الإهداء
إلى جدي لأمي رحمهما الله
وإلى منية الأشراف
خطى في فضاء السفر ...
حمدي علي الدين
قافلة الخروج إلى الوطن
كانت تقول له الحبيبة :
إن راعي الوقت يغضب
كلما تحسو نبيذ الأغنيات
وإن أشجار الحياة تقمصت دور الجراد
فأظهرت ورق الأفول
كلعبة التلفاز والقصص المعاد .
كانت تحرك ساكن الوطن المعذب في الشعور
تحث ألسنة الفراغ على الكلام
تقول : يرفضني الجنون
وأنت يرفضك إتزان مشاعرك
لكنه رفض الإجابة
ثم قام .!!
تعانق الدخان والبقع التي
غطت محاريب التوحد
صوتا وأضلاعا تردت
في وضوح الانتحار
وفي الوضوح ..!!
راحت تشير بإصبع الثلج الكبيس
إلى زهور عيونها
وتقول : هل عاد المساء ؟..
أم اختفى طير القمر ؟!
كل الربابات احتوته
وراح يعدو
بارعا كان السراب
وهاربا كان السفر ..!!
غرد الغربان ، وانطفأ الشعاع
ونام الأضحية
- أيقظي الإيمان في
إن للصرخات طعما
فارجعي أوفليا
عودي
من شقوق الأفعوان .
راحت تشد الطمي
تسحب من شطوط القيظ
أغنية احتضار
من تجاويف الجذوع
أو الوطن ..!!
كل الحكايات التي كانت
تغنى لانتصار الضوء
أصبحت انتثار.
ردت نتيجة صبحه
رد السليب إلى السليب
فاسلبوا التيجان رونق عرسها
لاتتركوا كتب الخرافة تحتويه
لا تتركوه
إنه سئم الحروف الموجعة
قد تسقط الآن السباك على الجسد
فرادوا عنه الأمد .
إنها الحسناء تفتل
من نسيج الشعر
مشنقة الكرامة
إنها الحسناء تبقر
كل ما نعشوا له
ثم تبقر طهر أقوال الأئمة
في استقامة ..!!
علموا الحسناء ما لون اللغات
واهتفوا الحسناء
اهتفوا : الحسناء قافلة الخروج
عن الزمان
إلى الوطن .
كينونة الرفض والطريق
ها أنت تدمع فوق هام الأضرحة
ها أنت والوسواس يقهر مهجتك
ويضج من عينيك
يقرع في جبينك
تكتسي بالموت
يغشاك الدجى
ويعير عمرك للطعان
وللطيور الجارحة
فضع الكتاب إلى جوار المسبحة
وابدأ وضوءك بالشهادة
وارفع يديك مكبرا
ثم استخر
حتما صلاتك صالحة
لا ترجع الأرض العصية
من دماك إلى الخناجر
كل الذين حصدت محصول النداوة
من حقول عيونهم
يجرون في سوق الفجيعة
يشترون بك القتاد
ويجنحون إلى اختلاجك بالفيافي
والدروب الطالحة
فضع الكتاب إلى جوار المسبحة
وارفض بقاءك والفناء
على غناء الصادحة
وإذا أفقت على الدياجر
تحتوي فيك النبوءة والمروءة والنظر
فالنيل أقرب من حياتك للوجود
وأنت تكفر بالقدر
فاشرب
ورتل في ضياء الله
هاتيك السور
وابعث برفضك للرجيم وللحذر
لن يعتريك الجن
حين تموت رفضا
أو يحتويك الناس
في ظل الخطأ .
النهر دمعك
فاغتسل
والرفض رفضك
فاحتمل
يا أيها الوجد الذي خطوه
فوق الموج والأرض الطريدة
أخرج رؤاك على العقول
وسمها كفر القصيدة
فالليل أقبر كل شئ
وارتضى الساجي
هجوده
هذي بلادك والهوية والضجر
فإذا عدوت على الضجيج
إلى القمر
فاقرأ قصيدك وانتشر
وانثر زمانك فوق حد الأسلحة
لا شئ يجدي في الحياة
إذا طوتك البارحة
فضع الكتاب إلى جوار المسبحة
واقرأ علينا الفاتحة
اقرأ علينا الفاتحة .
فلول الترقب
المساء يفر
ويركب إفك السفينة
يترك لي أن أهادن إعصار ضوء
وأرتد عن ظمأ الذكريات
فكيف أبادر بالركض
في طرقات الرؤى
وأحادث لجة دمعي
عن الشاطئ المستباح ؟!..
ابن نوح يطاردني ظله
وحطاه الفسيحة تصعد تلا
وترنو إلى جبل يحتويني
بينما الناس هزوا مضاجعهم
وغفت فيهم البهجة الموسمية
قالوا : ضجيج الغيوم ينضد أمطار وجف ،
رماد الأزقة يصحو
على صيحة الرعد ،
هذا مساؤك
زوجان من ألم
يدخلان إلى سدرة البوح
نيل يحاور صفصافة الجرح
والركض ضمادة للبقاء.
فقلت : استحم الوريف بوردة طمي
ونام الفتى
لم يعد في دروب الغياب
سوى أرق الحلم .
مرت فتاة
على جثة الليل
مدت أنا مل إصغائها
لهسيس الفؤاد
وألقت على النرد ضلع انتظاري
فقلت : تفر المساءات طيبة
وأنا واقف
فوق أوراق نسي القرى للنهوض
فماذا إذن
سوف تفعل شمس بناري ؟!!
فتتت صخرة الإرتحال
بمثقال لحظ كبير
وكان ابن نوح
يجردني من قميص القصيدة
يغلق باب الغناء
على صهوة المنتشي
باقتفاء المساء
بينما الناس
شدوا معاطفهم
ومضوا ...........
يركلون الطيور
بطمي البكاء الجديد .!!!!!!!!
انفلات العبير
بغتة
كيف يدخل دمك
من طرقات الضجيج
إلى وردة تتهاوى
على غصن طيف مصاول؟!..
وكيف يغللني لحظة السهو بالابتسام ؟..
ويفقأ عين الدموع المشاعة
في حقل قلبي ؟!!
وكيف تسللت لصا إلى مقلتيك..
وعانقت حسك؟..
كيف طفوت على وردة النيل في الثوب
أنملة تستحث الرؤى
أن تفتت صخر الكلام المعاد ؟!
أرومك
لكنه طائر الحظ ينسج
في بيئة النار وقع الجليد
ويمتد حتى يدوس القصيدة
يبحث في صفحة الجهر
عن صيغة للمثنى
ويكتب بالقيد فوق رقائق دمي :
ستبتاع وزرك
عند غروب المياه التي
روضت رئتيك على الضفتين
وتجمح كالأمس
بالسوق غصنا
تراودك الريح
عن جذره البدوي .
أيها المتشبث بالأمنيات العجاف
استعذ
من وجيب الخطى
باحتضان المسافة
وطر إن أهاضت فضاء
محاولة أن تسوم الخرافة
ولا تقل : البنت هائمة
تقطف الطمي من شجر المتعبين
إنها تملك العطر قلبا
تفوح نداوته في التوحد
لترتد عن حقل من حطمت نبت روحك
تومئ بالإنفعال وبالوجل العاطفي
بأنك كنت اشتعال الرؤى
في ليل أوراقها الغضة الساكنة
وأنك ما عرف السادرون ابتداءك
أي ينابيع أعينها
سيروي رياض المسهد
في اللحظة الممكنة ؟!
كل لحظ يصيبك بالخفقات الشقية
يعطيك أسمال لون
ستطفو على ومض عينيك أشرعة للوجيب
فكيف تسافر بالحلم تحت الغطاء ؟..
وكيف تسللت لصا إلى سيرة الوزر
بعد صلاة العيون
لتغرس أغصانها
في انفلات العبير
إلى الأمكنة ؟!!
سطر من حديث النيل
أجيئك
لا تحمل الريح حبات دمي
ولا يأكل الطير مني
ولا يشتهيني الرصاص الذي
غلفته المدينة بالحب
كي ما أغني
ولكن لأني على الشوق أحيا
وبالشوق قد يستفيق المغني
فكيف استباح المساء احتدادي
وأيقظ قلب القرى في حدادي
لكي تسألي الفلك عني ؟!!
وإني أجيئك
محتملا كل شئ
سوى أن يضمك سفر التدني
ويخطف لحظ المدى
ذكريات الأمان
وضحك الدخان
وسفسطة الحلم
في أذن كوني
أجيئك
حتى إذا ما امتزجنا
على همس ريحانة
أحتسي النار جرعة عشق
وأطعم ما ترتجيه الخليقة
طول التمني
أنا النيل
من مقلتيك المصب
وفوق شفاهك تعويذة الركض
تسعى
تجدد شهد الرؤى في انتمائي له
وتعانق روض البلاد
بأشجارلحني
فهل تشتهي الأرض مني
سوى
أن أغني ؟!!