الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يانيس ريتسوس (1909 - 1990)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

يانيس ريتسوس (1909 - 1990) Empty
مُساهمةموضوع: يانيس ريتسوس (1909 - 1990)   يانيس ريتسوس (1909 - 1990) Icon_minitime15/6/2007, 15:36

" يانيس ريتسوس (1909 - 1990) ولد في "مونيمفاسيا" في الجنوب الشرقي من "البلوبونيز" جنوبي اليونان. ومنذ لحظته الأولى، كان منذورا للموت بالسل، ذلك المرض الذي قضى على أمه - في طفولته وشقيقه. وكان عليه أن يجابه - مع السل - الخراب الناجم عن أب مولع بالقمار حتى الجنون..لا طفولة - إذن - ولا فراديس، بل عنابر المصحات المجانية، والتأرجح - طويلا - على حافة الحياة والموت، حافة النقاهة والانتكاس. أما بيت الأسرة فهو بيت الأشباح والذهول والكوابيس. لا عودة إليه، إلا بعد عشرات الأعوام في قصيدته الأسطورية "البيت الميت" فإلى العاصمة، الى أثينا التي تموج بالمهاجرين القادمين من أسيا الصغرى.. صبي يرمي بنفسه - وحيدا - الى العالم الشاسع، ليبدأ من الصفر تماما.. كاتبا ينسخ أوراقا في نقابة المحامين، فراقصا هامشيا بإحدى الفرق الفنية أو ممثلا صامتا، ثم مصححا وقارئا لبروفات الطباعة لدى أحد الناشرين.
وفي عام 1934، يظهر ديوانه الأول "تراكتورات"، ثم "أهرامات" في العام التالي، اللذين كتب معظم قصائدهما في المصحة. هما - معا - شارة على اكتشاف الشعر، أكثر من كونهما تحققا له. ولن يبدأ التحقق والحضور إلا مع "أبيتافيوس"، تلك القصيدة الجنائزية التي تتكون من عشرين نشيدا أو ترنيمة. لا خطابية ولا تعليمية. غنائية مشدودة الى الذاكرة الجمعية بوشائجها الشعورية بالغناء العامي والأسطورة الوثنية والطقس الأرثوذكسي.
والى أن تنشب الحرب العالمية الثانية، سينشر ثلاثة دواوين أخرى: "أغنية أختي" (1937) و"سيمفونية الربيع" (1938) و" مسيرة المحيط" (1940)، الذي نقدم هنا ترجمته العربية الأول الكاملة. وسيكون لسيد ذلك الزمن الشعري "بالاماس " أن يرسل له رباعية احتفالية: "ننحني لك، أيها الشاعر كي تمر".
وعلى الفور، يجيء الرد من جانب النظام العسكري الحاكم فينهب البوليس نسخ "ابيتافيوس " الى محرقة الكتب، أمام أعمدة معبد "زيوس" في أثينا. وتبدأ سنوات الرعب والإرهاب. سنوات عاشها ريتسوس محطما تحت وطأة المرض، في غرفة تقع على نفس مستوى الشارع، في حي شعبي باثينا. ومع المجاعة الكبرى، يصبح خطر الموت أقرب إليه. وحينما يكتشف ذلك أحد الصحفيين، يطلق صرخة تحذير في جريدته اليومية، ويتم فتح اكتتاب عام لإنقاذ حياة الشاعر. لكن ريتسوس يرفض النقود، ويطلب تحويلها الى جمعية الأدباء الشبان لتوزيعها عليهم.
هي حقبة "القرن الأخير قبل الميلاد" و"أثينا تحت السلاح" الذي سيتحول - من بعد - الى "أبعد من ظلال السرو" ثم "يونانية" و"سيدة الكروم". سطوع مباغت للصور وحساسية في الاستلهام تنبثق منها يونان طبيعية شهوانية، نبيلة ولاذعة. أبدية للهيللينية، تذوب فيها الطقوس القديمة والأساطير البيزنطية والأعمال الفدائية لقطاع الطرق والأنصار. أبدية للتمرد، ونداء للجزر والرياح والبحر، كي يمتزج الجميع.
وفي 1948، يتم اعتقال ريتسوس ضمن أكثر من مائة ألف معتقل الى الجزر. كابوس بلا تسمية، لكنه سيتخلل شقوق أشعاره في تلك المرحلة. ويقود "لوى اراجون" -الشاعر الفرنسي الكبير- ومجلة " الآداب الفرنسية "حملة للدفاع والافراج عنه. وعندما يتم نقله الى جزيرة أخرى" يكتب "أركان العالم" و"النهر ونحن". ويفرج عنه، فيصدر "سهر" ( 1954).
وأربع سنوات من المضايقات الإدارية، ويبدأ السفر الى "الاتحاد السوفييتي" فرومانيا فتشيكوسلوفاكيا. وفي فجوات الوقت، يترجم مايافسكي وناظم حكمت وهنري ميشو ونيقولا جيين. ويتزوج عام 1954، ليكتب لطفلته - في العام التالي - "نجمة الصباح". وكل عام يجيء بديوانين أو ثلاثة: "سوناتة ضوء القمر" (1956)، "تأريخ " و "البعيد" (1957)، "عندما يأتي الغريب " (1958)، "النافذة" و" الجسر" (1959). وتنفتح الدائرة التراثية عام 1962 بـ" البيت الميت " و"تحت ظلال الجبل"، وبعدهما "فيلوكتيت " (1965) و"أوريست" (1966).
واذا ما كان التكنيك يظل " تكنيك الاعتراف "، فإن المقدرة على المواربة تتزايد، ويتخفى الشاعر وراء الشخوص التي يقدمها بإيجاز في المفتتح ليتركها -من بعد -الى الحديث في مونولوج طويل. وانطلاقا من "سوناتا.." يعمل كل ديوان استعادة وبلورة لذلك الشكل المستحدث الذي يسمح بتنوع الرصد بلا نهاية، ضمن حركة الذهاب والإياب داخل القصيدة، والتذبذب الذي يلتقط كافة ظلال الحلم والفكر والوجود.
وخارج هذه القصائد الطويلة والتي تصدر مجتمعة عام 1973 في سفر ضخم بعنوان "البعد الرابع" يكتب ريتسوس مجموعات من قصائد قصيرة مستلهمة من الحياة اليومية. نصوص مكثفة تأخذ شكل الشذرات، تسعي الى ابتعاث جزئيات الحياة، والى التركيز على اللحظات المتعاقبة للنهار. وتصدر هذه القصائد القصيرة تحت عنوان "شهادات" في جزءين، عامي 1963و1966.
ويعود الحكم العسكري من جديد عام 1967. ويعود ريتسوس الى الاعتقال بالجزر اليونانية. من "يا روس: جزيرة الشيطان" الى "ليروس" حيث تبدأ القصائد حتى الهذيان: إيماءات غريبة، أوضاع متضاربة، عفونة، كلمات معلقة أجساد وتماثيل مبتورة، معتوهون وعميان وعجزة، أفعال بلا وعي، انزلاقات وانقطاعات في الفكر وسرد موجز للأشياء المتباينة كأنه لابد -بأسرع ما يمكن- من ملء الصدع الذي يهرب منه العالم.

وبدأت حملة واسعة - بتحريض من "أراجون " للمطالبة بالإفراج عن الشاعر، ضمت أشهر الأدباء في فرنسا وايطاليا وألمانيا والبلاد الأنجلوسكسونية واسكندنافيا. ويفرج عنه في ديسمبر 1968، محدد الإقامة في منزله في "ساموس"، ممنوعا من الاتصالات والخطابات والسفر. ولن يتمكن من الحصول على تصريح بالسفر الى أثينا إلا بعد عام من الإقامة الجبرية حقبة كئيبة تنغرس أصداؤها في قصائد ديوان "الممر والسلالم " توقفت الحياة الثقافية تماما. وقائمة الممنوعات تغطي كافة مجالات الفكر والفن. وباب الهجرة مفتوح على الناحيتين: الهجرة الى المنفى والهجرة الى الصمت الداخلي.
ويخرج ريتسوس - من سنوات الصمت الأخيرة - بلا رصيد منشور، لينشر-من بعد - العديد من الدواوين التي تضم القصائد القصيرة "أحجار، تكرارات، قضبان" وإيماءات" و"الممر والسلالم"، وبعدها القصائد الطويلة ذات الطابع التراثي: "هيلين" و"اسمين" و"عودة ايفيجيني" و"كريسوثيميس".
وفي يوليو 1974، يسقط النظام العسكري. وتنتهي سنوات العذاب وأربعون عاما من المحن والصراعات الداعية. أربعون عاما من الغناء والمراثي والملاحم، التي تعكس آمال وبصيرة اليونان المعاصرة. ذلك ما منحه الجائزة الدولية الكبرى للشعر عام 1972، والتي سبق منحها لأونجاريتي وسان - جون بيرس وأوكتافيوباث. وهو ما أفضى الى ترشيحه للحصول على جائزة نوبل.
" لم أكن أعرف - من قبل -أنه أعظم الشعراء الأحياء في عصرنا. أقسم أنني لم أكن أعرف. ولكنني عرفت ذلك رويدا رويدا، من قصيدة الى أخرى، بل من سر الى آخر، حيث في كل مرة رجفة الاكتشاف الجديد: اكتشاف إنسان واكتشاف بلد، أعماق إنسان وأعماق بلد". ذلك ما كتبه عنه "أراجون".
أما هو، فيقول - في أعوامه الأخيرة - "أحس بأنني طفل يافع وأن عمري يمتد الى ملايين السنين. أنا شيخ شاب، وطفل عجوز وأنا أغتني بما أفقد. وكل عام يمر، أزداد فتوة بما أكسب، أي بما أفقد. حينما كنت في الثالثة والعشرين، كتبت: " عندما أستيقظ كل صباح، أرى من خلال النافذة المفتوحة السماء المزهرة في البحر، أشعر أني أبدية اصغر من البارحة ". والآن، وبعد كل هذه الأعوام، كم من الأبديات احمل فوق أكتافي وفي جسدي وروحي لقد عبرت ميتات كثيرة، وسأموت في النهاية وأنا أحمل بعض الأبدية، أجل، أنا متفائل. لقد خرجت من أحلك الظلمات خرجت حيا من الأمراض، ومن جلسات التعذيب. ويمكنني القول إنني خرجت من أغرار الموت. التفاؤل ليس سهلا، وليس وسيلة سهلة لتجاوز الصعوبات أو تجاهلها. تفاؤلي لا يتزعزع، وهو راسخ لأنه ينجم - تحديدا. عن اليأس ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

يانيس ريتسوس (1909 - 1990) Empty
مُساهمةموضوع: رد: يانيس ريتسوس (1909 - 1990)   يانيس ريتسوس (1909 - 1990) Icon_minitime15/6/2007, 15:37

المصدر: مجلة نزوى
العدد الثامن، أكتوبر 1996
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يانيس ريتسوس (1909 - 1990)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: بورتريهات إبداعية-
انتقل الى: