ترجمة :عدوية الهلالي
يحار من يقرأ للشاعر الفرنسي (بول ايلوار) في تصنيف شعره بين المدارس الأدبية فهو دادائي بقدر ماهو سريالي وسريالي بقدر ماهو رمزي ورمزي بقدر ماهو واقعي ...انه صاحب الأفكار المؤثرة قبل كل شيء...
ولد الشاعر في الرابع عشر من كانون الأول من عام 1895 في سانت دينيس في فرنسا وأكمل دراسته في باريس لكنه قطعها بسبب مرض أصاب صدره ولم ينقطع عن مطالعة شعر ويتمان وشعراء المدرسة الاجتماعية الذين كانوا يعبرون عن الحياة الجماعية في المجتمع ..نشر أول أعماله (قصائد أولى) عام 1913وأعقبها بمجاميع (حوارات عديمة الجدوى) و(قصائد من أجل السلام) وفي عام 1919، انضم الى حركة الدادائية وعقد صداقات مع أراغون وبريتون وتزارا وحين ظهرت حركة السريالية ،انضم اليها أيضا وأصدر لها مجلة "الثورة السريالية "...
ابان ذلك ، كانت اصداراته تتوالى بغزارة وتعلن انضمامه الى الحزب الأشتراكي...
كانت أشعاره محملة بروح المقاومة حتى انه استحق (وسام المقاومة )عام 1944عن قصائده (أهل للحياة)، (في موعد ألماني)،(الى بابلو بيكاسو).شارك ايلوار في مؤتمرت عديدة للسلام وصار في عام 1948داعية للسلام والحرية في عدة دول ولم ينقطع عن المشاركة في المؤتمرات والمظاهرات والكتابة المتواصلة حتى صارع آخر انتكاسة مرضية في 18 تشرين الثاني عام 1952لتنتصر عليه ويغادر الحياة بعدها تاركا شعره أمانة تتناقلها الأجيال ...
نورد هنا نتفا من قصائد مجموعته الشعرية (ضرورات حياتية)...
شيخوخة
ظل على الثلج ...
قلب أبيض ...قطرات دم مسكينة ...
قلب طفل محروم ...
هذا هو النهار ..
في نهار مشمس ، أو ملبد بالغيوم ..
السماء تجيد الأستقبال ...بأذرع مفتوحة ...
وحيدة
في مرارة الأيام الحزينة
يتقافز الفرح مع الدخان والرياح ..توشك السماء المكفهرة أن تمطر
وتفقد الموسيقى الأحساس
فتاة رقيقة ..لطيفة ...
فتاة جميلة ...نضرة الوجه ..،
تجلس بهدوء ...وسكينة ..
تراقب السماء لاتعبأ بالدفء...
هواء أسود
عتمة المدينة ، يطرزها حزام أبيض
تحمل السقوف المداخن
وتوازي السماء الشوارع
الدخان على الأرصفة ...بدعة نفيسة ..
***
تتسابق خطوات البعض نحو البعض الآخر .
الشمس والضياء ..وذكريات المدينة ...
يعيد الزمن نفسه ...
***
في بدايات النهار ..في منتصف الليل ...
واجهات زجاجية ومحلات ...
تستيقظ الأنوار المطوية ...في الواجهات الزجاجية ..
وفي مكان بعيد ..
تنبح الكلاب على الليل السجين ..
ويبدأ التعب ...
عن المدى