السمندل
I
والآن، في غرفة الصيف الأخيرة أنت يا دوف.
على الجدار سمندل يتسرب، رأسه اللطيف، الشبيه برأس الرجل ينشر موت الصيف. "اريد أن أتلف فيك، أيتها الحياة، تصرخ دوف، أيها البرق الخاوي، اركض على شفتي، الجني"!
"عمياء أرغب أن أكون، للأرض ان أستسلم. الا اعود عارفة أي ذرى تملكني".
II
ليلة بكاملها حلمت بك خشبية، يا دوف، حتى أحسن اهداءك الى الشعلة، ونصبا اخضر مقرونا باللحاء، لألتذ اكثر برأسك الوضاء.
مكابداً تحت اصابعي صراع الزتون والشفتين: كنت أراك تبتسمين لي. مع أن رأد الضحى فيك كان يبهرني.
من "في حركة دوف وفي ثباتها" (1953).
وعيد الرقيب
I
ماذا رغبت ان تبسط فوق هذي المائدة،
عدا نار موتنا المزدوجة؟ ارتعبت،
أتلفت المائدة المحمرة والعارية،
في هذه الأرض حيث تنبجس الرياح الساكنة
ثم هرمت، في الخارج، حقيقة الكلمة
وحقيقة الريح أوقفتا صراعهما
النار، التي كانت لي المصلى، انسحبت
ما عدت خائفاً حتى، أصبحت لا أنام
II
انظر، كل الطرقات التي كنت تسلكها
الآن تنغلق، ما عاد متاحا لك
ان تمضي حتى ضائعاً. الأرض التي تتخفى هي
ضجيج خطوك الذي، عن التقدم انقطع
لم تركت الشوك يخفي
صمتاً عميقا كنت اقبلت عليه؟
وحيدة تسهر النار في حديثة الذاكرة
وأنت، يا ظلا خلف الظل، أين أنت، ومن تكون؟
III
ما عدت تأتي الى هذي الحديقة
الطرقات من وحدة وألم تندثر،
والعشب عن وجهك الميت يخبر.
ما عاد يشغلك
ان الكنيسة المعتمة تخفت وسط الحجر
وأن وجهك المغشى بشمس جد محمرة تخفى وسط الشجر.
صار يكفيك
أن تموت وئيداً كما في النعاس، وحتى الظل
الذي نقترن به ما عدت ترغبه.
من "آمس السائد القفر" (1958)
الصيف ليلا
I
يتهيأ لي، هذا المساء،
أن السماء المكوكبة،
في انعتاق منا تقترب، وأن الليل،
خلف نيران كثيرة، أقل ظلاما.
والغصون أيضاً تضيء تحت الغصون،
الأخضر، وبرتقالي الثمار الناضجة، تفاقم،
قنديلاً لملاك مقبل، نبض نور مختف يتعلق
بالشجر الكلي
يتهيأ لي، هذا المساء
أنا دخلنا الحديقة، حيث الملاك
أعاد بلا رجعة غلق الأبواب.
II
مركب صيفي،
وأنت كالواقف عند الجؤجؤ، والوقت ينقضي،
ناشرة قماشات ملونة، وهمسا تتكلمين
في هذا الحلم الأياري
كانت الأبدية تطلع في ثمار الشجرة
وكنت أهديك الثمرة التي تحرر الشجرة
بلا كرب بلا موت، من عالم مشطور.
بعيدا يتيه الأموات في بيد المجاج
ما عاد للصحراء كون، كل شيء كائن داخلنا
والموت كف عن الوجود، شفتاي
تلمسان تماثلا على البحر تبدد
أيها الصيف الدعي، كنت عندي صافيا
مثلما الماء الذي بدله النجم، مثلما صوت المجاج
تحت اقدامنا حيث بياض الرمل يطلع من جديد
ليبارك اجسادنا المتكدرة
من "حجارة مرسومة"
(1965)
في سراب العتبة
قاوم،
قاوم أبداً.
في سراب العتبة.
عند البوابة، المقفلة،
عند العبارة، الخاوية.
في الحديد، لا يفتح
على غير اللفظتين، الـ حديد.
في اللغة، المعتمة.
في هذا الذي هنا يمثل
ثابتاً، راعياً مائدته، المحملة
بالعلامات، والأضواء، والذي ينادونه
ثلاث مرات، ولا ينهض.
في التجمهر، حيث المحتفى به.
يتغيب
في القمح المتشوه
والخمر الذي يجف
في اليد التي تمسك
بيد غائبة
في اللاجدوى
من التذكر
في الكتابة، على عجل
في الليل مخزنة
وفي الكلمات المنطفئة
من قبل أن يأتي السحر.
في الفم الذي
من فم آخر يرغب
عسلاً لا صيف يقدر
أن ينضجه.
في العلامة التي،
فجأة تتكثف
حتى تصبح، مجلدية،
كأنها المضيق
ثم تصير
إلحاح العلامة الصامتة
تشتت تحت النجمة
(1975)