الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى بلعوني
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 124
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime26/4/2007, 00:07

تحية إبداعية لكل الإخوة في منتدى الأولمب // شعراء ونقاد وقراء
تحية للطاقم التقني المشرف على هذا الكم الهائل من الروعة

ننطلق في أول محور نظري داخل هذا الركن سبيلنا القصيدة كشريعة / كشر لابد منه
قائدنا الأعمى / البصير ، وسراجنا عكاز نستنير بظله لعله يقودنا الى المزيد من الحب/ إلى المزيد من الارتباط بالقصيدة.
ونقترح المحور التالي:
البنية الإيقاعية في قصيدة "لاشيء يحدث الآن" للشاعر التونسي شكري بوترعة ...
يمكن للإخوة الاطلاع على هذه القصيدة من خلال الرابط التالي:
https://alolymp.niceboard.com/aUCaNCE-AEICUiE-c1/Aai-EaUai-aa-CaaaE-f3/aC-OA-iIIE-CaAa-t33.htm

ونقترح الخطوات التالي كإجراء منهجي لتفعيل هذه القراءة :
1- الإيقاع :
تعريف الإيقاع ، دور الإيقاع في القصيدة الحديثة بشكل عام.
كيف يمكن قراءة قصيدة النثر قراءة إيقاعية في غياب التفعيلة والقافية.
2- دراسة القصيدة المقترحة دراسة إيقاعية من خلال المحاور التالية:
* القراءة الصوتية للقصيدة ( دراسة صوتية تركز على مفهوم الكم من خلال عمليات إحصائية في علاقته بالدلالة العامة للقصيدة ).
* البناء المشهدي لفضاء الورقة التي يتم داخلها الانجاز/ القصيدة.
* علامات الترقيم ودورها في النهوض بالإيقاع الداخلي للقصيدة ككل.
مونتاج عام // اختزالا ولما لكل أطراف القراءة .


إنها مجرد اقتراحات عامة ، وننتظر من الإخوة المشاركة من خلال إبداء آراءهم واقتراحاتهم حول المحور المطروح وإمكانية تدعيمه باقتراحات نظرية ، كما نتمنى أن تكون دراسة جماعية يشارك فيها كل من لمس في نفسه القدرة على التفعيل والتدخل من خلال أي محور يختاره ، أو أي محور يريد إضافته ويرى بأننا أغفلنا ذكره ...


بانتظار اقتراحاتكم وتصوراتكم حول هذا الركن أولا وحول المحور المطروح ...

مودتي وتحياتي

مصطفى بلعوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رياض الشرايطي




عدد الرسائل : 60
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime26/4/2007, 10:48

يحدث أن تتكوّن غبارا،
على جثّة الوقت المرمريّ،،
و أن تتشكّل عنكبوتا ،
في عينَيْ الوجه الزجاجيّ..
يحدث أن ينخرط كلّ النحل،
في الرحلة الآسنهْ
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى بلعوني
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 124
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime27/4/2007, 21:53



-1


الإيقاع :
تعريف الإيقاع ، دور الإيقاع في القصيدة الحديثة بشكل عام.
كيف يمكن قراءة قصيدة النثر قراءة إيقاعية في غياب التفعيلة والقافية.



*********************

* الإيقاع:

يمثل الإيقاع عنصرا أساسيا في بناء القصيدة ، بحيث لا يمكن تصور نص شعري خارج الإيقاع ، بل إنه مكمن تميز الشعر باعتباره الدعامة الأساسية لتحقيق موسيقى القصيدة غير أنه بجذر بنا أولا أن نميز بين بنيتين إيقاعيتين متكاملتين (بالنسبة للقصيدة التفعيلة بشكل خاص) :

-Iإيقاع خارجي:

يتحقق من خلال المتواليات الخارج نصية والمتمثلة في التفعيلة – كنظام من الحركات والسواكن – والقافية كوحدة صوتية تتكرر في نهاية السطر الشعري تبعا لمجموعة من الضوابط المرتبطة بالنظام العروضي (بشكل عام) ، لكنه نظام مرن بإمكان الشاعر أن يتعامل معه من خلال عدد من المفاهيم المسماة بالإجازات العروضية والتي تشكل الزحافات والعلل أحد أهم ركائزها ...

ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول وباختزال شديد:

إن الإيقاع الخارجي معطى قبلي /خارج لغوي ، يرتبط –أساسا- بسياق هندسي/ رياضي ابتدعه الخليل بن أحمد الفراهيدي (واضع علم العروض)... وبالتالي فهو إطار خارجي تنبني من خلاله موسيقى القصيدة التفعيلة، وتتم المراهنة عليه لتحقيق قدر معين من التوازن الصوتي أيضا .

-IIإيقاع داخلي:

يتحقق الإيقاع الداخلي من خلال لعبة الموازنات الصوتية (كميا/ وكيفيا) وذلك من خلال عدد هائل من التجليات ومن بينها:

1-التكرار:

يمثل التكرار أحد الركائز الأساسية في هذا الجانب نظرا لما يحققه من تجاذب /تماثل صوتي ، وله عدة تجليات من أهمها :

-التكرار على مستوى الصوت/الحرف.

- التكرار على مستوى الكلمة.

- التكرار على مستوى الجملة.

2- علامات الترقيم:

يمكن اعتبار علامات الترقيم دعامة أساسية في بناء إيقاع داخلي للنص الشعري ، سواء من حيث دورها اللغوي(باعتبارها تقوم بدور تنظيمي للغة من خلال الفصل والارتباط بين الكلمة / بين الجملة أيضا ) ، أو من حيث وظيفتها الجمالية كمساهمة في تأتيت المشهد الفضائي الذي يستوعب الرسالة .

3- الفضاء المشهدي :

عمد النص الشعري الحديث –سواء قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر- إلى تكسير البناء المشهدي الذي ميز القصيدة العمودية طيلة عهود ... وذلك بمنح الشاعر قدرا مهما من الحرية في التعامل مع الورقة التي يتم من خلالها إرسال الخطاب الشعري، بحيث صار بإمكان الشاعر أن يستغني عن التشكيل الصارم الذي ميز نظام الشطرين ، لتصير الورقة ملكا للذات المبدعة التي تستطيع أن تجترح بياضها وفقا لتصورها الخاص للكتابة ( خصوصا بالنسبة لقصيدة النثر).

* كيف يمكن قراءة قصيدة النثر قراءة إيقاعية في غياب التفعيلة والقافية؟.

تتميز قصيدة النثر ببنية خاصة لعل أهم مميزاتها تتمثل في الاستغناء التام عن النظام العروضي، غير انه بالرغم من ذلك نرى بأنه يمكن دراسة قصيدة النثر دراسة إيقاعية انطلاقا من جملة من الموازنات الصوتية التي تتحقق من خلال الجهاز اللغوي الأساسي الذي تنبني وفقه قصيدة النثر ، لأننا لا يمكن أن نتصور قصيدة شعرية خارج الإيقاع ، إضافة إلى الإيقاع النفسي المرتبط بالذات المبدعة والذي يمكن استبطانه من خلال التحليل الصوتي في علاقته بالجانب الدلالي العام الذي يشيد بنيان القصيدة ككل.

ولنا عودة من خلال النموذج المطروح للدراسة : "لاشيء يحدث الآن" للشاعر التونسي شكري بوترعة.

كما ننتظر مساهماتكم واقتراحاتكم بشان هذه الدراسة من خلال تدخلات – سواء لإنارة طريق البحث أو لإضافة محاور أخرى ترون بأننا لم نتطرق إليها –



مودتي وتحياتي



مصطفى بلعوني














الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime1/5/2007, 10:21

أتمنى أن نتداخل جميعا من أجل إثراء النقاش وتفعيل الركن ،لأن قصيدة لا شئ يحدث الآن هي من القصائد الجديرة بالقراءات الكثيرة ، وكلنا نستطيع الإدلاء بأرائنا في النص

دمتم مبدعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime2/5/2007, 13:40

محاولة قراءة في قصيدة لا شئ يحدث الآن
للشاعر شكري بوترعة

للوهلة الأولى يشدك الراوي المسرحي للدخول في عالم الشاعر الذي بنى من إعدام الفرس في شيخوخته سورا زجاجيا شفافا تلمح منه روحه المأزومة من الواقع برغم قدرته على اختراق الحواجز إلا أنه يعلم أن الرصاصة التي تستقر في رأسه ستسدل الستار على صراعه مع الانتظار والقلق ولننظر : (لا شئ يحدث الآن ..الفرس المريض يمر فوق الحواجز .. رصاصة في الرأس ..ونقفل المشهد)

فالفرس المريض هو المعادل الموضوعي للشاعر ، والرصاصة هي معادل الخلاص من رداءة الواقع والمشهد مرادف الحياة التي تنتهي بانتهاء الفرس المريض / الشاعر ،لكن لا شئ يحدث الآن /ما اعتاده الشاعر هو الذي يحدث فقط مكرورا ومملا والخلاص لم يحدث بعد.

ثم نفاجأ به يوحد بين سرد الراوي الذي يروي الحدث كمشاهد وبين الشاعر في استلهام يتناسب مع طبيعة النص لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي حطم الأصنام ،ليدلنا على رؤيته وبحثه عن معنى مختلف غير الذي تعودنا عليه، ثم يدخل في استلهام آخر يؤكد أن أزمته هي الشعر بما له من قدرة على التحاور مع العالم والدخول في المطلق ،(ليسمع بكاء الغراب على لونه ،الفرس مريض ،لكنه يصعد فوق هذا المدى الأسود) ، ثم يبدو وكأنه يتوجه برسالة للشعراء أو للغربان السود المتحجرين :(ليس في الاستعارة ما يؤذي الخيال
القمر غرفة نومنا الأخيرة
وليس في البصيرة مايعطل اندفاع الجمال)
ففي اعتماده على ألفاظ كالخيال/الجمال/الاستعارة في مواجهة القمر /الغرفة/البصيرة ترسيخ لقيمة الانفلات من قيد الذاتي المتباكي إلى المطلق الباحث برؤيته عن معنى أعمق للكتابة وللشعر وللشاعر الذي عاد في النهاية بالراوي منفردا في استخدام رائع للفعل المضارع وقدرته على اختصار مسافات الزمن :
(يقول الفرس :اقتلوني فوق تلة
لا تطل على أي شئ
اقتلوني .........................
لأدندن بالصهيل )
فهو في النهاية يبحث عن الموت منفردا ومتميزا ، موت على قمة الرؤية ليصرخ ويغني ويصهل أو بالأدق يدندن بالصهيل ، كانت هذه مجرد محاولة لمقاربة النص وما أنا بناقد ، لكن تجربةشكري وعالمه يبقى قادرا على الولوج في الروح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى بلعوني
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 124
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime2/5/2007, 14:03

العزيز:حمدي علي الدين


كانت قراءتك -بصدق- جد متميزة بحيث تمكنت من مقاربة النص انطلاقا من التحليل العميق لبنية النص اللغوية وهو ما ساهم في التوصل الى نتائج جد دقيقة وجد متميزة ...
وقد استطعت فعلا ان تلج عالم الشاعر شكري بوترعة بكل حس مرهف وخبرة متميزة في القراءة ...
القراءة -دائما- اهم من الكتابة واشد عسرا /اشد روعة من الكتابة ،ايضا،
كنت قارئا من طينة خاصة جدا ،لان هناك تجانسا كبيرا داخل قراءتك خصوصا في ربط التحليل بالنتائج ...
هنيئا للشاعر شكري بوترعة بهذه القراءة الجيدة وهنيئا للنص بقارىء ذكي ومتمرس مثلك...

مودتي
مصطفى بلعوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى بلعوني
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 124
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime3/5/2007, 23:38

*كيف يمكن قراءة قصيدة النثر قراءة إيقاعية في غياب التفعيلة والقافية؟.
*دراسة القصيدة المقترحة دراسة إيقاعية من خلال المحاور التالية:
*القراءة الصوتية للقصيدة ( دراسة صوتية تركز على مفهوم الكم من خلال عمليات إحصائية في علاقته بالدلالة العامة للقصيدة).
******************
كيف يمكن قراءة قصيدة النثر إيقاعيا في غياب التفعيلة والقافية؟
لم يكن النظام العرضي يشكل لب الإيقاع ومركزه داخل الشعر العربي في أي فترة من فتراته وداخل أي شكل من أشكاله لعدة أسباب لعل من أهمها :
*يتشكل الإيقاع داخل القصيدة –بشكل عام- انطلاقا من تظافر عدد من المكونات، سواء ما ارتبط بالجانب الخارجي / الهيكل الهندسي العروضي، أو ما ارتبط بالجانب الداخلي والمتمثل أساسا في لعبة الموازانات الصوتية التي تشكل اللغة مادتها الخام..
*إن اعتبار النظام العروضي أساس الإيقاع يجعلنا ندخل بعض المنظومات التعليمية داخل الشعر (ألفية ابن مالك مثلا ...) في حين أنها جاءت لهدف تربوي/ تعليمي بعيد عن الشعر بدليل خلوها من أي حس إبداعي، إضافة إلى شحوب المخيال الذي نعتبره أساس كل إبداع حقيقي.
*استنادا إلى ما سبق نعتقد بأنه بالإمكان دراسة قصيدة النثر إيقاعيا انطلاقا من لعبة الموازنات الصوتية والتي تسهم بقسط وافر في خلق الإيقاع –بشكل خاص من خلال التكرار-، ونتوسل بمفهوم الظاهرة –كما ورد في بعض التنظيرات الغربية والفرنسية بشكل خاص عند جون كوهن – والمقصود بالظاهرة هنا الملمح التعبيري اللافت والذي يؤشر على الهوس بالضرورة ،وبالتالي فإننا سنعمد إلى دراسة هذا العمل انطلاقا من هذا التصور لأننا في نهاية المطاف لا يمكن أن نقف عند العوارض المعزولة والتي لا تشكل أساسا في بنينة النص إيقاعيا ...


*القراءة الصوتية للقصيدة ( دراسة صوتية تركز على مفهوم الكم من خلال عمليات إحصائية في علاقته بالدلالة العامة للقصيدة).

ننطلق في قراءة القصيدة قراءة صوتية من خلال التركيز على أحد التقسيمات التي نراها مركزية في أي دراسة صوتية للنص الشعرية (الأصوات المجهورة /الأصوات المهموسة) ،نظرا لما تمنحه من إمكانيات مهمة للربط بين "الظاهرة الصوتية" وبين المولدات الدلالية التي تنشأ انطلاقا من استعمالها، لأننا لا نتصور –في نهاية المطاف- أي استعمال للكلمة أو للجملة في النص الشعري دون أن تكون له علاقة معينة بالدلالة العامة للنص نظرا للترابط الوثيق بين الجانب اللغوي وما ينتج عنه من دلالات تمتد داخل النص من خلال ترابط جدلي بحيث يؤشر أحدهما على الآخر ويدل عليه،لأن النص يبقى –دائما- عبارة عن شبكة متكاملة من المكونات المرتبطة بالجانب اللغوي والتي تعمل بشكل تكاملي للنهوض بالدلالة العامة له ...

ومن خلال استقصاء بسيط للقصيدة تمكنا من الوقوف على هيمنة صوتين معينين دون غيرهما من الأصوات وهما : الراء والياء وبالتالي نرى ضرورة تحديد هذين الصوتين تحديدا دقيقا في ارتباطه بالدلالة العامة للنص، من خلال منهج إحصائي/ كمي يعمد إلى ربط المعطيات التي تم التوصل إليها بالسياق الدلالي العام للنص .

الصوت نسبة تكراره تصنيفه

الياء 25 مرة مهموس

الراء 17 مرة مجهور



وإمعانا في المزيد من التدقيق نستعين بتصنيف ابن جني والذي يعتبر الياء صوت يخرج من الجوف وهي –بالنسبة إليه- هاوية في الهواء ، أما الراء فهي: تخرج من ذلق اللسان ، وهو تحديد طرفي اللسان أو طرف غار الفم // إننا نطرح هذا التصنيف –فقط- لنشير إلى الاختلافات الجوهرية بين الصوتين، لان ما سنركز عليه هو خاصيتي الجهر والهمس.

إن الجهر يشير إلى مواقف القوة، ويستعمل – عادة – في مواضع معينة تتميز –بشكل عام – بالقدرة والقوة وغيرها مما يؤشر على حالات تكون فيها الذات الشاعرة –غالبا- غير معنية –بشكل وجداني- بالموقف .

أما الهمس فيستعمل-عادة- في مواقف تتسم بالضعف وعدم القدرة، وعدم تلائم الذات المبدعة مع المعطيات المحيطة ...

وهو الأمر الذي يدفعنا إلى طرح عدد من الأسئلة من قبيل :كيف يمكن أن تتم الاستعانة بصوتين متباينين من حيث خصائصهما الفيزيائية ؟ وهل يمكن –حقا- أن نزاوج بين الصوتية –خصوصا وأننا أمام نص قصير (كميا)؟ ثم كيف يمكن أن نربط بين التصريح الواضح الذي جاء في عنوان النص (وكأنه تقرير لحقيقة محددة سلفا) "لاشيء يحدث الآن" وبين الاستعمالات الصوتية التي ينبني وفقها النص ككل (مختزلة في التصنيف الوارد أعلاه ) ؟ ولم يغيب صوت مهيمن وهو صوت/ حرف الراء داخل العنوان ( الذي يشكل لازمة تتكرر داخل النص ) ؟؟

سوف نحاول أن نجيب عن بعض هذه الأسئلة من خلال جملة من الملاحظات المختزلة التالية:

* يشير الاستعمال الصوتي للحرفين المهيمنين داخل النص إلى التضارب الواضح داخل الذات الشاعرة في علاقاتها بالمعطيات الواقعية المحيطة، بحيث أن العلاقة بين الطرفين عبارة عن علاقة تصادم وتنافر واضحتين، بل إننا نعتقد بأن هناك ما يشبه الانفصام بين الجانبين خصوصا وان المبدع يشير في العنوان –بشكل محددة – الى السكونية التي تسم الواقع (خصوصا من الناحية الزمنية ) ويتضح ذلك –بجلاء- من خلال الجملة التي تشد بنيان النص والمتمثلة في عنوانه، وهي عبارة عن بيان واضح يحدد ملامح ومعطيات الواقع المحيط (لاشيء يحدث الآن / في هذا الزمن / في هذا اليوم / في هذه اللحظة )، وهو ما يعضده مرض الفرس-رمز القوة والصمود ومفتاح النصر (كل نصر)- . نحن إذن أمام ثنائية تلازم وتماثل ما جاء في عنوان النص وهذه الثنائية تتشكل من قطبين أساسيين وهما : الفرس المريض/العشب الذي لا يصعد، بينهما ذات مبدعة تقر بان المشهد قد تم إقفاله وانتهى على هذه الصورة، وهو ما تم إسناده من خلال التكرار الملفت لأبرز صوتين في النص (الياء والراء) في هذا المقطع بشكل خاص:
" لا شيء يحدث الآن...
الفرس المريض يمر فوق الحواجز
رصاصة في الرأس
و نقفل المشهد
الفرس مريض و العشب لا يصعد


لا شيء يحدث الآن...."

الذات المبدعة ،إذن، تقرر منذ انطلاق النص بالعلاقة الممكنة التي تربطها بواقع مأزوم / واقع يتم التخلي فيه عن الفرس (رمز لكل الخصال النبيلة ) ، ويتضح الأمر أكثر حين نربط بين التكرار الصوتي الملفت هنا للصوتين- قيد الدراسة- بالدلالة العامة بحيث يتم التبئير على صوت الياء –بشكل يكاد أن يكون تاما (تتكرر الياء هنا 9 مرات )/ وهو دليل كاف على العلاقة الرابطة بين الذات المبدعة والواقع العام في سماته الأكثر قتامة، وما يؤكد استنتاجاتنا أكثر هو غياب حرف/ صوت الياء في الجملة التالية (وهي أهم جملة في هذا المقطع في رأينا لأنها تقوم ببناء دلالة المقطع ككل (ونقفل المشهد) إنها جملة محورية نظرا لأنها تنبني على ما يمكن أن نوسمه بالاستنتاج العام من خلال تحليل معطيات الواقع القائمة على مرض الفرس، مما يؤجل بإقفال المشهد مادام الفرس/المبدع مريض/ مأزوم وغير قادر على الفعل في الواقع بشكل ايجابي .
*لكننا نفاجئ بـ" غير أني أكسر أوثان المعنى


لأسمع بكاء الغراب على لونه
الفرس مريض
لكنه يقفز فوق هذا المدى الأسود...."
يتم الانتقال هنا من حالة معينة تتسم بالركود والمرض وعدم القدرة على الفعل في واقع موبوء، الى حالة أخرى مختلفة تماما حيث إصرار على كسر كل أوثان الجمود، ومقاومة للحالة الأولى (حالة المرض واليأس) ودخول فيما يشبه المقاومة والتحدي ضد كل المعطيات السابقة (بالرغم من أن "الفرس لازال مريضا") ... ويتم ذلك من خلال الاختفاء الواضح لصوت/ حرف الياء بحيث تتكرر في هذا المقطع 4 مرات وبالمقابل يتم التركيز على أصوات أخرى غير مهيمنة داخل النص كالنون واللام – وهما صوتان مجهوران ومختلفان تماما عن صوت الياء من حيث البنية الفيزيائية – وهو ما يناسب الاختلاف (حد التضارب) في المعنى العام الذي وقفنا عليه في المقطع الأول – وهو الأمر الذي يؤكد بأننا أمام مبدع متمرس بشكل جيد في معانقة اللغة وفي ممارسة لعبة المراودة التي لا يمكن اكتسابها إلا من خلال فتح أكثر من جبهة على اللغة، وذلك بالذهاب بعيدا في اقتناص نصوص أخرى خارج اللغة نفسها - .
*"ليس في الاستعارة ما يؤذي الغزال
القمر غرفة نومنا الأخيرة
و ليس في البصيرة ما يعطل اندفاع الجمال
يقول الفرس اقتلوني فوق ثلة
لا تطل على أي شيء
........................................أقتلوني
لأدندن بالصهيل...."


ويبلغ التكامل بين الصوت والدلالة مداه في المقطع الأخير حيث يتم التركيز بشكل ملفت على الهمس من خلال التكرار البارز لصوت الياء، وهو تكرار يتماشى مع الدلالة العامة لهذا المقطع –وللنص ككل- والتي تقوم على محاولة تجاوز عدد من معطيات الواقع الذي يرزح تحت نيل عدد من العوائق التي تكبح جماح كل رغبة في التجاوز /التي تكبح رغبة الفرس المصر على الصهيل بالرغم من فعل الموت الذي ينوء بكلكله على النص / على الوقع، وهو قتل الرمز المتمثل هنا في الفرس، لكن وبالرغم من هذا القتل يظل الفرس جامحا "يدندن بالصهيل" حتى وهو ميت ... وبالتالي فان هذا المقطع الأخير يختزل – في تقديرنا- دلالة النص ككل والقائمة على ثنائية أساسية تتمثل في:
- تشريح معطيات الواقع المريض / المأزوم والفارغ من كل محتوى ومعنى حقيقيين..
-الرغبة والإصرار على تجاوز هذه المعطيات من خلال إصرار الفرس على المقاومة والتشبث بالصهيل ....
ولي عودة الى باقي المحاور ...
انتظر تعليقاتكم وردودكم حول ما جاء في هذا الجزء من الدراسة .
مصطفى بلعوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصطفى بلعوني
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 124
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Empty
مُساهمةموضوع: دراسة ايقاعية ل"لاشيء يحدث الان"   دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري Icon_minitime19/5/2007, 20:28

* البناء المشهدي لفضاء الورقة التي يتم داخلها الانجاز/ القصيدة .
* علامات الترقيم ودورها في النهوض بالإيقاع الداخلي للقصيدة ككل.
مونتاج عام اختزالا ولما لكل أطراف القراءة .



**************

* البناء المشهدي لفضاء الورقة التي يتم داخلها الانجاز/ القصيدة .



ينتظم البناء المشهدي لفضاء الورقة في"لاشيء يحدث الآن" وفق منطق معين تختاره الذات الكاتبة/المنتجة للنص، لعله منطق اللامنطق بحيث يمكننا أن نقف على عدد من الملامح والسمات الكبرى المميزة لهذا اللامنطق/اللانتظام من خلال عدد من المستويات يمكن إجمالها فيما يلي:

1- البناء العام المرتبط بما هو مرئي داخل النص يتأسس من خلال جمل غالبا ما تتميز بما يمكن أن نصطلح عليه ب"الحاجة أو الرغبة إلى الإشباع" بحيث يتأسس المشهد على مجموعة من الجمل التي تبقى في حاجة دائمة ومستمرة إلى الجمل التي تليها ... مما يجعل أي إمكانية لبترها أو حذفها من السياق العام تكاد تكون مستحيلة تماما...لأنها تبقى في حاجة دائمة ومستمرة إلى جمل أخرى تليها أو ربما تسبقها في السياق العام للنص لنتأمل مثلا قوله:

"غير أني أكسر أوثان المعنى
لأسمع بكاء الغراب على لونه"

إن الجملة الأولى في هذا السياق مثلا تطرح أكثر من تساؤل ، لأنها حتى وان كانت مكتملة في الناحية التركيبية فإنها تبقى عاجزة عن إيصال فكرة أو مجرد استيهام أولي،خصوصا وأنها جاءت على صيغة السؤال الذي لا تتوضح معالمه إلا بعد الوقوف على أعتاب الجملة الموالية ، ويمكن أن نعيد صياغة التعبير ككل على الشكل التالي إمعانا في المزيد من التوضيح:

"لم اكسر أوثان المعنى؟"

لا يمكن أن نكتفي بهذه الجملة دونما حاجة إلى جملة أو جمل أخرى لتعضيد الأولى وترسيخها كثر ما يمكن، لذلك جاءت الجملة الثانية كتدعيم وإسناد للجملة الأولى :

"لأسمع بكاء الغراب على لونه"

إن المتأمل للنص لا يستطيع –بتاتا- إلا أن يقرأ النص ككل وكوحدة لا يمكن أن تتجزأ أو أن تنفصم عراها، وبالتالي ينبني النص من خلال سياق تعضيدي يقوم على أساس الإسناد والإشباع خصوصا من ناحية البناء التيماتي بشكل عام... وهو الأمر الذي يجعل المرئي/المشهدي يخضع لهذه التراتبية بحيث أن السابق يحيل إلى اللاحق ويؤشر عليه بالضرورة ، ولا يمكن أن نتعامل مع النص إلا من خلال هذه البنينة، والتي تحيل على فضاءات أخرى وأصناف كتابية أخرى لعل أهمها النثر والذي يتميز في مجمله بهذا الشكل في الكتابة حيث يستمر حبل التواشج والتعالق داخل الكتابة النثرية، مما يجعل من الصعوبة التعامل معها من خلال الفصل تركيبيا أو تيماتيا، وهو الرهان الذي نراه أساسيا داخل هذه التجربة في سعيها للبحث عن الشعري داخل النثري، ومحاولتها الدائمة لاستجلاء معالم نورانية عميقة داخل النصوص الأخرى /اللاشعرية -بمقياس نظمي/غنائي...-

2- يتعامل المبدع في"لاشيء يحدث الآن" مع البياض بحدة بالغة لا تقل أهمية عن الحدة التي يتعامل بها مع السواد، لكنه تعاملا لا ينفصل عن السياق الدلالي العام للنص بحيث يعمد إلى توزيع معين (ما سميناه باللامنطق) لتعضيد وترسيخ دلالة معينة لعل أبرز ملامحها وسماتها الفارقة تتمثل في التمزق والتشظي الذي تعاني منه الذات المبدعة في صراعها الدائم في معطيات أخرى أهمها اللغة –هناك معطيات أخرى غير لغوية كامنة داخل النص الشعري وملتبسة باللغة- ...

ويعمل النص على تكسير كل ما يمث إلى التناظر والتوازي الذي يميز نصوص شعرية أخرى ، اللهم إلا ما اقترن بالعلاقة الوطيدة التي تربط بين الحيزين المركزيين داخل النص ونقصد بهما الحيز المكاني /البصري ، والحيز الزماني المرتبط بالمكونات اللغوية وما يدور في فلكها، مما جعل النص عبارة عن مجال تتلاقح داخلها جملة من العلامات أغلبها غير لغوي (اللغة-علامات الترقيم-التنفيذ الطباعي ...) مما يؤشر مرة أخرى على استحالة أي دراسة للنص دونما التطرق إلى علامات أخرى غير لغوية.

ويمكن أن نمثل لذلك بهذا المقطع من"لاشيء يحدث الآن":

"لا شيء يحدث الآن ...

الفرس المريض يمر فوق الحواجز

رصاصة في الرأس

و نقفل المشهد

الفرس مريض و العشب لا يصعد

لا شيء يحدث الآن ...

غير أني أكسر أوثان المعنى

لأسمع بكاء الغراب على لونه

الفرس مريض"

يتضح من خلال المقطع السابق أن النص لا ينتظم وفق رؤية مسبقة، أو تنظيم محدد بل هناك ما يشبه التداخل التام والملغز بين الأبيض والأسود ... ففي الوقت الذي يقوم فيه المبدع بالاشتغال من خلال جمل طويلة نسبيا وغير تامة تيماتيا –بشكل خاص- نراه يشتغل أيضا من خلال جمل قصيرة جدا، ومندغمة لا يمكن فك شفراتها إلا باللجوء إلى ما يليها أو ما يسبقها –كما وضحنا سابقا-، البياض هنا يقوم بدور عاملي أساسي في النهوض بالدلالة العامة للمقطع وللنص ككل، بحيث نجد بعد جملة :"نقفل المشهد" مثلا بياضا كثيفا للغاية بل إن المبدع هنا لا يستعيض حتى بعلامات الترقيم ويكتفي –فقط- ببياض فاحش للغاية، وهو البياض الذي يوهمنا بنهاية ما خصوصا إذا ما قمنا بعميلة الربط بين هذه الجملة والجملة السابقة "رصاصة في الرأس"، غير أن الإصرار والعزيمة القوية للمبدع/للغة –أيضا- ارتأى (ت) أن يستمر في هذا الزحف باتجاه أنحاء أخرى أكثر فداحة /أكثر قوة ، لعل أبرز وأبهى إشراقاتها يتمثل في:"غير أني اكسر أوثان المعنى". وهذه الرغبة العارمة في الاجتياز والتكسير لكل معنى عمودي ثابت / بل ولكل معنى أفقي هش-أيضا- وهو ما يميز تجربة الشاعر التونسي شكري بوترعة –عموما- يجعلها أكثر خصوبة وتجددا، بما تمثل من اهتداء بالذات فقط وطموح إلى العمل على استنزاف اللغة من خلال الصراع المستمر الذي تخوضه الذات المبدعة في بحثها المستمر عن اللاشكل/اللامعنى ،وهو ما يجعلها تصل في نهاية المطاف إلى تنظيم معين لفوضى الفوضى/ فوضى اليومي والمهمش ، بل والغائر في ثنايا الذات وانفلاتاتها المستمرة.

* علامات الترقيم ودورها في النهوض بالإيقاع الداخلي للقصيدة ككل.

إن علامات الترقيم-عادة- تلعب دورا جماليا مفصليا داخل البناء المشهدي –بشكل خاص- للنص من حيث كونها تساهم في تأثيث المشهد البصري وخلق نوع من التوازي بين البياض والسواد، مما يجعلها تمثل دعامة أساسية لا محيد عنها في أي دراسة تروم مقاربة الجانب الإيقاعي في تفاعلاته المتعددة .

وبعودتنا إلى النص –قيد الدرس- يمكن أن نقف على جملة من الملاحظات الأساسية التي يمكن اختزالها إجمالا فيما يلي:

1- يعتمد البناء البصري في:"لا شيء يحدث الآن" على الدور الحاسم الذي تلعبه علامات الترقيم خصوصا بعد الجملة المحورية داخل النص والتي يتم تكرارها بشكل لافت داخله دليلا على مركزيتها الإشارية والبنائية أيضا وهي :"لاشيء يحدث الآن"، ومما يؤكد الدور الحاسم الذي تقوم به علامات الترقيم المتمثلة هنا في نقط الحذف ،كون الجملة جاءت على صيغة النقي لتؤكد –مرة أخرى- على الغياب الشبه الشامل للفعل خارج اللغة، وبالتالي ينطرح السؤال التالي:

لم الكتابة-إذن- ما دام الفعل غائب، ومادام الوضع مستقر تماما في ظل غياب فعل الحدوث –حدوث ما- الذي تبحث عنه الذات المبدعة؟

ثم هل تعوض اللغة في تعالقاتها المتشعبة والمتباينة الغياب الواقعي للفعل؟

لاشك أن علامات الترقيم التي تلي هذه الجملة تحاول أن تضطلع بدور أساسي يتمثل في السريان الطبيعي والفاحش لهذا الغياب، ومن جهة أخرى تحاول أن تشكل ما يمكن أن نصطلح عليه –لتقريب الفكرة فقط- بالتعويض الإستيتيقي نكاية باللغة / نكاية بالمرارة التي تلازم فعل القتل الذي يمتد داخل النص مشكلا ما يشبه البحيرة التي ترسو عليها سفن اللغة هنا-حتى لا نقول البحر مادام البحر غالبا ما يرتبط بالقوة والجبروت التي تلازم الفعل عموما -.

2- من الناحية الجمالية تضطلع علامات الترقيم داخل:"لاشيء يحدث الآن" بما يمكن أن نسميه –مجازا- بحرق واغتصاب المساحات التي يمكن أن تفصل بين البياض والسواد، لتراهن على نوع من الزواج الطبيعي بين اللغة والبياض ، بحث أن المتلقي لا يحس –بتاتا- بأي ثغرة أو مساحة فارغة داخل النص، مما يجعله يشكل لحمة لغوية متكاملة، سواء من الناحية الإستيتيقية أو الميتا لغوية والتي تؤشر عليها مجموع العلامات المشكلة لجسد النص ككل ويمكن أن نمثل لذلك بما يلي:

"لكنه يقفز فوق هذا المدى الأسود ....
ليس في الاستعارة ما يؤذي الغزال"

هنا مثلا تعمل علامات الترقيم على حرق المساحة –إن لغويا أو نفسيا- بين الجملة السابقة والجملة التي تليه، بحيث أنها تشكل امتدادا أساسيا للجملة الأولى وبداية فعلية للجملة الثانية، مما يؤشر مرة أخرى على أننا –فعلا- أمام تجربة إبداعية فريدة، تشتغل من خلال وعي جمالي/نفسي حاد جدا وبالغ الذكاء، وهو ما يشير إليه التكامل الواضح بين كل مفاصل النص ، سواء اللغوية منها أو المعنوية /الفكرية ...

*******************



مونتاج عام:



إن الاشتغال على النص الشعري النثري الحديث من الناحية الإيقاعية يتأتي انطلاقا من العمل على جملة من المكونات التي ترتبط بما هو لغوي في جزء منها أو ما هو خارج لغوي يعتلي أبراجا أخرى تشير إليها بعض المكونات الأخرى الخارج لغوية كالبناء المشهدي أو علامات الترقيم ... لكن ذلك لا ينفصل بأي حال على المعطى الدلالي العام، لأن كل معطى داخل النص إلا ويشير إلى دلالة معينة، وهي دلالة ترتبط بالسياق العام الذي يشد مفاصل النص ويبني مختلف تعالقاته المركزية...

ونرى بان النص الذي نحن بصدده:"لا شيء يحدث الآن" للشاعر التونسي شكري بوترعة يمثل نموذجا أساسيا في هذا السياق نظرا لما يحفل به من اشتغال إبداعي جاد انطلاقا من وعي شعري متميز وعميق بمفهوم النثر، وبحث دائم داخل تفاصيله القصوى ...

نتمنى للشاعر شكري بوترعة مزيدا من التألق والاستمرارية ... من خلال هذه النصوص الصادمة جدا ....





مصطفى بلعوني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة ايقاعية لقصيدة "لاشيء يحدث الان" للشاعر شكري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: عكاز الأعمى-
انتقل الى: