الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليلى ناسيمي
مشرف
مشرف
ليلى ناسيمي


انثى عدد الرسائل : 162
العمر : 62
Localisation : maroc
Emploi : communication
Loisirs : ..........
تاريخ التسجيل : 18/06/2007

ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟   ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟ Icon_minitime2/7/2007, 14:38

كتب "هاشم الرفاعي" على لسان مناضل ما في زمان ما رسالة إلى والده قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه قائلاً:





والحبل والجلاد منتظران

أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني


مقرورة صخرية الجدران

هذا الكتاب إليك من زنزانة
ليراجع دوافعه التي جعلته يسير منتصبًا ضد تيار الإذعان:





بالثورة الحمقاء قد أغراني؟

ويدور همس في الجوانح: ما الذي


مثل الجموع أسير في إذعان

أولم يكن خيرًا لنفسي أن أُرى
ويعلن في النهاية عن الموقف الذي انحاز له، رغم ما يلاقيه:





غير الضياء لأمتي لكفاني

لو لم أكن في ثورتي متطلبًا


إرهاب، لا استخفاف بالإنسان

أهوى الحياة كريمة، لا قيد، لا


يغلي دم الأحرار في شرياني

فإذا سقطتُ، سقطتُ أحمل عزتي




ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟ Pic2

هاشم الرفاعي

حينما تحاول القصيدة مناقشة الهمّ العام انطلاقًا من داخل الفرد، تصبح تجربة ثرية لا تلبث أن ينفك ارتباطها بالزمان والمكان لتصلح للتعبير عن مشاعر وقيم مناضلي ومقاومي كل ظرف، وذلك من بين ما تلمسه رؤية واضحة للشاعر هاشم الرفاعي (1935- 1959)، التي وقف بها في وجه محاولات إذابة الفرد في الجماعة بدعوى الواقعية، والتعبير عن آمال وآلام الجماعة؛ فكان يرى أن الجماعة تتكون من أفراد، وأن آمالها وآلامها يعبر عنها آمال وآلام هؤلاء الأفراد الذين لا يحس بهم أحد، ولعلها هي رؤيته التي ضمنت له التميز وسط مبدعي عصره جميعًا.
إلى عوالمه الشعرية
فإذا ما قررنا الدخول إلى عالم الرفاعي الشعري لنلامس ملامح تجربته، يمكننا أن ندرك انقسام حياة هاشم الرفاعي الشعرية القصيرة إلى مرحلتين أساسيتين:
الأولى: مرحلة وجوده في معهد الزقازيق الديني.
والثانية: مرحلة طلب العلم في كلية دار العلوم.
وإن لم يكن هناك فرق كبير واضح بين المرحلتين، فإن هذا التقسيم التاريخي يمكن أن يفيد في فهم منطلقات الشاعر، والأسس الفكرية التي بنى عليها قصائده التي لم تتمايز فنيًا على مستوى المرحلتين، مع الأخذ في الاعتبار أن نهاية المرحلة الأولى تزامنت تقريبًا مع قيام ثورة يوليو.
المرحلة الأولى:
ويتضح فيها فنيًا الاهتمام الشديد بغرابة اللغة، غير المستخدمة، في نوع من محاولة التأكيد على سيطرته على هذه اللغة، وكذلك في ناتج واضح للتأثر بالقراءات التراثية المتعددة. وهو ما أدى إلى أن تكون اللغة في حد ذاتها هدفًا من الكتابة في بعض الأحيان، خاصة إذا لاحظنا محاولات الشاعر الدائمة للبحث عن هوية تراثية، الأمر الذي تمثل في اعتماده على الأغراض التقليدية للشعر العربي.
إن غرابة اللفظ، نعني بها هنا استخدامه لألفاظ شاعت في الجاهلية، وشعرها، وقل استخدامها بل اندثر أحيانًا. يقول:





وقد بسط الهناء لكم سبيله

إذا ما جن ليلكم اجتمعتم


من الليل الذي أرخى سدوله

إلى أن تقطعوا في اللهو شطرًا
وهنا نلاحظ أن الشاعر لم يستخدم فقط اللفظ الجاهلي "سدوله" بل إنه تجاوز في ذلك استخدام المعنى الذي ابتدعه امرؤ القيس كاملاً حين قال:





عليَّ بأنواع الهموم لِيَبتلي

وليلٍ كموج البحر أرخى سُدُولَه
ونلاحظ أن هذه السمة تتواتر في القصائد المكتوبة قبل عام 1953، في هذه الفترة لم يكن هاشم الرفاعي قد أتم السابعة عشرة من عمره، كما تتواتر في القصائد التي كتبها، في مناسبات دينية. يقول، في ذكرى المولد النبوي عام 1952:





فما وجدوا أشهى من الأجر مطلبًا

أولئك قوم عظّم الله أجرهم


وخرت بلاد الفرس من وطأة الشبا

تزلزل ملك الروم تحت سيوفهم
(والشبًا جمع شَبَاة وهي حد كل شيء)
ويقول في القصيدة ذاتها:





يريد بنا من حندس الذل مهربًا

فقوض عرش البغي في مصر وانثنى
(والحِنْدِس: هو الليل شديد الظلمة)
إن تكرار هذه الظاهرة في كثير من قصائد هذه الفترة في حياة هاشم الرفاعي يجعل منها سمة، تشير بشيء غير قليل إلى تأثر شاعرنا بالمناخ الصوفي الذي تربى فيه، وبقراءاته التراثية.
ويمكن أن نضيف إليها نزعته الحماسية المتأثرة بحداثة السن، إضافة إلى رؤيته لكل الأمور السياسية والاجتماعية على أساس ديني وأخلاقي؛ ولعل هذا ما يميز رؤية وإبداع هاشم الرفاعي عمومًا.
المرحلة الثاني:
في المرحلة الثانية اتجه هاشم الرفاعي إلى دار العلوم ودرس الأدب العربي والنقد على يد صفوة ممن أسسوا لهذه العلوم في مصر، ومنهم د. محمد غنيمي هلال، ود. أحمد الحوفي، والأستاذ علي الجندي، ود. كمال بشر، كما ينص في مذكراته، كما أن هذه الفترة قد توازت مع النواتج القومية لثورة يوليو وارتفاع النبرة الواقعية في الأدب، وهنا تخلى شاعرنا عن كثير من إغراقه في الأشكال التراثية، ليتجه إلى أشكال جديدة معبرة عن واقعه حسبما يراه، وكان ذلك على ثلاثة محاور:
* فمن حيث الألفاظ اتجه إلى الألفاظ السهلة والشائعة بين العامة، بما يعني إضفاء روح شعرية جمالية، مع عدم إهدار صحة اللغة واستقامتها كشرط أساسي للإبداع الشعري.
* ومن حيث الأوزان بدأ الشاعر في الاتجاه إلى التخلي عن الأشكال الخليلية للعروض القديم، محاولاً استخدام أنماط متباينة موسيقيًا في القصيدة الواحدة، لكن مع عدم نفي العروض الخليلية تمامًا، وهو ما أدى إلى ظهور الرباعيات، والثنائيات، والقصائد التي تقترب موسيقيًا من شكل الموشح الأندلسي.
* ومن حيث الموضوعات فإن الشاعر قد بدأ جزئيًا في التخلي عن الأغراض القديمة في محاولة منه للاقتراب من نبض الشارع، وبدا مسايرًا للقضايا السياسية في العالم العربي كله، وهو ما يجعله يفرد العديد من قصائده لثورة الجزائر والسودان ونضال الشام عمومًا، بخلاف مسايرته للأحداث السياسية المهمة في مصر مثل تأميم قناة السويس، والجلاء... إلخ.
ومن الواضح أنه لا يمكن الفصل تمامًا بين المرحلتين، نظرًا لقصر الفترة الزمنية التي عاشها الشاعر شاعرًا من ناحية؛ ولأن سمات المرحلتين تتداخل دائمًا، وإنما كان التميز بينهما على أساس شيوع سمة ما في إحدى المرحلتين أكثر من الأخرى.
شعريته.. الوسام الأكبر
وعلى امتداد المرحلتين تعد أهم الروافد التي أثرت شاعرنا وأثّرت فيه ملخصة في اتجاه أسرته الديني، وقربه من مواقع الأحداث ومراكزها، يضاف إلى ذلك افتتانه منذ صغره بالريف المصري ذي الطبيعة الفطرية الأصيلة التي تجعل المتأمل بها قريبًا من لمس جوهر الأشياء بخفة ظل لا يتمتع بها إلا الفلاح المصري الساخر الأسيان في آن واحد.
ويمكن أن نضيف إلى ذلك حبه لجلسات شاعر الربابة، الذي ظهر في حفظه للسيرة الهلالية وسيرة "عنترة بن شداد"، وهو لم يزل بعدُ ابن عشر سنوات، وأهم هذه الروافد هو إتمامه لحفظ القرآن الكريم في سن ثماني سنوات، وهو ما أهله ليكون ذا لغة سليمة، مستقيمة، وإحساس مرهف بجماليات اللغة.
ولعل قصر حياة الشاعر -حيث توفي على يد خصومه السياسيين في الرابعة والعشرين من عمره- هو ما جعل الأسى يشتد حين مقتله، فيصفه شيوخ الأدب والشعر في عصره بصفات لا تستقيم إلا لشاعر حقيقي، ويبقى وسامه الأكبر هو شاعريته التي استطاعت بشفافيتها أن تنفذ إلى المستقبل حين عالجت الواقع، فأشهر قصائد هاشم الرفاعي هي ملحمة "رسالة في ليلة التنفيذ" التي يتحدث فيها على لسان مناضل عربي ضد الاستعمار يحكم عليه بالإعدام لنضاله، وهي كذلك في مجمل معانيها تصف ما يمكن أن يقوله الشاعر عن نفسه بعد استشهاده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mountadaal3acharah.4rumer.com/portal.htm
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟   ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟ Icon_minitime2/7/2007, 16:29

سلمت ذائقتك

أيتها الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا خط بنان هاشم الرفاعي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: قصائد مضيئة-
انتقل الى: