الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Empty
مُساهمةموضوع: قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا   قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Icon_minitime4/7/2007, 13:50

قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا




رسالة إلي لويس ثيرنودا

لست أدري هل هذا، النسغ الذي أرثه الآن،
قادر علي اسمك، أن أكون قادرا عليك
ولا أدري الآن إن كانت عيناي، حنينهما
حنين شجرة قادمة وقد هوت،
يمسك شرك أشعارك،
لكني أقرأ ليلا تحذيرك،
الذي ما زال مماثلا،
العالم لم يتغير ووحدها
المهارات غدت أخري، حينما أقرأ
يهدهدني ذلك الألم الذي أخضعته
في كلماتك البيضاء
توجعني الحياة التي عشتها
وتعود لتعيشها، فحزنك
هو حزني ذاته. أحجار صلبة
تتهم الذروة، إن تتهم،
فأياد صلبة تحفظ سيرتك.
أتسكع في العوالم السفلي التي تسكعت
بها وفي الصوت ظمأ،
وبين الظلال العشق الخفي،
الغناء الجلي
الذي يرغب في التحدث عنه لكن
العالم لا يسمعه.
وفي المدن يطفو أيضا
ذلك الذي أغرق اشتهاءك
وما تزال هنالك أنهار
سينهيها الزمن فقط.
لكن وبعد هكذا، في صمت،
حينما يبرز الليل هذا البول
لعابري السبيل المعتوهين، وهوما لا أفهمه أيضا
أغرق ذاتي في كلماتكه وأحسك
تهد أحشائي
مضت أعوام وأنا لا أفهم العالم أيضا
وانتظر اليد التي تمسك
الكائن الذي باسمك يحيا، الآن،
التعب ذاته الذي أحيا فيه.
لكن سوف يأتي الآخرون
أولئك الذين يفتحون الكتاب ويختزلونه
في جرح واحد، هذا الحكم القاضي
بأن نلقي في الحب كل الأشعار.
لو مرة ترتفع الشاهدة، حيث سيكون
النسيان ذكري لشيء ما ضاع في الحجر،
وألقاك،
التمس من الآلهة ألا تهد
الذاكرة مجددا، لأنه حينها ستكتسب
يدي فيك قيمتهاـ وما بين البنفسج
والحراشف التي كانت غمنا
سوف أستطيع أن أصرخ أيضا بأني أتيت لأجل ذلك
لربما لا يموت من لم يعش
باعثا جد مرتفع في وجوده.

صورة بغبشة
(امرأة غريقة علي شاطئ طريفة)

لو كنت وصلت اليوم في قطار
لو كنت وصلت هذا الصباح، مبكرا
مبكرا جدا في قطار.
لو كنت وصلت مثقلة، مثقلة جدا،
جدا، شبه تائهة، في قطار المسافرين مرعب
لمسافرين صينيين أو بيض مثلي،
لمراكب مبثورة مرعبة.
لطائرات ساقطة لسيارات ، مسافري
سيارات الأيرباك
وكنت سأقول لكم - صدفة -
أنا ابنة ابنة الإبنة لشخص
سليل مباشر لإبن رشد
ووالد جدتي حلولي أيضا
أو قريب ما للسليل ذاته لقحطان محمد الشعبي
لكن لا، "عدم القول، لربما عدم التلفظ "
لست أستطيع أن أحكي لكم أن إسمي
من السلالة المعتادة للجنوب
سلالة من لحم وأطمار،
من سجاد نسج بعرق الجنوب،
من زمن خواتم صنعت من دهن الإبل
من حجب وجهي الأبيض القاتم،
بمرآتين سوداوين مثل قمارين
اللوحة يبرز دمعتان لكلتيهما من كلؤلؤتين
من أن تبصصق ضد ريح الشمال
كبشا من طيوب رمزية
ومن أن تبصق الكلمات حين نزولك من هذا القطار
زمن أن تبصق صمت مسافرين بيض
معتمين مثل الليل حين يفترسون البحر
ومن أن تبصق العديد من الشعوب،
والعديد من المناطق
الموبوءة ، بالطاعون، بذباب علي شفاه
الأطفال ودون ماء،
بواحات خوف مشتعلات من الغضب
ومن أن تبصق في القطار.
لوكنت وصلت في هذا الصباح البارد
ملفوفة في قطار مبكر
لو كنت وصلت دون ثياب إلي تلك الضفة الأخري
أو
بالثياب المبللة للإيمان
في سيد الشمال أو في الأندلس.

عودة من سدوم
مثل الكلب الذي يئن حين يري سيده،
يحرك ذيله ويشتم في المنحدر،
مثل الكلب الذي يعرف أن العظم مخفي
فيحفر ويحفر ويحفر في الماضي
محاولا أن يري نحو الأشياء
التي لم يعد لها الآن تاريخ.مثل ذلك الكلب
الذي يموت بردا في الطريق
ويحل الناس ينظرون إليه
فلا يرون الأذي. مثل ذلك الكلبي
أري الموت يعبر، هو طفلة
تأتي من سدوم، كما لو كانت بعد تملك
مشغلا موقودا، قد صار للمدين الآن
اسم جديد وبيوت أخري
قد مضت تتساقط مثلما في الأزمنة الغابرة.
مثل السلوقي
الذي يتعقب الطفلة ويلعق
تلك اليد الصغيرة القادرة علي تمزيقه
مثل ذلك الوحش المختزل،
ذلك الحيوان الأخرق، بلا ذاكرة ،
ذلك الذي كان ذئبا وغدا الآن منقادا طيعا
يستلقي دون أن يأكل ويري، وأري، والموت، الطفلة
تمد لي ابتسامة بينما هي تتحسس
بيدها جبهتي التي يمكن أن تكون
جبهة ملاك.
الموت، تلك الفتاة التي بعد تأتي من سيدوم
كما لو أن الرب لم يرغب
في أن يصفح عنا أبدا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا   قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Icon_minitime4/7/2007, 13:51

طريق سيغور

لست أدري هل كانت قطارات.
تنبثق من النار، طرق
بأناس مثل مشاعل يغرقون المساء
كنت تنظر إلي الخلف، وتري بركا،
نظرات كانت تبدي ذئابا عذابا،
ذئابا مجنونة تعوي، ذئابا بلا إرث،
ذئابا بطيئة تفني من العشق.
وكان ثمة أطفال مثل لعبة جميلة جدا لتركيب
مزقها الحقد.فتيات
تمسكن بالخوف، بقمصان
ممزقة وهن تبرزن
نهودهن الناعمة ضد النار.
شيوخ هزال جدا يعرجون
ما بين الغبار والهواء المهتاج.
والمدينة تتحلل،
سدوم أو مدريد. ماتهاوسن أو مانهاتن
لست أدري هل كانتت قطارات،
ولا أين الإله، ولا أي معتقد
ولا لماذا هذا الذعر الكبير. وكانت السماء
نارا وردية تهوي
مثل ألواح من الملح. وهي عارية
لست أدري هل نازلة من عربة القطار
ستخرج مبكرا نحو الجحيم.

مثل كل أحد

مثل كل أحد
أو يوم الزيارة
كنت أبقي بلا خبز
لحسن الحظ كان الأبناء يأتون
يعبرون الشوارع في أناة
حتي عودتهم إلي البيت
حيث كنت أنتظر لا زمنيا
ونهائيا
بصحن أرز بين يدي
كنت أظن أن الحياة صنعت من آحاد
مثل تلك الشراشف من قماش لا متناسق
مثل تلك الكتب الحزينة التي تقترف أحيانا
مثل تلك الدعايات الخيالية للتلفزة
وكنت أنتظر الأحد بعد كل إثنين،
بعد كل مساء متوحد
بعد كل حركة محقرة
كنت أنتظر الأبناء بوداعة
مثلما تنتظر الريح
ومثلما ينتظر الإله من الأرض
أنتظر واقفة بطمأنينة
المائدة جاهزة والقلب مفتوح
أنتظر الأبناء الذين يأتون
وهم يعبرون الشوارع متفادين للأخطار
مداعبين كلابا شاردة
تنتظر مثل الأمهات يوم الآحاد
مثل فتات الخبز
التي يلقي بها السادة المتملكون،
والتي يسمح بها القانون
والتي يبعث بها الإله
(وإن لم يكن ماذا يهم ألا يُبعث به)
كنت أنتظر الأبناء بعناد
مثلما ينتظر الفلاح الغلال
وقد حرث الأرض أخاديد
وابتل صدغاه من الإنتظار
كنت أنتظر الأبناء
كنت أنتظر الأبناء.

الخروج إلي الشارع الواسع

أن تخرج إلي الشارع الواسع وأن تصادف مليونا من الموتي، مليونا من الأحياء
بالمقطوعية، مليون عابر سبيل مجنون، مليون رجل يمشون في أوراق التاريخ، مليون حلم مع مليون من القتلة في عطالة، مع مليون من الآلهة المشوهة، مع مليون من الأثمنة، ومع مليون من العذاري اللواتي قد كن
أن تخرج مع مليون وأن تجد نفسك وحيدا، وأن تفكر في نفسك واحدا أحدا، وتعتقد ذاتك جد متفرد ومنتميا للمجرة وأنت ترغب في أن تكون اثنين وتقرر أن تصير ثلاثة في أقرب الآجال. مثل البحر فقط، مثل السماء فقط، مثل الريح فقط، ومثل العزلة الأكثر توحدا، ومثل الشتاء فقط أو مثل النار، مثل ذلك الإعصار الذي يمضي محركا جلد الأرض، مثل الإله فقط في البدء، وفقط مثل روح ضالة في فجور محركة جلد الشوارع، محركة جلد الحظ، محركة جلد الريبة، محركة الجلد الخرافي للأكاذيب المتنامية كمعيار وكقاعدة، محركة حكاية الأرض، محركة لون الفضاء المضاد ، ومحركة الطول المديد الذي يمضي من القمر إلي القمر محركة الإيمان مثل الريبة الهائلة مثل الكثيب المترامي مثل الموت المترامي مثل الحزن المترامي مثل ذلك التجاهل من الجميع المعروف من الجميع، الجميع مجهولون دائما مهما كانوا آباء إخوانا عشيقا وفيا للواحد، وتقريبا الفراش الجلد المفتوح للواحد، قلب الواحد في وسط الشارع وأن تسير حينها دائما وتمضي عبر طريق ماشادو أو ثيرنودا ألطولاغري أو بورخيس، بيطراركا أو بوكاتشيو، سان نيكيمودو أو يهودا، أن تمضي عبر الحياة ببطء لأن الحياة قصيرة، أن تمضي عبر الأحلام ببطء لأن الأحلام تموت، أن تمضي عبر البيت ببطء لأن البيت بارد، أن تمضي عبر الموت ببطء لأن الموت لو أخذنا إلي ذلك الشلل، المشي ببطء عبر الشوارع، مع مليون من الموتي، مع مليون من الأحياء بالمقطوعية، مع مليون عابر سبيل مجنون، مع مليون شاعر لم يكن...

اللوحة

يحكي أن سلفادور دالي
استثير في اللوحة، قام بخطوة
من ذلك الجانب الذي يشغله في الرمل
حيث، تحت المظلة البحرية ينام الكلب.
يفترس البحر منه اللون،
تاركا له عينين مدنستين بمناظر
عديمة اللون، وهو يتأمل من مكان سخيف.
أهو طفل من ينظر؟ طفلة لم تستطع
قط أن ترتدي فستانا
تدرج العجلة، أو ذلك الطوق
الذي اهترأ في الصورة؟ لكنه حيا،
بعد يخطو خطوة في الذاكرة.

يحكون أنها كداكيس

ومساءاتها مساءات الريح والثمالة،
أنه زمن اللوحات البحرية الآتي،
هذا الذي يُسحَب من الطفل، مهددا له
- نحيفا مثل الهواء- بالمشي هاربا
من المظلة البحرية، حيث لو رفعنا
جلد هذا الحجم الكبير من الموت سيستريح الكلب.

يتراجع الطفل، وقد رآه سائحون،
رسامون، حذرون، يقتربون من القاعة
ليروا ذلك الانطباع
الذي يخلفه الوجه عند سحب
الأقدام الصغيرة في الرمل.
يعبر السائحون الملونون ويتأملون.
يسمع صوت:
- مروا.
آلاف هم الذين يأتون لرؤية سلفادور
وهو يولد من جديد في اللوحة. منذ ثلاثة أيام
قد أنجز الخطوة الأولي.
لا تتوقفوا. مروا. ليس ثمة متسع
لكل الطابور المتواصل حتي الشارع.
وأغرب ما في اللوحة، أيها السادة،
أنظروا إلي حيث أشير،
إنه الذنب الدقيق للطيارة
الذي يخلف ذلك الوجه حين يخفق.
نحن ندرس هذه الظاهرة
المماثلة للدم
الذي ينبثق من عيون العذاري
أو للوجوه المنتمية إلي بيلميث. تجنبوا الازدحام...

يحكون أنه ثمة آثار في القماش،
أن الشاطئ يمثل انحدارات،
وأن اللوحة تغيرت وممكن
أن يبدأ كل شيء حينما تسقط
العبة الأخيرة علي الطفل،
دون جاذبية، أو تزدحم المظلة
في العينين ولا تجدَ
طريقا آخر مفتوحا للرجوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا   قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Icon_minitime4/7/2007, 13:52

قداس لموزار

جوهان كريسوسطومو أمادوس سيخيسموندوس غوطلييب موزار
- فولفغانغ، مثل جده- يعرف أنه سيموت
قد كان مريضا زمنا طويلا من قبل، في بيته
تحطم الموسيقي النوافذ، تلتمع الشمس
وراقصة، تمضي أشعتها مؤلفة للموسيقي،
وبعد غير مكتملة، يهتز الناي السحري
لما يعلن مجهول ما عن ذاته.
مظلَلا يلتمس
إقامة القداس، ومذهولا
لا يتأتي لأمادوس أن ينسي
وجه ذلك الرجل،
يخلط السود والبيض، ثلاثيات الأسنان
وذوات السن، نوتات ونوتات ونوتات
ونوتات أكثر
عدد لايحصي من النوتات في النور،
عصافير مشتعلة تنزل
للانصهار في أجنحتها،
بعد المدخل والترنيمة ويوم الغضب...

للموت موسيقي
قادرة علي أن تنبجس في تناسق.
موزار يؤجج النار،
يود أن يغني للبرد "دامعة"
لكن الصمت يسكن حنجرته.
سوسماير وكونسطانثا،
وصوفيا وأصدقاؤه يتأملونه.
بدواخله النوتات
أوت ري مي فا صول لا سي،
هي أكثر شسوعا في كل مرة، وأكثر رشاقة، إن أمكن،
كالسكاكين التي تدمر
فينفجر البؤس في كبرياء.
قاعدة، صمت،
الصمت الهائل لنحيب،
فقد توقف موزار، دار استدارة كاملة
حول الجدار اللامتناهي للموت.

في منتصف الليل، يأتي
طفل، للمرة الأولي أمام إمبراطور.
يحكون أنه كان يلبس بذلة
من حرير ليلكي ناعم، وكانت الأزرار
دموعا هائلة كما لو من ذهب.

مياه النسيان

حتي العلامات تأتي الظلال معذبة
أنطونيو غامونيدا

هل ذاكراتك أكثر من ظل؟
متي تعرفت عن لحظات أخري
لن تنتهي سريعا في دخان ما؟
تود أن تحفظها، تفتح
علبة الأمس كما لو كانت كتابا
وتقرأ الكلمات فقط.
لا يمكن للنصوص
أبدا أن تطلق هذا القدر من الصور.
ورق الماضي مليء بالسطور
ومليء بالحوادث التي مضيت تستبعدها.
لكنها لا تمحي، فهي العلامات
التي ترغب في قراءتها
وتعود، شاردة في ذهنك.
هي تحمل حقائب تعب
وتطرق بابا بعد مازال ملكا لها.
تحاول ألا تنتبه لندائها المعاند
بيد أنك لأجله لا تكف عن الإنصاب للأصوات.
تنادي باستمرار، ليست ميتة،
وإن كان وجهها أكثر برودا من الشتاء.
هي ظلال، أجل، ولربما بسبب ذلك تشغل
الظلال فضاءاتك وأحلامك.
تأتي من مدن أخري من بحر آخر، من رجل آخر
كنته أنت معها، أنت لم تكن إذن
سوي فتي رشيق
كان له زمن أرحب من الزمن
حب ليس سوي نار أو شراب،
حكاية طويلة بكاملها تستوجب السرد.
لم تعتمد عليها.
رغبت أن تكون سيد حكايتك،
وأن توقع صفحات واسعة مكتوبة حسب هواك.
وهي، حيوانات صغيرة، تهابك
متخفية أبدا خلف النسيان.
مضت أشياء كثيرة صلبت عودها
ولم تعد تهاب سوي قصورها.
وانطلقت كما تنطلق النمور من الأشجار
وفي الأشجار تترك ضربات مخالبها وظلها.
هي الآن تواصل معك ، تطل برأسها
كلما مالت الحياة في منعطف.
هي التدوينات المشطوبة في أوراقك
الخربشات الحزينة التي عاشت
عبر خداع حبرك.
لا تعلم عنك شيئا، لربما قد نسيت
وأنت وحدك تتذكر وجودها وتحضرها
لكي تحيا مجددا عذابها.
أهي ذاكراتك إذن
إله يمضي مخلفا في النسيان
كل ما كان اليوم والآن قد صار ماض؟
الموتي لا ينسون. موتي، يظلون
يذكرون الذهن الذي خلفهم.
متي علموا هم عدم ولادتهم، عدم وجودهم
الغدام الألم في الحياة؟ لا تلمهم
دع لا وجودهم النابض بعد
وخدهم معك في تواضع.
وأنت أيضا، يا من تنكرهم،
كنت يوما ما رغبة لوالديك،
حالا لجسد أخذك في جسده،
نفيا لأحلام أخري لم تنل شيئا.
ظلال جنب الظلال، تمضي جميعا، ننسي النسيان
مثل مركب جنائزي في مياهه.

مادة الأحلام

يعود إليك جسد الظل اللامتناهي
يعود إليك النظرة إلي المعتم
مثلما يرجع البوم إلي أزقته الليلية
أنت لست، في الأرض، يداك هي
التي تمسك الكلمة فقط.
الليل، هنالك، بجانبك
يكتب ألغازه وتدويناته
الفرحة للفراغ. لكنك لم تعد تنظر،
أنت لم تعد تري، اقتعدت العتمة في عينيك
وفتحت إمبراطورياتها.
تتسكع أبدا عبر مدنها طويلا
وتأول العلامات كما لو كانت ندوينات.
تري أن في التألق النور
فلا تدرك النور، تراه مشتعلا
مثل نار في محرقة أو معدن في كور الحداد
تري التيارات الصماء للأنهار
بأسماك المبللة بالرمال دائما
كل شيء هش، تعلم ذلك وتستمر ساكنا.
كل شيء أكذوبة ، لا شيء
يدوم أبعد من صمتك،
كل وجه يفتتح في جبهتك،
وكل عطش نبع لجبهتك،
والبيوت ليست بيوتا، مادتها
ظمأ النور فقط
حينما بعد لم تغد ميتا.
لا يعلم الآخرون شيئا عن خطواتك.
أنت تحفظ قلبك مثل صخرة
وبحر دواخلك يمضي متسعا
مثل عين عابرة لا تحد.
وجنبك تنام المدينة معتمة
بين الفينة والأخري يمر العابرون
الذين يصدرون أصواتا عنيدة
ليقتلعوا منك نومك
شارعك قد ضاع فيك
والأثاث مراكب هجرت مياهك.
مدينة هشة أخريترفع إنذارا،
شوارع أخري لا مرئية تنسي بنيتها.
في هوامشها، شواهد قبور،
شواهد قبور مترامية، متفرقة
بفرغات لغسل العزلة
الفسيحة التي، عبر النوم،
يختبرها الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا   قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا Icon_minitime4/7/2007, 13:53

دولورس ألبيرولا: ولدت بسويكا في بلنسية سنة 1952، قضت جزءا من طفولتها قريبة من البحر الأبيض المتوسط الذي كان له أثره العميق في حياتها وشعرها. درست الطب بمدريد، ثم تخلت عنه بعد ذلك، لتحصل علي شهادة وكيل عام للمحاكم من شعبة الدراسات الحقوقية، وصارت أول امرأة تمارس هذه المهنة في إقليم بلنسية. أقامت منذ أواخر السبعينات بإقليم أندلسيا حيث اشتغلت بالصحافة، تعيش حاليا بين شريش والجزيرة الخضراء متفرغة للأدب وقد نشرت عددا من الدواوين الشعرية أهمها:
- نتف.
- الحياة المتأوهة لجون ستنبرغ.
- مقبرة العدم.
- مقياس الأشياء.
- حكايات سناك بار.
- متسكع شارع ألغربي.
- قيامة الجنوب.
- القطار الأخير.
فازت بالعديد من الجوائز، وأدرجت في العديد من الأنطولوجيات الشعرية بإسبانيا.
http://www.alhafh.com/web/ID-1146.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصائد للشاعرة الإسبانية دولورس ألبيرولا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: رؤى العالم الجميل-
انتقل الى: