبق السم السيف ..
سبق العزل السيف ..
نم ياهملت !

* هاتف :
يا أنت بعد الله
يا قلعة التوحيد
إنا كلاب الله
بالباب عند وصيد

* البروتوكول السابع :

أنت دخلت السجن مرارا ..
تكفى مرة ..
ثبت هذه المعلومة ..
كالنيشان إلى العروه ..
واجلس بين السذج والأغرار ..
والأبرار ذوى القلب الأبيض ..
سمسر بالسنوات السوداء ..
قل ما شئت بغير حياء ..
هذا عصر يهتك فيه الفأر ..
عرض الفيل !
فاذا انكر ..
فالبينة على من انكر ..
وعليه يمين الله ..
وهناك شهود الإثبات ..
وشهود النفى ..
والنفى اليوم هو الإثبات ..
والإثبات النفى ..
والإجماع انعقد على التزوير ..
فى الأغراض ..
كتب الصمت فى الآفيال ..
من أجيال ..
«عاش الفأر الزير ..
عاش الفأر ..
إن الفيل أقر ! ..
فلتمرح فى الأرض الفيران »!
هذا عام الفيل !

* صوت :
ألحق أقول لكم ..
لا حق لحى إن ضاعت ..
فى الأرض حقوق الأموات ..
لاحق لميت إن يهتك ..
عرض الكلمات !
وإذا كان عذاب الموتى
أصبح سلعه ..
أو أحجبه .. أو أيقونه ..
أو إعلانا أو نيشانا ..
فعلى العصر اللعنة ..
والطوفان قريب !
الأبطال ..
بمعنى الكلمة ..
ماتوا لم ينتظروا كلمه ..
مادار بخلد الواحد منهم ..
حين استشهد ..
أن الإستشهاد بطوله ..
أو حتى أن يعطى شيئاً ..
للجيل القادم من بعده ..
فهو شهيد لا متفلسف ..
ماذا يتمنى أن يأخذ ..
من أعطى آخر ما يملك ..
فى سورة غضب أو حب ؟!

* هاتف :
فلتقرعى الأجراس ..
ولتنذرى بأذان ..
ولتسحقى الأنجاس ..
من ثلة الشيطان ..
يا أمنا الظافرة !

* البروتوكول الثامن :

كروى هذا العالم ..
حتى الكلمات كرات ..
والدوران هو القانون اللاقانون ..
فالكلمات اختلطت .. دارت ..
فى الأفواه وفى الآذان ..
كالأشياء برأس الأبله والسكران ..
حين تعددت الأقطاب ..
أو حين محاورها تاهت ..
ماجدوى أى حوار ..
والعاقل فينا اليوم حمار ؟!

* صوت :
يا أبناء «...» !
حتام أعالج فيكم ..
داء السرطان .. الدوران ..
والدوار !
يا رواد المقهى الموبوء ..
ماخص المقهى الداء ..
لو كان بيدى الأمر ..
لشنقت باعمدة التليفونات ..
رهط الماسون الملعون ..
أو علقت الأبله منكم ..
مثل الثور إلى الطاحون ..
حتى يفهم !

* هاتف :
ياطالع الشجرة
هات لى معاك بقرة !
الحق أقول ..
العبث اليوم هو المعقول !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime2/5/2007, 00:03



<H1> 2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! !












«إننى آمل فى الزلالزل المقبلة
الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج
سيجارى !»
- بريخت -

.................
ثمة نكتة ..
ليست آخر نكتة ..
لن تلقى آخر نكتة ..
من يحكيها !
فلسوف تكون نهاية هذا العالم ..
كى يبدأ آخر ..
فيعيد الأسفار جميعا ..
من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» ..
الدائر فوق الغمر الطوفانى ..
حتى آخر إصحاح فى العهدين ..
لكن سيكون هناك «الله» ..
بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة ..
المجتاحة بالطوفان ..
بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان ..
ليعاين مجد الله «الكلمة» ..
ليعانق فى الصلوات « الكلمة» ..
ليغنى لاسم الله «الكلمة » ..
وهنا يعرف نفسه ..
ألله - الكلمة
والكلمة - عقل
والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية ..
ألعقل ألوهية ..
أحكى عن ركاب قطار ..
بينهمو من ينزع قشرة موز ..
يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا ..
سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟!
قال بكل بساطة :
«لست أحب الموز المغموس بملح ..
إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » !
غر يلعب بالحرية ..
غر يعبث بين الركاب بمجد الله ..
مجد الإنسان .. الكلمة ..
ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» !
ألعبث اليوم هو المعقول ..
والمعقول اللامعقول ..
والحرية حق فى العبث بمجد الحرية ..
واختر للعبث سبيلك ..
أو أسلوبك ..
وارفض أن تختار الرفض !
اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ ..
واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء ..
ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ..
والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة ..
بالأمر .. الفعل .. القانون ..
كن فيكون ..
لكن فسد الملح ..
أحكى عن ركاب قطار ..
يندفع بقوة مليون حصان ..
وبسرعة ريح مجنونة ..
نحو الهاوية بقاع الغمر ..
بينهمو العبت يمارس ذاته ..
فى حرية ..
كممارسة العادات السرية ..
لكن باسم المنهج .. والنظرية ..
والعملية ..
ما أوسع أبواب «الإزمية» ..
«كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم
لأن عبى عند الناس إعرابى»!
ثمة نكتة ..
أخرى .. قد يحكيها بعدى ..
فلاح من قريتى فصيح ..
ويل للديك المرصود ..
يوم يصيح ..
فالغربان على أعجاز النخل ..
والحدآت تناورها من فوق السحب ..
تحرث بالأظفار الحقل ..
ترمق سطحا .. جرنا .. تل ..
والنداهة تغمز بالعينين ..
للأم الغولة ..
وتنادى من صحن الدار «الطفل» ..
ثمة نكتة ..
تحكى فى بلدى عن كاهن ..
يحفظ عن ظهر القلب ..
كل نصوص الناموس ..
ويتيه على الصم البكم العميان ..
- كاهننا يعرف كل الأشياء ..
- ويحيط بكل الأشياء ..
علما .. ولديه الحيثيات ..
- ولذلك لا يسأل عن شئ ..
وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء ..
- فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم ..
- وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم ..
قال الكاهن فى مجلس علم ..
وبكل برود الوائق من علمه ..
- كان اللون الاحمر ..
لون الذئب الآكل يوسف !.
- يا مولانا إن الذئب ..
برئ .. لم يأكل يوسف ..
وينص كتاب الله !
قال الكاهن ببرود «الكوهين » ..
- ليكن هذا لون الذئب ..
بريئا .. لم يأكل يوسف !.
رضى الصم البكم العميان ..
حمدوا الله على علم الكاهن ..
بشروح متون الالوان ..
حتى فيما ليس بوارد ..
فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن ..
«إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط
يخاطبونك من أفواه أعراب »!
أنت فهمت اللعبة ..
فالعب إن اللعبة غش ..
فكر منذ الآن بأكل العيش ..
كل الناس «قريش » ..
وإذا كان لموت طريق القديسين ..
كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش ..
إذ لافرق بجوف القبر ..
بين عظام الليث وبين عظام الكلب ..
كن انسانا .. لكن ذئب ..
كن فى الصف الذيل لآخر ذيل ..
حين يكون السيف برأس الصف ..
كن فى الصف الرأس ..
حين يكون العسكس ..
«يا أبو الريش ..
إن شالله تعيش »!
لكن ثمة غلطة ..
فالرابح فى اللعبة خاسر ..
والخاسر فيها الرابح ..
لا تنخدعوا بالبغل الرامح ..
ليس البغل حصان ..
لكن ما ذنب العميان ..
لو ظنوا ذيل الفيل ..
بدجنتهم تعبان !
ماذنبى فيكم .. ما ذنبى ..
أأظل كما الكلب الاجرب ..
مطرودا من كل رصيف ..
أم صمت فيكم أم أكذب ..
والصمت كما القول نزيف ؟!
مكتوب فى «العهد الأول» ..
عهد الكلمات اللامقلوبة ..
«الموت مصير المهر الجامح ..
بين البهم المركوبة »!











* - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس -
- ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - معك القاموس - معك الناموس المعكوس -

فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1)

(1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !)

....................
يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» ..
بحثا عن خيّال ..
خيّالك ليس هنا ..
خيّالك فى كل مكان ..
لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور ..
أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور ..
خيّالك مات ..
يا آنستى .. أو سيموت !
يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،،
آخر ما بقى لديهم ،،
من أنواع الاحباطات ،،
سئم القوم بهاء العذرية
فستقوم بكارتهم ،،
يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،،
يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،،
باع القوم الكلمة ،،
خرجوا للسوق جوار وغوان ،،
لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،،
نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،،
من وسط زحام ،،
والناس ،، كأن الناس نيام ،،
أو شيئا فيهم قد مات ،،
أو ماتت كل الاحلام ،،
أو لا يجرى بعروقهم الندم ،،
لكن يجرى النفط ،،
ألناس ركام فوق ركام ،،
والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،،
وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،،

* يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة -
«ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!-
صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المشوار - لم أتجاوز أشبار - فأظل أقول - وأعيد النول - مثل المكوك على النول - عريان ملك العهر - وبغايا كل الفرسان ،، - يا آنستى العذراء المخدوعة - من اين لمثلك خيّال - والكل موال للملك العريان - وأنا وحدى الكاذب ،، - ويكذبنى المكوك - حتى النول ،، الإبرة - حتى البكرة - وسيأخذك الواحد منهم ليلة - والآخر يا آنستى ليله - كى يلفظك المقهى - رغم الدبلوم أو الليسانس - للشارع فى عرس اليأس - المحبط فيهم يا أختى - جاء ليفتى - بعلاج جميع الاحباطات - البوم يجيد الوصفات - طروادة سقطت قام البوم - للفتوى فى كل خرابه - ومضى ينشب فيها نابه - كى يجهز فى الليل عليها - وارتفع الشعراء على الاطلال - سمّوا طروادة فى الليل بكل الأسماء - غير الحسنى - وانتهكوا حتى أعراض الموتى - فى الجثث الملقاة بوجه الريح ،، - قالوا فيها ما فى الخمر - كان القوم سكارى ليلة سقطت طروادة - بحصان المكر ،، وكان - ماكان وحبلي بالحيل الحربية - أحصنة الأعداء الخشبية ،، - وكما لو كانوا متفقين مع الأعداء على موعد -
قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،،
ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،،
ماأحفل قاموس الخصيان ..
بالكلمات الداعرة الموزونة ،،
المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،،
والقافية العاذرة المعذورة ..
- قلت كما قالوا فيها ،،
- كى أخفيها منهم فى القلب ،،
عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،،
عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،،
«أعيب التى أهوى وأطرى جواريا
يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا
برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت
أحاذر آذانا عليها واعينا »
- فعلوا نفس الشئ
- لا .. آنستى ..
حين تكون الرؤية جنسية ..
ولأن القوم عطاش للجنس ..
وعلى الاطلال يدور الرقص ..
ومع الطوفان تدور الكاس ..
والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت
فالشعر الذئب ..
لا صوت للشعب ..
فليكن ( الرفض ) ..
هذى تسمية معقولة ..

«ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان
- ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى كل خيار ؟ - المطلوب من الشعراء - رفض الرفض المفروض ! - مادام الرفض بغير خيار - مادمنا فى ظل حصار - كيف نعادى الكهنة - ثم ننصب من أنفسنا كهنة ؟ - تلك هى المأساة - المهزلة الواجبة الرفض ..- بل فلتحيا الرجعية - إن كان القادة فينا - بين الملك العريان أو المملوك - والكاهين والكوهين - والشهبندر والسمسار .. - والداعر بطأ المنهج باسم المنهج - أو يرفع فى أوجهنا سيف الفكرى - «عملوا الأستك - من البلاستيك - ياحنين ع الوسط يا أستك» - الرافضة اليوم همو الرقعاء - فرسان السوق السوداء - والسوق الحره - والرفض اليوم هروب أو تهريب - أو سمسرة أو «تهليب » - والإسم الموضوع على السلعة - فى نفس السوق - من أزمان - نفس الإسم ولكن بالمقلوب .. وبألوان - علمية - ويبنط ينضح ثورية - وغلاف يرشح شعبية - ولكن العلبة فىها نفس اللعبة !! -

نفس اللعبة ..
لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية ..
أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس ..
الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن ..
ألمرتزقة ..
ألصدوقيين .. الفريسيين ..
وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين ..
وابن الشعب فصيل مفصول منفى ..
مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد ..
يا آنستى الطاهرة الذيل ..
ماكان لنا نحن الشعراء ..
أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده ..
وبأية شمله ..
إن لم نسقط نحن فداء ..
الأرض العرض الفكر التاريخ ..
إن لم نرفع بعد الشهداء ..
الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء ..
ان لم نتحد الموت ونبحث عنه ..
ونبصق فى وجهه ..
دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا ..
كالخصيان على المقهى المويوء ..
كالكهان بأوكار الثورية والعلم ..
ونبيع صكوك الغفران المنهج ..
بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية ..
والشهرية .. والدورية ..
أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟
«ولقد ساءنى وساء سوائى
قربهم من منابر وكراسى
فاذكروا مصرع الحسين وزيد
وقتيلا بجانب المهراس
والقتيل الذى بحران أضحى
رهن رمس وغربة وتناسى »
................
ثمة نكتة ..
أيضا عن أحد الكهان ..
شعبى بكره صنف الكهنة ..
من أزمان ..
فى أى رداء .. أى قناع ..
ولهذا يضحك منهم ..
فهمو محض مسوخ ..
قال الكاهن للغلمان ..
بعد تأمل :
- «ألشخبول» على الحائط ..
- لا تسأل مولانا عن شئ ..
- ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء ..
- ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء..
- وإذا غضب تزول الأشياء ..
تفقد كينونتها ..
ماهيتها ..
جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى ..
فوضى .. مثل الحال ..
قبل التكوين ..
- مولانا يغضب لوسأل الغلمان ..
عن معنى شئ ما ..
يسعد حين يكون الغلمان ..
من صنف «أبى العريف » ..
- عار أن يعرف أن الغلمان ..
جهلاء من قبل الريف ..
عار أن يعرف أنهمو جاءوا ..
للبندر يلتمسون النور ..
ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف ..
من أجل رغيف ..
لكن من أجل عيون «الكلمة» ..
ألكلمة ..
ألنازحة المنفيه ..
بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية ..
وهنا فى قلب مدينتنا ..
يتعلم كل غلام ..
ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..
مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..
مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..
أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..
وجميع علامات الاستفهام ..
لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..
أللامعقول ..
لاتبقى غير علامات تعجب ..
ورويداً يغدو العجب ذهول ..
ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..
الصمت .. الصمت ..
ويحل على الغلمان ظلام الموت ..
والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..
بعد الصوت ..
ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان ..
يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى ..
وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول ..
وإذا الكلمة ..
فى الأسواق بضاعة ..
قبل الفتح مباعة ..
سقطت «ماذا» .. «كيف» ...
سقطت كل علامات الاستفهام ..
سقط العقل ..
فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام ..
حتى الأذقان انغمروا فى الغمر ..
ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار ..
يونس فى أحشاء الحوت ..
يا أحشاء كالتابوت ..
يونس حى ليس يموت ..
ذبح الديك ..
أو أصبح محض دجاجة ..
تتقلب فوق الجمر ..
بدكاكين «العليه » ..
أصبح بين الخصيان ..
ولهذا سأل المخصى الكاهن ..
- مولانا مامعنى الحائط ؟ ..
لم يسأل مامعنى «الشخبول » ..
لو أن النور الظلمه ..
فالظلمة كيف تكون ؟ ..
«ولاتقبلوا من كاذب متسوق
نحيل فى نصر المذاهب واحتجا»
لكن ماذنب القطط «الفطسة» ..
إن كبرت من غير عيون ..
أو ضاعت فى تيه البندر ؟!

- يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الكلمة - الإنسان - لعلاج الوطنية بالمستوطن - من قائمة الأدواء - بالسرطان - يابندر أين ابن الخطاب ؟ -
</H1>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime2/5/2007, 00:06

لو أن ابن الخطاب التفت وراءه ..
لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر ..
من سروال القاتل فى أرض المسجد ..
لكن ابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ويقول «الكلمة» ..
والوجه الى المحراب ..
والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله ..
والكهان القتلة خلفه ..
والصف وراء الصف كما لو ..
أنهمو حقاً جاءوا لصلاة ..
جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر ..
بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال ..
جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار ..
كان الإجماع على الطعنات المسمومة ..
فى جه الظهر ! ..

* أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آخر كوهين فى آخر صف - ولهذا ما التفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة .. ويكبر - ويقول الكلمة .. - والكلمة أبدا لا تسقط - من طعن الخنجر - الكلمة عهد مربوب ومقدر - مكتوب ليتم المكتوب - لا تجبن أبدا للشهداء أمام الموت قلوب - وإلى الله الكلمة تصعد - حين تكون من الكلم الطيب - لو أن ابن الخطاب التفت وراءه - وأدار إلى المحراب الظهر - وتملى فى الكهان قليلا - فى الصف وراء الصف - وعلى لؤلؤة القاتل ثبت نظرة صقر - لتغير وجه التاريخ وظهره .. - هذا جائز - لكن ما الجدوى والكلمة - فى هذا الجائز ما تمت ؟! - يالؤلؤة الأعمى - إطعن ظهر ابن الخطاب المبصر - إطعن .. إطعن .. إطعن .. - وسيقتلك القتلة - كى لاتفشى السر .. - إطعن فابن الخطاب القديس - لن يلتفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة ويكبر - ويقول «الكلمة » .. - يابندر أين ابن الخطاب .. - يامذبح كل الشهداء - يامئوى كل الشعراء - يامسرح كل الكهان - والخصيان - واللوطيين - بروح أو جسد أو بالفكر - ألحق أقول لكم .. - ألشك اليوم يقين للشرفاء - ألمذبوحين المنفيين المنسيين - والغرباء - مادام الغربان - .. البوم - إحتلوا دور الشهداء - ألحق أقول ودوما قلت الحق - أخطأت كثيراً لكن كانت ليلاى «الكلمة» - لم تعشق يا قلب سواها - لم تحلم إلا برضاها - لم تنبض إلا بهواها - والقلب دليل المؤمن فى ريف بلادى .. - ولهذا لم أفقد فى التيه طريقى - لم أخطىء حتى حين تعددت العثرات على الدرب الممتد بغير نهاية - فى التيه طريقي - لكن الكهنة والكوهين - دأبوا يعطون الغفران - للمومس منهم واللوطى - والزنديق الداعر والذيل - أما الحرمان فللطاهر مناذيله - يتأبى أن يلتفت وراءه - كابن الخطاب - فالطاهر ليس يذيل - لابل لاذيل لطاهر - ومشيت بعز ظهيرتنا عريان الظهر - مشقوق السروال من الخلف مغطي العوره - بجريدة «وطنى» .. ياوطنى .. وطنى المشقوق الصدر - طفت عليكم سكرانا بمحلات «العلية» - بدكاكين العهر العلنية - حيث تجمعتم موتى أو مخمورين - وأنا مخمور حتى شعر الرأس - لكن رأسى لا تهتز - حتى تحت الفأس - من بينكمو لعبت لكم دور المجنون - دور السكران «الطينة» طفت عليكم أصرخ - أللعبة غش فى غش .-
«أليلى وكل أصبح ابن ملوح
ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح
وفى كل حين يونس القوم أية
بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ »

..................
طفت عليكم أصرخ
«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ..
فى العرس الدامى والليل حراب وعيون ..
ألليل الغيبوبة والخنجر ..
ألليل المنحوس المجنون ..
ألمفتون بقتل الخيل أصيله ..
لاقتل الحمرهجينة،،
«اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،،
الشعراء المطرودون ،،
ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،،
والمتبوعون ،،
فى كل العالم منذ قرون وقرون ،،
بالماسون ،،
يتقصى فى الليل الغاوون ،،
خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،،
«اللاؤوكون » بحذر ،،
لم تسقط أبدا طرواده ..
بحصان محشو الجوف جنودا ،،
بالليل المأخوذ على غره ،،
بالحرية أو بالسيف ،،
لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،،
لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،،
ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،،
والتف العمل على الأعمى والطفلين ،،
وعلى المخمورة طروادة ..
طفت عليكم لأحذركم ..
أن يحدث للابله منكم حسن النيه ..
ماحدث لغيرى ولغيرى ..
هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات ..
ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات ..
غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ ..
أم أن الموت مع «الحرفة» ..
أدركنا منذ الميلاد ..
والشعر الموت ..
والموت الشعر .. ؟!
«هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا ..
فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟»

..................
ياعمر احذر ..
* لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد كالمذبح - فالمذبح كيف يكون ؟ - فسد الملح .. - وإذا الصلوات الكلمات الطعنات - للغائب والمجهول القبر وللجندى المجهول - والمطلول - أترى اشتق من الصلوات الصل - أم أن الصل اشتقت منه الصلوات؟ - ماذا لو نطق الأموات ؟ .. - إنا نعرف حين يوافينا الموت - لكن بعد فوات أوان - ما كنا نعرف من قبل وكنا نختار الصمت - لو أنا عدنا لنطقنا وبأعلى صوت - «ياسارية الجبل » ولو لم نتمم بعد صلاه - ماكان ابن الخطاب ليخرج عن نجوى الله - ماكان ليلتفت وراءه - لو لم يكن الجبل الخنجر - ياسارية يظهر الفرسان - فخروج ابن الخطاب عن النجوى - كان النجوى - كان صلاه .. - كان صلاة الخوف - خوف الطعنة فى ظهر الجيش - أما الطعنة فى ظهر عمر - فلعمر الله - وابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر ..
ياعمر احذر ..
ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه
لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه .
كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت ..
لكأنا نبعث ساعة نقبض ..
أو يقبض فى الليل علينا ..
وعرايا مثل الأطفال ..
نأتى للدنيا كى نرحل ..
عنها فى عرى الأطفال !
لم نرضع لكنا نفطم ..
فى رحم الأم ..
والحيض نزيف ..
والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى ..
والثدى الحجر الأسود ..
والكفن «اللفة» للموئد والمولد ..
والفاسوخة بندول الساعة ..
فوق الجبهة ..
لو كنا نعرف أن الفرعون ..
كالمثل الشائع يمسك من خطه ..
ماكان الواحد منا خط الخط ..
لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين ..
ماكان البلبل منا غنى قط..
لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر ..
كنا أغلقنا التابوت ..
قفص الصدر ..
- مكرا بالمكر - على الكلمات ..

* لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - ابجد هوز - حطى كلمن - فتحه وكسره وضمه ) - «هذى حروف اللفظ سطر واحد .. منها يؤلف للكلام بحور» - مكتوب ليتم المكتوب - أن الشعر نبوه - مادام العقل نبيا ..- مادام الشاعر ليس نديما ليس بغيا - ليس بكذاب لزفة - مادام الشعر صلاة لاحرفة - مادمنا نعرف حتى قانون الصدفة - مادام القلب العقل هو الصدفة - واللؤلؤة الكلمة لا الخنجر - ياعمر احذر - «انهاك أن تلى الحكومة أوترى حلف الخطابة أو إمام المسجد» .. - ياعمر احذر .. «وخالفك الناس فى مذهب فقلت على وقالوا عمر» - مكتوب ليتم المكتوب - لو كنا .. نعرف ماكنا قسنا الكتبا - فالكتب رموز مصطلح فى السر عليها - تعنى فى الظاهر أشياء فى الباطن تعنى أشياء - ولقد كنا نعنى بالظاهر ..
دون الباطن مما نقرأ ..
ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات ..
ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم ..
والعالم وكره ومغاره..
ومضى الآباء ..
فى صمت .. للموت الصمت ..
وإذا الكلمات رموز..
وفنون لغة الرمز..
كل الأشياء لغات .. كل الأشياء ..
ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط..
الترتيب .. التبويب .. الزخرف ..
العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط
صنف الورق وقطعه..
عدد النسخ المنسوخة ..
رقم الإيداع ..
كل الأشياء لغات ..
ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت ..
ولحبر الهيود فى درسه التو
راة فن والهم التدبيل».
لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ..
لكن لا نكتب شيئاً ..
أو أنا يمكن أن نكتب ..
لكن لا نرسم حرفاً ..
أو أنا يمكن أن نرسم ..
لكن لا نرسم ما يفهم ..
أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم ..
لكن لا نترك أثراً ..
أو لونا أو حتى ظلا ..
أو أنا يمكن أن نترك أثراً
لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون ..
أو لا ممحوا .. لكن رمزاً ..
لو كنا .. لو كنا نعرف!
لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز ..
أم الألغاز بالغاز اللغز ..
أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة ..
والمكتوبة أو غير المكتوبة ..
ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز ..
ضيعنا الهيروغليفية ..
ضيعنا «الكود» ..
الشفرة والمفتاح ..
لكن بتاح ..
مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار ..
والأسلاف ..
ماتوا غيظاً والعار ..
أن يرثوا عنا العار ..
يومى يرث الأمس ..
أمس يرث اليوم ..
وغدى يرث اليوم ويرث الأمس ..
كيف يضيع الموروث بغير خيانة ..
كيف ننام ومن ناموا منذ قرون ..
مازالوا مفتوحى الأعين ..
تحسبهم ظناً أحياء ..
فتولى منهم رعباً ...
وتولى فى الرعب فراراً ..
«تنام أعين قوم عن ذخائرهم
والطالبون إذا هم ما ينامونا» ..
لو كنا .. لو كنا نعرف ..

. . . . . . . . . . .
ثمة نكتة ..
عن مجنون ..
خط لنزلاء العنبر ..
خطا .. فوق الأرضية ..
ـ العاقل منكم من يعبر ..
من تحت الخط !!
وتسابق كل النزلاء ..
وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء ..
حتى غاب الخط ..
هذا عصر عبور الخط الوهمى ..
بالسفلى ..
فى مستشفى الأمراض العقلية ..
هذا سر السريالية ..
الرمزية ..
والربالية ..
وجميع «مذاهب» هتك الكلمة ..

ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا» ـ نيديا تتكلم! ـ نيديا العمياء اللاؤوكون ـ فى كل مدينة ـ أخذت فى الليل على غره ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ فى المعبد ليس يجف الدم ـ قربى فى المذبح للآلهة العطش للدم ـ الآلهة الكهنة ـ والآلهة تبارك تقدمه الكهنة ـ والكهنة من ثم تبارك ـ الذبح لا المذبوح ـ وطقوس الصلوات على سن الرمح ـ والكورس يحفظ دوره ـ يلعب دوره ـ نيديا تتكلم ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ الشارع فى الليل كسكة تيانة .. الإرجل تتزحلق فوق النور المعكوس على الأسفلت ـ لكان الأرض مرايا من بللور ـ فتأمل وجهك فى المرآة السوداء ـ وارفع رجليك، ترى بالإست سماء ـ غير سماء الله ـ فسماء الله نراها بالعينين ! ـ الحانوت يجنب الحانوت ـ والفترينات ـ ملأى بالأحذية وكل الناس حفاه ـ ينتظرون الحانوتى ـ واللحاد ـ نيديا تتكلم ـ لاتجدى الأسوار وخلف الأسوار الفيران ـ فى موكب أصحاب السلطان ـ القصر العالى يفش للعازى القادم من بعد ـ ما خلف الأسوار ـ الحمامات تعرى العورات ـ كالفترينات ـ تستجدى ثمن العار .. ـ تغتسل النسوة وتظل تفوح ـ رائحة العهر ـ عبر الأسوار ـ فيزوف يرى يسمع ويشم ـ لكن فى صمت ـ الميزان هنا مخمور يترنح ـ العدل هنا مشنوق يتأرجح ـ بومبى تصير بلا عقل ـ فليرحل عنها العدل ـ لم يعد المتهم بريئاً حتى تثبت أية تهمة ـ متهم أى برى، لم تثبت بعد له أى براءة ـ فليرحل عنها العدل ـ وليلعب دور القاضى فى الحلبة وحش ـ لن يأكل بالطبع بريئاً ـ فليفصل فيما بين برىء أو مذنب ـ ياو حش الحلبة رحماك ـ إنا نلتمس العدل ـ فسد الملح..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم   نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم Icon_minitime2/5/2007, 00:07

نيديا تتكلم ..
بومبى الحانوت القصر الحمامات ..
بومبى العهر الفحشاء اللوطية ..
بومبى الكهنوتية ..
الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات ..
بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف ..
والهاى هاى ..
والهاى داون ..
بومبى الملعب والمسرح والسيرك ..
سفن اللهو المفروشة ..
فوق البحر الفضى اللبنى ..
وزوارق صيادى «الغلمان» ..
والنسوان ..
نيديا تتكلم ..
للكارثة ثلاث علامات ..
حين يصير الحب محالاً ..
ـ ويصير الحب محالاً ..
حين نضل الدرب إلى الله الكلمة ..
وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما ..
تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ
لا تبنى بالعهر مدينة ..
لكن بالحب ..
فإذا كان بديل الحب الإكسير ..
إكسير الحب الزائف ..
وحبوب المنع من الحب ..
المحشوة سما .. غدراً .. حقداً ..
حين يصير المعهر حلال ..
وعلى المكشوف ..
عينى عينك ..
فلتتكلم يا فيزوف ..
نيديا تتكلم ..
حين يصير السحر ..
فى بومبى بديل العلم ..
ويصير السحرة فينا كهنة ..
سوف يصير الكهنة آلهة فينا ..
وتصير الكلمات دبائح ..
ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس ..
ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة ..
من رهط الماكر طرطوف ..
لا تبنى بالمكر مدينة ..
فلتتكلم يا فيزوف ..
نيديا تتكلم ..
حين يكون البصراء ..
عميان القلب ..
حين يكون العميان ..
بصراء القلب ..
ويضيع الصوت القلبى ..
فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره ..
وتصير الكلمات لبانه ..
فى شدق الداعر واللوطى ..
ويصير الشرف خيانة ..
حينئذ يتكلم فيزوف ..
يهتز الملعب ينهار ..
هاقد صارت بومبى ..
صارت ماذا؟ ..
لم يترك غضب البركان ..
منها شيئاً ..
ليصير إلى شىء آخر ..
إلا نيديا ..
لكن نيديا أين؟ ..
ضاعت نيديا فى الليل الأسود ..
ضاعت أين؟
ضاعت كيف؟
ليس يهم ..
لا تسأل عنها منذ اليوم ..
«لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!.
جاءت .. قالت .. ضاعت ..
تاهت فى الغمر ..
لكن تركت كلمات ..
أطلقها فيزوف قنابل ..
هل بنيت فوق البركان ..
بومبى العهر ..
أم أن العهر ببومبى ..
صنع البركان ..
أهيولى من قبل الصورة
أم صورة ..
من قبل هيولى ؟ ..
ووجود قبل الماهية ..
أم ماهية ..
قبل وجود؟ ..
والشكل أم المضمون ..
لم تفصل نيديا فى الأمر ..
تركته لمن ولى الأمر ..
«لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم»
كانت نيديا .. اللاؤوكون ..
طيفاً فى الليل الأسود ..
كانت وعداً ووعيداً ونبوءة ..
كانت صوت الإنسان .. الشاعر ..
صوت الشعب ..
ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد ..
حتماً ستعود..


* * *

« ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم القرد ـ لكن بقناع الإنسان ـ والعالم كل العالم سيرك والترويض ـ متروك للخبراء الكهنة ـ والكهنة فى ميزان الشعر على وزن الخونة ـ ولهذا لا يتفق اثنان ـ الشعراء مع الكهان ـ والحرب سجال .. ـ ولكن دوريان ـ هل فسد لأن الصورة ـ فسدت .. أم حدث العكس؟ ـ أم أن الباطن أصبح فى الصورة ظاهر ـ والظاهر فى دوريان باطن؟ ـ أم أن الصورة كانت مرآة مقلوبة ـ أم معكوسة ؟ .. ـ لم تحسم نيديا لا الأمر ـ أم كان جميل الصورة دوريان ـ محض حصان خشبى ـ محشو قبحاً وبشاعة ـ والصورة محض قناع؟ .. ـ نيديا تذكر سيدنا يوسف ـ لا أدرى فى الحق لماذا؟ .. لكن دوريان ـ كان يقدم من الخلف .. ـ هذا فى النص مؤكد ـ لوطياً كان بغير جدال ـ فإذا كانت صورته محض قناع ـ كان جميل الصورة يحيا بقناعين ـ يؤتى من قبل ودير ـ بالصورة والوجه الأصلى الصورة ـ محض حصان خشبى ـ وإذا كان جميل الصورة يحمل رأساً مزدوج الوجهين ـ كان الباطن أحد الوجهين ـ والظاهر كان الوجه الآخر ـ أيهم كان الباطن أيهما كان الظاهر ـ الصورة أم وجه جميل الصورة دوريان ـ أم باطنة الصورة ـ لم تحسم نيديا الأمر ـ وإذا كان الباطن صورة ـ والظاهر أيضاً صورة ـ فلتنتحر الصورة ـ كى ينقلب جميل الوجه على ذاته ـ فيعود لجنس القردة ـ أنا لا أفهم شيئاً ـ هل يفهم أحد شيئاً؟..

* * *

مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن ..
حتى بعد الجهد وبعد الإعياء ..
وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً ..
أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن ..
مادام الأمر كذلك ..
«وهو كذلك» !
وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية ..
والشفرية ..
كى لا يعرف أحد منهم رأسه ..
من قدميه ..
ولنبدأ من ملعوب الصمت ..
كيف نقول ..
بالصمت الحكمة ..
إن الله الكلمة ..
«وما جدل الأقوام إلا تعلة
مصورة من باطل متوهم»

. . . . . . .
الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان ..
فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا ..
أو جرعة ماء أو لقمة ..
أو إحسان ..
أو حتى نعيا فى «جرنان» ..
يقرأ صدفة ..
فى مرحاض ..
لكن أسألكم باسم «الكلمة» ..
باسم ابن الخطاب ..
أن تلفتوا دوماً للخلف ..
وتعطوا الظهر إلى المحراب ..
لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف ..
مادام الأعداء هنالك ..
بالزرد اللامع والسيف ..

وختاماً .. قال مؤرخ :
«.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس اللغوى الذى ساعدهم على تذوق الأدب .. فحرم الشعراء على عهدهم الصلات .. فاضطروا أن يتكسبوا عن طريق الحرف والصناعات الأخرى فكان منهم الجزار والوراق والحمامى والدهان والكحال ..»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نجيب سرور ... عاقل رغم انوفهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: بورتريهات إبداعية-
انتقل الى: