طريق سيغور
لست أدري هل كانت قطارات.
تنبثق من النار، طرق
بأناس مثل مشاعل يغرقون المساء
كنت تنظر إلي الخلف، وتري بركا،
نظرات كانت تبدي ذئابا عذابا،
ذئابا مجنونة تعوي، ذئابا بلا إرث،
ذئابا بطيئة تفني من العشق.
وكان ثمة أطفال مثل لعبة جميلة جدا لتركيب
مزقها الحقد.فتيات
تمسكن بالخوف، بقمصان
ممزقة وهن تبرزن
نهودهن الناعمة ضد النار.
شيوخ هزال جدا يعرجون
ما بين الغبار والهواء المهتاج.
والمدينة تتحلل،
سدوم أو مدريد. ماتهاوسن أو مانهاتن
لست أدري هل كانتت قطارات،
ولا أين الإله، ولا أي معتقد
ولا لماذا هذا الذعر الكبير. وكانت السماء
نارا وردية تهوي
مثل ألواح من الملح. وهي عارية
لست أدري هل نازلة من عربة القطار
ستخرج مبكرا نحو الجحيم.
مثل كل أحد
مثل كل أحد
أو يوم الزيارة
كنت أبقي بلا خبز
لحسن الحظ كان الأبناء يأتون
يعبرون الشوارع في أناة
حتي عودتهم إلي البيت
حيث كنت أنتظر لا زمنيا
ونهائيا
بصحن أرز بين يدي
كنت أظن أن الحياة صنعت من آحاد
مثل تلك الشراشف من قماش لا متناسق
مثل تلك الكتب الحزينة التي تقترف أحيانا
مثل تلك الدعايات الخيالية للتلفزة
وكنت أنتظر الأحد بعد كل إثنين،
بعد كل مساء متوحد
بعد كل حركة محقرة
كنت أنتظر الأبناء بوداعة
مثلما تنتظر الريح
ومثلما ينتظر الإله من الأرض
أنتظر واقفة بطمأنينة
المائدة جاهزة والقلب مفتوح
أنتظر الأبناء الذين يأتون
وهم يعبرون الشوارع متفادين للأخطار
مداعبين كلابا شاردة
تنتظر مثل الأمهات يوم الآحاد
مثل فتات الخبز
التي يلقي بها السادة المتملكون،
والتي يسمح بها القانون
والتي يبعث بها الإله
(وإن لم يكن ماذا يهم ألا يُبعث به)
كنت أنتظر الأبناء بعناد
مثلما ينتظر الفلاح الغلال
وقد حرث الأرض أخاديد
وابتل صدغاه من الإنتظار
كنت أنتظر الأبناء
كنت أنتظر الأبناء.
الخروج إلي الشارع الواسع
أن تخرج إلي الشارع الواسع وأن تصادف مليونا من الموتي، مليونا من الأحياء
بالمقطوعية، مليون عابر سبيل مجنون، مليون رجل يمشون في أوراق التاريخ، مليون حلم مع مليون من القتلة في عطالة، مع مليون من الآلهة المشوهة، مع مليون من الأثمنة، ومع مليون من العذاري اللواتي قد كن
أن تخرج مع مليون وأن تجد نفسك وحيدا، وأن تفكر في نفسك واحدا أحدا، وتعتقد ذاتك جد متفرد ومنتميا للمجرة وأنت ترغب في أن تكون اثنين وتقرر أن تصير ثلاثة في أقرب الآجال. مثل البحر فقط، مثل السماء فقط، مثل الريح فقط، ومثل العزلة الأكثر توحدا، ومثل الشتاء فقط أو مثل النار، مثل ذلك الإعصار الذي يمضي محركا جلد الأرض، مثل الإله فقط في البدء، وفقط مثل روح ضالة في فجور محركة جلد الشوارع، محركة جلد الحظ، محركة جلد الريبة، محركة الجلد الخرافي للأكاذيب المتنامية كمعيار وكقاعدة، محركة حكاية الأرض، محركة لون الفضاء المضاد ، ومحركة الطول المديد الذي يمضي من القمر إلي القمر محركة الإيمان مثل الريبة الهائلة مثل الكثيب المترامي مثل الموت المترامي مثل الحزن المترامي مثل ذلك التجاهل من الجميع المعروف من الجميع، الجميع مجهولون دائما مهما كانوا آباء إخوانا عشيقا وفيا للواحد، وتقريبا الفراش الجلد المفتوح للواحد، قلب الواحد في وسط الشارع وأن تسير حينها دائما وتمضي عبر طريق ماشادو أو ثيرنودا ألطولاغري أو بورخيس، بيطراركا أو بوكاتشيو، سان نيكيمودو أو يهودا، أن تمضي عبر الحياة ببطء لأن الحياة قصيرة، أن تمضي عبر الأحلام ببطء لأن الأحلام تموت، أن تمضي عبر البيت ببطء لأن البيت بارد، أن تمضي عبر الموت ببطء لأن الموت لو أخذنا إلي ذلك الشلل، المشي ببطء عبر الشوارع، مع مليون من الموتي، مع مليون من الأحياء بالمقطوعية، مع مليون عابر سبيل مجنون، مع مليون شاعر لم يكن...
اللوحة
يحكي أن سلفادور دالي
استثير في اللوحة، قام بخطوة
من ذلك الجانب الذي يشغله في الرمل
حيث، تحت المظلة البحرية ينام الكلب.
يفترس البحر منه اللون،
تاركا له عينين مدنستين بمناظر
عديمة اللون، وهو يتأمل من مكان سخيف.
أهو طفل من ينظر؟ طفلة لم تستطع
قط أن ترتدي فستانا
تدرج العجلة، أو ذلك الطوق
الذي اهترأ في الصورة؟ لكنه حيا،
بعد يخطو خطوة في الذاكرة.
يحكون أنها كداكيس
ومساءاتها مساءات الريح والثمالة،
أنه زمن اللوحات البحرية الآتي،
هذا الذي يُسحَب من الطفل، مهددا له
- نحيفا مثل الهواء- بالمشي هاربا
من المظلة البحرية، حيث لو رفعنا
جلد هذا الحجم الكبير من الموت سيستريح الكلب.
يتراجع الطفل، وقد رآه سائحون،
رسامون، حذرون، يقتربون من القاعة
ليروا ذلك الانطباع
الذي يخلفه الوجه عند سحب
الأقدام الصغيرة في الرمل.
يعبر السائحون الملونون ويتأملون.
يسمع صوت:
- مروا.
آلاف هم الذين يأتون لرؤية سلفادور
وهو يولد من جديد في اللوحة. منذ ثلاثة أيام
قد أنجز الخطوة الأولي.
لا تتوقفوا. مروا. ليس ثمة متسع
لكل الطابور المتواصل حتي الشارع.
وأغرب ما في اللوحة، أيها السادة،
أنظروا إلي حيث أشير،
إنه الذنب الدقيق للطيارة
الذي يخلف ذلك الوجه حين يخفق.
نحن ندرس هذه الظاهرة
المماثلة للدم
الذي ينبثق من عيون العذاري
أو للوجوه المنتمية إلي بيلميث. تجنبوا الازدحام...
يحكون أنه ثمة آثار في القماش،
أن الشاطئ يمثل انحدارات،
وأن اللوحة تغيرت وممكن
أن يبدأ كل شيء حينما تسقط
العبة الأخيرة علي الطفل،
دون جاذبية، أو تزدحم المظلة
في العينين ولا تجدَ
طريقا آخر مفتوحا للرجوع.