| من اللافتات لأحمد مطر | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: من اللافتات لأحمد مطر 15/5/2007, 15:26 | |
| الخلاصة
أنا لا أدعو إلى غير السراط المستقيم… أنا لا أهجو سوى كل عُتلٍ و زنيم… و أنا أرفض أن تصبح أرض الله غابة و أرى فيها العصابة تتمطى وسط جنات النعيم و ضعاف الخلق في قعر الجحيم… هكذا أبدع فنّي غير أني كلما أطلقت حرفاً أطلق الوالي كلابه آه لو لم يحفظ الله كتابه لتولته الرقابة و محت كلّ كلامٍ يغضب الوالي الرجيم… و لأمسى مجمل الذكر الحكيم… خمسُ كلماتٍ كما يسمح قانون الكتابة هي: (قرآن كريم.. صدق الله العظيم)
أنا لو كنت رئيساً عربيا لحللت المشكلة… و أرحت الشعب مما أثقله… أنا لو كنت رئيساً لدعوت الرؤساء… و لألقيت خطاباً موجزاً عما يعاني شعبنا منه و عن سر العناء… و لقاطعت جميع الأسئلة… و قرأت البسملة… و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة…
باسم والينا المبجّل… قرروا شنق الذي اغتال أخي لكنه كان قصيراً فمضى الجلاد يسأل…: رأسه لا يصل الحبل فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق أمر الوالي بشنقي بدلاً منه لأني كنت أطول…
بالتمادي… يصبح اللصّ بأوربا مديراً للنوادي… و بأمريكا… زعيماً للعصابات و أوكار الفسادِ… و بأوطاني التي من شرعها قطع الأيادي… يصبح اللصّ رئيساً للبلاد…
كنت أمشي في سلام… عازفاً عن كل ما يخدش إحساس النظام لا أصيخ السمع لا أنظر لا أبلع ريقي… لا أروم الكشف عن حزني… و عن شدة ضيقي… لا أميط الجفن عن دمعي. و لا أرمي قناع الابتسام كنت أمشي… و السلام فإذا بالجند قد سدوا طريقي… ثم قادوني إلى الحبس و كان الاتهام…: أنّ شخصاً مر بالقصر و قد سبّ الظلام قبل عام… ثم بعد البحث و الفحص الدقيق… علم الجند بأن الشخص هذا كان قد سلم في يومٍ على جار صديقي…
| |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 15/5/2007, 15:33 | |
| الهارب
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ… في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ… يحيط بي في منزلي يرصدني في عملي يتبعني في الدربْ… ففي بلاد العرب كلّ خيالٍ بدعةٌ و كل فكرٍ جنحةٌ و كل صوت ذنبْ… هربت للصحراء من مدينتي و في الفضاء الرحبْ… صرخت ملء القلبْ… إلطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ… إلطف بنا يا ربْ… سكتُّ… فارتد الصدى: خسأت يا ابن الكلبْ…
حبسوه قبل أن يتهموه… عذبوه قبل أن يستجوبوه… أطفأوا سيجارةً في مقلته عرضوا بعض التصاوير عليه: قل… لمن هذي الوجوه ؟ قال: لا أبصر… قصوا شفتيه طلبوا منه إعترافاً حول من قد جندوه… و لما عجزوا أن ينطقوه شنقوه… بعد شهرٍ… برّأوه… أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلاً بل أخوه… و مضوا نحو الأخ الثاني و لكن… وجدوه… ميتاً من شدة الحزن فلم يعتقلوه……
عندي قلم ممتلئٌ يبحث عن دفتر و الدفتر يبحث عن شعر و الشعر بأعماقي مضمر و ضميري يبحث عن أمن و الأمن مقيم في المخفر و المخفر يبحث عن قلم - عندي قلم - وقع يا كلب على المحضر !
قال: مالشيء الذي يهوي كما تهوي القدم ؟ قلت: شعبي… قال: كلا… هو جلدٌ ما به لحمٌ و دم… قلت: شعبي… قال: كلاّ… هو ما تركبه كل الأمم… قلت: شعبي… قال: فكّر جيداً فيه فمٌ من غير فمْ و لسان موثقٌ لا يشتكي رغم الألم قلت: شعبي… قال: ما هذا الغباء ؟! إنني أعني الحذاء ! قلت: مالفرق؟ هما في كل ما قلت سواء ! لم تقل لي أنه ذو قيمةٍ أو أنه لم يتعرض للتهم. لم تقل لي هو لو ضاق برِجلٍ ورّم الرِجل و لم يشكو الورم. لم تقل لي هو شيءٌ لم يقل يوماً… (نعمْ) !
- الكابوس أمامي قائم. - قمْ من نومكَ - لست بنائم. - ليس، إذن، كابوساً هذا بل أنت ترى وجه الحاكم !
| |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 15/5/2007, 15:34 | |
| مزايا و عيوب
نبح الكلب بمسؤول شؤون العاملين: سيدي إني حزين. هاك… خذ طالع مِلفي قذرٌ من تحت رجليَّ إلى ما فوق كتفي ليس عندي أي دين. لاهثٌ في كل حين. بارعٌ في الشمّ و النبح و عقر الغافلين. بطلٌ في سرعة العدو، خبيرٌ في إقتفاء الهاربين فلماذا يا ترى لم يقبلوني في صفوف المخبرين ؟! هتف المسؤول: لكن فيك عيبان يسيئان إليهم أنت يا هذا وفيٌ و أمين !
يتهادى في مراعيه القطيع. خلفه راعٍ، و في أعقابه كلبٌ مطيع. مشهد يغفو بعيني و يصحو في فؤادي. هل أسميه بلادي ؟! أبلادي هكذا ؟ ذاك تشبيه فظيع ! ألف لا… يأبى ضميري أن أساوي عامداً بين وضيعٍ و رفيع. هاهنا الأبواب أبواب السماوات هنا الأسوار و أعشاب الربيع و هنا يدرج راعٍ رائعٌ في يده نايٌ و في أعماقه لحنٌ بديع. و هنا كلبٌ وديع يطرد الذئب عن الشاة و يحدو حَمَلاً كاد يضيع و هنا الأغنام تثغو دون خوف و هنا الآفاق ميراث الجميع. أبلادي هكذا ؟ كلاّ… فراعيها مريع. و مراعيها نجيع. و لها سور و حول السور سور حوله سورٌ منيع ! و كلاب الصيد فيها تعقر الهمس و تستجوب أحلام الرضيع ! و قطيع الناس يرجو لو غدا يوماً خرافا إنما… لا يستطيع !
أم عبدالله ثاكل. مات عبدالله في السجن و ما أدخله فيه غير تقرير عادل عادل خلّف مشروع يتيم فلقد أُعدم و الزوجة حامل. جاء في تقرير فاضل أنه أغفل في تقريره بعض المسائل. فاضل إغتيل. و لم يترك سوى أرملة… ماتت و في آخر تقرير لها عنه إدّعت أن التقارير التي يرسلها… دون توابل. كيف ماتت ؟ بنت عبدالله في التقرير قالت أنها قد سمعت في بيتها صوت بلابل ! إنها جاسوسةٌ طبعاً… و جاري فوضويٌ و شقيقي خائنٌ و ابني مثيرٌ للقلاقل ! سيموتون قريباً حالما أرسل تقريري إلى الحزب المناضل. و أنا ؟ بالطبعِ راحلْ. بعدهم… أو قبلهم لا بد أن يرحمني غيري بتقرير مماثلْ. نحن شعبٌ متكافلْ !
في بيتنا جذع حنى أيامه و ما انحنى. فيه أنا !
قال لزوجه: اسكتي. و قال لابنه: انكتم. صوتكما يجعلني مشوش التفكير. لا تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن حرية التعبير !
| |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 15/5/2007, 15:44 | |
| عقوبة إبليس
طمأن إبليس خليلته: لا تنزعجي يا باريس. إن عذابي غير بئيس. ماذا يفعل بي ربي في تلك الدار ؟ هل يدخلني ربي ناراً ؟ أنا من نار ! هل يبلسني ؟ أنا إبليس ! قالت: دع عنك التدليس أعرف أن هراءك هذا للتنفيس. هل يعجز ربك عن شيء ؟! ماذا لو علمك الذوق، و أعطاك براءة قديسْ و حباك أرقّ أحاسيسْ ثم دعاك بلا إنذارٍ… أن تقرأ شعر أدونيس ؟!
حدّث الصياد أسراب الحمام قال: عندي قفصٌ أسلاكه ريش نعام سقفه من ذهب و الأرض شمعٌ و رخام. فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة. فيه ماءٌ و طعامٌ و منام فادخلي فيه و عيشي في سلام. قالت الأسراب: لكن به حرية معتقلة. أيها الصياد شكراً… تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة ! ثم طارت حرةً، لكن أسراب الأنام حينما حدثها بالسوء صياد النظام دخلت في قفص الإذعان حتى الموت… من أجل وسام !
- من هناك ؟ o لا تخف.. إني ملاك. - إقترب حتى أرى… o لا، لن تراني بل أنا وحدي أراك. - أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟! لست محتاجاً لأن تغدو ملاكاً كي ترى من لا يراك. عندنا مثلك آلاف سواك ! إن تكن منهم فقد نلت مناك أنا معتادٌ على خفق خطاك. و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك و إذا كنت ملاكاً فبحق الله قل لي أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟! لن تموت لا… لن تموت أمتي مهما إكتوت بالنار و الحديد. لا… لن تموت أمتي مهما إدعى المخدوع و البليد. لا… لن تموت أمتي كيف تموت ؟ من رأى من قبل هذا ميتاً يموت من جديد ؟
كتب الطالب: ( حاكِمَنا مُكْتأباً يُمسي و حزيناً لضياع القدس ). صاح الأستاذ به: كلاّ… إنك لم تستوعب درسي. (إرفع) حاكمنا يا ولدي و ضع الهمزة فوق (الكرسي). هتف الطالب: هل تقصدني… أم تقصد عنترة العبسي ؟! أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟! دع غيري يستوعب هذا و إتركنى أستوعب نفسي. هل درسك أغلى من رأسي ؟!
و قاذفات الغرب فوقي و حصار الغرب حولي و كلاب الغرب دوني. ساعدوني مالذي يمكن أن أفعل كيلا يقتلوني ؟! - أنبذ الإرهاب… o ملعونٌ أبو الإرهاب.. ( أخشى يا أخي أن يسمعوني! ) أي إرهاب ؟! فما عندي سلاح غير أسناني و منها جردوني ! - لم تزل تؤمن بالإسلام o كلا… فالنصارى نصّروني. ثم لما اكتشفوا سر ختاني… هودوني ! و اليهود إختبروني ثم لما اكتشفوا طيبة قلبي جعلوا ديني ديوني. أيّ إسلام ؟ أنا "نَصَرايهُوني" - لا يزال إسمك "طه"… o لا… لقد أصبحت "جوني" ! - لم تزل عيناك سوداوين… o لا…بالعدسات الزرق أبدلت عيوني… - ربما سحنتك السمراء o كلا… صبغوني - لنقل لحيتك الكثّة… o كلا… حلقوا لي الرأس و اللحية و الشارب، لا… بل نتفوا لي حاجب العين و أهداب الجفون ! - عربيٌ أنت. o No, don't be Silly, they ترجموني ! - لم يزل فيك دم الأجداد !! o ما ذنبي أنا ؟ هل بإختياري خلّفوني ؟ - دمهم فيك هو المطلوب، لا أنت… فما شأنك في هذي الشؤون ؟ قف بعيداً عنهما… o كيف، إذن، أضمن ألاّ يذبحوني ؟! - إنتحر أو مُتْ أو استسلم لأنياب المنون !
| |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 15/5/2007, 15:46 | |
| الألثغ يحتج
قرأ الألثغ منشوراً ممتلئاً نقداً أبدى للحاكم ما أبدى: ( الحاكم علمنا درساً… أن الحرية لا تُهدى بل… تُستجدى ! فانعم يا شعب بما أجدى. أنت بفضل الحاكم حرٌ أن تختار الشيء و أن تختار الشيء الضدّا… أن تصبح عبداً للحاكم أو تصبح للحاكم عبدا ) ! * * * وُجد الألثغ. مدهوساً بالصدفة… عمداً !
قال: إلهي… إنني لم أحفظ السنة و لم أقدم لغدي ما يدفع المحنة. عصيت ألف مرة و خنت ألف مرة و ألف ألف مرةٍ وقعت في الفتنة. لكنني… و منك كل الفضل و المنّة كنت بريئاً دائماً من حب أمريكا و من حب الذي يحب أمريكا عليها و على آبائه اللعنة. هل ليَ من شفاعةٍ ؟ قيل: ادخل الجنة !
قال الصبي للحمار: ( يا غبي ). قال الحمار للصبي: ( يا عربي ) !
قالت خيبر: شبران… و لا تطلب أكثر. لا تطمع في وطنٍ أكبر. هذا يكفي… الشرطة في الشبر الأيمن و المسلخ في الشبر الأيسر. إنا أعطيناك "المخفر" ! فتفرغ لحماسٍ و انحر. إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !
قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتيا: يا فتى إصغِ إليّا… إنما كان أبوك امرأ سوءٍ و كذا أمك قد كانت بغيّا. أنت بغلٌ يا فتى… و البغل نغلٌ فإحذر الظن بأن الله قد سواك نبيّا. يا فتى… أنت غبي. حكمة الله، لأمرٍ ما، أرادتك غبيّا فاقبل النصح تكن بالنصح مرضياً رضيّا أنت إن لم تستفد منه فلن تخسر شيّا. يا فتى… من أجل أن تحمل أثقال الورى صيرك الله قويّا. يا فتى… فاحمل لهم أثقالهم مادمت حيّا و استعذ من عقدة النقص فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكيّا. يا فتى… احفظ وصاياي تعش بغلاً، و إلاّ ربما يمسخك الله رئيساً عربيّا !
| |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: شعواط وساهي 18/5/2007, 16:52 | |
| مَرَّ ( شُعْواطُ ) الأصمْ
بالفتى ( ساهي ) الأصمْ .
قال ساهي : كيفَ أحوالُكَ .. عمْ ؟
قالَ شعواطُ : إلى سُوقِ الغنمْ
قالَ ساهي : نحمدُ اللهَ .. بخيرٍ
قالَ شعواطُ : أنا شُغلي الغَنَمْ .
قالَ ساهي : رَضةٌ في الركبةِ اليمنى
وكسرٌ عَرَضيٌ في القدم .
قالَ شُعواطُ : نعمْ
إقبلِ الشُّغلَ
فلا عيبَ بتحميل الفَحمْ
قال ساهي : نشكرُ اللهَ ... لقد زال الألمْ .
قال شعواط : بودي .. إنما شُغلي أهمْ
لِمَ لا تأتي معي أنتَ إلى سوقِ الغنم ؟
قال ساهي : في أمان الله عمي ..
إنني ماضٍ إلى سوق الغنمْ !
***
الحواراتُ لدينا
هكذا تُبدَأُّ دوماً ... وبهذا تُختتمْ .
اسمها الأصليُّ : ( شعواطٌ وساهي )
واسمها المعروفُ رسمياً : ( قِممْ ) ! | |
|
| |
باسم ابو جويلى Admin
عدد الرسائل : 147 العمر : 39 Localisation : no where Emploi : nicht Loisirs : nicht تاريخ التسجيل : 18/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 19/5/2007, 00:36 | |
| باسم والينا المبجّل… قرروا شنق الذي اغتال أخي لكنه كان قصيراً فمضى الجلاد يسأل…: رأسه لا يصل الحبل فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق أمر الوالي بشنقي بدلاً منه لأني كنت أطول… الا فلتشجينى يا مطر تكرم مستر حمدى على ذوقك ودماغك العاليه | |
|
| |
سعيد شحاتة مشرف مؤسس
عدد الرسائل : 665 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 16/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 21/5/2007, 21:09 | |
| عندي قلم ممتلئٌ يبحث عن دفتر و الدفتر يبحث عن شعر و الشعر بأعماقي مضمر و ضميري يبحث عن أمن و الأمن مقيم في المخفر و المخفر يبحث عن قلم - عندي قلم - وقع يا كلب على المحضر ! _________________________ الله جميل جميل جميل ايه كم الابداع والانسيابية دى دى عبقرية البساطة واللا دى عبقرية شاعر فذ | |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 22/5/2007, 12:43 | |
|
.. عراقـي
يَسألُني رِفاقي : مَتى نَراكَ عائِداً لرؤيةِ العراقِ ؟ أقولُ : ماذا سأرى غيرَ عَمايَ يا تُرى في ساعةِ التّلاقي ؟! ما تَسكُنونَهُ لكم ولي أنا هذا الّذي يَسكُنُ في أعماقي . هذا الّذي يَسكُنُني أجملُ ألفَ مَرّةٍ مِن ذلكَ السّاكنِ في الشّاشاتِ والأوراقِ . حَمَلْتُهُ طِفلاً عَفِيّاً حالِماً يَنضَحُ بالفتنةِ والإشراقِ . حَمَلْتُهُ تعويذةً من لَوعةِ الفراقِ . وَسَّدْتُهُ روحي وأوقَدْتُ لَهُ قلبي وأرخيتُ على غَفْوتِهِ أحداقي . أطبقتُ فوقَهُ اليَدا وَصُنْتُهُ من الرَّدى فآبَ مِثلَما غَدا.. مُؤتَلِفَ الخِلْقَةِ والأخلاقِ . فكيفَ لي بَعْدَ بَقائِهِ مَعي مُؤتَمَناً وآمِناً أن أستحِلَّ فَقْـدَهُ في زَحمةِ الأسواقِ ؟ ** إنّي على تباعُدِ الأزمانِ والآفاقِ رأيتُ في عِراقِكُمْ ما يُطفىءُ الأشواقَ في أشواقي . حظيتُ مِن عِراقِكُم برؤيةِ الشِّيعيِّ والسُّنيِّ والمُسلمِ والصابيِّ والكُلْدِيِّ والعُرْبيِّ والكُرديِّ والتُركيِّ والباقينَ من مُستوطِني مَمالكِ الأديانِ والأعراقِ . لكنّني.. لمْ أحظَ في زحمَتِهمْ برؤية (العراقي) ! كيفَ، إذن، في سجنِكُمْ سوف أرى انعتاقي ؟! وكيفَ أَخبِطُ الذُّرا، طَوعاً، على وجه الثَّرى أو أحفَظُ الأصيلَ عِندَ المُفتَرى أو أُسلِمُ البَريءَ للأفّاقِ ؟ ** معذِرةً رفاقي .. إنّي سأبقى هاهُنا مُعَوَّذاً مِن عَفَنِ الفاني بطُهْرِ الباقي . عِراقُكمْ ذاكَ لَكُـمْ وَلي أنا عِراقي !
أحمد مطر [size=12]* عن جريدة (الرايـة) القطريـة يـوم السبت 12 -5 -2007
[/size]
| |
|
| |
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: من اللافتات لأحمد مطر 5/6/2007, 07:02 | |
| البيـان الختامي لمؤتمـر الأمّـة !
لَيسَ مِنّا هؤلاءْ . هُمْ طُفَيْـليُّـونَ لَمْ يُدعَـوا إلى عُـرسٍ وَلم يُفتَـحْ لَهُمْ بابُ عَـزاءْ . خَلَطوا أنفسَهُمْ في زَحْمـةِ النّاسِ فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطَّوا بالزّغاريـدِ وَلمّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ . ثُمَّ لمّا رُصَّـتِ الأطباقُ لَبـَّـوا دَعوةَ الدّاعي وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الحَساءْ ! وَبأفـواهِ بِحـارٍ بَلِعوا الأطباقَ والزَادَ مَعاً وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ . *** لَيسَ مِنّا هؤلاءْ . ألفُ كـلاّ هِيَ دَعوى ليسَ إلاّ.. زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقّاً علينا وَبهذا الزَعْمِ.. صاروا زُعَماءْ ! وَأذاعوا: ( كُلُّنا راعٍ..) وَظنّوا أنَّهُمْ في الأرضِ رُعيانٌ وَظنّوا أَنَّنا قُطعانُ شاءْ ! ثُمَّ ساقُونا إلى المَسْلخِ لماّ لم نَجدْ في ظِلِّهمْ مرَعى وأسْرَفنا بإطلاقِ الثُّغاءْ ! *** ليسَ مِنّا هؤلاءْ . هُمْ على أكتافِنا قاموا عُقوداً دُونَ عَقـدٍ.. وأَقاموا عُقَدَ الدُّنيا بنا دونَ انتهاءْ . وانحنَينا كالمطايا تحتَ أثقالِ المَطايا.. وَلِطُـولِ الانحنـاءْ لَمْ تَعُدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشَّمسُ ولا تَعرفُ ما مَعنى السَّماء ! وَنَزحْنا الذَّهـبَ الأسْودَ أعواماً وَمازالَتْ عُيونُ الفَقْرِ تبكينا لأنّا فُقـراءْ ! ذَهَبَ الموصوفُ في تَذهيبِ دُنياهُمْ وَظَـلَّ الوَصْـفُ في حَوْزتنا للِجِسْم والرّوحِ رداءْ ! *** ليسَ مِنّا هؤلاءْ. لَمْ نُكلِّفْ أحَداً منهُمْ بتَطبيبٍ ولا قُلنا لَهُمْ هاتُوا الدَّواءْ . حَسْبُنا، لو صَدَقوا، أن يَرحلوا عَنّا بَعيداً فَهُمُ الدَاءُ العَياءْ . كُلُّ بَلوى بَعْدهُمْ سَلْوى وَأقـوى عِلَّـةٍ في بُعْدِهِمْ عَنّا.. شِفاءْ ! *** لَيسَ مِنّا هؤلاءْ . أنتَ تدري أنّهُمْ مِثلُكَ عَنّا غُرَباءْ زَحَفوا مِن حَيث لاندري إلينا وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ . وَبَقُوا مادُمتَ تَبغي وَبَغوا حتّى يُمدُّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ ! أنتَ أو هُمْ مُلتقى قَوْسين في دائِرةٍ دارتْ عَلَينا : فإذا بانَ لِهذا المنتهى كانَ بذاك الابتداءْ . مُلتقى دَلْوينِ في ناعُورةٍ : أنتَ وَكيلٌ عن بَني الغَرْبِ وَهُمْ عنكَ لَدَينا وُكلاءْ ! *** ليسَ منّا هؤلاء إنهم منكَ فإنْ وافَوكَ للتَّطبيعِ طَبِّعْ مَعَهُمْ واطبَعْ على لَوحِ قَفاهُمْ ما تَشاءْ . ليسَ في الأمرِ جَديدٌ نَحنُ نَدري أنَّ ما أصبحَ تطبيعاً جَلِيّاً كانَ طبْعاً في الخَفاءْ ! وَلَكُمْ أن تَسحبوا مِفرشَكُمْ نحو الضُّحى كي تُكمِلوا فِعْلَ المَساءْ . شأنكُمْ هذا ولا شأنَ لَنا نَحنُ بِما يَحدُثُ في دُورِ البِغاءْ ! *** ليسَ مِنَا هؤلاء . ما لَنا شأنٌ بما ابتاعُوُه أو باعُوهُ عَنّا.. لَمْ نُبايعْ أَحَداً منهُمْ على البَيعِ ولا بِعْناَ لَهُمْ حَقّ الشّراءْ . فإذا وافَوكَ فاقبِضْ مِنهُمُ اللَّغْوَ وَسَلِّمْهُم فَقاقيعَ الهَواءْ . وَلَنا صَفْقَتُنا : سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلافاً وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافاً وَنَسْتَوفي عَن القَطرةِ.. طُوفانَ دِماءْ ! *** أيُها الباغي شَهِدْتَ الآنَ كيفَ اعتقلَتْ جَيشَكَ رُوحُ الشُّهداءْ . وَفَهِمتَ الآنَ جدّاً أنَّ جُرْحَ الكبرياءْ شَفَةٌ تَصرُخ أنَّ العَيشَ والموتَ سواءْ . وَهُنا في ذلِكَ الَمعنى لَنا عِشرونَ دَرْساً ضَمَّها عِشرونَ طِرساً كُتِبتْ بالدَّمِ والحقْدِ بأقلامِ العَناءْ سَوفَ نتلوها غَداً فَوقَ البَغايا هؤلاءْ !
أحمـد مـطـر
* عن جريدة (الراية) القطرية السبت 6-4-2002 | |
|
| |
| من اللافتات لأحمد مطر | |
|