لامية العجم : إحدى مشهورات قصائد الحكمة في الشعر العربي.
ناظمها : الاستاذ مؤيد الدين أبوإسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الاصفهاني ، المعروف بالطغرائي ، نسبة إلى من يكتب الطغراء ، وهي الطرة التي تكتب في أعلى المناشير السلطانية فوق البسملة بالقلم الجلي ، تتضمن اسم الملك وألقابه .
كان الشاعر آية في الكتابة والشعر ، ولي وزارة الموصل لسلطانها مسعود بن محمد السلجوقي ، ثم اختلف السلطان وأخوه محمود ، فظفر محمود وقبض على رجال أخيه وفي جملتهم الطغرائي .
ولما كان الطغرائي مشهورا بالعلم والفضل خاف السلطان محمود عاقبة قتله ، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالالحاد والزندقة ، واتخذها حجة فقتله .
له ديوان شعر ، وأشهر قصائده لامية العجم هذه .
ولد سنة 453 هـ ، وقتل سنة 515 هـ .
وقد ترجم له ياقوت في « معجم الادباء » ترجمة مفصلة في ج 10 | 56 ـ 79 ، ونقل اللامية برمتها .
انظر في ترجمته :
« الاعلام » للزركلي ، الطبعة السادسة 2 | 246 ومصادره ، « معجم المؤلفين »
أصــــــــــــــــــــــالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ
وحليةُ الفضـــــــــــــــــــلِ زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَـــــــــــــــــــــــرعٌ
والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفـلِ
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَـــــــــــــــــــــــــكنِي
بها ولا ناقــــــــــــــــــــــــــتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِـــــــــــفر الكف مُنفـــــــــــــردٌ
كالســــــــــــــــــــــيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صـــــــــــــــــــــــديقَ إليه مشتكى حَزَني
ولا أنيسَ إليه مُنتهى جــــــــــــــــــــــــــذلي
طــــــــــــــــــــــال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي
وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّـــــــــــــــــــــــــــــالةَ الذُّبُلِ
وضج من لغبٍ نضـــــــــــــــــــــــــوى وعج لما
ألقى ركابي ، ولج الركــــــــــــــب في عَذلي
أريدُ بســـــــــطـــــــــةَ كفٍ أســـــــــتعين بها
على قــــضــــاء حـــقـــوقٍ للعـــلى قِــبَــلــي
والدهــــــــر يعكــــــــــــــــس آمالي ويُقنعني
من الغــــــنيمة بعد الكـــــــــــــدِّ بالقــــفــــلِ
وذي شِطاطٍ كصـــــــــــــــــــــدر الرمحِ معتقل
بمثله غيرُ هـــــــــــــــــــــــــــــــــيَّابٍ ولا وكلِ
حلو الفُـــكـــــاهـــــةِ مرُّ الجـــــدِّ قد مــزجــت
بشــــــــــــــــــــــــــــدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ
طردتُ ســـــــــــــــــــرح الكرى عن ورد مقلته
والليل أغرى ســــــــــــــــــــوام النوم بالمقلِ
والركب ميل على الأكـــــــــــــــــوار من طربٍ
صــــــــــــاح ، وآخـــــــــر من خمر الكرى ثملِ
فقلتُ : أدعــــــــــــــــــــــوك للجلَّى لتنصرني
وأنت تخذلني في الحــــــــــــــــــــادث الجللِ
تنامُ عيني وعين النجم ســــــــــــــــــــــاهرةٌ
وتســـــــــــــــــــــــتحيل وصبغ الليل لم يحُلِ
فــــهــــل تـــعــــيــنُ على غــيٍ هــمــتُ بــه
والغي يزجــــــــــــــــــــــــر أحياناً عن الفشلِ
إني أريدُ طـــــــــــــــــروقَ الحي من إضــــــمٍ
وقد حــــمــــاهُ رمـــــــــاةٌ من بني ثُــعــــــــلِ
يحـــمون بالبيــض والســـــــــمـــــر الِّلدان به
ســــــــــــــــــــودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ
فســـــــــر بنا في ذِمام الليل معتسِـــــــــفـاً
فنفخةُ الطيبِ تهـــــــــــــــــــــدينا إلى الحللِ
فالحبُّ حيث العدا والأســــــــــدُ رابضــــــــــةٌ
حول الكِناس لها غـــــابٌ من الأســـــــــــــــلِ
تؤم ناشــــــــــــــــــــــــــئة بالجزم قد سُقيت
نِصــــــــــــــــالها بمياه الغُــنــْـج والكَـــحَـــــلِ
قد زاد طــــــــيبُ أحاديثِ الكــــــــــــــــرام بها
مابالكــــــــــرائم من جــــــــــــــــبن ومن بخلِ
تبيتُ نار الهــــــــــــــــــــــــوى منهن في كبدِ
حــــــــــرَّى ونار القـــــــرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضـــــــــــــــــــــــــاءَ حُبِّ لا حِراك بهم
وينحـــــــــــــــــرون كِـــــــــــرام الخيل والإبلِ
يُشفى لديغُ العـــــــــــــــــــــوالي في بيُوتِهمُ
بِنَهلةٍ من غـــــدير الخــمــــر والعـــســــــــــلِ
لعـــل إلــمــــامـــةً بالجــــــــــزع ثــانــيــــــــةٌ
يدِبُّ منها نســــــــــــــــــــيمُ البُرْءِ في عللي
لا أكـــــــــــــــــــرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت
برشــــــــــــــــــــــــقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
ولا أهــــــاب الصـــــفــــاح البيض تُســــعدني
باللمح من خلل الأســــــــــــــــــــــتار والكللِ
حبُّ الســـــــــــــــــــــــلامةِ يثني هم صاحبهِ
عن المعالي ويغري المرء بالكســـــــــــــــــلِ
فإن جــــنــــحــــتَ إليه فـــاتـــخـــذ نــفــقـــاً
في الأرض أو ســــلماً في الجـــــــــوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُــــــلا للمقــــــــــــــــدمين عـلى
ركــــــــــوبــــهــا واقـــتــنــعْ مــنــهـــن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مســـــــــــــكنهُ
والعِـــــــــــــــزُّ عند رســــــــــيم الأينق الذّلُلِ
فادرأ بها في نحــــــــور البيد جــــــــــــــــافِلةً
معارضــــــــــــــــــــــــات مثاني اللُّجم بالجدلِ
إن العـــــــــلا حــــــدثتني وهي صــــــــــادقةٌ
فيما تُحـــــــــــــــــــــــــدثُ أن العز في النقلِ
لو أن في شـــــــــــــــــرف المأوى بلوغَ منىً
لم تبرح الشـــمـــسُ يومــــاً دارة الحــمــــــلِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مســــــــــــــــــــــــتمعاً
والحظُ عني بالجــــهــــالِ في شُـــــــــــــــغلِ
لعله إن بدا فضـــــــــلي ونَقْصــــــــــــــــــــهمُ
لِعــــيــــنـــه نـــــام عـــــنــــهـــــم أو تنبه لي
أعــــــللُ النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها
ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل
لم أرتضِ العـــيـــشَ والأيــــام مــقــبــلـــــــــةٌ
فكيف أرضــــــــــــــــــى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفســــــــــــــــــــــــي عِرْفاني بقينتها
فصــــــــــــــــــــــنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة الســـــــــــــــــــــيف أن يزهى بجوهرهِ
وليس يعــــمــــلُ إلا فــــي يديْ بـــطــــــــــلِ
ماكــــــــنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمـــــــــــــــــني
حتى أرى دولة الأوغاد والســــــــــــــــــــــفلِ
تــقــدمـــتـــنــي أناسٌ كان شــــــــــــــوطُهمُ
وراءَ خطوي لو أمشــــــــــــــــــــي على مهلِ
هذاء جــــــــــــــــزاء امرىءٍ أقرانهُ درجـــــــــوا
من قبلهِ فتمنى فســـــــــــــــــحةَ الأجَــــــلِ
فإن عـــــــــــــــــــــــلاني من دوني فلا عَجبٌ
لي أســــــوةٌ بانحطــــــاط الشمسِ عن زُحلِ
فاصــــــــــــــــــــــــبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ
في حــــــــــادث الدهـــر ما يُغني عن الحِـيلِ
أعـــــــــدى عــــــــدوك من وثِقـــــــــــــــتْ به
فحاذر الناس واصـــــــحــــــــــبهم على دخلِ
فإنما رُجــــــــــــــــل الدنيا وواحـــــــــــــــدها
من لايعـــــــــــولُ في الدنيا على رجـــــــــــلِ
وحُســـــــــــــــــــــــــــــن ظنك بالأيام معجزَةٌ
فَظنَّ شــــــــــــــــــــــراً وكن منها على وجَلِ
غاض الوفــــــــــاءُ وفاض الغـــــــــدر وانفرجت
مســــــــــــــــــــافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
وشـــــــــــــــــــــان صدقكَ عند الناس كذبهم
وهلْ يُطـــــــــابق مِعْــــــــــــــــــــــوجٌ بمعتدلِ
إن كان ينجـــــــــــــــــع شــــــيءٌ في ثباتهمُ
على العهود فســــبق الســـــــــــــيف للعذلِ
يا وراداً سُــــــــــــــــــــــــــــؤر عيش كلُّه كدرٌ
أنفـــقــــت صــــفـــوك في أيامـــــــــــك الأول
فيم اقتحــــامك لجَّ البحـــــــــــــــــــــــر تركبهُ
وأنت تكـــــفــــــيك مــــنـــهُ مــــصـة الوشـلِ
مُلكُ القـــنـــاعــــةِ لا يُخــــشـــــــى عليه ولا
يُحتاجُ فيه إلى الأنصــــــــــــــــــــــــار والخَولِ
ترجــــــــــــــــــــــــــــــو البقـاء بدارٍ لاثبات بها
فهل ســـــــمعــــت بـــظـــلٍ غـــير منتـقــــلِ
ويا خبيراً على الإســـــــــــــــــــــــــرار مطلعاً
اصــــــمـتْ ففي الصــمــــت منجاةٌ من الزلل
قد رشـــــحــــــوك لأمــــــــرٍ إن فطـٍــــــنتَ له
فاربأ بنفســــــــــــــــــــك أن ترعى مع الهملِ