الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مزامير **محمود درويش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

مزامير **محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: مزامير **محمود درويش   مزامير **محمود درويش Icon_minitime30/5/2007, 15:00

أُحبُّكِ، أولا أُحبُّكِ

أذهبُ، أترك خلفيعناوين قابلةً للضياعْ.

وأنتظر العائدين، وهم يعرفون مواعيد موتيويأتون.

أنتِ التي لا أُحبُّك حين أُحبًّك، أسوارُ بابل

ضيِّقَةٌ فيالنهار، وعيناك واسعتان، ووجهك

منتشر في الشعاع.

كأنكِ لم تولدي بعد. لم نفترق بعد. لم تصرعيني.

وفوق سطوح الزوابع كل ُّكلام جميل،وكلُّ

لقاء وداع.

وما بيننا غيرُ هذا اللقاء، وما بيننا غير هذاالوداع.

أُحبُّك، أو لا أحبُّك

يهرب مني جبيني، وأشعر أنك لا شيءأو كل شيء

وأنك قابلة للضياع.



أُريدكِ، أو أُريدكِ

إنَّ خرير الجداول محترقٌ بدمي. ذات يومأراك،

وأذهب.

وحاولتُ أن أستعيد صداقةَ أشياء غابتنجحت

وحاولت أن أتباهى بعينين تتسعان لكل خريف

نجحت – وحاولتُ أنأرسم اسماً يلائم زيتونةًً

حول خاصرةٍ – فتناسَلَكوكبْ.



أُريدك حين أقول أنا لا أُريدك...

وجهي تساقط. نهرٌبعيدٌ يذوبُ جسمي. وفي السوق

باعوا دمي كالحساء المعلَّب.

أُريدك،حين أقول أُريدك-

يا امرأة وَضَعَتْ ساحل البحر الأبيض المتوسطفي

حضنها... وبساتين آسيا على كتفيها... وكلَّ

السلاسل فيقلبها.



أُريدك، أو لا أُريدك

إنَّ خرير الجداول. إنَّ حفيفالصنوبر. إنَّ هدير

البحار. وريشَ البلابل محترقٌ في دمي – ذات

يومأراك، وأذهب.



أُغنّيك، أو لا أُغنيك

أسكتُ. أصرخُ. لا موعدللصراخ ولا موعد

للسكوت. وأنتِ الصراخ الوحيدُ وأنتِالسكوت

الوحيدْ.



تداخل جلدي بحنجرتي. تحت نافذتي تعبرالريح

لابسةً حَرَساً. والظلامُ بلا موعد. حين ينزل

عن راحتيَّالجنودْ

سأكتبُ شيئاً...

وحين سينزل عن قدميَّ الجنود

سأمشيقليلاً...

وحين سيسقط عن ناظريِّ الجنود

أراك... أرى قامتي منجديد.

أُغنّيك، أو لا أُغنّيك

أنت الغناء الوحيد، وأنت تُغنيّنني لوسكتُّ. وأنت

السكوتُ الوحيد.



-2-

في الأيامالحاضرة

أجد نفسي يابساً

كالشجر الطالع من الكتب

والريح مسألةعابرة.

أُحارب... أو لا أُحارب؟

ليس هذا هو السؤال

المهمّ أنتكون حنجرتي قويَّة.

أعمل... أو لا أعمل؟.

ليس هذا هوالسؤال

المهمّ أن أرتاح ثمانية أيام في الأسبوع

حسب توقيتفلسطين.

أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح،

دُلِّنيعلى مصدرالموت

أهو الخنجر... أم الأكذوبة؟



لكني أذكر أن لي سقفاًمفقوداً

ينبغي أن أجلس في العراء.

ولكيلا أنسى نسيم بلاديالنقي

ينبغي أن أتنفس السل

ولكي أذكر الغزال السابح فيالبياض

ينبغي أن أكون معتقلاً بالذكريات.

ولكيلا أنسى أن جباليعالية

ينبغي أن أُسرِّح العاصفة من جبيني.

ولكي أُحافظ على ملكيةسمائي البعيدة

يجب ألاّ أملك حتى جلدي.



أيها الوطن المتكررفي المذابح والأغاني

لماذا أُهرِّبك من مطار إلىمطار

كالأفيون...

والحبر الأبيض...

وجهازالإرسال؟!

أُريد أن أرسم شكلك.

أيها المبعثر في الملفاتوالمفاجآت

أُريد أن أرسم شكلك

أيها المتطاير على شظايا القذائفوأجنحة العصافير

أريد أن أرسم شكلك

فتخطف السماءُ يدي.

أريدأن أرسم شكلك

أيها المحاصر بين الريح والخنجر

كي أجد شكليفيك

فأُتَّهم بالتجريد وتزوير الوثائق والصور الشمسية

أيها المحاصربين الخنجر والريح.



ويا أيها الوطن المتكرر في الأغانيوالمذابح

كيف تتحول إلى حلم وتسرق الدهشة

لتتركنيحجراً.

لعلَّك أجمل في صيرورتك حلماً

لعلَّكأجمل!...



لم يبق في تاريخ العرب

اسم أستعيره

لأتسلَّلبه إلى نوافذك السريَّة.

كل الأسماء السرية محتجزة

في مكاتب التجنيدالمكيَّفة الهواء

فهل تقبل اسمي

اسمي السري الوحيد

محموددرويش؟

أما اسمي الأصلي

فقد انتزعته عن لحمي

سياطُ الشرطةوصنوبرُ الكرمل



أيها الوطن المتكرر في المذابحوالأغاني

دُلَّني على مصدر الموت

أهو الخنجر

أمالأكذوبة؟!



-3-

يومَ كانتْكلماتي

تربةً...

كنتَ صديقاً للسنابلْ.

يومَ كانتكلماتي

غضباً...

كنت صديقاً للسلاسل

يوم كاناتكلماتي

حجراً...

كنتُ صديقاً للجداول.

يومَ كانتكلماتي

ثورةً...

كنت صديقاً للزلازل

يوم كانتكلماتي

حنظلاً...

كنتُ صديقَ المتفائل

حين صارتكلماتي

عسلاً...

غطَّىالذباب

شفتيَّ!...



-4-

تركت وجهي على منديلأُمّي

وحملت الجبال في ذاكرتي

ورحَلْت...

كانت المدينة تكسرأبوابها

وتتكاثر فوق سطوح السفن

كما تتكاثر الخضرة في البساتين التيتبتعد...

إنني أتَّكئ على الريح

يا أيتها القامة التي لاتنكسر

لماذا أترنَّح؟ ... وأنت جداري

وتصقلني المسافة

كمايصقل الموتُ الطازج وجوهَ العُشّاق

وكلما ازددتُ اقتراباً منالمزامير

ازددتُ نُحولاً...

يا أيتها الممرات المحتشدةبالفراغ

متى أصل؟...

طوبى لمن يلتفُّ بجلده!

طوبى لمنيَتذكَّر اسمه الأصليَّ بلا أخطاء!

طوبى لمن يأكل تفاحة ولا يصبحشجرة.

طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة

ولا يصبحغيماً!

طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها

ولا تختار حريةالريح!.



-5-

اكلما وقفتْ غيمه على حائط

تطايرت إليهاجبهتي كالنافذة المكسورة

ونسيت أني مرصود بالنسيان

وفقدتهويتي؟

إنني قابل للانفجار

كالبكارة...



وكيف تتَّسععيناي لمزيد من وجوه الأنبياء؟

اتبعيني أيتها البحار التي تسأملونها

لأدلك على عصا أخرى.

إنني قابلللأعجوبة

كالشرق...

أنا حالة تفقد حالتها

حين تكفُّ عنالصراخ

هل تسمّون الرعد رعداً والبرق برقاً

إذا تحجَّر الصوت، وهاجراللون؟!

اكلما خرجتُ من جِلدي.

ومن شيخوخة المكان

تناسلالظلُّ، وغطّاني...؟

اكلما أطلقتُ رياحي في الرماد

بحثاً عن جمرةمنسيَّة

لا أجد غير وجهي القديم الذي تركته

على منديلأُمي؟

إنني قابلٌ للموت

كالصاعقة...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

مزامير **محمود درويش Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزامير **محمود درويش   مزامير **محمود درويش Icon_minitime30/5/2007, 15:02

-6-

أشجاربلادي تحترف الخضرة


وأنا أحترف الذكرى.

والصوت الضائع فيالبرية


ينعطف نحو السماء، ويركع:

أيها الغيم! هل تعود؟


لستُحزيناً إلى هذا الحدّ

ولكن، لا يحبُّ العصافير

من لا يعرفالشجر.

ولا يعرف المفاجأة


من اعتاد الأكذوبة.

لستُ حزيناً إلىهذا الحد


ولكن، لا يعرف الكذب

من لم يعرف الخوف.



أنالستُ منكمشاً إلى هذا الحد


ولكن الأشجار هي العالية.

سيداتي، آنساتي،سادتي


أنا أحبُّ العصافير

وأعرف الشجر

أنا أعرفالمفاجأة

لأني لم أعرف الأكذوبة.

أنا ساطع كالحقيقةوالخنجر


ولهذا أسألكم:

أطلقوا النار على العصافير


لكي أصِفَالشجر.

أوقفوا النيل


لكي أصف القاهرة.

أوقفوا دجلة أو الفراتأو كليهما


لكي أصف بغداد.

أوقفوا بردى


لكي أصفدمشق!

وأوقفوني عن الكلام


لكي أصفنفسي...



-7-

ظلُّ النخيل، وآخرُ الشهداء، والمذياع يرسلصورةً


صوتيةً عن حالة الأحباب يومياً، أُحبُّك في

الخريف وفيالشتاءْ.



- لم تبك حيفا. أنت تبكي. نحن لا ننسىتفاصيل


المدينة, كانت امرأةً، وكانت أنبياءْ.



البحرُ! لا. البحرُ لم يدخل منازلنا بهذا الشكل
.

خمسُ نوافذٍ غرقتْ، ولكنَّ السطوحتعجُّ


بالعشب المجفَّف والسماءْ -



ودَّعتُ سجّاني. سعيداًكان بالحرب الرخيصة
.

آه يا وطن القرنفل والمسدّس، لم تكن أُمّيمعي
.

وذهبتُ أبحث عنك خلف الوقت والمذياع. شكلك


كان يكسرني... ويتركني هباءْ.



كان الكلام خطيئةً، والصمت منفى. والفدائيون


أسرى توقهم للموت في واديك. كان الموت تذكرة

الدخول إلىيديك. وكنتً تحتقر البكاءْ.



والذكرياتُ هويةً الغرباء أحياناً، ولكنالزمان


يضاجع الذكرى وينجب لاجئين، ويرحل

الماضي، ويتركهم بلا ذكرى. أتذكرنا؟ وماذا

لو تقول: بلى! أ نذكر كل شيئ عنك؟ ماذا

لو نقول: بلى!... وفي الدنيا قضاةُ يعبدون الأقوياءْ.



من كل نافذةٍ رميتُالذكريات كقشرة البطيخ
,

واستلقيتُ في الشَّفَق المحاذي للصنوبر (تلمع


الأمطار في بلد بعيد. تقطف الفتياتُ خوخاًغامضاً...)



والذكرياتُ تمرُّ مثل البرق في لحمي،وترجعني


إليك... إليك. إنَّ الموت مثل الذكريات كلاهما

يمشي إليك... إليك، يا وطناً تأرجح بين كلِّ

خناجر الدنيا وخاصرةِالسماءْ.



ظلّ النخيل، وآخر الشهداء والمذياع يرسل صورة


صوتيةعن حالة الأحباب يومياً – أحبك في

الخريف وفيالشتاءْ.



-8-

حالة الاحتضار الطويلة


أرجعتني إلى شارعفي ضواحي الطفولةْ

أدخلتني بيوتاً

قلوباً

سنابل

منحتنيهويَّه

جعلتني قضيَّه

حالةُ الاحتضار الطويلةْ.



كانيبدو لهم


أنني ميّت، والجريمةُ مرهونةٌ بالأغاني

فمرُّوا، ولم يلفظوااسمي.

دفنوا جثتي في الملفّاتوالانقلابات،


وابتعدوا.

(والبلاد التي كنتُ أحلم فيها – سوف


تبقى البلاد التي كنتُ أحلم فيها).



كان عمراًقصيراً


وموتاً طويلا

وأفقتُ قليلا

وكتبتُ اسم أرضي علىجُثَّتي

وعلى بندقيَّةْ

قلت: هذا سبيلي

وهذا دليلي

إلىالمدن الساحليَّةْ.

وتحركتُ،


لكنهم قتلوني.



دفنواجثتي في الملفات والانقلابات


وابتعدوا.

(والبلاد التي كنتُ أحلم فيها


سوف تبقى البلاد التي كنتُ أحلم فيها
).



أنا في حالةالاحتضار الطويلةْ


سيِّد الحزن.

والدمع من كل عاشقةعربيَّة


وتكاثر حولي المغنّون والخطباء

وعلى جثتي ينبتُ الشعروالزعماء


وكل سماسرة اللغةالوطنيَّة

صفَّقوا

صفَّقوا

صفَّقوا

ولتعشْ

حالةالاحتضار الطويلةْ



حالةُ الاحتضار الطويلةْ

أرجعتني إلى شارعفي ضواحي الطفولة

أدخلتني بيوتاُ... قلوباً... سنابل

جعلتنيقضيَّة

منحتني هويَّة

وتراثَ السلاسل.



-9-

إنيأتأهَّب للانفجار


على حافة الحلم

كما تتأهب الآباراليابسة

للفيضان.



إني أتأهَّب للانطلاق


على حافةالحلم

كما تتأهب الحجارة

في أعماق المناجم الميتة



إنيأتحفَّز للموت

على حافة الحلم

كما يتحفز الشهيد للموت

مرةأُخرى.



إني أتأهَّب للصراخ


على حافة الحقيقة

كمايتأهَّب البركان

للانفجار.



-10-

الرحيلانتهى


من يغطّي حبيبي

كيف مرَّ المساء المفاجئ

كيفاختفى

في عيون حبيبي؟

الرحيل انتهى.



أصدقائي يمرونعني
.

أصدقائي يموتون فجأة




الرحيل انتهى

في جناحالسنونو.

الرحيل ابتدأ


حين فرَّ السجين.



ما عرفتُالضياع


في صرير السلاسل

كان لحمي مشاع

كسطوحالمنازل

لعدوّي ، ولكن

ما عرفت الضياع

في صريرالسلاسل



أصدقائي يمرّون عني

أصدقائي يموتونفجأة.



-11-

أداعب الزمن


كأمير يلاطفحصاناً.

وألعبُ بالأيام


كما يلعب الأطفال بالخرزالملوَّن.



إني أحتفل اليوم


بمرور يوم على اليومالسابق

وأحتفل غداً

بمرور يومين على الأمس

وأشرب نخبالأمس

ذكرى اليوم القادم

وهكذا... أُواصلحياتي!



عندما سقطتُ عن ظهر حصاني الجامح


وانكسرتذراعي

أوجعتني إصبعي التي جرحت

قبل ألف سنة!



وعندماأحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا


أجهشت في البكاء على غرناطة

وعندماالتفَّ حبل المشنقة حول عنقي

كرهت أعدائي كثيراً

لأنهم سرقوا ربطةعنقي!



-12-

نرسم القدس
:



إله يتعرَّى فوقخطَّ داكن الخضرة. أشباه عصافير تهاجرْ


وصليب واقف في الشارع الخلفيَ. شيءيشبه البرقوق

والدهشة من خلف القناطرْ

وفضاء واسع يمتدُّ من عورةجنديّ إلى تاريخ شاعر.



نكتبُ القدس
:

عاصمة الأمل الكاذب... الثائر الهارب... الكوكب


الغائب. اختلطتْ في أزقَّتها الكلماتُالغريبةُ،

وانفصلتْ عن شفاه المغنّين والباعةِالقُبَلُ

السابقةْ.



قام فيها جدار جديد لشوق جديد،وطروادةُ


التحقتْ بالسبايا. ولم تَقُل الصخرةُ الناطقةْ

لفظةًتُثبِتُُ العكس. طوبى لمن يجهضُ النار في

الصاعقةْ
!.



ونغنيالقدسَ
:

يا أطفالَ بابلْ


يا مواليد السلاسلْ

ستعودون إلىالقدس قريباً

وقريباً تكبرون.

وقريباً تحصدون القمح من ذاكرةالماضي


قريباً يصبح الدمع سنابل.

آه، يا أطفال بابل


ستعودونإلى القدس قريباً

وقريباًتكبرونً.

وقريباً


وقريباً

وقريباً...

هلّلويا


هلّلو يا!

ثائر!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مزامير **محمود درويش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: قصائد مضيئة-
انتقل الى: