صمت
(1)
أتداخل ...وصمت الأماكن
يأكل حنجرتى ..،
ويشربنى ككأس من نبيذ .
أساقط فى استكانه الأحياء ..،
والأشياء الخرساء الميتة ..
فأعود مسرعا الى جثتى
... والموت اللذيذ
(2)
أيتها الجثث الصامته ..
دخلت إليك كى أصرخ ..،
فأكتشف صوتى.
لكننى لم أجد منك
غير دهور من الصمت
فالعننى كما تشاء يا وطنى
فلى الآن أن أشترى ..
كل المنافى بجراحى ،
وأدعوك للقهوة ..،
وربما لميته رومانسيه
(3)
الأسئله التى أدمنتنى
منذ اللحظه الأولى لموتى
تغادرنى ...
لكى تعود فتتفجر فى رئتى
موتا مكثفا ... وقتيلا يشبهنى ..
(4)
سأغنى
لكن للمنافى سيكون غنائى ..
حيث تتزاوج الأهله
التى أورثتها طعم الجراح ،
حيث مسموح لمجنون مثلى
أن يرفض خرسا كهذا ..،
ويلعن وطنا مستباحا .
(5)
تفاجؤنى الآن
مثخنا .. مهترء الأعضاء
مطرودا من كل مطار وميناء .
تفاجؤنى خلف مقهى الغربه
منسيا ... تماما كلغة قديمه ..،،
محذوفا ... حتى من قائمه الموتى
و الشهود على الجريمه .
فأرتديك ...وتردينى قتيلا
فأدرك معنى الموت ..
وأدرك أن المسافة بين
الرصاصة .. وصدرى
هى أصعب فترة للصمت ...!!
(6)
أتداخل ..مرة أخرى
وصمت الأماكن يشبهنى ..،
ويحتوينى
أتعفن فى صمت رهيب ..،
وأعيد صياغة صوتى
منفى .. ووطن !!