ولائم العشب .... ولائم الملح
كان العشب على العتبات
أكثر إلحاحا من ظلنا
و للروح المعطلة أبوابا ستغلق
لقد صدئت مفاتيح الفرح في أيدينا
و هذا دمنا لا ينام
لكنه يدخل ألوان المشهد الشاحب
و يغدق عليه بالسواد
الدم أحمر أحيانا ....
عم مساءا أيها الأحمر...
يا مسكين
اهدأ قليلا ...
أنت أيها الطفل الذي ينام في دفتر الرسم
الذي...
ينام في وعاء القلب
عم وطنا أيها الحبق الشقي ...
عم خنجرا يا شقيق
اجعل الكلب خارج السور
كي تنام أجراس الطريق
أيتها اللغة التي تحرك تحت أقدامنا هذا الفراغ
كالرمال المتحركة تحت سرير المنفى
أيها القتلى
لم يبق غيرنا في هذا الممر
صرختنا بعيدة .... دمهم لا يخجل من الدوران
و دمنا سجين المخابر و الإبر
أيها الأحياء لم يبق لدينا حصان واحد
نراهن عليه في هذا السباق
عم دما يا زقاق
يا نحلة تشنق العسل قبل فصل الخريف
و قبل حلول الخيول
و بعد فصل البكاء
ارفعي صوتك يا فتاة في أغنية اليأس
في رجاحة الحزن عند نهاية المشهد
يا أرض أيتها المرآة الملوثة بالحبر
عم لا شيء أيها الشيء
الذي يحتضن الفجيعة و ينام
عم حذاءا يا وراء ...
يا قبر .. يا قديس .. يا شاسع
أيها الطين الذي يحمل أوزار الطير
أيها الصوت الذي يجرح الحنجرة و لا يخرج
عمي صباحا أيتها القبلة القلقة
التي تنام على شفة العاشق
عم أيها الهلاك الذي يترصد
احتياطي العشب في واحة القلب
أيها البلد الذي القتلى فيه
أكثر من ساكنيه
ولكل عاشقين قمر
أنت أيها الشيئ الغامض على مائدة الطعام
خذ حصتك من لحم الهزيمة
وادخل مكتوف الدم
لرجاحة الموت عند نهاية الألم
عم لا شئ أيها الشئ
خذ حصتك من الإنكسارات
و فتش عن لغة تقاتل بها في الحروب
القديمة
عمي أيتها المرأة التي
تشغل حيزا مهجورا في رقعة العاطفة
عم شيئا أيها اللاشئ
الواضح بعد الذبح
أيها الناسك الذي يعتصم بالظلام
و يبوح بشهوتة إلى ظهر المرآة
أيها القوس الذي يطلق سهامه إلى الخلف
أيتها الكلمة التي تسقط من السطر و لا تترك فراغا
أنت أيتها الأنثى التي تقف في آخر الشهوة إقتربي
أيها الطفل الذي يلقح ضد الإشاعة
التي تدين الملوك
أيها الملك الذي يلقح ضد النهار
يا إمرأة تروض العطر و الفصول
داخل الغرفة
كي يستريح العاشق من رائحة الندم
و الذكريات
نصيبنا من الدنيا
زمان من اللغة القديمة
أنهار من الجنائز
نحن نقطع ساق الماء
حين تشق صحراء ليالينا
و في الصباح تتجدد في خلايانا
خلايا الهزيمة....
سوف أكون أكثر جرأة من البحر
حين يحترم الغرقى
يستقبلهم في أعماقه
و يشيعهم إلى الضفاف
سوف أكون أكثر جرأة
من طين الطوائف التي مزقتنا
و أشعلت النار تحت ثلج العلاقات
و ثلج الخيانات ...
سوف أكون أكثر جرأة مني
و أصب الفصول على بعضها
أمدح كبرياء الماء
أمدح كبرياء الجثة... حين ترفض واقعية الأعشاب
في كتب ابن سينا
و عاطفة الباب لمفتاح قديم
لنبات يشرب من السراب
سوف أكون أكثر جرأة من طفل
تغريه عورة الدمية
الآن أمد لكم بساط اللغة
و سراويل اللواتي خرجن ليلا
يستقبلن ذئاب الشهوة
و صوانة للشتاء
الآن وقد سقط الركام على الغسيل
و سقطت دقائقنا الثقيلة
على الساعد العربي النحيل
لقد قالوا إننا في الكفن طيبين
لنا شرعية الميراث فوق الأرض
قتيل يرث قتيلا ...
فيفري 1995