الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867) Empty
مُساهمةموضوع: قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867)   قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867) Icon_minitime22/5/2007, 12:58

قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867)
19/05/2007


كان بودلير ولداً انعزالياً ومتمرداً. تألم كثيراً لزواج أمه الثاني، وبعد حياة تشرد دامت عدة سنوات، أصبح كاتباً مجداً، يكسب عيشه اليومي بمشقة ومات مشلولاً. أشعاره التي جمعت تحت عنوان "أزهار الشر" تبعث مأساة حياته الممزقة. ظل "بودلير" مجهولاً لفترة طويلة ولم يُقدَّر حق قدره، غير أنه اليوم يوضع في مصاف الشعراء الفرنسيين الأوائل، لقد أضفى على الشعر الوجداني نقاءً وعمقاً وغنى، وفتح له آفاقاً جديدة، والشعراء الرمزيون يعترفون بفضله ويقرون بما كان لأعماله من تأثير كبير في الشعر المعاصر.‏

ـ النوافذ‏

من ينظر من الخارج‏
إلى نافذة مفتوحة‏
لن يرى من الأشياء‏
بقدر الذي ينظر‏
إلى نافذة مغلقة.‏
فليس ثمة موضوع‏
أكثر عمقاً، أكثر سرية،‏
أكثر خصباً، أكثر غموضاً،‏
أكثر ألقاً من نافذة‏
تضيئها شمعة‏
ما يمكننا أن نراه‏
في ضوء الشمس‏
هو دائماً أقل أهمية‏
مما يجري خلف الزجاج،‏
ففي هذا المكان المظلم أو المضاء‏
تلتقي الحياة والحلم والألم.‏
من وراء أمواج من السقوف‏
أرى امرأة مسنة،‏
وقد تغضن وجهها الآن،‏
فقيرة، تنحني دوماً على شيء ما‏
ولا تخرج أبداً‏
من وجهها، من ثيابها،‏
من تحركاتها، من لا شيء تقريباً،‏
صغت قصة هذه المرأة‏
أو بالأحرى أسطورتها:‏
وأحياناً أقصها على نفسي‏
وأبكي...‏
لو كان الأمر يتعلق‏
برجل مسن فقير‏
لصغت حياته‏
بنفس السهولة‏
ورقدت فخوراً‏
لكوني عشت‏
حياة الآخرين‏
وتألمت ألمهم.‏


ـ لكل تخيلاته الوهمية‏


تحت السماء الرمادية،‏
في سهل كبير أغبر،‏
لا طريق فيه ولا خضير،‏
لا شوك ولا قراص،‏
التقيت عدة رجال‏
يمشون منحنين‏
يحمل كل منهم على ظهره‏
"تخيلاته الوهمية"‏
ثقيلةً ثقلَ‏
كيس من الطحين‏
أو كيس من الفحم،‏
أو عدّة جندي‏
روماني قديم.‏
غير أن التخيلات القبيحة تلك‏
لم تكن عبئاً لا حياة فيه:‏
بل كانت أشبه بحيوان فظيع‏
يلف الرجل ويجور عليه‏
بعضلاته اللدنة القوية؛‏
كان يقبض بمخالبه الكبيرة‏
على صدر مطيته‏
ورأسه العجيب‏
يعلو جبهة الرجل‏
مثل الخوذات القبيحة‏
التي كان المحاربون القدامى‏
يأملون بواسطتها‏
أن يزيدوا الرعب‏
لدى عدوهم.‏
توجهت بالسؤال‏
إلى أحد هؤلاء الرجال‏
مستفسراً عن وجهة مسيرهم‏
أجابني أنه لا يعرف شيئاً‏
لا هو ولا الآخرون،‏
وأنهم بالتأكيد ذاهبون‏
إلى مكان ما، بما أنهم مدفوعون‏
بحاجة إلى السير لا تقاوم.‏
يا للأمر الغريب!‏
إن أحداً من هؤلاء المسافرين‏
لم يكن يبدو ساخطاً‏
على الحيوان الوحش المعلق إلى عنقه‏
والملتصق بظهره‏
لكأنه يعتبره‏
جزءاً لا يتجزأ من ذاته‏
جميع تلك الوجوه‏
التعبة الرزينة‏
لم يكن يبدو عليها أي يأس،‏
فتحت قبة السماء الكئيبة،‏
وأرجلهم يغمرها الغبار‏
المنبعث من أرض حزينة‏
كتلك السماء.‏
كانوا يسيرون منقادين‏
كمن حكم عليهم دوماً‏
أن ينتظروا آملين.‏
ومرّ الموكب بالقرب مني‏
وغاص في جو الأفق،‏
حيث السطح الكروي‏
يختفي عن فضول‏
النظر البشري.‏
وظللت مصرّاً بضع لحظات‏
أريد أن أحل هذا اللغز؛‏
غير أنه بعد قليل‏
هبطت عليّ اللا مبالاة‏
التي لا تقاوم‏
وأثقلت كاهلي أكثر مما‏
كانوا هم أنفسهم‏
مثقلين بتخيلاتهم المنهكة.‏


ـ العميان‏

تأمليهم يا نفسي، إنهم حقاً بشعون؛‏
يشبهون تماثيل عرض الملابس، يثيرون السخرية بغموض،‏
مخيفون؛ يسيرون على نحو غريب كالسائرين في النوم؛‏
ولا يُعرف إلى أين يحدجون بعيونهم وقد جنت.‏
لقد غادرت الشعلة الإلهية عيونهم‏
فتبقى مرتفعة نحو السماء كأنها تنظر إلى البعيد؛‏
ولا يُرون أبداً وقد انحنوا‏
برؤوسهم المثقلة نحو الأرض حالمين.‏
هكذا يجتازون الظلام اللا محدود‏
هذا الشقيق للصمت الأبدي. أيتها المدينة!‏
بينما تغنين حولنا وتضحكين وتخورين؛‏
وقد استحوذت عليك اللذة حتى الشراسة،‏
انظري! إني أجرجر نفسي أيضاً! لكني أكثر منهم‏
وأقول: عمّ يبحث في "السماء" جميع هؤلاء العميان؟‏


ـ الإنسان والبحر‏


أيّها الإنسان الحر، ستحب البحر دوماً‏
إنه مرآتك، تتأمل نفسك‏
في تلاحق أمواجه اللا نهائي‏
وليس عقلك دوّامة تقلّ عنه مضاضة‏
إنه صورة منك يروق لك أن تغوص في جوفه‏
تعانقه بساعديك ونظراتك، ويتحوّل قلبك‏
أحياناً عن الأصوات الدائرة فيه‏
لدى سماعك أنين البحر الوحشي والعصي على الترويض.‏
أنتما كلاكما كتومان وغامضان:‏
فلم يسبر أحد قعر نفسك أيها الإنسان‏
ولم يكتشف أحد ما في جوفك من ثروات دفينة أيها البحر‏
لكثرة حرصكما على الاحتفاظ بأسراركما‏
ومع ذلك ها قد انقضت أجيال لا تحصى‏
وأنتما تتصارعان دون رحمة ولا تأنيب ضمير‏
لشدة ما تهويان الذبح والموت‏
أيها المناضلان، أيها الأخوان اللذان لا يقهران.‏


ـ المرآة‏


دخل رجل قبيح‏
ونظر إلى نفسه‏
في المرآة.‏
ـ "لماذا تنظر في المرآة‏
بما أنك لا تستطيع‏
أن ترى فيها نفسك‏
إلا بكدر؟"‏
أجابني الرجل القبيح:‏
"يا سيدي، وفقاً‏
لمبادئ (89) الخالدة،‏
البشر متساوون في الحقوق.‏
فأنا أملك الحق في أن أنظر‏
إلى نفسي في المرآة‏
بسرور أو بكدر.‏
هذا لا يخص إلا وجداني..."‏
من حيث المفهوم السليم،‏
كنت على حق بالتأكيد،‏
إنما من وجهة نظر القانون،‏
لم يكن هو الآخر مخطئاً.‏



ـ التأمل‏


كن عاقلاً، يا "ألمي"وامكث أكثر هدوءاً.‏
كنت تطلب المساء، ها هو قد هبط‏
جواً غامضاً يلف المدينة،‏
يحمل للبعض السلام وللآخرين القلق.‏
بينما الكثرة الخسيسة من البشر‏
ستجني الندم في البهجة الدفيئة‏
تحت سياط اللذة، هذا الجلاد الذي لا يرحم،‏
أعطني يدك، يا ألمي، تعال من هنا،‏
بعيداً عنهم. انظر السنوات الفائتة تنحني‏
على شرفات السماء في أثواب باليه‏
والندم المبتسم يبرز من أعماق المياه!‏
الشمس المحتضرة تنام تحت قبة السماء،‏
وأصغ يا عزيزي، أصغ إلى الليل العذب يتقدم‏
مثل كفن طويل يجرجر في المشرق.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867)   قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867) Icon_minitime18/6/2007, 12:04

ما يمكننا أن نراه‏
في ضوء الشمس‏
هو دائماً أقل أهمية‏
مما يجري خلف الزجاج،‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصائد : شارل بودلير (1812 ـ 1867)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: رؤى العالم الجميل-
انتقل الى: