حديث الحب
صباح الشعر
أيها الركب الجافي
أيها القلق المهادن ،
صباح مغربي مهان
أيتها الأطلسية بشفتين ساديتين
وخصر يقبل على العزلة
حيث الرجال يأتون من الضفاف
من أعلى الضفاف ،
ليسلموا للبحر قداسه ويأمروه على موائدهم
في حضرة بابلية تليق بالركب
أرى وجه بنيس شاحبا
يتلو نحيبه حين تأتيه امرأة من المساء لتطلب ما تبقى من نهديها
صاف هذا الحب
وجديرة هذه الإمارة بكل البهاء ،
تفترس معظم أحلامي،
حين تأتي امرأة
لتطلب ما تبقى من نهديها لديك
أتذكر عيناك
وهما تأويان إلى الصمت في منتصف الهباء
تخدشان الفزع القصي في آخر قبلة:
لا صداقة بين دبيب الماء على الرمل
ولمعة الضياء على تنورة العمر،
بينهما مآتم...
تنغرس في صدرك هتافات الحيدري الأخيرة
والبحر لا يترك غير النخيل
يمحوه جفنك المنفصم ،
لتأتي امرأة
تطلب ما تبقى من نهديها لديك.
ضع نفسك في قمة جبل وصح بملء رموشك
لا غالب إلا الحب.
انزل أقصى الموت
بطيئا ، خفيفا كما الإقبال على اللذة بقوة الحرمان...
وانهض بكل فرح لتقبل معطفك ، أشيائك السرية ، دليلك في ليل هائج ، في حضن آيل للسقوط الذي ستسألك يداك عن سره ، حتى لا تأتي امرأة من أقصى العمر
لتطلب ما تبقى من نهديها لديك.
لا تسم رفقة
ولا تخضع لرغائب الماء ،
وجهك خريف مغربي
قاس في عزلته ،
وليكن وضوؤك عزلة
ليكن منفاك لمحة
ليكن لمعان العبرة في صهيلك مسحة
هاجعة
تتوخى الفجر في انحناءاته القدسية ،
اختبرت عمود الضوء في عينيك
شموخك اختبرته
وأتيت من أقصى خريف العمر
لأعلن أني قارئ
لهذا الجحود في مقلتيك
الهتوكتين
وأنك أهل بكل هذا الحزن
بكل هذا الفرح
حيث عيناك مراكب يلد لها السفر
لرأب غيمة
تراهن على الفصام ،
حتى تأتي
امرأة
لتودعك ، بكل قسوة ،
ما ترك الزمان من كبوات نهديها.
مصطفى بلعوني
الدارالبيضاء: 18/19 نونبر 1996