خرائط المدن القصية
إلى روح الشاعر عامر بوترعة
على مهل يجئ
على عجل يمر
بمزمار اللغة كان يراقص أفعى الكلام
و الفصول تزداد إتساعا لعبء دهشته
يصطاد لون الغيوم
و يعصره في إناء الفاكهة
كان يضمر للشتاء
حزن المواقد
سترته .... سعاله الناشف
وحوش غربته المسعورة
قد يدخل هذا الراعي البربري
القاعة المطفأة
ضيق مضجعه
ضيق بيت حزن المسلمين
هو لا يعثر على نفسه أبدا
يعرف أسرار العشب
لكنه يرتب الفصول
كما شاءت صباحاته المفتعلة
و يقود شهوته إلى الزوايا المقفرة
كان جحيما من الخمر
جحيما من اللغة البسيطة
و كان يقرأ كف الموج و كف السمك
و كف الشبك
لكنه يخطئ حين يقرأ كف الوطن العائم
فوق الماء
كان يمضي إلى مدن الكلام القصية
ثملا يقطع خطي التوازي
و قد أرهقه الخمر و العشق و الليل
و الذكريات
على مهل يجيء
على عجل يمر
يطلق سراح الحليب من الأمهات
يطلق سراح الذئاب من الكلمات
حاولت ترتيبه من جديد
رائحة الريح في زفرته
عطره المبعثر في الزوايا
مساءاته العتيقة
إصبعه الذي يوقف النزيف
كان علمنا أن للأعشاب خلاصتها في الدماء
و أن للعشاق خجل من زجاج
يتكسر في رفة عين
و يسقط من سقف الكلام
شيئا يشبه لون البكاء
على مهل يجيء
على عجل يفر من رئتيه الهواء .....
جانفي 2003