ورقة تقنية مختصرة:(حوار مفتوح مع الشاعر محمد اللغافي)

س
هل معنى هذا أنك ترى أن السياسة تلعب دورا مؤثرا على الإبداع والمبدعين ؟ وكيف ترى العالم لو أصبح هناك قطبين وليس دولة واحدة تفرض ماتشاء من مشروعات تخدم مخططاتها ؟؟
ج
أخي حمدي لا أستطيع أن أشاركك حلم لم ولن يتحقق أبدا اذا كنت حالما حالما فعليك أن تحلم على قد الحال..‘أعني أن تحلم بالممكن ولا تفترض المستحيل وأظن أنك توافقني الرأي ان قلت لك ان تقنين الأحلاممن مميزات الشعراء ..فالشاعر حينما يريد أن يحلم ..يحلم على قد الحال ولا يومن بالمستحيل ومن يتجاوز ذلك يصنف في صف المستوهمين ...أصحاب مقولة أعذب الشعر أكذبه

س
المبدع: محمد اللغافي


*ما هو تقييمك الشخصي للثقافة الرقمية عموما؟ وهل استطاعت ان تستجيب فعلا لطموحات المبدع العربي؟
*ما هو تعليقك على الاستسهال الذي صارت تعاني منه القصيدة العربية الحديثة خصوصا في ظل الثقافة الرقمية نفسها ؟
*بالنسبة لعلاقة السياسي بالثقافي (عموما)، هل تعتقد بان المثقف -عموما- والكاتب-بشكل خاص- يستطيع ان يتجاوز حلبة السياسية ليتركها للسياسي ؟
*هناك سؤال اخير اظنه مهما للغاية ... ما هو تعليقك على المقولة التالية:
الصحافة تقتل المبدع ؟؟؟؟

مع تحياتي وتقديري

مصطفى بلعوني
ج
شر لا بد منه:
الثقافة الرقمية هي استنزاف مقصود لتوريط المثقف
واستهلاك يومي لقيمه ومواقفه ..وأعتبرها متنفس للذين لا يستطعون التنفس عبر منابر أخرى .
مما سبب بالفعل الاستسهال...بل الاسهاب في الترويج للرداءة بعينها..مع احتراماتي لنفسي وبعض الأسماء
التي تستحق بالتأكيد منحا تزكي قدراتها ..
فالثقافة يا أخي ليست" قصيدة :أو قصة:أو خاطرة :أو حوار":
الثقافة فلسفة معينة ينهجها الكاتب لتعبر عن ما بداخله من مواقف انسانية سياسية كانت أم اجتماعية أو أسمى من ذلك..والمثقف في حد ذاته يمارس سياسته التي تعبر عن مبادئه ..والسياسة في حد ذاتها ليست هي التي يمارسها الشخص المتحزب..العكس صحيح يا أخي..المثقف هو الوحيد الذي يمتلك مفاتيح السياسة الأنيقة ولهذا الغرض يجب على المثقف أن يبقى بعيدا عن الثياراث الحزبية ..ويشتغل انسانا لصالح الانسان
أما عن مسألة الصحافة تقتل البداع ...لا أعتقد ذلك لأن الصحافة مهنة الخبز مثلها مثل أي مهنة أخرى ..لكن الابداع هو ذلك الكائن فيك رغما عن أنفك..ابتلاء عافانا الله منه تمارسه حتى وأنت نائم.

س

نقرأ كثيرا عن المجايلة وعن أجيال حفرت اسمها بحروف من نور في عالم الابداع كجيل الستينات وجيل السبعينات ..فما هو تقييمك لتجربة جيلك إذا كنت تؤمن بفكرة الجيل ؟ وكيف ترى حظوظ هذا الجيل في ترك بصمة مؤثرة في عالم الابداع ؟؟
ج
لا أحد يا أخي حمدي ..يحفر اسمه من نور..بل من نار..وعن مسألة التجييل هذا موضوع آخر شائك ..لأن الذين طرزو اسماءهم بسياط القمع وسياط التهميش والتنبيذ.هم الأقوى الى حد الآن ..فلا نستطيع أن نقارن بين مبدع صنعته أياد سياسية ..وآخر صنعته ظروفه القاسية ..ومن هذا كله ..فأين هي الأسماء التي مرت بقوة على هذه الأرض..مثل الشاعر عبد الله زريقة أطال الله عمره..المرحوم عبد الله راجع..أين الشاعر الكبير الأستاذ محمد بن طلحة الذي رفض شيئا معينا منهم فتناسوه لكنه ما زال في قلوبنا وغير ذلك كثير من الذين رحلوا ..والباقين مدد الله اعمارهم.
والبصمة رهينة بقوة العمل الابداعي.

س
هل تريد أن تقول أن فكرة الأجيال هي من صناعة السلطة ، وأن الشاعر الذي لا يسير مع التيار يبقى مهمشا؟؟ ،لكن ألا ترى أن كل تجربة حقيقية تفرض وجودها بسلطة الإبداع والقدرة على المواجهة ؟؟؟؟؟؟؟؟
ج
ليست من صناعة السلطة بل من صناعة السياسة يا أخي حمدي .وأسألك بدوري عن ما هية التجربة الحقيقية..؟؟؟؟
التجربة في نظري هي الالتزام بقضايا الانسان وليست تلك التي تبحر في أوهام التجريد والهروب من الواقع

محمد اللغافي كتب:

التجربة في نظري هي الالتزام بقضايا الانسان وليست تلك التي تبحر في أوهام التجريد والهروب من الواقع

هنا أنت تجعلني أسألك :

هل تقيم تجربتك من منظور إهتمامها بقضايا الانسان والتحامها بالواقع ؟وما هو الفرق بين الغموض والعمق في تجربة الشاعر محمد اللغافي ؟؟ وهل تنعكس رؤيتك لتجربتك على رفضك لبعض المدارس الشعرية الحديثة؟؟

س
هنا أنت تجعلني أسألك :

هل تقيم تجربتك من منظور إهتمامها بقضايا الانسان والتحامها بالواقع ؟وما هو الفرق بين الغموض والعمق في تجربة الشاعر محمد اللغافي ؟؟ وهل تنعكس رؤيتك لتجربتك على رفضك لبعض المدارس الشعرية الحديثة؟؟
ج
نعم أخي حمدي
لست أنا من يقيم التجربة رغم اني أحس بها فأنت والآخر من يقيمها..وقد استنتجت هذا من خلال تفاعل الكثير من الأدباء المغاربة والعربعلى العموم .لو تعرف ماذا قال الشاعر الكبير أدونيس ..رغم اني لا أفتخر بها لأنها كانت شهادة ربما شفاهية وسطحية .
وكذلك الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس ..ذات لقاء نظمته جمعية ملتقى الفن..التي كانت ترأسها الأستاذة الأديبة زهرة زيراوي الى جانب العازف الكبير الحاج يونس..والعازفة الرقيقة الدكتورة لبنى بن جلون.
والشاعر الراحل أحمد بركات .والدكتور عبد الغفور العراقي والشاعرة حفصة لمراني ..وأسماء أخرى
أما عن الغموض والعمق ..فأظنه من السهل الممتنع ..في بساطة لغته وأسلوبه المركب بتقنية أتوخى أن تكون اضافة للحداثة العربية...ولا أمتلك أسلوبا لرفض أية مدرسة لكن قد تكون لدي بعض المواقف اتجاه بعض الكتابات التي لا تسمو بالأدب العربي وتجعله منحطا الى درجة الرداءة..

س
أولا :أريد أن أعرف ماذا قال عنك أدونيس ؟وماهو رأيك في تجربته ؟

وثانيا :أي التجارب أقرب إليك تجربة أدونيس أم أمل دنقل أم محمود درويش أم محمد عفيفي مطر أم أنسي الحاج أو بالأدق ماذا يعني كل إسم من هذه الأسماء للشاعر محمد اللغافي ؟؟وهل هناك أسماء أخرى قريبة جدا منك ؟
ج
لم أذكر بالحرف لكني مازلت أذكر المعنى حيث اعتبرني شاعرا موهوبا ولي مؤهلات تؤسسني للعالمية ..
أما عن أي التجارب أقرب الي من هذه الأسماء أو الأهرام اذا صح ذلك ..فاني أستحيي أن أقارن نفسي بواحدة منها ..لكني أطمح أن يكون اسمي بينهما ..وقد وقع هذا حينما رشحت ديواني "وحدي ..أحمل هم هذا الوجه "لجائزة عبد العزيز سعود البابطين..لم أذكر التاريخ لكني سوف أحدده لك غدا بعد عودتي الى الأرشيف .

س
لم أطلب منك مقارنة نفسك بهم ، فقط سألتك ماذا يعني كل إسم منهم على حدة بالنسبة لك ؟وكيف ترى تجربته ؟
ج

أخي حمدي


أستطيع أن أختار أمل دنقل..من بين هذه الأسماء القليلة التي وضعتها بين يدي كصورة تقريبية من التجربة ..وأرى في تجربتي أنها اضافة عصامية صعلوكة انبثقت من مكان معين في زمن معين..يضرب له ألف حساب من حيث المتغيرات التي طرأت على الحياة العامة وغيرت حتى ملامح الكون
وكل اسم من هؤلاء يعني لي قضية معينة وسياسة معلومة

في الوقت الذي أبارك فيه تأسيس بيت(الأدب)..المغربي وتأسيس فرع الدار البيضاء .والذي كنت بالفعل عضو اللجنة التحضيرية له ..كبادرة مني لتشجيع الفعل الثقافي الذي قد يعبر عن الفراغ الراهن الذي تشهده الساحة الثقافية..ومشاركتي في مناقشة الخطوط الأولية بفضاء الحرية عين الشق ..وبعد أن تم التأسيس بنجاح عسير أعتذر عن عدم قبول العضوية فيه لأننيلا أستطيع الالتزام بقواعد لا توافق مواقفي الشخصية ..قد أكون خاطئا ..أو صائبا..المهم هو أن لا يفسد الخلاف للود قضية ...
مع متمنياتي للاخوة الساهرين على تفعيله بالتوفيق..
امضاء :
محمد اللغافي
_________________

هذا كان نص بيان الشاعر محمد اللغافي ،فلماذا كان هذا البيان ؟ولماذا في هذا التوقيت بالتحديد؟؟

س
في الوقت الذي أبارك فيه تأسيس بيت(الأدب)..المغربي وتأسيس فرع الدار البيضاء .والذي كنت بالفعل عضو اللجنة التحضيرية له ..كبادرة مني لتشجيع الفعل الثقافي الذي قد يعبر عن الفراغ الراهن الذي تشهده الساحة الثقافية..ومشاركتي في مناقشة الخطوط الأولية بفضاء الحرية عين الشق ..وبعد أن تم التأسيس بنجاح عسير أعتذر عن عدم قبول العضوية فيه لأننيلا أستطيع الالتزام بقواعد لا توافق مواقفي الشخصية ..قد أكون خاطئا ..أو صائبا..المهم هو أن لا يفسد الخلاف للود قضية ...
مع متمنياتي للاخوة الساهرين على تفعيله بالتوفيق..
امضاء :
محمد اللغافي
_________________

هذا كان نص بيان الشاعر محمد اللغافي ،فلماذا كان هذا البيان ؟ولماذا في هذا التوقيت بالتحديد؟؟

ج
العزيز حمدي ..لا أعلم هل أنا خاطئ أم على صواب..لكني متشبت برأيي لكوني لا أصلح لهذه الجماعة التي تريد أن تخدم نفسها بواسطة الآخرين ..أو عن طريق نهجوه من قبلهم أناس كانوا يدعون الثقافة..ولما وصلوا الى الحقائب ..انسلخوا عن جلدهم ..بل تنصلوا من ماضيهم برمته .وانتموا الى نخبة أخرى وثقافة أخرى..
أما عن البيان أنا لم أحدد له وقت ..بل جاء عفويا كالمعتاد لأتنصل من عبئ كان سيكون ثقيلا علي ..أما عن الأسباب ..سأدعها للوقت فهو كفيل بابرازها ..حتى لا أكون طرفا ..مناهضا لهذه الولادة العسيرة..
http://alfawanis.com/alfawanis/index.php?option=com_content&task=view&id=1647&Itemid=1

منهنا تستطيع أن تعرف بعض الأسباب

س
الصديق الشاعر المبدع محمد اللغافي : دعني أسألك :

هل السلطة تضر بالمبدع وبالإبداع خاصة إذا صار المبدعين من أصحابها ؟
وهل الشعر يصلح مهنة نستعيض بها عن أي عمل آخر؟
وماذا لوحصلت على منحة تفرغ مدى الحياة ..هل ستكتب كما تكتب الآن؟!!
ج
أخي حمدي ..
بالفعل ..ففي تاريخ الأدب كان الشعر يخدم السلطة من خارجها .. لأن الشعر لا يمكن أن يكون مرادفا للسلطة والعكس صحيح..لكنه يستطيع انتقادها وتوجيهها..والشعر لا يستطيع بتاتا أن يصبح حرفة تغني صاحبها عن العمل ،.وخاصة في عصرنا الحالي ..ألم ترى أن الشعراء أصبحوا يوزعون بضاعتهم الكاسدة بالمجان.؟.تصورها أنت كما شئت..يا صاحبي كل من ما زال يؤمن بالشعر أعتبره انسانا قديما ..العالم تحول..والناس فقدت الحس المرهف ..وطغت المادة على كل شيئ. أما عن كوني اذا ما حصلت على منحة ؟؟..فهذا يا أخي لا يبعدني عن مبادئي ومواقفي التي التزمت بها .

س

العلاقة بين الشاعر والناقد كيف يراها محمد اللغافي ؟ وهل داخل كل مبدع كبير ناقد كبير ؟
ج
الناقد أعتبره خريج المادة الذي هو متخصص فيها..شعرا أو قصة أو رواية..وقد يكون اما مبدعا سابقا ابتعد عن الابداع لضرورة ما ..أو يكون مبدعا فاشلا ..
وأتفق معك في كون داخل كل مبدع كبير ناقد.

س
هل تؤمن بالأطر النظرية للإبداع ؟ وماهو الفرق بين المنتج الإبداعي والمنتج الإستهلاكي؟
ج
أخي حمدي..اذا آمنا بالأطر النظرية ..فقد نكون آمنا بفلسفة معينة لا يجب تجاوزها لكننا اذا ما آمنا بالابداع كمادة فلسفية لا تسوقها النظريات الى اتجهات محدودة وتبقى الأطر النظرية محتملة اذا ما كان المبدع واقعيا والعكس صحيح..أما الفرق بين ماهو منتج ابداعي ومنتج استهلاكي ..قد يتوضح من خلال الممارسة اليومية والمتابعة للاصدارات وما تحتويه من ابداعات تستحق الاستهلاك ..وللمستهلك وما يبحث عنه في قرارات نفسه من مادة تتجاوب مع مخياله الثقافي.
والمنتج الابداعي هو من يقوم بعملية الخلق والمنتج الاستهلاكي هو الارضية التي قد تكون قابلة لاحتواءه.