قافلة الغياب

قافلة الغياب


لك مطلق الحرية :

أن تختار بين القذف والدفء

هكذا قال كاهن الفراشات،

ولي سلالة تنز بدل الدم قيحا

لي من هذا الموت رشفة أولى

وللريح وجهان :

واحد لك ،

والآخر ينمو كالحقول ، كالتيه يجفف الرصيف من بقايا امرأة حطت رحالها للتو ، والبنادق تأسر دجالين يراودن البحر عن نفسه :

هذا عشقك فأين ترحل قافلة الغيم ؟

قافلة الغيم :

* امرأة عشقتها فغابت

* أطفال يكبرون آباءهم قليلا

* رجال يهمسون في آذان البحر بدون استئذان

* صديق هائل لا يخشى القصيدة أبدا ،،،

والغياب بارع في اقتفاء خطوي

يمخر عباب المسافة

يفصل بين الرمشة والرمشة

وينحني عاريا

ليقبل المدائن التي أكلها الضيم .



- 2 -



حين تقحمني القصيدة في امتدادات لا بد منها

أتسربل المدى المزدحم بالغواية ،

وأنت لا محالة مصرة على الامتلاء

تكبحين الأفكار الهزيلة عن العشق .

قد يحدث أن تنام القصيدة بدون حروف ،

قد يحدث أن التبس بالغمام أو بالسبات

ولكنه الوقت ،

نوارسه الهلامية تمتطي أزرارا بلون النرجس

إمعانا في المكابدة

والغياب بارع في اقتفاء خطوي .



- 3 -



عندما أدخل فاس تخترقني أحزمة الصمت

يشدني ثقلها الملائكي

والذبيح إكليل من الرفض

في رقدته الأخيرة

يكتشف أن الغربة والقصيدة

سيان .

قافلة الغيم :

* ذاكرة للفقدان

* شعر لمنتصف الليل

* تلوينات لغجر الحانة

* شمس تحبو نحو الصفحة الأخيرة

والاغتراب ألفة تسيج مدارات اليم ،

تحملني على أكتاف الموانئ التي لم ينطفئ وميضها أبدا ، تلفني برغبة شديدة في استدراج أنفاس لم أطأها بعد وتختلج مجاهل صوت منكسر عبر واجهات لم أدرك صدقها .



- 4 -



ذلك الفتي القمحي من أعماق الأطلس

يحمل نعشه

ويأتي في كف حريق بلون الوردة

يشرئب بخفقانه من مداد الرؤيا

والغياب بارع في اقتفاء خطوي.



- 5 -



مخضوضبة تتلقفني المرايا

تسحب بوحي الضامر

وسادة لامرأة ، ربما ، جاءت صدفة

ألج أعتاب الروح من منافذ للتيه والمرمر

في عجالة ينبطح أمامي سر البحر

وعفونة الأيام ،

والمشهد موبوء بسلالة أفرغت دمها

وراحت تبحث عن وجه للاختناق .

خروج فذ من كل الأجناس .. لغة تكسر أقفاصها بحكمة مجنون .. نص يبني فوق الهاوية

عندما أدخل فاس تخترقني أحزمة الصمت

يشدني ثقلها الملائكي

والذبيح إكليل من الرفض

في رقدته الأخيرة

يكتشف أن الغربة والقصيدة

سيان

كأننا نتشابه كمدننا في الغربة والرفض والحبيبة ، كأننا خلقنا من طينة ميزها الحزن رغم اتساع المدى بالضحك ، ورغم ارتداء البحر ثوب الهدوء القديم ، غدا سوف تخرج الريح من دمنا لتراقص ما خبأ البحر فينا ......
مصطفى سأتوقف مع النص مرات ومرات
دمت مبدعا