الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عبد الوهاب البياتى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

عبد الوهاب البياتى Empty
مُساهمةموضوع: عبد الوهاب البياتى   عبد الوهاب البياتى Icon_minitime29/5/2007, 22:11


قصيدتان للشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي

بلا حقائب


من لا مكان

لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان

تحت السماء، وفي عويل الريح أسمعها تناديني:

"تعال" !

لا وجه، لا تاريخ.. أسمعها تناديني: "تعال"!

عبر التلال

مستنقع التاريخ يعبره رجال

عدد الرمال

والأرض مازالت ، وما زال الرجال

يلهو بهم عبث الظلال

مستنقع التاريخ والأرض الحزينة والرجال

عبر التلال

ولعل قد مرت علي.. على آلاف الليال

وأنا - سدى - في الريح أسمعها تناديني "تعال"

عبر التلال

وأنا وآلاف السنين

متثائب، ضجر، حزين

من لا مكان

تحت السماءْ

في داخلي نفسي تموت، بلا رجاء

وأنا آلاف السنين

متثائب ، ضجر، حزين

سأكون! لا جدوى، سأبقى دائماً من لا مكان

لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان

الضوء يصدمني، وضوضاء المدينة من بعيد

نَفْسُ الحياة يعيد رصف طريقها، سأم جديد

أقوى من الموت العنيد

سأم جديد

وأسير لا ألوي على شيء، وآلاف السنين

لا شيء ينتظر المسافر غير حاضره الحزين

وحل وطين

وعيون آلاف الجنادب والسنين

وتلوح أسوار المدينة، أي نفع أرتجيه؟

من عالم ما زال والأمس الكريه

يحيا، وليس يقول: "إيه"

يحيا على جيف معطرة الجباه

نفس الحياة يعيد رصف طريقها، سأم جديد

أقوى من الموت العنيد

تحت السماء

بلا رجاء

في داخلي نفسي تموت

كالعنكبوت

نفسي تموت

وعلى الجدار

ضوء النهار

يمتص أعوامي، ويبصقها دما، ضوء النهار

أبداً لأجلي، لم يكن هذا النهار

الباب أغلق الهم يكن هذا النهار

أبدا لأجلي لم يكن هذا النهار

سأكون! لا جدوى، سأبقى دائماً من لا مكان

لا وجه، لا تاريخ لي، من لا مكان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

عبد الوهاب البياتى Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبد الوهاب البياتى   عبد الوهاب البياتى Icon_minitime29/5/2007, 22:12


قمري الحزين




قمري الحزينْ

البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ

ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى

المبحوح عاد

والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ

فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟

والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات

كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات

غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء

إلا بكاءْ

والقُبَّرَاتْ

طارت ، فيا قمري الحزين

الكنز في المجرى دفين

في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ

لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد

والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات

أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟

ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟

أهكذا شمس النهار

تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟

-2-

مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ

ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام

وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون

ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون

وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ

وفي بطاقاتِ البريدْ

مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد

هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ

فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا

وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع

والليلُ ماتْ

والمركبات

عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع

وسائقوها ميتون

أهكذا تمضي السنون ؟

ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ

نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ

فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت
وقطارُنا أبداً يَفُوت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
 
عبد الوهاب البياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: قصائد مضيئة-
انتقل الى: