ننام كالعصافير**مارينا تسفيتاييفا

ننام كالعصافير

مارينا تسفيتاييفا
موسكو، (1892 – 1941)

مساء صيفي
آخر شعاع الغروب
يجلس على نفسيتي كثورة الورد
كاشتعال صمت الرنين.
لا نسمة
لا صراخ عصافير
وحدها السنابل تغنّي مع نشيد الحصادين
وسط صمت المساء.
إنسَ الهموم والاحزان تسكع بدون هدف،
وسط الضباب وابعاد الغابات
في ملاقاة الضجر.

صديق
لم أنم: كنت معك يا روحي،
هل ايقظك الجنس
هل نمت على جسدي
هل داعبتك؟
لم انم: يا روحي
نفسي كانت تريد الوصال
وانت على البعد شرارة تضيء عالمي الجسداني،
ولماذا؟
انت بعيد!
ونفسي تشتهي لحمك.

شهوة
الصبح رمى نفسه على نافذتك
وانت لم تصح بعد من الخمرة،
عانقت كل اعضائك مثل حلم منسي
وانا المخمورة
اقضم شفتيك بشهوة امرأة مجنونة
ثم ارتدّ
أناغيك
يا شهوتي
يا شهوتي
يا شهوتي.

مدينة
هل تذكر؟
بعد الاستسلام الاول
كم كنت غنوجا، وأنا معجبة بذكورتك
نمشي الدرب نفسها ونخط الاحلام نفسها
ونضحك كالقمر.
هل تذكر؟
بعد الاستسلام الثاني
كم تكلمنا على العلاقات الجنسية
خارج زهرة الزواج
واكدنا فلسفة الحياة الخارجة على القانون.

مرثاة خريفية
بتأنّ يمتد الخريف ناعسا
انا وانت
عند كأس النبيذ
وقد انتصفت القنينة، هل تذكر؟
كيف التصقنا بالعري كله
نمارس ثمرة الجنس ونهمس بكلمات الاشتهاء
والخريف يعبر في كسل
ونحن في حماوة الجسد
غير مبالين
بالانسان
بالوجود
بالله.

كسل
بكسل وضجر تسبح الغيمات
انا وأنت في شبه عري نسبح في ملكوت الجنس
نناغي الفراغ المرتسم،
نمحو فلسفة الحياة
ننام كالعصافير
حين الربيع باسما،
ونركض عاريين في غابة الاحلام
بعيدا عن الانسان
وفلسفة الحياة.

ليل
هل تذكر؟
الليل والعري وكأس النبيذ
وفوقنا قمر جذلان،
يومها: قلت لي: الانسان
والوجود
وفلسفة الحياة
لا تساوي مقدار حبة من عشقنا المخمور.

موت
استسلمت لرائحة الارض
كاستسلامي لمبضع الرجل
والنفس ترتدّ في كبرياء
نفس الجنس
نفس الحديث
نفس الاستسلام
اني حزينة
ولا منقذ سوى كأس من النبيذ
ارتشفها حتى الثمالة
ثم انام عليك
امرأة مشظاة.

عن موقع الحافة