منتصف الليل
كل ليلة، مع دقات الساعة الثانية عشرة، تنهض
المرأة العجوز،
و بحركة غريبة ترفع شعرها عن أعينها،
و كأنَّها تمسك من السترة لصًّا يقفز من النافذة.
ثُمَّ
تستيقظ تمامًا.
تلبس خفَّيها و تقترب من المرآة.
تنظر إلى نفسها.
تحدِّق في ما بين عينيها إلى خلف المرآة، في نسيج
العنكبوت، و قطرات الرطوبة.
و عندئذٍ بالضبط، تسمع أوراق الذهب الرقيقة
تسقط على إسفلت الطريق،
تسمع زحف الحلزون على قفل غرفة الخزين،
تسمع الديدان تتسكَّع في الأقصيص و في التوابيت
العتيقة. تقول: الموتى
لا يبلون أحذيةً. فهم يمشون الهوينا،
فوق أشياء ناعمة. الموتى
يمشون داخلنا، و أحيانًا -للتوفير-
يلبسون أحذيتنا.