على قيد الحياة أناشد غضب الإحالة
إلى : هبة عصام الدين
إلى : عشقها الهادر للنيل
لم يشتعل الرأس شعرا
فقط أردت أن تصاحب الموتى
إلى حياتهم ،
العاشقين إلى اندحار الكلمات ،
فقط
أردت كأسا على كتف أبي رقراق
لا تكثرت لردهات الناي
ولا لهمسات الفتيات
حول طبول فرح مؤجل ،
لأن سماءك أكثر
غما من الواجب اليومي
ولان هذا اللغط من حولك
جدير بالإساءة
يؤكد – دائما -
على نفس الوهن :
" الحياة ... الحياة ... الحياة
ذئب لا بد أن يقع
في فخ الخديعة ،
وابتسامة تأجل
استخفافا بعتبات النص " .
لم يشتعل الرأس ولعا
فقط أردت أن تتحسس أعضائك
التي تهجرك في صمت ،
وفي دعة
تضاجع بهجة الأغنيات ،
فقط أردت أن تكون واضحا
بما يكفي
للوقوف على عزلة الخشب
وضجرا أقل من اللازم
لأنك لا تهادن
ولا تماري في الحب
فقد تختار نحيبك
حديثك الهادئ عن الليل
عن عزلة الأضواء بين فخدي النيل
وعن القصيدة التي تدنو من بهو العين الحارقة ...
لم يشتعل القلب ذنبا
فقط أردت أن تخضع لسطوة الماء
ولرغباتك القليلة الملل
لأنك ...
عادة
ما تميز بين الصدفة
والتأقلم المنافي لمشيئة الكلام ،
ما أقسى جسارة المفارقة :
يداك حين تمتنعان عن البوح
وتسقطان ...
أمام مدفئة
تستطيع أن تسميها – بدون مجاز –
ذلك الكمد الذي يخترقك كل مساء
وأنت عائد من جلسة خشنة للغاية .
فهل تختار صرامة الوضوح ؟
أم تكتفي بغضب الإحالة ؟
لا شأن لك
بما يقوله العاشق قبل الرحيل
ولا بما تقوله الكتب عن المثقف النوعي ،
لأنك
تراهن على تدفق الصرخة الأولى
وعلى ما لم يقله المسيح
حين أحس بارتواء فائق ،
فهل تستطيع أن تمنع
الدمعة من ولوج صدرك المكتظ ... ؟
هل – فعلا – تستطيع أن تعبر خواءك الفاقع بدون مبررات ؟
هل تقيم – بدون تذاكر -
داخل ملمس يلم بتفاصيل الحكي ؟
أم ...
تستأذن
قبل ولوج ضيمك العاثر
وتناشد ألق الصرخة الأولى
لتستسلم
كالعادة
لعطش الإحالة .
مصطفى بلعوني
آسفي / يوليوز 2006