الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime24/4/2007, 20:04

أمل دنقل هو شاعر مصري مشهور ومفكر قومي عربي، ولد في عام 1940 بقرية "القلعة"، مركز "قفط" بمحافظة قنا" في صعيد مصر.


الشاعر امل دنقلمولد الشاعر ولد امل دنقل عام 1940 بقرية القلعه ،مركز قفط على مسافه قريبه من مدينة قنا في صعيد مصر,وقد كان والده عالما من علماء الازهر الشريف مما اثر في شخصية امل دنقل وقصائده بشكل واضح. سمي امل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنه التي حصل فيها ابوه على "اجازة العالميه" فسماه باسم امل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم امل و شائع بالنسبه للبنات في مصر)

اثر والد امل دنقل عليه

كما ذكرنا بالاعلى كان والده عالما بالازهر الشريف وكان هو من ورث عنه امل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي,وايضا كان يمتلك مكتبه ضخمه تضم كتب الفقه والشريعه والتفسير وذخائر التراث العربي مما اثر كثيرا في امل دنقل وساهم في تكوين اللبنه الاولى للاديب امل دنقل. فقد امل دنقل والده وهو في العاشره من عمره مما اثر عليه كثيرا واكسبه مسحه من الحزن تجدها في كل اشعاره.

حياة امل دنقل رحل امل دنقل إلى القاهرة بعد ان انهى دراسته الثانويه في قنا وفي القاهره التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الاول لكي يعمل. عمل امل دنقل موظفا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفا بمنظمة التضامن الافروآسيوي,وكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الاشعار. كمعظم اهل الصعيد ،شعر امل دنقل بالصدمه عند نزوله إلى القاهرة في أول مره ،واثر هذا عليه كثيرا في اشعاره ويظهر هذا واضحا في اشعاره الاولى. مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى امل دنقل قصائده من رموز التراث العربي ،وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانيه خاصة. عاصر امل دنقل عصر احلام العروبه والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامه"و مجموعته "تعليق على ما حدث ". شاهد امل دنقل بعينيه النصر وضياعه,وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام,ووقتها اطلق رائعته "لا تصالح"والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين ،ونجد ايضا تأثير تلك المعاهده و احداث يناير 1977 واضحا في مجموعته" العهد الآتي"." كان موقف امل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصريه وخاصة ان اشعاره كانت تقال في المظاهرات على السن الآلاف. عبر امل دنقل عن مصر وصعيدها وناسه ،ونجد هذا واضحا في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعه شعريه له"اوراق الغرفه 8" . عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة - بيروت 1969.
تعليق على ما حدث - بيروت 1971.
مقتل القمر - بيروت 1974.
العهد الآتي - بيروت 1975.
أقوال جديدة عن حرب البسوس - القاهرة 1983.
أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983.
كلمات سبارتكوس الأخيرة.
من أوراق أبو نواس.

اصيب امل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من الاربع سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "اوراق الغرفه 8"وهو رقم غرفته في المعهد القومي للاورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات,وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته. لم يستطع المرض ان يوقف امل دنقل عن الشعر حتى قال عنه احمد عبد المعطي حجازي ((انه صراع بين متكافئين ،الموت والشعر)) .

رحل امل دنقل عن دنيانا في الحادي والعشرين من مايو 1983 لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime24/4/2007, 21:30

محمد أمل فهيم محارب دنقل
الشاعر أمل دنقل من العباقرة النادر وجودهم فى عصر لا يجب أن يتواجد فيه الا هؤلاء
لا تصالح
________________________________________
شعر: أمل دنقل


(1 )

لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!


(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!


(3)

لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!


(4)

لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)

لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام

(6)

لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!


(7)

لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ


(8)

لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!


(9)

لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!


(10)

لا تصالحْ
لا تصالحْ






أتمنى أن تستمتعوا بالقصيدة ولو سمح لنا الموقع برفع ملفات أمل الصوتية نحن على أتم استعداد لرفع أعمال أمل دنقل بصوته
ولكن نريد أن نتعرف على كيفية الرفع

المحب دائما
سعيد
________________________________________
[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime29/4/2007, 01:48

شكرا لك ياسعيد على هديتك الثمينة

فلا ننتظر منك الا كل ما هو جميل
ودي وتقديري وحاجات يامه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime29/4/2007, 15:46

رائع هذا الموضوع انا من اشد المعجبين بشعر العبقرى امل دنقل هذا الشاعر الغير قابل للتكرر او التقليد لقد كان ومازال امل دنقل مدرسه فكريه خاصه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime29/4/2007, 16:08

( مزج أوّل ) :


المجد للشيطان .. معبود الرياح


من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "


من علّم الإنسان تمزيق العدم


من قال " لا " .. فلم يمت ,


وظلّ روحا أبديّة الألم !


( مزج ثان ) :


معلّق أنا على مشانق الصباح


و جبهتي – بالموت – محنيّة


لأنّني لم أحنها .. حيّه !


... ...


يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين


منحدرين في نهاية المساء


في شارع الاسكندر الأكبر :


لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ


لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر


فلترفعوا عيونكم إليّ


لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عبنيّ


يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !


" سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره


يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق


و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش


لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !


.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق


فسوف تنتهون مثله .. غدا


و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق


فسوف تنتهون ها هنا .. غدا


فالانحناء مرّ ..


و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى


فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع


و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع


فعلّموه الانحناء !


علّموه الانحناء !


الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !


و الودعاء الطيّبون ..


هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى


لأنّهم .. لا يشنقون !


فعلّموه الانحناء ..


و ليس ثمّ من مفر


لا تحلموا بعالم سعيد


فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !


وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..


و دمعة سدى !


( مزج ثالث ) :


يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف


دعني

ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف


فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك


دعني أكفّر عن خطيئتي


أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي


تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ


.. فان فعلت ما أريد :


إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد


و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "


فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ


و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –


وثيقة الغفران لي


يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..


في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :


استرحت منك !


لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع


أن ترحم الشّجر !


لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا


لا تقطع الجذوع


فربّما يأتي الربيع


" و العام عام جوع "


فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !


وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر


فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال


فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال


و الظمأ الناريّ في الضلوع !


يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..


يا قيصر الصقيع !


( مزج رابع ) :


يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء


منحدرين في نهاية المساء


لا تحلموا بعالم سعيد ..


فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .


و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "


فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة


و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال


و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة


ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..


ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة


لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة


فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..


لكنّه لم يأت !


و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت


و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق


" قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع


و العنكبوت فوق أعناق الرجال


و الكلمات تختنق


يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق


فقبّلوا زوجاتكم ،


إنّي تركت زوجتي بلا وداع


و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع


فعلّموه الانحناء ..


علّموه الانحناء ..


علّموه الانحناء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime29/4/2007, 16:09


( الورقة الأولى )


" ملك أم كتابة ؟ "


صاح بي صاحبي , و هو يلقى بدرهمه في الهواء


ثمّ يلقفه ..


( خارجين من الدرس كنّا .. و حبر الطفولة فوق الرداء


و العصافير تمرق عبر البيوت ،


و تهبط فوق النخيل البعيد ! )


... ... ... ...


" ملك أم كتابة ؟ "


صاح بي .. فانتبهت ، ورفّت ذبابة


حول عينين لامعتين ..


فقلت : " الكتابة "


.. فتح اليد مبتسما ؛ كان وجه المليك السعيد


باسما في مهابة !


***


" ملك أم كتابة ؟ "


صحت فيه بدوري ..


فرفرف في مقلتيه الصبا والنجابة


و أجاب : " الملك "


دون أن يتلعثم .. أو يرتبك


و فتحت يدي ..


كان نقش الكتابة


بارزا في صلابة !


دارت الأرض دوراتها ..


حملتنا الشواديف من هدأ النهر


ألقت بنا في جداول أرض الغرابة


نتفرّق بين حقول الأسى .. و حقول الصبابة .


قطرتين , التقينا على سلّم القصر ..


ذات مساء وحيد


كنت فيه : نديم الرشيد


بينما صاحبي .. يتولّى الحجابة !!


نائما كنت جانبه ؛ وسمعت الحرس


يوقظون أبي !


خارجيّ


أنا .. !


مارق


من ؟ أنا !


صرخ الطفل في صدر أمّي


( و أمّي محلولة الشعر واقفة في ملابسها المنزليّة )


إخرسوا


واختبأنا وراء الجدار


اخسروا


تسلّل في الحلق خيط من الدم


كان أبي يمسك الجرح ،


يمسك قامته .. و مهابته العائليّة !


يا أبي


اخرسوا


و تواريت في ثوب أمّي ، و الطفل في صدرها مانبس


ومضوا بأبي تاركين لنا اليتم متشحا بالخرس


( الورقة الرابعة )


... ... ... ...


كلّ ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقيّة


صادرته العسس


... ... ... ...


( الورقة الخامسة )


... و أمّي خادمة فارسيّة


يتبادل سادتها النظرات لاردافها ..


عندما تنحني لتضيء اللّهب


يتندّر سادتها الطيّبون بلهجتها الأعجميّة 1


***


نائما كنت جانبها ، ورأيت ملاك القدس


ينحني ، و يربّت وجنتها


و تراخى الذراعان عنّي قليلا


و سارت بقلبي قشعريرة الصمت


- أمّي ؛ و عاد لي الصوت


و أمّي ؛ و جاوبني الموت


أمّي ؛ و عانقتها .. و بكيت


و غام بي الدمع حتّى احتبس !


***


( الورقة السادسة )


لا تسألني إن كان القرآن


مخلوقا أو أزليّ


بل سلني إن كان السلطان


لصّا .. أو نصف نبيّ


( الورقة السابعة )


كنت في كربلاء


قال لي الشيخ أن الحسين


... ... ...


و تساءلت كيف السيوف استباحت بني الأكرمين


فأجاب الذي بصّرته السماء


إنّه الذهب المتلأليء في كلّ عين


... ... ...


إن تكن كلمات الحسين


و سيوف الحسين


و جلال الحسين


سقطت دون أن تنقذ الحقّ من ذهب الأمراء


أفتقدر أن تنقذ الحقّ ثرثرة الشعراء


و الفرات لسان من الدم لا يجد الشفتين ؟ !


***


مات من أجل جرعة ماء


فاسقني يا غلام صباح مساء


اسقني يا غلام ..


علّني بالمدام ..


أتناسى الدماء !


فاسقني يا غلام صباح مساء


اسقني يا غلام ..


علّني بالمدام ..


أتناسى الدماء !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باسم ابو جويلى
Admin
Admin
باسم ابو جويلى


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 39
Localisation : no where
Emploi : nicht
Loisirs : nicht
تاريخ التسجيل : 18/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime29/4/2007, 16:11

لا تسألني إن كان القرآن


مخلوقا أو أزليّ


بل سلني إن كان السلطان


لصّا .. أو نصف نبيّ





حقا يا امل
لصا ... او نصف نبى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 01:39

رائع والأروع لو صارت كل مداخلة على الموضوع بقصيدة لشاعرنا الأروع أمل دنقل

رحمة الله عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 21:47

يا ريت والله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 21:55

تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات
1
قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران .. الا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا .. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا
2
قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه .. إن يحن الموت
فداء الوطن المقهور و العقيدة :
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع و الجريدة !
3
قلت لكم كثيرا
إن كان لابد من الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادق الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود .. دورا)
لو دخل الواحد منهم هذه المدينة :
يدخلها .. حسيرا
يلقي سلاحه .. على أبوابها الأمينة
لأنه .. لا يستقيم مرح الطفل
وحكمة الأب الرزينة
من المسدس المدلى من حزام الخصر
في السوق ..
وفي مجالس الشورى
***
تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات
1
قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران .. الا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا .. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا
2
قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه .. إن يحن الموت
فداء الوطن المقهور و العقيدة :
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع و الجريدة !
3
قلت لكم كثيرا
إن كان لابد من الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادق الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود .. دورا)
لو دخل الواحد منهم هذه المدينة :
يدخلها .. حسيرا
يلقي سلاحه .. على أبوابها الأمينة
لأنه .. لا يستقيم مرح الطفل
وحكمة الأب الرزينة
من المسدس المدلى من حزام الخصر
في السوق ..
وفي مجالس الشورى
***
قلت لكم
لكنكم
لم تسمعوا هذا العبث
ففاضت النار على المخيمات
وفاضت .. الجثث
وفاضت الخوذات و المدرعات.
سبتمبر 1970
قلت لكم
لكنكم
لم تسمعوا هذا العبث
ففاضت النار على المخيمات
وفاضت .. الجثث
وفاضت الخوذات و المدرعات.
سبتمبر 1970
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 21:57

خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين
ها أنت تسترخي أخيراً
فوداعاً
يا صلاح الدين
يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
على إيقاعه المجنون
يا قارب الفلين
للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
وأدركتهم لعنة الفراعنة
وسنة .. بعد سنة
صارت لهم " حطين"
تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين
(جبال التوباد حياك الحيا)
(وسقا الله ثرانا الأجنبي)
مرت خيول الترك
مرت خيول الشرك
مرت خيول الملك - النسر
مرت خيول التتر الباقين
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
نموت تحت الأحصنة
و أنت في المذياع، في جرائد التهوين
تستوقف الفارين
تخطب فيهم صائحاً : " حطين"
وترتدي العقال تارة
وترتدي ملابس الفدائئين
وتشرب الشاي مع الجنود
في المعسكرات الخشنة
وترفع الراية،
حتى تسترد المدن المرتهنة
وتطلق النار على جوادك المسكين
حتى سقطت - أيها الزعيم
واغتالتك أيدي الكهنة.
***
(وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
(نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي)
***
نم يا صلاح الدين
نم ... تتدلى فوق قبرك الورود
كالمظليين
ونحن ساهرون في نافذة الحنين
نقشر التفاح بالسكين
ونسأل الله "القروض الحسن"
فاتحة :
آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 22:00

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Sunset14
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 22:05

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت R-7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 22:09

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Pic-9a
أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Pic-1a
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت   أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت Icon_minitime30/4/2007, 22:13







الجنوبي


صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس

أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أن ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.


وجه
كان يسكن قلبي
وأسكن غرفته
نتقاسم نصف السرير
ونصف الرغيف
ونصف اللفافة
والكتب المستعارة
هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
ولكنه يعد يومين مزق صورتها
واندهش.
خاض حربين بين جنود المظلات
لم ينخدش
واستراح من الحرب
عاد ليسكن بيتاً جديداً
ويكسب قوتاً جديدا
يدخن علبة تبغ بكاملها
ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
لكنه لا يطيل الزيارة
عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
وفي غرفة العمليات
لم يصطحب أحداً غير خف
وأنبوبة لقياس الحرارة.

فجأة مات !
لم يحتمل قلبه سريان المخدر
وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
عاد كما كان طفلاً
سيشاركني في سريري
وفي كسرة الخبز، والتبغ
لكنه لا يشاركني .. في المرارة.


وجه
ومن أقاصي الجنوب أتى،
عاملاً للبناء
كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
كنت أجلس خارج مقهى قريب
وبالأعين الشاردة
كنت أقرأ نصف الصحيفة
والنص أخفي به وسخ المائدة
لم أجد غير عينين لا تبصران
وخيط الدماء.

وانحنيت عليه أجس يده
قال آخر : لا فائدة
صار نصف الصحيفة كل الغطاء
و أنا ... في العراء


وجه
ليس أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصباً، بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد.

ليت "أسماء"
تعرف أن أباها الذي
حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم الأود .
ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
خبأنه بين أوراقهن
وعلمنه أن يسير
ولا يلتقي بأحد .


مرآة
-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.

-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.

-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ

-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة.


*************************




خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين
ها أنت تسترخي أخيراً
فوداعاً
يا صلاح الدين
يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
على إيقاعه المجنون
يا قارب الفلين
للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
وأدركتهم لعنة الفراعنة
وسنة .. بعد سنة
صارت لهم " حطين"
تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين

(جبال التوباد حياك الحيا)
(وسقا الله ثرانا الأجنبي)

مرت خيول الترك
مرت خيول الشرك
مرت خيول الملك - النسر
مرت خيول التتر الباقين
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
نموت تحت الأحصنة
و أنت في المذياع، في جرائد التهوين
تستوقف الفارين
تخطب فيهم صائحاً : " حطين"
وترتدي العقال تارة
وترتدي ملابس الفدائئين
وتشرب الشاي مع الجنود
في المعسكرات الخشنة

وترفع الراية،
حتى تسترد المدن المرتهنة
وتطلق النار على جوادك المسكين
حتى سقطت - أيها الزعيم
واغتالتك أيدي الكهنة.


***
(وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
(نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي)


***
نم يا صلاح الدين
نم ... تتدلى فوق قبرك الورود
كالمظليين
ونحن ساهرون في نافذة الحنين
نقشر التفاح بالسكين
ونسأل الله "القروض الحسن"
فاتحة :
آمين .




**************************************



تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات
1
قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.

إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران .. الا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا .. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا

2
قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه .. إن يحن الموت
فداء الوطن المقهور و العقيدة :
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع و الجريدة !

3
قلت لكم كثيرا
إن كان لابد من الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادق الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود .. دورا)
لو دخل الواحد منهم هذه المدينة :
يدخلها .. حسيرا
يلقي سلاحه .. على أبوابها الأمينة
لأنه .. لا يستقيم مرح الطفل
وحكمة الأب الرزينة
من المسدس المدلى من حزام الخصر
في السوق ..
وفي مجالس الشورى


***
قلت لكم
لكنكم
لم تسمعوا هذا العبث
ففاضت النار على المخيمات
وفاضت .. الجثث
وفاضت الخوذات و المدرعات.


سبتمبر 1970

************************



من أوراق " أبو نواس"
(الورقة الأولى)
"ملك أم كتابة ؟"
صاح بي صاحبي، وهو يلقي بدرهم في الهواء
ثم يلقفه
(خارجين من الدرس كنا .. وحبر الطفولة فوق الرداء
و العصافير تمرق عبر البيوت
وتهبط فوق التخيل البعيد )
..

"ملك أم كتابة؟"
صاح بي .. فانتبهت، ورفت ذبابه
حول عينين لامعتين
فقلت : "الكتابة"

...
... فتح اليد مبتسماً، كان وجه المليك السعيد
باسما في مهابة.



***
"ملك ألأم كتابة؟"
صحت فيه بدوري
فرفرف في مقلتيه الصبا و النجابة
وأجاب : " الملك"
(دون أن يتلعثم .. أو يرتبك)
وفتحت يدي
كان نقش الكتابة
بارزاً في صلابة .

.....
......
دارت الأرض دورتها
حملتنا الشواديف من هدأة النهر
ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
نتفرق بين حقول الأسى .. وحقول الصبابة
قطرتين ، التقينا على سلم القصر
ذات مساء وحيد
كنت فيه : نديم الرشيد
بينما صاحبي .. يتولى الحجابة !!

(الورقة الثانية)
من يملك العملة
يمسك بالوجهين
والفقراءُ : بين .. بين .

(الورقة الثالثة)
نائماً كنت جانبه ، و سمعت الحرس
يوقظون أبي
خارجيّ ؟
أنا .. ؟!
مارق ؟
من ؟ أنا !!

صرخ الطفل في صدر أمي
(وأمي محلولة الشعر واقفة .. في ملابسها المنزلية)
أخرسوا
واختبأنا وراء الجدار
أخرسوا
وتسلل في الحلق خيط من الدم
(كان أبي يمسك الجرح
يمسك قامته .. ومهابته العائلية)
يا أبي
أخرسوا
وتواريت في ثوب أمي
و الطفل في صدرها ما نبسْ

ومضوا بأبي
تاركين لنا اليتمَ .. متشحاً بالخرس .

(الورقة الرابعة)
- أيها الشعر .. يا أيها الفرح المختلس ّّ
...
(كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية صادرته العسس)
....

(الورقة الخامسة)
... وأمي خادمة فارسية
يتناقل سادتها قهوة الجنس وهي تدير الحطب
يتبادل سادتها النظرات لأردافها
عندما تنحني لتضئ اللهب
يتندر سادتها الطيبون بلهجتها الأعجمية !


***
نائماً كنت جانبها، ورأيت ملاك القدس
ينجني ، ويربت وجنتها
وتراخىا الذراعان عني قليلاً
قليلاً..
وسارت بقلبي قشعريرة الصمت :
-أمي
وعاد لي الصوت
-أمي
وجاوبني الموت
-أميّ
وعانقتها .. وبكيت
وغام بي الدمع حتى انحبس !

(الورقة السادسة)
لا تسألني إن كان القرآن
مخلوقاً .. أو أزلي.
بل سلني إن كان السلطان
لصاً .. أو نصف نبي !!

(الورقة السابعة)
كنت في كربلاء
قال لي الشيخ أن الحسين
مات من أجل جرعة ماء ..
وتساءلت
كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
فأجاب الذي بصرته السماء :
انه الذهب المتلألئ : في كل عين .
.............
إن تكن كلمات الحسين
وسيوف الحسين
وجلال الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة لشعراء ؟
و الفرات لسانٌ من الدم لا يجد الشفتين.


*****
مات /ن أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام .. صباح مساء
اسقني يا غلام
علني بالمدام
أتناسى الدماء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
 
أمل دنقل وتكافؤ الصراع مع الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: الرؤى :: الخروج مع الشمس :: بورتريهات إبداعية-
انتقل الى: