الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اليتيمة **دوقلة المنبجي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

اليتيمة **دوقلة المنبجي Empty
مُساهمةموضوع: اليتيمة **دوقلة المنبجي   اليتيمة **دوقلة المنبجي Icon_minitime24/5/2007, 14:22

دوقلة المنبجي

لعل شاعراً مقلاً تكون حصيلته قصيدة واحدة تسمو به في سماء شعراء لهم جولات وجولات في ميادين الشعر الوسيعة وتنقل اسمه من هامش إلى عناوين الأدب.
قصيدتنا اليتيمة جاءت يتيمة من نواحٍ كثيرة، فهي يتيمة الأب إذ أن شاعرها لم يُعرف من أثره غيرها، ومات على الأغلب غيلة قبل أن يحقق مراده من نظم القصيدة كما يزعم هذا إن صح نسبها وكانت مولوداً شرعيا لدوقلة المنبجي.
وهي يتيمة من حيث معانيها ووصفها وإن أقتربت من الوصف المادي الذي خلا من وصف معاناة العاشق وربما يدل على وصفه المثالي على أنه لم ير دعد قط.
وقد لا يعرف عن شاعرها سوى اسمه.
والقصيدة من البحر الكامل :

اليتيمة

هل بالطُّلول لِسائِلٍ رَدُّ؟
أَمْ هل لها بِتَكَلُّمٍ عَهْدُ؟

دَرَسَ الجَديدُ جَديدُ مَعْهَدِها
فَكَأنما هي رَيْطَةٌ جَرْدُ

مِن طولِ ما يَبْكي الغَمامُ على
عَرَصَاتِها ويُقَهْقِهُ الرعْدُ

وتَلُثُّ سارِيَةٌ وغادِيَةٌ
ويَكُرُّ نَحْسٌ بعدهُ سَعْدُ

تَلْقى شآمِيَةٌ يَمانِيَةً
ولها بِمَوْرِدِ ثَرِّها سَرْدُ

فَكَسَتْ مَواطِرُها ظَواهِرَها
نَوْراً كأنَّ زَهاءَها بُرْدُ

تَنْدى فَيَسْري نَسْجُها زَرَداً
واهِِي العُرى ويَغُرُّه عَقْدُ

فَوَقَفْتُ أسألُها وليس بها
إلاّ المهَا ونَقانِقٌ رُبْدُ

فَتَناثَرَتْ دُرَرُ الشؤونِ على
خَدِّي كما يَتَناثَرُ العِقْدُ

لَهْفي على دَعْدٍ وما خُلِقَتْ
إلاّ لِطولِ تلَهُّفي دَعْدُ

بَيْضاءُ قد لبِسَ الأديمُ أديمَ
الحُسْنِ فَهْوَ لِجِلْدِهاجِلْدُ

وَيَزيِنُ فَوْدَيْها إذا حَسَرَتْ
ضافي الغَدائرِ فاحمٌ جَعْدُ

فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيَضٌّ
والشَّعْرُ مِثْلُ الليلِ مُسْوَدُّ

ضِدَّانِ لمّا استَجْمَعا حَسُنا
والضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ

وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها
َخْتُ المَخَطِّ أزَجُّ مُمْتَدُّ

وكَأنَّها وَسْنى إذا نَظَرَتْ
أوْ مُدْنَفٌ لَمَّا يُفِقْ بَعْدُ

بِفُتورِ عَيْنٍ مابِها رَمَدٌ
بِها تُداوى الأعيُنُ الرُّمْدُ

وتُجِيلُ مِسْواكَ الأراكِ على
رَتْلٍ كأنَّ رُضابَهُ شَهْدُ د

والجِيدُ مِنْها جِيدُ جُؤْذُرَةٍ
تَعْطو إذا ما طالَها المَرْدُ

وكأنَّما سُقِيَتْ تَرائبُها
والنَّحْرُ ماءَ الوَرْدِ والخَدُّ

وامْتَدَّ من أعْضادِها قَصَبٌ
فَعْمٌ تَلَتْهُ مَرافِقٌ مُلْدُ

والمِعْصَمان فما يُرى لهما
مِنْ نَعْمَةٍ وبَضاضَةٍ نِدُّ

ولها بَنانٌ لو أرَدْت َ له
عَقْداً بِكَفِّكَ أمْكَنَ العَقْدُ

قد قُلْتُ لَمّا أَنْ كَلِفْتُ بها
واقْتادَني في حُبِّها الوَجْدُ

إنْ لم يَكُنْ وَصْلٌ لَدَيْكِ لنا
يَشْفي الصَّبابَةَ فَلْيَكُنْ وعْدُ

قد كان أوْرَقَ وصْلُكُم زَمَناً
فَذَوى الوِصالُ وأوْرَقَ الصَّدُّ

للَّهِ أشْواقٌ إذا نَزَحَتْ
دارٌ بِنا، ونَبا بِكُمْ بُعْدُ

إنْ تُتْهِمي فتِهامَةٌ وطَني
أوْ تُنْجِدي إنَّ الهوى نَجْدُ

وزَعَمْتِ أنَّكِ تُضْمِرينَ لنا
وُدَّاً فهلاّ يَنْفَعُ الوُدُّ

وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدودَ ولم
يُعْطَفْ عَلَيْهِ فقَتْلُهُ عَمْدُ

ونَخُصُّها بالوُدِّ وهي على
ما لانُحِبُّ ، وهكذا الوَجْدُ

أوَ ما تَرى طِمْرَيَّ بينهما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزْلِهِ سُهْدُ

فالسَّيفُ يَقْطَعُ وهْوَ ذو صَدَأٍ
والنَّصْلُ يَفْري الهامَ لاالغِمْدُ

لاتَنْفَعَنَّ السيفَ حِلْيَتُهُ
يومَ الجِلادِ إذا نَبا الحَدُّ

ولقد عَلِمْتِ بأنَّني رَجُلٌ
في الصالحاتِ أروحُ أو أغْدوا

بَرْدٌ على الأدْنى ومَرحَمَةٌ
وعلى المكارِهِ باسِلٌ جَلْدُ

مُتَجَلْبِبٌ ثَوْبَ العفافِ وقد
وَصَلَ الحبيبُ وأسْعَدَ السَّعْدُ

ومُجانبٌ فعلَ القبيحِ وقد
غَفَلَ الرقيبُ وأمْكَنَ الوِرْدُ

مَنَعَ المطامعَ أن تُثَلِّمَني
أنِّي لِمِعْوَلِها صَفَاً صَلْدُ

فأظلُّ حُرّاً من مَذَلَّتِها
والحُرُّ حين يُطيعُها عَبْدُ

آلَيْتُ أمدحُ مُقْرِفأً أبداً
يَبْقى المديحُ ويَنْفَدُ الرِّفْدُ

يهات يأبى ذاك لي سَلَفٌ
خَمَدوا ولم يَخْمَدْ لهم مَجْدُ

فالجَدُّ كِِنْدَةُ والبَنونَ همُ
فَزَكا البَنونَ وأنْجَبَ الجَدُّ

فلَئِنْ قَفَوْتُ جميلَ فِعْلِهِمُ
بِذَميمِ فِعْلي إنّني وَغْدُ

أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَبٍ
فالجِدُّ يُغْني عنك لا الجَدُّ

وإذا صبَرْتَ لِجَهْدِ نازِلَةٍ
فكَأنَّما ما مَسَّكَ الجُهْد

لِيَكُنْ لديكَ لِسائلٍ فَرَجٌ
إنْ لم يَكُنْ فَلْيَحْسُنِ الرَّدُّ

وطَريدِ ليلٍ ساقَهُ سَغَبٌ
وَهْناً إلَيَّ وقادَهُ بَرْدُ

أوْسَعْتُ جَهْدَ بَشاشَةٍ وقِرىً
وعلى الكريمِ لضَيْفِهِ جَهْدُ

فَتَصَرَّمَ المشْتى ومَرْبَعُهُ
رحْبٌ لديَّ وعَيْشُهُ رَغْدُ

ثمّ اغتَدى ورداؤهُ نِعَمٌ
أسْأرْتُها وردائيَ الحَمْدُ

ياليتَ شِعْري، بعد ذلكمُ
ومَحالُ كلِّ مُعَمَّرٍ لَحْدُ

أصَريعَ كَلْمٍ أم صَريعَ ضَنىً
أرْدى؟ فليسَ منَ الرّدى بُدُّ


عدل سابقا من قبل في 26/5/2007, 04:31 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود أمين
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 50
تاريخ التسجيل : 21/04/2007

اليتيمة **دوقلة المنبجي Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليتيمة **دوقلة المنبجي   اليتيمة **دوقلة المنبجي Icon_minitime26/5/2007, 02:53

أيها الجميل

هذه القصيدة لها مالها من مكانة وسموق
بيد ان أبباتا أخري ربما سقطت منك
رغم مافيها من وصف حسي فادح
إلا أنني أراه وقد كمل مبني ومعني

وكـأن بيتا منها قد علق بالذاكرة المثقوبة

فإذا طعنت طعنت في لبد

وإذا سللت يكاد ينسد

سلمت ذائقتك ياحمدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

اليتيمة **دوقلة المنبجي Empty
مُساهمةموضوع: إضاءة حول اليتيمة   اليتيمة **دوقلة المنبجي Icon_minitime26/5/2007, 04:10

إن لم يكن وصل لديك لنا يشفي الصبابة فليكن وعد

إنها ( اليتيمة ) القصيدة التي لا يعرف لها شاعر !!

بقلم : خالد عبد اللطيف


هي ( يتيمة ) .. لانها واحدة لاثاني لها .. فالذي قالها لم يقل غيرها .. لكن من الذي قالها .. عجبا .. لا أحد يعرف من هو .. هي فرصة إذن لإدعاء عشرات الشعراء ـ مغمورين ومشهورين ـ انها قصيدتهم .. لكن حتى الآن لم يتأكد نسبها لأي منهم .. وتظل ( القصيدة اليتيمة ) بعد كل هذه الحقب الزمنية بلا صاحب .. كأن من قالها أراد لها أن تكون مشاعة بين الناس جميعهم .. تماما كالحقيقة مقسمة بين البشر ولايمكن الزعم بأنها حكر على بعض دون بعض ..كأن من ابدعها يريد أن يظل أمره لغزا محيرا يزيد من دهشة القصيدة ويعمق من سحرها .. فهي كما قال عنها النقاد القدامى والمحدثون من أجود وأروع ما جاء في الشعر العربي بل ذهب البعض منهم للقول بأن سبب تسميتها باليتيمة يعود لجودتها التي تجعلها وحيدة في الروعة بحيث لا تشابهها في مجالها أي قصيدة أخرى .
غموض كثيف اذن أمامنا ونحن نستقرىء ( اليتيمة ) فثمة روايات وحكايات وأساطير عديدة نسجت حولها ومن ذلك رواية حاولت أن تزيح بعض اللبس الذي ارتبط بها .. تقول الرواية أن ( دعد ) وهي ابنة أحد الأمراء كانت شاعرة عبقرية وظلت ترفض الزواج من كل من يتقدم اليها بحجة أنها لن تتزوج الا من هو أشعر منها .. فنظم شاعر ( تهامي ) هذه القصيدة التي سميت لاحقا باليتيمة .. وبينما كان في طريقه الى نجد كي يسمع ( دعد ) ماقاله من شعر استضافه أحد ممن مرت ناقته بمكانهم .. فقص عليه حكايته وأنشده قصيدته .. فما كان من الرجل إلا وان قتل هذا الشاعر وأخذ منه القصيدة متوجها بها الى ( دعد ) وحين قرأها أمامها وجدت ان أحد أبياتها يدل قائله انه من ( تهامة ) وهو ( ان تتهمي فتهامة وطني ..... الخ ) فما كان منها ـ حسبما تقول الرواية ـ الا أن صرخت في وجهه وقالت ( هذا قاتل بعلي ) فقبض عليه قومها وأخذوا منه اعترافا بجنايته .
إذن لو صحت هذه الرواية فذلك يعني ان شاعر ( اليتيمة ) قد أقنعت قصيدته ( دعد ) التي من المؤكد كثير من الشعراء الأفذاذ قد سبقوه اليها بقصائدهم دون أن ترى فيها واحدة يستحق صاحبها أن يكون زوجا لها وفي ذلك شهادة صريحة بجودة هذه القصيدة.
ومن يتأمل ( اليتيمة ) يجد أن ( دعد ) كان معها حق .. فالقصيدة فريدة من نوعها .. رصينة في بنيتها .. عميقة في معناها .. رقيقة في مشاعرها .. عذبة في موسيقاها .. جميلة في تصاويرها .. ورغم طول أبياتها التي تنوف على الستين بيتا لكنها قصيدة متماسكة ومتدفقة بعفوية وسلاسة وجاءت متعددة في اغراضها بينما البعد الوجداني هو الذي يغلب عليها وفيه يصف مشاعره تجاه ( دعد ) برؤية مدهشة تمزج بين الغزل الوصفي والبوح العاطفي الذي يكشف عن رقة الشاعر وشفافيته ونضج تجربته الحياتية والانسانية .
وتدور ( اليتيمة ) حول عدة محاور يبدأها الشاعر المجهول بالحديث عن ( الطلل ) كما جرت العادة في قصائد الشعر العربي القديم .. بعدها ينتقل للحديث عن ( دعد ) فيصفها بدقة وعلى نحو أشبه بالاسطوري . ومن ثم يفرد الشاعر مقاطع شجية يبدأها بالبيت الرائع : إن لم يكن وصل لديك لنا يشفي الصبابة فليكن وعد ) لتتوالى الابيات حول شكواه من الهجر والصدود الى أن يختم قصيدته بالحديث عن أخلاقه وقيمه ومثله .
واذا كان نقاد الشعر قد وجدوا في هذه القصيدة الاستثنائية نماذج عديدة يستدلون بها على ما يضربونه من أمثال في النظم الشعري وقواعد اللغة ووجوه البلاغة ، فالواقع أن القصيدة في مجملها تمثل تحفة معمارية شعرية يندر ان تجود القريحة بمثلها ، ليس لكونها تحتوي على قدر كبير من الابداع والإبتكار فحسب وإنما ايضا لأن قائلها لو صحت الراوية السابقة عنه انتج قصيدته التي يصف فيها ( دعد ) ـ أو ايا كان إسمها ـ وهو قد لا يكون رأها من قبل قط .. وحتى إن سمع عنها فما وصفه بها يؤكد على قدرته الفائقة في التخيل الوصفي كما يبرهن على جانب ( الصنعة ) أو المهارة في قول الشعر ، وهي صفة لا تؤخذ على الشاعر وإنما تحسب له حين يكون المقام كالذي تحدثت عنه الرواية يقوم على رهان يتحدى فيه الشاعر نفسه والآخرين معا . . ومع ذلك فمن يقترب من مناخات القصيدة لا يشعر بالتكلف ولايحس بالتصنع ، و إنما ينجذب منذ الوهلة الأولى لدفء العاطفة وحرارة المشاعر ومصداقية البوح .. والشعراء هم كذلك ليس بالضروة أن تكون المحبوبة لديهم واقعية وحقيقية لأن المرأة بالنسبة لهم هي القصيدة التي لم توجد بعد .
إن القصيدة التي تقتل صاحبها لابد أن نتوقف أمامها كثيرا ليس لرثاء شعرائها حيث شعرهم هو مرثية دائمة وإنما لتأمل فلسفة الفقد والغياب كلما إقترنت بمواقف تجترح مغبة السؤال المقلق حول المصير التراجيدي لمبدعين حقيقيين لم تمهلهم الحياة قسطا من وقتها كيما يكملوا رحلة تجميل النفوس والأمكنة .. لكن القبح لايستمر طويلا لأن ثمة شعراء كثر يولدون وثمة قصائد عديدة تكتب نفسها لتقاوم العتمة وتنتصر على الألم والعدم .
وكعادة سجل المواليد كان لابد من أب للقصيدة ( اليتيمة ) فذهب بعض الباحثين للقول بأن شاعر هذه القصيدة هو ( دوقلة المنبجي ) وسواء صح زعمهم أو كان ضرب من التخمين فالحقيقة الوحيدة الآن هي أن ( اليتيمة ) قصيدة ستبقى راسخة في ذاكرة الشعر العربي وسيظل الغموض الذي إكتنف حكايتها لغزا جميلا يمنح القصيدة بريقها الخاص ووهجها المميز .. والى متن القصيدة كما جاءت في العديد من الروايات الشعرية وليكن كل من يقرأونها هم شعراؤها فهذا التبني النبيل قد يمحو ( يتمها ) وربما الحزن الذي أحاط بقصة صاحبها .



القصيدة اليتيمة

هـل بالطـلول لسـائل رَدّ أم هـل لها بتكلّم عـهـدُ
درس الجديد جـديد مَعْهَدِها فكأنّما هـي رّيْطة جَـرْد
من طول ما تبكي الغيومُ على عَرَصاتها ويُقـهقهُ الرعدُ
وتُـلثُّ سـاريةٌ وغـاديـةٌ ويَـكرُّ نحس خلفه سـعد
تـلقـاء شـاميةٍ يمـانيـةٌ لهما بمَوْرِ تُـرابها سَـردُ
فكست بواطنُها ظـواهرَهـا نَوراً كـأنَّ زَهاءَه بُـرد
فوقفتُ أسألها ولـيـسَ بها إلا المها ونقانـقٌ رُبــدُ
فتبادرت دِرَرٌ الشئـون على خدّي كما يتـناثرُ العقـد
أو نَضْجُ عزلاءِ الشّعيب وقد راح العيفُ بِمِلئِها يَعـدو
لهفي على دَعـد وما خُلفت إلا لحـرِّ تلهّفـي دعــدُ
بيضاء قد لبـس الأديمُ بَها ء الحُسن فهـو لجلدها جلد
ويزين فَوْدَيـها إذا حَسرت ضافي الغـدائر فاحمٌ جَعدُ
فالوجه مثلَ الصبح مبيـضٌ والشـعر مثلَ الليل مسودّ
ضدّان لما اسـتجمعا حَسنا والضـدّ يُظهر حُسّهُ الضِدّ
وجبينها صَـلْتٌ وحاجبـها شَخْـتُ المخَطّ أزَجُّ ممـتد
وكأنها وسـنى إذا نظرتْ أو مُـدنَفٌ لما يُفِـقْ بعـدُ
بفتور عينٍ ما بـها رَمَـدُ وبـها تُداوى الأعينُ الرُّمد
وتُريك عِـرنيـناً يزيّنـه شَمَمٌ وخَدَّاً لـونُـهُ الـورد
وتجيل مسواكَ الأراك على رَتلٍ كـأن رُضابه الشَـهدُ
والجيد منها جيدُ جـازئـة تعـطو إذا ما طالها المرْد
وامتدّ من أعضادها قصبٌ فَمْمٌ تلـتـه مَرافـق دُرْد
والمِعصَمان فما يُرى لهمـا مـن نَعمة وبضاضةٍ زند
ولها بـنان لـو أردتَ لـه عَقـداً بكفّكَ أمكن العقـد
وكأنما سـُقيت تـرائبُهـا والنحر ماءَ الورد إذ تبدو
وبصدرها حُقـّان خِلتهـما كافورتين علاهـما نَـدُّ
والبطن مطوىّ كما طُويتْ بيضٌ الرياط يصونها المَلْد
وبخصرها هَيـفٌ يـزيّنـه فـإذا تنـوء يكـاد ينـقدُّ
والتفّ فَخذاها وفـوقـهـما كَفَـل يجاذب خصرها نَهد
فقيامُهـا مثنى إذا نهضـت مـن ثقله وقعودهـا فَـرد
والساق خـَرعبة منـعّمـةٌ عَبـِلتْ فطَوق الحَجل منسدّ
والكَـعب أدرمُ لا يبين لـه حَـجم وليس لرأسـه حـَدُّ
ومشت على قدمين خُصرَتا وأليـنتـا، فتـكامل القـدّ
ما عابَها طول ولا قِصْـرٌ فـي خَلْقها فقِوامُها قَصـدُ
إن لم يكن وصل لديـكِ لنـا يشفي الصبابةَ فليكـنْ وعـد
قد كان أورق وصلُكـم زمناً فذَوى الوصال وأورق الصَدّ
لله أشـواقـي إذا نَـزحـتْ دارٌ بـنا ونـأى بـكم بُعـدُ
إنْ تُتْهمي فـتهامـةٌ وطنـي أو تُنجِدي يكن الهوى نجـد
وزعمتِ أنكِ تضمرين لنـا ودّاً فـهـلاّ ينـفـع الـوُدّ!
وإذا المحبّ شكا الصدودَ ولم يُعطَف عليـه فقتـله عَمـْد
تختصّها بالودّ وهـي علـى مالا تحبُّ ، فهـكذا الوجـد
أو ما ترى طِمريَّ بينهمـا رجـلٌ ألحَّ بهـزلـه الجِـدُّ

فالسيف يقطَع وهو ذو صَدا والنصل يعلو الهام لا الغِمـد
هل تنفعنّ السيفَ حـليتـه يوم الجـلاد إذا نبـا الحَـدُّ
ولقد علمتِ بـأنني رجـل في الصالحات أرواح أو أغدو
سَلْمٌ على الأدنى ومَرحمـةٌ وعلى الحوادث هادِنٌ جـَلْدُ
مَتجلببٌ ثوبَ العَفاف وقـد غفل الرقيب وأمكـن الـورد
ومُجانبٌ فعلَ القبيح وقـد وصل الحبيبُ وساعد السـعدُ
منع المطامـع أن تُثلّـمني أني لمعْوَلِهـا صفـاً صـلـدُ
فأروح حُـراً من مذلتـها والحرُّ - حين يطيعها - عبدُ
آليتُ أمـدح مُـقرفاً أبـدا يبقى المديح ويَـنـفدُ الرفـد
هيهات يأبى ذاك لي سَلفٌ خَمدوا ولم يـخمد لهم مجـد
والجد كنـدةُ والبنون هـمُ فزكا البنون وأنجـبَ الجـدّ
فلئن قفوتُ جميـل فعلهـم بذمـيم فعـلى إنني وَغـْد
أجملْ إذا حاولتَ في طلب فالـجِدّ يغني عنك لا الجَـدّ
ليكـنْ لديك لسـائلٍ فَـرجٌ إن لم يكـن فَليَحْسُنِ الـردُّ
وطريد ليـل سـاقَه سَـغَبٌ وَهْنـاً إلـيَّ وقـادَه بَـرْد
أوسعتُ جُهدَ بشاشـة وقِرى وعلى الـكريم لضيفه الجُهد
فتصـرّمَ المثُنـي ومنزلـه رَحْـبٌ لديّ وعيشه رَغـْد
ثـم اغتـدى ورداؤه نعَـمٌ أسأرتُها وردائـي الحـمد
يا ليت شِعري بعـد ذالكُـمُ ومصـيرُ كلّ مؤملٍ لحـد
أصريعُ كَلْمٍ أم صريع ضَناً أودَى فلـيس من الرَدى بُدّ

عن مجلة الوطن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

اليتيمة **دوقلة المنبجي Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليتيمة **دوقلة المنبجي   اليتيمة **دوقلة المنبجي Icon_minitime26/5/2007, 04:36

محمود يا صديقي الجميل


هناك من يقول أن البيتين موضوعان :
لها هن راب مجسته وعر المسالك حشوه وقد
فإذا طعنت طعنت في لبد وإذا نزعت يكاد ينسد
لذا لم أضعهما
حتى أحسم الأمر
شكرا لملاحظتك ، ووجودك المضيئ
ودام مابيننا خالصا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اليتيمة **دوقلة المنبجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: إنتقاء الذهول :: تراث العرب-
انتقل الى: