أرق على أرق للمتنبي

أرَق عـــلى أرَقٍ وَمثــلي يَــأرَقُ **** وجَــوًى يَزيــدُ وَعَــبرَة تَـتَرَقرَقُ

جُــهدُ الصِّبابَـة أن تَكـونَ كَمـا أُرى **** عَيْـــن مســهدة وقَلــب iiيَخــفِقُ

مــا لاحَ بَــرقٌ أو تَــرَنَّمَ طــائرٌ **** إلا انثنيــتُ ولــي فُــؤاد شَــيِّقُ

جَـربتُ مـن نـار الهـوى مـا تَنطَفي **** نــارُ الغَضــا وتَكـلُّ عَمـا يُحـرِقُ

وعَــذَلْت أهـلْ العِشـق حَـتى ذُقْتُـه **** فعجـبتُ كَـيفَ يَمـوتُ مَـنْ لا يَعْشَقُ

وعَــذَرْتُهم وعَــرفتُ ذَنْبـي أننـي **** عَــيرتُهُم فلقيــت منــهُ مـا لَقُـوا

أبنِــي أَبينــا نَحـنُ أهـل مَنـازِل ***** أبَــداً غــرابُ البَيْـنِ فيهـا يَنعَـقُ

نَبكـي عـلى الدنيـا ومـا مـن مَعْشَرٍ *** جَــمَعَتهُمُ الدُّنيــا فلــم يَتَفَرّقُــوا

أيــنَ الأكاســرة الجبَــابِرَةُ الأُلـى *** كَـنَزوا الكُنـوز فَمـا بَقيـن ولا iiبَقُـوا

مِـنْ كُـلّ مَـنْ ضـاقَ الفَضاءُ بجيشهِ **** حــتى ثَــوى فَحـواه لَحْـدٌ ضَيـقُ

خُــرس إذا نُـودوا كـأًنْ لـم يَعْلَمـوا *** أن الكَــلامَ لَهُــم حَــلالٌ مُطْلَــقُ

فـــالموتُ آتٍ والنفــوسُ iiنَفــائِسٌ *** والمسُــتَعزَ بِمــا لَديْــهِ iiالأحْــمَقُ

وَالمــرء يَــأْمُلُ والحيَــاةُ شــهيةٌ *** وَالشَــيب أَوْقَــرُ والشــبيبةُ iiأَنْـزَقُ

ولقـد بَكَـيت عـلى الشـبابِ وَلِمّتـي *** مُســوَدةٌ وَلمــاءِ وَجــهي رَونَـقُ


حَــذَرا عَليــهِ قَبــل يَـومِ iiفِراقِـهِ *** حَــتى لكـدت بمـاءِ جَـفني iiأشـرَقُ


أمّـا بَنـو أوس بـنِ معْـنِ بنِ الرِّضَى *** فــأعزُّ مَــن تحـدى إليـه iiالأينُـقُ

كَــبرتُ حَــولَ دِيـارِهِم لَمـا iiبَـدَت ** منهـا الشـموس وَليس فيهـا المشـرِقُ

وعَجــبتُ مـن أرض سـحاب iiأكـفهم *** مــن فَوْقهــا وصُخورهـا لا تُـورِقُ

وتَفــوحُ مـن طيـب الثًّنـاءِ iiرَوائِـح ****** لَهُـــمُ بكــل مكانَــةٍ iiتُستَنْشَــقُ

مســـكيةُ النفَحـــاتِ إلا أَنهـــا ***** وَحشـــية بســـواهُمُ لا تعبَـــقُ

بس ما جاوبتش على السؤال
لو كان المتنبى حيا
هل كان سيصنع تاريحا