الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


ذكر عدد الرسائل : 39
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 14/04/2007

رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية Empty
مُساهمةموضوع: رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية   رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية Icon_minitime21/4/2007, 03:47

[color=blue]
مفهوم الشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية قبل رامبو



[color:d9e9=blue:d9e9]على عكس ما قد نتوهم فلم يكن رامبو أول من تحدث عن الشاعر الرائي أو عن ضرورة ان يكون الشاعر رائياً أو رؤيوياً يسبر أعماق المجهول. صحيح انه اعطى لهذه الفكرة وهجاً ساطعاً في رسالته الشهيرة الى صديقه «بول دومني» والمعروفة باسم رسالة الرائي، أو بالاحرى رسالتي الرائي لانه كتب رسالتين متتاليتين حول الموضوع بتاريخ (13) و (15) مايو من عام 1871. وهما الرسالتان الشهيرتان اللتان بلورتا المشروع الشعري للحداثة. يقول في هاتين الرسالتين بما معناه: «أريد ان أكون شاعراً، وأنا أسعى جاهداً لكي اصبح رائياً أو رؤيوياً. انت لا تفهم معنى كلامي، وأنا لا استطيع ان اشرحه لك. الأمر يتعلق بما يلي: ان نصل إلى المجهول عن طريق خلخلة كل الحواس».

أن أول دراسة ينبغي على الانسان ان يقوم بها اذا ما اراد ان يصبح شاعراً هي ان يعرف نفسه، ان ينخرط في استكشاف نفسه واعماقه بشكل كامل. انه يبحث عن روحه، يستبطنها، يغريها، يحاولها، يستملكها أو يفهمها.. قلت بأنه ينبغي على الانسان ان يصبح رائياً، ان يجعل من نفسه شخصاً رؤيوياً. والشاعر لا يتوصل الى مرحلة الرؤيا الا عن طريق الانخراط في تجربة مهولة وطويلة ومُعَقْلَنة:

أي تجربة «الخلخلة لجميع حواسه»... البعض يترجمها «بتعطيل الحواس» ولكن لا أعرف فيما إذا كانت الترجمة صحيحة.

يرى الناقد «مارك ايجيلدينجير» في دراسة مطولة ومهمة ان الشاعر الالماني نوفاليس كان أول من طابق بين الشاعر والرائي في الآداب الغربية. وكان ذلك حوالي عام (1790) أي قبل ظهور رامبو بمائة سنة تقريباً. كان نوفاليس يرى ان الشاعر يشبه الكاهن او العراف او الساحر ضمن مقياس انه يمتلك موهبة خاصة لا يمتلكها سواه الا وهي: النفاذ الى عالم خارق للطبيعة، عالم الأسرار المخفية واللا مرئيات. والشاعر الرؤيوي هو ذلك الشخص الذي يمتلك حدساً خارقاً أو نفاذاً يستطيع ان يقرأ المستقبل. انه يتميز بطراوة الرؤيا الطفولية، وبالبراءات الأساسية. وهي البراءات التي يفقدها الانسان عندما يكبر او ينضج او يتقدم في العمر.

بعدئذ انتقل مفهوم الشاعر الرؤيوي من الرومانطيقيين الالمان الى الرومانطيقيين الفرنسيين الذين سبقوا رامبو مباشرة. نذكر من بينهم بلزاك، وجيرار دونيرتال، وبودلير، وبالطبع فيكتور هيغو. ومعلوم ان نيرتال كان يعتبر نفسه رائياً، اي قادراً على الاتصال بالعالم الآخر الذي يقبع خلف هذا العالم. انه العالم السماوي، العالم الأثيري، العالم الذي يتجاوز الواقع المحسوس الذي نراه. وهو يعتبر ذلك نعمة من الله ولا يحظى بها الا المصطفون او النخبة القليلة جداً في التاريخ.

وهذه الملكة، اي ملكة الرؤيا، تعلو على التفحص العلمي ولا يستطيع العقل ان يدركها. بمقاييسه المنطقية. واما فيما يخص بودلير، فالامر يختلف قليلاً. فعلى الرغم من ان تيوفيل غوتييه قد رأى فيه رائياً لانه يمتلك في خياله المقدرة على اكتشاف التشابهات المنتشرة في العالم، وعلى الرغم من ان رامبو دعاه «بالرائي الأول» الا انه لم يطبق على نفسه هذه التسمية. لقد حصر هذه التسمية الرفيعة باستاذه في مجال الفكر جوزيف دوميستير الذي دعاه «بالعبقري الكبير لزمننا ـ الرائي الحقيقي». ولكن هناك بيت شعر لبودلير يحتوي على فكرة الرؤيا بالمعنى الذي يقصده رامبو تقريبا. وهو يقول فيه بأنه «انطلق للبحث عن المجهول من اجل ان يعثر على شيء جديد» أو على طعم شيء لم يذقه من قبل.

ولكن هذا البحث ليس مقدراً من قبل الحس النبوئي الاستشرافي، أو العبقرية الرؤيوية كما هو عليه الحال لدى فيكتورهيغو. في الواقع ان سوداوية بودلير او زهده بنفسه وبالبشرية كلها لم يكونا يدفعانه في اتجاه التفاؤل الرؤيوي فالانسان ليس شئياً كثيراً في هذا العالم… بهذا المعنى فإن الاستاذ الأول رامبو فيما يخص الرؤيا أو الشعر الرؤيوي هو بدون شك فيكتورهيغو. ومعلوم ان تفاؤله بامكانيات الشاعر كان بلا حدود.

نقول ذلك ونحن نعلم ان استاذ رامبو في المدرسة الثانوية كان ينصحه دائماً بقراءة مؤلفات فيكتور هيغو الذي كان آنذاك في عز شهرته. لكن ما هو تصور هيغو عن الرؤيا؟ ليس من السهل ان نجيب عن هذا السؤال. في الواقع ان تصوره معقد وغير ثابت. بمعنى انه تطور من خلال كتاباته المتتالية. ولكن يمكن القول بأن الانسان الرؤيوي لديه يحتمل المعاني التالية. انه راع، أو عراف قادر على اكتناه المجهول، أو ساحر، أو مفكر، أو كاهن، أو شاعر، الخ... ونلاحظ ان فيكتور هيغو يفرق بين الموهبة الرؤيوية، أي المقدرة على الرؤية وبين الفعالية العقلانية للفكر. فالرؤيوي لا يتوصل الى الكشف الأعظم عن طريق المناهج العقلانية التي نعرفها، وانما عن طريق حدس خارق او لمع خاطف. لكن من هم الرؤيويون بالنسبة لفيكتور هيغو؟ انهم شعراء من أمثال هوميروس وميلتون مثلا.

وقد زاد من حدة نظرتهما الداخلية كون كل منهما أعمى! فهما يريان ما لا يُرى حتى ولو كانا غير مبصرين، وهذا يعني ان الرؤية لا تعني، البصر بالمعنى العادي للكلمة وإلا لكان جميع البشر رؤيويين! او لكان جميع البشر رامبو أو فيكتور هيغو! يقول نزار قباني مخاطبا طه حسين: ألق نظارتيك ما أنت أعمى انما نحن معشر العميان! ونلاحظ ان فيكتور هيغو يطبق هذه التسمية ايضا على بيتهوفين الذي يدعوه بالرائي الرائع للموسيقى».

والآن نطرح هذا السؤال: هل أتى رامبو بشيء جديد في نظريته الرؤيوية ام انه كان مجرد مقلد لمن سبقوه؟ واذا كان الجواب بالنفي فلماذا اذن قامت كل تلك الضجة والفرقعة حول نظريته التي اعتبرت فتحاً جديداً في تاريخ الشعر؟ في الواقع ان الرؤية بالنسبة لفيكتور هيغو هي عبارة عن ملكة ذات أصل الهي، ملكة تتيح لمن يمتلكها ان يكتشف سر الكون، ان يستبصر اللامرئي من خلال المرئي. فنظرة الرائي تنطلق أولاً من رؤية الواقع، من التأمل فيه، ثم تنفصل بعدئذ عن عالم المظاهر السطحية الخارجية وتتجاوزها لكي تصل إلى الله، او لكي تستملك بشكل ما النور الالهي وتنصهر فيه.

بهذا المعنى فإن مفهوم الرؤية يظل بالنسبة لفيكتور هيغو عملاً دينياً. انه يظل محصوراً داخل الفضاء المقدس. واما بالنسبة لرامبو فإن المفهوم خرج عن دائرة التقديس واصبح يتموضع على المستوى البشري المحض للتجربة الشعرية. هنا يكمن الفرق الاساسي. رامبو نزع القدسية عن التجربة الرؤيوية وبدلا من ان كانت شاقولية اصبحت افقية. هناك نقطة اخرى جديدة في نظرية رامبو. فالرؤية بالنسبة اليه غير مرتبطة بالاخلاق او بالتدريب الروحي والصوفي وانما هي مرتبطة بمنهجية جديدة لم يسبقه اليها احد من قبل. ونقصد بها منهجية خلخلة جميع الحواس عن طريق الانخراط في جميع التجارب الجنونية والشذوذية الخارجة على المألوف والصادمة للمجتمع. هي مرحلة الزعْرنَة التي مر بها رامبو والتي ارتكب فيها حماقات عديدة قبل ان يتوصل الى اكتشافاته الشعرية.

ويبدو انه كان يعتبرها بمثابة الثمن المدفوع والضروري من اجل التوصل الى هذه الاكتشافات والقصائد العبقرية. وهذا يعني تجاوزا لمقولات الاخلاق التقليدية او تحررا منها. فمعرفة الذات بالنسبة لرامبو لا يمكن ان تتم قبل ان ينخرط الانسان في هذه التجارب الحدية أو القصوى التي يرفض الإنسان العادي أو العاقل ان ينخرط فيها. فالإنسان ينبغي ان يجرب نفسه بحسب نظرية رامبو، ينبغي ان يعرف الى أي مدى يمكن ان يذهب اليه.. يضاف الى ذلك ان رامبو يختلف عن معظم سابقيه من حيث اعتباره للرؤية ليس كملكة فطرية وانما كشيء مكتسب بعد طول عناء. والرؤية الشعرية هي نتيجة هذه المنهجية الجنونية، وهي تقع فيما وراء الخير والشر وتشكل ارادة للمعرفة وطريقا للوصول الى كيمياء الحرف او الكلمة.

وعندما قال رامبو جملته الشهيرة: الانا هي آخر، فإنه كان يقصد اولا تقليص الانا المتضخمة للشاعر الرومانطيقي. كان يريد ان يتوصل الى الشعر الموضوعي فيما وراء الشعر الذاتي. كان يعتقد أن الشاعر يعبر عن مضامين الوعي الكوني وليس فقط عن ذاتيته الشخصية، عن مشاعره الجريحة وعواطفه. فالشاعر يمتلك الخصيصة التالية: وهي انه قادر على تحويل الذاتي الى موضوعي والانا الفردية الى انا جماعية. بهذا المعنى فإن تصورات رامبو تلتقي بمفهوم اللاوعي الجمعي الذي بلوره يونغ فيما بعد. فالشاعر الكبير هو ذلك الشخص القادر على التعبير عن اعماق الكينونة البشرية عن طريق تجاوز حالته الشخصية او الفردية والتعالي عليها. على هذا النحو تم تجاوز المرحلة الرومانطيقية والتوصل الى ما يدعوه رامبو بالشعر الموضوعي.

وهكذا انتقلنا من الذاتية المفرطة او الغنائية المفرطة للرومانطيقيين الى غنائية جديدة قد تبدو ظاهرياً باردة او موضوعية هي: غنائية الحداثة ينبغي العلم ان اللاوعي الشخصي مشكل من عناصر مستمدة من الوجود الفردي والماضي الحميمي للانا وبالتالي فهو مرتبط بالحياة المعاشة لكل كائن.. واما اللاوعي الجمعي بحسب مفهوم يونغ فيحتوي على صور الحياة الكونية والتصورات الموروثة عن الازمنة السحيقة للبشرية. بهذا المعنى فكل واحد منا يحمل في ذاته اللاوعي الجمعي للبشرية بقدر ما يحمل لا وعيه الخاص بالذات. كل فرد تتلخص فيه البشرية بأسرها وهذا يشبه ما قاله شاعرنا القديم: وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر.

ولكن الشاعر الكبير هو وحده القادر على التعبير عن اللاوعي الكوني. لهذا السبب نقول بأن رامبو شاعر كوني او ارتفع الى مستوى الكونية لانه استطاع ان يتجاوز حالته الشخصية. وقل الامر ذاته عن طاغور، او بودلير أو المعري، او المتنبي، او غوته، او هولدرين.. الخ.. فرامبو استطاع ان يوسع ابعاد الانا لكي تصبح شخصا آخر، فأصبح هو والآخر شخصا واحدا من خلال التعبير عن الانا الكونية. بهذا المعنى فإن الشاعر الكبير هو ذلك الشخص القادر على التعبير عن الروح اللاواعية للبشرية. وهكذا يوسع الشاعر اناه الشخصية لكي تصبح بحجم العالم، بحجم الكون بأسره. ولكن التوصل الى ذلك يحتم على الشاعر ان يجد لغة جديدة.

غير لغة الرومانطيقيين. ولهذا السبب قال رامبو بأن تجديد مضامين الشعر يتطلب بالضرورة تجديد أشكاله ولغته. فلا مضمون جديدا بدون شكل جديد. ولهذا السبب ايضا فإنه راح يحلم بالتوصل يوما ما الى لغة كونية للشعر.

وهذا ما عبر عنه من خلال مصطلح شعري قوي جدا هو: كيمياء الكلمات، فالرؤيا الهلوسية التي يمارسها الرائي من اجل الانفصال عن الواقع لا تتم إلا عن طريق الهلوسة اللفظية التي تثبت الاكتشافات التي كان قد اغتصبها من المجهول وثبتها في جسد الكلمات. بهذا المعنى يصبح الشعر مخاطرة حقيقية وقذفاً للنفس في اعماق المجهول. وقد جازف رامبو بنفسه إلى اقصى حد ممكن قبل ان يسقط هو صريع المحاولة.
عن الشرق الاوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alolymp.niceboard.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية   رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية Icon_minitime22/4/2007, 19:22

الموضوع جميل ويستحق التحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
 
رامبو والشاعر الرؤيوي أو الرؤيا الشعرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: بورتريهات إبداعية-
انتقل الى: