الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيد الصعاليك ( عروة بن الورد)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

سيد الصعاليك ( عروة بن الورد) Empty
مُساهمةموضوع: سيد الصعاليك ( عروة بن الورد)   سيد الصعاليك ( عروة بن الورد) Icon_minitime22/5/2007, 12:02

في كتابه »العصر الجاهلي« حدد الدكتور شوقي ضيف معنى الصعلوك لغة بأنه الفقير الذي لايملك المال الذي يساعده على العيش وتحمل أعباء الحياة, مؤكداً أن هذه اللفظة تجاوزت دلالاتها اللغوية و أخذت معاني أخرى كقطاع الطرق الذين
[color=#000000]
يقومون بعمليات السلب و النهب.... و يمكن تقسيم الصعاليك إلى فئات ثلاث:‏
فئة الخلعاء الشذاذ و هم الذين خلعتهم قبائلهم بسبب أعمالهم التي لاتتوافق مع أعراف القبائل التي ينتمون إليها مثل حاجز الأزدي, و قيس الحدادية .‏ [/size]
و فئة أبناء الحبشيات السود ممن نبذهم آباءهم و لم يلحقوهم بأنسابهم مثل السليك بن السلكة ,وتأبط شراً ,والشنفرى‏ [/size]
و فئة احترفت الصعلكة احترافاً وحولتها إلى ما يفوق الفروسية من خلال الأعمال الإيجابية التي كانوا يقومون بها مثل عروة بن الورد سيد الصعاليك و قبيلتي هذيل وفهم .‏ [/size]
وما يلفت النظر في أشعار هؤلاء الصعاليك ترديد صيحات الفقر و الجوع و الحرمان .. كما كانوا ناقمين و ثائرين على الأغنياء و الأشحاء , وامتازوا بالشجاعة و الصبر و قو ة البأس و المضاء, و سرعة العدو و قد ضرب بهم المثل في شدة العدو حتى قيل »أعدى من السليك « و »أعدى من الشنفرى«.‏ [/size]
وكانت غاراتهم تتركز في المناطق الخصبة ,وترصد قوافل التجارة و قوافل الحجاج القاصدة مكة المكرمة ,وكثيراً ما تغنوا بكرمهم ,وبرهم بأقاربهم لأن ما يحصلون عليه كان يوزع على الأهل و الأقارب المحتاجين... كما اتسمت لغتهم الشعرية بالترفع والسمو و الشعور بالكرامة في الحياة وهذا ما نجده عند أبي خراش الهذلي القائل :‏ [/size]
وإني لأثوي الجوع حتى يملني‏ [/size]
فيذهب لم يدنس ثيابي و لاجرمي‏ [/size]
وأغتبق الماء القراح فأنتهي‏ [/size]
إذا الزاد أمسى للمز لج ذا طعم‏ [/size]
أرد شجاع البطن قد تعلمينه‏ [/size]
وأوثر غيري من عيالك بالطعم‏ [/size]
مخافة أن أحيا برغم و ذلة‏ [/size]
وللموت خير من حياة على رغم‏ [/size]
فهو الصابر على الجوح و يكفيه الماء الصافي بينما يصاب كل من حوله من أشحاء النفوس بتخمة الطعام, وإذا ما وجد الطعام فضل إطعامه لغيره و يعني هنا أولاده دون أن يمسه ,وكل ما يعمله من أجل ألا يوصم بالعار و المذلة .‏ [/size]
و الحقيقة أن الصعلكة أخذت شكلاً إيجابياً رغم أنها قامت على السلب و النهب, لأن المقصد من هذا الفعل كان يرمي إلى إطعام الفقراء من أموال الأغنياء...وكأنهم يؤكدون أن للفقير حق في مال الغني.‏ ميزة أخرى غلبت على هؤلاء الصعاليك وهي عدم تعرضهم في غاراتهم و غزواتهم للأسياد الشرفاء ,وإنما للأغنياء الأشحاء ,وهذا المبدأ تمثله سيد الصعاليك عروة بن الورد.‏
كما عرف عن هؤلاء الصعاليك اعتزازهم بأنفسهم و هذا الاعتزاز نابع من مدى قناعتهم بالفعل الذي يقومون به , يقول الشنفرى:‏
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى‏ وفيها لمن خاف القلى متعزل‏
حتى أنه يفضل أن يستف التراب على أن يتفضل عليه إنسان لأنه يملك نفساً حرة أبية تأبى الضيم:‏
أديم مطال الجوع حتى أميته ‏
وأضرب عنه الذكر صفحاً فأذهل‏
و أستف ترب الأرض كي لايرى له علي من الطول امرؤ متطول‏
كما أنهم أضفوا على أنفسهم صفة الكرم إلى حد الافراط حتى أن » تأبط شراً«‏
لم يبق على شيء لغده :‏
يقول أهلكت مالاً لو قنعت به ‏
من ثوب صدق ومن بز وإعلاق‏
عاذ لتي إن بعض اللوم معنفة ‏
وهل متاع إن أبقيته باق‏
ونأتي إلى سيد الصعاليك »عروة بن الورد« العبسي... إذ كان أبوه من شجعان قبيلته و أشرافهم كما كان له دور البارز في حرب داحس و الغبراء ...أما أمه فكانت من نهد من قضاعة و هي عشيرة وضيعة وهذا ما جعل شاعرنا يشعر بالعار و قد عبر عنه بقوله :‏
وما بي من عار إخال علمته سوى أن أخوالي إذا نسبوا »نهد«‏
ويبدو أن هذا العار الذي كان يحسه هو الذي دفعه إلى دروب الصعلكة و الثورة على الأغنياء ...وشاعرنا لم يخلع من قبيلته كغيره من الشعراء الصعاليك و إنما ظل يحتل مكانة كبيرة فيها, وقد اتصفت صعلكته بكل جوانب المروءة و الإخاء و التعاون و التضامن الاجتماعي , إذ كان يغير على القوافل ليس بقصد السلب و النهب وإنما كان يغزو لإعانة الفقراء و المرضى و المحتاجين و المستضعفين من قبيلته وهؤلاء كانوا دوماً يصرخون بأعلى أصواتهم :» أغثنا يا أبا الصعاليك«‏
و لأنه لم يكن يغير إلا على الأغنياء الذين عرفوا بالشح و البخل و عدم مد يد المعونة إلى أحد و خاصة المحتاج لذلك اكتسبت صعلكته نبلاً أخلاقياً أكبر من الفروسية حتى أن عبد الملك بن مروان كان يقول: »من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد« و عروة هو القائل:‏
أفرق جسمي في جسوم كثيرة ‏
و أحسو قراح الماء, والماء بارد‏
وهو الذي لايستطيع القعود عن الغزوات لأن عليه حقوقاً و واجبات يجب أن يؤديها إلى المحتاجين من قبيلته ,ونسائها المعوزات لهذا فهو يكره الصعلوك الخامل, بل يحب الصعلوك المشرق الوجه و فيه يقول :‏
ولله صعلوك صحيفة وجهه ‏
كضوء شهاب القابس المتنور‏
مطلاً على أعدائه يزجرونه ‏
بساحتهم زجر المنيح المشهر‏
وإن بعدوا لايأمنون اقترابه ‏
تشوف أهل الغائب المتنظر‏
فذلك إن يلق المنية يلقها ‏
حميداً و إن يستغن يوماً فأجدر‏
وهكذا نجد أن عروة بن الورد كان صعلوكاً شريفاً وشجاعاً ومقداماً و قد استطاع أن يجعل من الصعلكة ما رفعها إلى درجة المروءة و السيادة لأن الغرض منها كان نداءً يدعو للتضامن و التكافل الاجتماعي الذي يراد منه في النهاية الخير للجميع وخاصة الناس المعوزين من الأهل و الأقارب...بل هي تأكيد بأن للفقراء حق في مال الأغنياء‏
المصادر:‏
- العصر الجاهلي - د.شوقي ضيف‏
تاريخ الأدب العربي - حنا الفاخوري‏
[
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

سيد الصعاليك ( عروة بن الورد) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيد الصعاليك ( عروة بن الورد)   سيد الصعاليك ( عروة بن الورد) Icon_minitime10/6/2007, 05:58

"من زعم أن حاتما أسمح العرب فقد ظلم عروة بن الورد "
عبد الملك بن مروان




هو عروة بن الوَرْد العبسي ، كان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم وكان له دور بارز في حرب داحس والغبراء .أما أمه فكانت من ( نَهْد) من قضاعة ، وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ، فآذى ذلك نفسه ، وأحس في أعماقه بعارٍ لا يمحى ، يقول :



ومابيَ مـن عـارٍ إخـالُ علمتُـه سوى أن أخوالي _ إذا نُسبوا _ نَهْدُ




وربما هذا هو السبب في ثورته على الأغنياء ، وإن كانت هذه الثورة مهذبة ، فلم يتحول إلى سافك دماء ولا إلى متشرد يرود مجاهل الصحراء ، وقبيلته لم تخلعه ، بل ظل ينزل فيها مرموق الجانب ، إذ أتخذ صعلكته بابا من أبواب المروءة والتعاون الإجتماعي بينه وبين فقراء قبيلته وضعفائها ، ومن أجل ذلك لقب (عروة الصعاليك ) لجمعه أياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم وضاقت بهم الدنيا .
وكانت عبس إذا أجدبت أتى ناس منها ممن أصابهم جوع شديد وبؤس فجلسوا أمام بيت عروة ، حتى إذا أبصروا به صرخوا وقالوا " يا أبا الصعاليك أغثنا" فكان يرق لهم ويخرج بهم فيصيب معاشهم .
وعروة بذلك كله يعبر عن نفس كبيرة ، فهو لا يغزو للسلب ولا للنهب كالشنفرى وتأبط شرا، أنما كان يغزو ليعين الهُلاّك والفقراء والمرضى والمستضعفين من قبيلته ، ولم يكن يُغير على كريم يبذل ماله للناس ، بل كان يتخيرلغارته من عُرفوا بالشح والبخل ومن لا يمدون يد العون للمحتاج في قبائلهم .



ولعروة بن الورد ديوان برواية ابن السكيت ، تترد في أشعاره معانٍ كثيرة رائعة ، جعلت معاصريه ومن جاء بعدهم يعجبون به إعجابا شديدا .

ومن المعاني الرفيعة التي جاءت في شعره ، قوله :




إني امـرؤٌ عافـي إنائـيَ شٍركـةٌ * وأنت امـرؤٌ عافـي إنائـك واحـدُ
أتهـزأ منـي سمنـتَ وأن تــرى * بجسمي شحوبَ الحق ، والحق جاهدُ
أفرق جسمي فـي جسـوم كثيـرة * وأحسو قراح الماء ، والمـاء بـارد



إذ تعرض له بعض أصحابه يعيره بأنه هزيل شاحب اللون ، فقال له : إنني يشركني كثيرون من ذوي الحاجة في طعامي ، أما أنت فلا يشركك أحد ..
أنه يقسم طعامه بينه وبين الفقراء أو كما عبر عنها يقسم جسمه في جسومهم ، بل كثيرا ما يؤثرهم على نفسه بكل طعامه مع جوعه ويكتفي بشرب الماء البارد في فصل الشتاء .

ومن أوثق شعره قصيدة رواها الأصمعي في أصمعياته ( أقلي علي اللوم )، وفيها توجيه الخطاب لزوجته سلمى التي تلومه كثيرا على كثرة مخاطرته ومغامراته في الغزوات والغارات :




تقول لك الويلاتُ هل أنت تاركٌ * ضُبوءًا برجلٍ تـارة وبِمنْسـر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيد الصعاليك ( عروة بن الورد)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: إنتقاء الذهول :: تراث العرب-
انتقل الى: