الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منبوذون وأرستقراطيون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

منبوذون وأرستقراطيون Empty
مُساهمةموضوع: منبوذون وأرستقراطيون   منبوذون وأرستقراطيون Icon_minitime13/6/2007, 07:48

مايكل هامبرغر/ترجمة: أسامة منزلجي



منبوذون وأرستقراطيون 4


طوال فترة سواد المواقف الرمزية الرومانسية في الشِعر – وقد جَذَبَتْ إليهاالشعراء إلى يومنا هذا، على الرغم من أنَّ ممارسة هؤلاء الشعراء لم تكن تمتُّ ربما بصِلةٍ وطيدة إلى الرمزية – كان هناك منحى باتّجاه المواقف السياسية المتطرّفة، غالباً ما كانت مُتحفّظة أو رجعيّة أكثر منها تقدُّمية. وأسباب ذلك مُعقَّدة جداً بحيث أُفضِّلُ ألا أقوم بمحاولة تقديم شرحٍ عام هنا، بل أنْ أتفحَّص بضع حالات بارزة. ولكن يجب إعطاء الملاحظات العامة التالية.

إنَّ المواقف الرمزية الرومانسية تفترض وجود درجة عالية من الإحساس بالعزلة والغربة عن المجتمع. ومنذ بودلير والشعراء يشعرون بأنهم منبوذون وأرستقراطيون – إنْ لم يشعروا بالاثنين معاً – في مجتمعات تُسيطر عليها قيَمٌ ومؤسسات بورجوازيّة. واستهزاء بودلير بـ " الديمَقرَطَة " democratization و " السفْلَسَة " syphilization هو ردّة فعل نموذجيّة لأرستقراطي-منبوذ استُثنيَ من منافع الصناعة الرأسماليّة بقدر ما استُثنيَ من التضامن مع الطبقات العاملة. طبعاً هذا عرض مًبسَّط، بما أنه يُلمِّحُ إلى أنَّ مواقف بودلير حدَّدها وضعُه الاقتصادي والاجتماعي، في حين أنَّ تحوُّلاً مُفاجئاً أخلاقياً وجمالياً عن المذهب التجاري الحديث كان يمكنُ أنْ يُشكِّل أيضاً دافعاً قوياً. وييتس، الذي استطاعَ أنْ يتطابقَ مع الطبقة الاستقراطية البروتستانتية الأنكلو-أيرلندية ومع طبقة الفلاحين الكاثوليك، لكنّه لم يتطابق مع الطبقتين المدنيَّتين الوسطى والعاملة، عرَّفَ السيد المُهذَّب بأنه "الرجل الذي لا ترتبط أفكاره الأساسية باحتياجاته الشخصية بل بنجاحه الشخصي". ويمكننا أنْ ندَّعي أنَّ بودلير كان سيداً مُهذَّباً بهذا المعنى ، مع أنَّ حالة ييتس نفسه تُبيِّنُ أنَّ المواقف الواعية أمرٌ ، والضغط اللا واعي " للاحتياجات الشخصية " والطموح الشخصي ، أمرٌ آخر .

وما كَتَبَته لورا رايدنغ وروبرت غريفز عن جيل المُحدثين في أوائل القرن العشرين ينطبقُ على أسلافهم الرمزيين الرومانسيين أيضاً :

" لقد كان بوصفِهِ جيلاً يكتبُ على ضوء مصباح المذهب الحديث يمتلكُ حسّاً تاريخياً شديد التطوُّر ووعياً ذاتياً اعترافياً . كان غير مرتاح عقلياً-حاداً ، عصبياً مُرتاباً بذاته . إنه يرفضُ الفلسفة والدين بالمعنى الرومانسي الأحمق القديم ، لكنه يُقيمُ نظاماً عقلياً – هو تشكيلة عقلية سهلة المنال على الدوام – يكون تركيبة من كليهما ، قاسية ، عاقلة ، تشدُّ العزم . ويهمّه كثيراً أنه في كل المسائل التي تعوَّدَ فيها القارئ العادي أنْ يواجه أحد أنواع الإيمان الراسخ الرصين عند الشاعر أنْ يكون لسان حال ذلك الإيمان أشبه بـ " لا يهمني " هستيرياً ، مخيفاً . إنه أشبه بشخص بين الحياة والموت : كل ما كان يبدو له في الحالة العادية جدّياً يُصبحُ الآن مزاحاً مأساوياً . هذه العصبية ، هذا الخوف المتشامخ من خشبة المسرح ، تُفاقِمه حقيقة أنه في التركيبة الجديدة للقيَمْ – حتى في النظام الذي يُحاولُ أنْ يُدركه بنفسه – الشاعر الحديث ذو التفكير التاريخي ليس متأكداً من وجود أي مُبرِّر لوجود الشعراء أصلاً . إنه يجد نفسه في موقع الدفاع ؛ وهو مُتعاطف مع موقفه ؛ لكنه أيضاً متعاطف مع النظام الذي أوصلَه إلى هذا الموقع "



الكاتبان ذاتهما أشارا إلى أنَّ :

" المذهب الحديث الاعترافي الأصيل يميلُ أكثر إلى المذهبَين المُتطرّفَين الراديكالي والمحافظ ، أو إلى الأرستقراطية والفظاظة ؛ وذلك ليس بالضبط من قبيل المُعارضة المُقاتلة لليبراليّة البورجوازية بقدر ما هو من قبيل الاجتناب المشّائيّ[b][1] للشوارع العامة المزدحمة – والليبرالية البورجوازية ، بوصفها حلاً وسطاً بين كل المواقف المتطرّفة ، هي مكان لإنتاج مُعتقدات مُستقرّة ، شخصيّة ، آمنة "


وقد يُشكِّل الموقفان المتطرّفان عنصر جذب شديد على الشاعر نفسه . فقد استسلم بودلير لهذيان ثوري أثناء إقامة المتاريس في عام 1848 . وكان ييتس المتحدّث بلسان " الأرستقراطيّة " و " الفظاظة " معاً . ولم يكن الإحساس الوطني الإيرلندي وحده ما احتفى به ييتس في انتفاضة عام 1916 . وهو يكتب : " لقد وُلِدَ جمال رهيب " . والفوران العنيف ذاته فتن وألهبَ مُخيّلة الشعراء الرمزيين الرومانسيين بغضّ النظر تقريباً عن تعاطفاتهم السياسية . وكان ألكسندر بلوك واحداً من العديد من مثل أولئك الشـعراء الذين باتوا ضحايا الثورات التي مجَّدوها .

الشيء الوحيد الثابت في موقف الشعراء الرمزيين الرومانسيين هو رفض ذات نسيج الحضارة الحديثة ؛ وحتى روبرت غريفز ، وهو شاعر أمضى سنوات تكوُّنه في الخنادق ، لم يكن قادراً على التوفيق بين مُعتقده الشِعري والمذهب النفعي السائد في كل بلد متقدّم ، سواء أكان رأسمالياً ، أم اشتراكياً أم شيوعياً . وكما كانت آراء غريفز السياسية – ومن المعروف أنها مٌُعتدلة وليبرالية – فإنَّ المُعتقد المُعلَن في مقدّمته لديوان " الإلهة البيضاء " لم يكن أعمق في رومانسيته ، لذا فهو رجعي :

" إنَّ عمل الشعر هو التضرُّع الديني لإلهة الشِعر ؛ واستخدامه هو اختبارٌ للعلاء والرعب الموسيقيَين اللذين يُثيرهما حضورها . وماذا عن " هذه الأيام " ؟ لقد ظلّ عمله واستخدامه على حالهما ؛ التطبيق وحده تغيَّر . وكان هذا ذات مرة يُشكِّل تحذيراً للإنسان من أنه يجب أنْ يبقى متناغماً مع مجموعة من المخلوقات الحيّة وُلِدَ بينها ، وذلك بإطاعة رغبات سيدة المنزل ؛ وهو الآن يُذكّرنا بأنه بات يستخفّ بالتحذير ، وقلب المنزل رأساً على عقب بخوضِهِ تجارب نزويّة في الفلسفة ، والعلم والصناعة ، وجلبَ الخراب على نفسه وعلى عائلته . " هذه الأيام " تشكِّل حضارة أُهينَتْ فيها رموز الشِعر اليانعة ، تنتمي فيها الأفعى ، والأسد والنسر إلى خيمة السيرك ؛ وينتمي الثور ، وسمك السلمون والخنزير البري إلى مصنع تعليب اللحوم ؛ وحصان السباق ، وكلب الصيد إلى مضمار المُراهنات ؛ والدغل المُقدَّس إلى المنشرة . فيها يُحتَقَر القمر ويوصَف بأنه تابع مُحترِق للأرض وتُعتَبَر المرأة " شخصية ثانوية في الدولة " . وفيها تشتري كل شيء تقريباً بالمال ، ما عدا الحقيقة ، وكل إنسان إلا الحقيقة يمكنه أنْ يملك الشاعر "



إنَّ روبرت غريفز دنيويّ ومُدقِّق بما يكفي ليعي أنَّ عقيدةً تتناقضُ بعمق مع أهداف ومرامي الغالبية لا يمكن على الإطلاق ربطها بحقائق سياسية . لقد كان شاعراً غير مُسيَّس منذ أنْ توصَّلَ إلى اعتناق تلك العقيدة الشِعرية ؛ وقد كان محظوظاً تماماً لأنه لم يُجبَر على اتخاذ موقفٍ يجعله يلتزم سياسياً . وبصورةٍ ما كان شعراء المواقف الرمزية-الرومانسية كلهم بعيدين عن السياسة ، ما دامت قيَمهم تنبثق من المُخيّلة ، والمُخيّلة هي من الانفلات والمثاليّة بحيث يصعُبُ تطبيقها تماماً على القضايا السياسة . ومع ذلك فمنذ أنْ أصدرَ توماس مان كتابه " تأملات رجل غير سياسي " (1917) ، وجِداله المنُاقِض اللاحق ذا الصِبغة المناهِضة للديموقراطية ، بات واضحاً أنه حين يكون المرء غير مُسيَّسٍ أو ضد السياسة في وقتٍ " يتمُّ التعبير عن مصير الإنسان بمصطلحات سياسية ، يعني حتماً أنه مُحافظ أو رجعي – على الأقلّ في ظل أنظمة حكمٍ تؤبِّدُ بُنيةً راسخةً من السلطة والامتياز . والمخيّلة ، في زمننا ، أضحتْ أيضاً أسلوباً بِدائياً ، ردَّة فعلٍ ضد تعقيدات وتعدّدية ثقافة تعجز عن تمثّلها . و " طقس البراءة " لدى ييتس ، الذي " غرِقَ " في زمننا ، هو أحد الأمثلة على الجِنان الضائعة الكثيرة التي أوجدتها أو خَلَقَتها المُخيّلة الشِعرية ؛ ونظام روبرت غريفز الأمومي مِثال آخر . لذلك ، فالإغواء بالنسبة إلى الشعراء – إغواء قاوَمَه غريفز ، ولم يُقاومه ييتس – كان يعني الاستسلام للحركات السياسية التي تنشأ من بدائيةٍ ذات صِلة ، أو رِدّة فعل ذات صِلة في وجه التعدّدية الثقافية . والفاشية الأسبانية والإيطالية ، والاشتراكية الوطنية الألمانية ، و " العمل الفرنسي " ، هي بعض الحركات اليمينية من ذلك النوع ؛ ولكن كذلك الأمر مع النقابيّة الفوضوية ، وهي حركةٌ سياسية لاقَتْ هوى ليس فقط عند المفكرين الأسبان بل وعند الشعراء الإنكليز أمثال هربرت ريد . فإذا كانت تلك الحركة اليسارية قد انحدرتْ ، فذلك لأنَّ أسلوبها البدائيّ – بمعنى ، معارضتها للتوجُّه الصِناعي والمدنية الحديثَين – كان شديد التطرُّف والثبات مما جعلها عاجزة عن الاستفادة من آليّة الطاقة ، كما استفادت البدائية اليمينية هنا من تحجُّر القلب والنِفاق .

إنَّ سياسة الشعراء لن تُثير كبيرَ اهتمام إذا كانت الغوايات التي يتعرَّضون لها تختلفُ كلياً عن إغواءات بقية الناس ؛ لكنَّ تمرُّداً من المُخيّلة أو من الغرائز ضد مدنيّة يزداد نظامها تعقيداً باطّراد هو عامّ تماماً . وقد كتبَ عالِم اجتماع ، هو البروفسور مايكل بولاني ، عن " التوتُّر القائم بين شكوكيّةٍ يقينيّة وكماليّةٍ أخلاقية حديثة في زمننا ... تفجَّرَ ونجمَتْ عنه نتائج عديدة "

لقد تفجَّرَ في اتّجاهَين ، اتّجاه الفن والفلسفة واتّجاه السياسة . الأول كان خطوةً نحو الفرديّة المُفرِطة ، والثاني ، على العكس ، كان ينحو نحو الدكتاتورية الحديثة . قد تبدو هاتان الحركتان متعارضتين تماماً ، لكنهما ليستا إلاّ حَلَّين بديلَين للمعادلة التي تطلَّبَتْ " إرضاءً مُزدوجاً للإيمان بالكمال الأخلاقي مع نكرانٍ تامّ لأي دوافع "

" إنَّ مَنْ ينظرُ إلى العالم بشكوكيّة تامة لا يرى أيَّ أساسٍ تقومُ عليه سُلطةٌ أخلاقية أو التزامات أخلاقية متعالية ؛ حينئذٍ لا يبدو أنَّ هناك أي مجال لكماليّته الأخلاقية . ولكن في وِسعه أنْ يُرضيها بتحويل شكوكيَّته ضد المجتمع القائم ، بشجب أخلاقياته ووصفها بأنها زائفة ، مُصطنعة ، مُنافِقة ، وأنها مجرّد قِناع لإخفاء الشهوة والاستغلال . وعلى الرغم من أنَّ مزيج شكوكيَّته الأخلاقية وسخطه الأخلاقي غير متجانس ، فإنَّ الاثنين في الحقيقة متّحدان معاً بهجومٍ مُشترك على الهدف نفسه . والنتيجة هي كراهيّة أخلاقية للمجتمع السائد وتغريب المفكر الحديث . ويتعمَّق الأثر على حياته الداخليّة : إنَّ شكوكيّته الكماليّة تزدري أيَّ تعبير عن أخلاقيته التقليدية الخاصة ... ويبحث ، بعد أنْ تجزّأ رغماً عنه ، عن هويةٍ بمنجاةٍ من فقدان الثقة بالنفس . وبما أنه يدينُ التمييز بين الخير والشر بوصفِهِ مُضللاً ، فإنه لا يزال يفخر في صدق تلك الإدانة . وبما أنه لا يمكن للسلوك المُهذَّب العادي بأي حال أنْ يكونَ بمنأى عن الشك في التطابُق الصِرف أو النِفاق المحض ، فلا يمكن إلا لعملٍ عبثيّ أخلاقيّ بشكلٍ مُطلَق أنْ يُطمئنَ الإنسان على أصالته التامة . إنَّ كل الحماسة الأخلاقية التي أطلقتها النزعة الشكوكية العلمية من الانضباط الديني ومن ثم شرَّدتها بتشويه مُثُلُها العليا ، تعود بعدئذٍ فتتشرَّب أصالةً أخلاقية مُتميّزة باستحسان أخلاقي مُكثَّف ... وهذا الموضوع انتشر في الفِكر القاريّ منذ أنْ عملَ دوستويفسكي وللمرة الأولى قبل قرنٍ مضى على وصفِ جريمة قتلٍ بوصفها تجربة اختباريّة في مجال الشكوكية الأخلاقية ، وبعد ذلك مباشرةً أنكرَ نيتشه المفاهيم التقليدية كلها عن الخير والشر لأنها مُنافِقة ... تلك هي بعض الحلول الذاتيّة للصراع القائم بين المذهبَين الشكوكيّ والكماليّ . إنها توحِّد النقيضَين في نزعةٍ عَدَميّة أخلاقيّة مشحونة بغضب أخلاقي عارم . إنَّ هذا المُركَّب المتناقض ظاهرياً جديد في مسار التاريخ ويستحقّ اسماً جديداً ؛ وقد أطلقتُ عليه اسم " انقلاب أخلاقي " . وفي الحياة العامة يؤدي الانقلاب الأخلاقي إلى الدكتاتورية "

إنَّ أعمال و.ب ييتس تزخر بأمثلةٍ تتصِفُ بـ " نزعة عدميّة أخلاقية مشحونة بغضب أخلاقي عارم " ؛ وتعاطفه مع حركات دكتاتوريّة يمينيّة كان يشترك فيه مع شعراء متنوعين تنوَّع راينر ماريا ريلكه ، ووالاس ستيفنس ، وعزرا باوند ، وغوتفريد بن والشاعر المستقبلي ف.ت مارينيتي . وكانت نزعة هوغو فون هوفمنشتال و ت.س إليوت المحافِظة أقلّ عدميّة ، أقلّ " شحناً بغضب أخلاقي عارم " ؛ لكنَّ هوفمنشتال اتَّخذَ الشِعار الخطِر " الثورة المُحافظة " – وهو مفهوم عزيز أيضاً على الزُمَر الوطنيّة المختلفة التي مهَّدت السبيل للنازية في ألمانيا والنمسا – وكانت فكرة إليوت حول " المجتمع المسيحي " من المثالية والطوباويّة بحيث يتعذَّر مصالحته مع الديموقراطيّة اللبراليّة . وعبادة شتيفان جورج للـ " النزعة القيصرية " لها صِلات واضحة مع تصرفات موسوليني القيصرية الغريبة الأطوار ، وإنْ كان جورج لم يستسلم لمحاولات القادة الاشتراكيين الوطنيين للتقرُّب منه ، ذلكَ أنَّ " عُريهم الفظ " المبتذل لم يتلاءم و " أرستقراطيته " النيِّقة . ( لقد وجد هوفنشتال أنَّ " أرستقراطيةَ " شتيفان جورج برُمّتها " مُفرطة في بورجوازيتها " ؛ وصحيح أنَّ الاتّجاه الكامل نحو نخبة ثقافيّة متعصّبة كان ظاهرةً بورجوازية . لكنَّ مُريداً أرستقراطياً لشتيفان جورج ، الكونت شتوفنبرغ ، هو الذي حاولَ أنْ يغتال هتلر ) . وفي كل حالة كانت هذه المُشاركات الوجدانيّة مُقيّدة بتحفّظات هامة . في الغالب كانت قصيرة الأمد ، تُناقضها تصريحاتٌ وقراراتٌ أخرى ، أو يتم التراجُع عنها قطعياً إذا رجَحَتْ ، وعندما ترجح ، كفّة معرفة حقائق سياسية على كفّة جاذبية إيماءات سياسية . ولكن لا مفرّ من حقيقة أنَّ سِمة " الكماليّة الأخلاقية " التي تجمع هؤلاء الشعراء كلهم لم تتفاهم مع " الليبراليّة البورجوازيّة " ، وأنَّ مُخيلتهم رفضَتْ ادِّعاءاتها ومؤسساتها حتى حيث سلَّمَ عقلهم بأنها منحتهم أشدّ ما احتاجوا إليه ، حرية الانشقاق ، ودفاعهم عن قيمهم الخاصة واحتقارهم للـ " الحلم العام " .[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

منبوذون وأرستقراطيون Empty
مُساهمةموضوع: رد: منبوذون وأرستقراطيون   منبوذون وأرستقراطيون Icon_minitime13/6/2007, 07:48

_____________________________

[1] - مشّائي : صِفة أرسطو الذي كان يُعلِّم وهو يتمشّى في الليسيوم في أثينا .



من كتاب بعنوان "حقيقة الشعر" (التوترات التي تجلَّت في الشِعر الحديث

من بودلير وحتى ستينات القرن العشرين)

المصدر:أوكسجين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منبوذون وأرستقراطيون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: رؤى العالم الجميل-
انتقل الى: