ارتبط اسم الناقد والكاتب الفرنسي رولان بارت بحركة النقد البنيوية التي كانت سائدة في تلك الفترة الزمنية فتميزت اغلب إعماله الأدبية بالتنوع الشديد والتناثر في اغلب ميادين اللغة والنقد الأدبي والتي تقع في مجملها في خمسة عشرة مؤلفا أصبحت معروفة لدى القارئ العربي منها ( هسهسة اللغة ،خطاب عاشق ،ولذة النص والكتابة في درجة الصفر ).
حيث يتحول القارئ بحسب المصطلح البارتي إلى منتج للنص وعنصر فعال يشارك في عملية صياغة النص ولو بطريقة ثانوية غير مباشرة وليس مستهلك لغوي للنص فهو يركز في معادلته الثلاثية على على القارئ باعتباره المبتغى والغاية المقصودة من وراء كل نص مكتوب بلا أدنى ريب فهو غاية الكتابة وبغيره يصبح النص معدوما أو لا فائدة تذكر من كتابته أصلا تتضمن معظم نشاطات بارت تحليلات لمنهجية اللغة والأسلوب الأدبي حيث يتنقل في معظم أعمالة الأدبية في أكثر من نظرية مركزا على التحليل السردي للنصوص حيث نهضت نظرية بارت النقدية على جملة من المفاهيم النقدية التي تشكل بطبيعة الحال نظرية رائعة استطيع أن اسميها نظرية ثلاثية الإبعاد أو المحاور مع الاختلاف في عملية تسليط الضوء أو التركيز على كل بعد من هذه الإبعاد الثلاثة بحسب الرؤيا التي يملكها رولان بارت . فيقسم المثلث البارتي العملية إلى مفهوم النص ومفهوم الكتابة ومن ثم مفهوم القارئ أو القراءة (موت المؤلف )وانطلاقا من هذه العملية الثلاثية وعملية التركيز على القارئ الركن الثالث( القارئ )فهذا يحتاج إلى قارئ جيد ومثقف ثقافة لا باس بها قادر على عملية فتح شفرات النص الأدبي والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع بالنص ومن ثم الوصول إلى قراءة تكمن فيها لذة النص أي قراءة شاعرية للنص متجاوزا بذلك القراءة الاسقاطية للنص والقراءة الشر حية كما يقسمها بذلك الناقد ترودوف عند تقسيمه للقراءات التي تقع على النصوص الأدبية .
فكل نص عند بارت يقوم على نسيج لغوي وهو بلاغ مكتوب على فرز العلامة اللسانية أي أن لكل نص أدبي مكتوب مظهران مظهر دال ويتمثل في الحروف الدالة من ألفاظ وعبارات ومظهر مدلول وهو الجانب المجرد أو المتصور في الذهن أو المتحصل عقليا كما أطلق عليه دي سوسير عالم اللغة اللساني الكبير .
وبالعودة إلى مقولة بارت المشهورة (موت المؤلف )كما عرض لها الدكتور الغذامي في كتابه (نقد وحقيقة ) حيث لا يعني بهذه المقولة الأنفة إلغاء المؤلف نهائيا بقدر ما هي عملية تحرير النص من سلطة المؤلف وربطه بسلطة القارئ أي عملية عقد مزاوجة بين النص نفسه والقارئ ومن ثم استدعاء المؤلف ليبارك هذه العلاقة على حد تعبير الدكتور الغذامي وهذا كما أشرت سابقا يحتاج إلى قارئ جيد من اغلب النواحي الثقافية لكي يفهم ما كان يعني المؤلف ولو بشكل لا أقول كلي وهذا أهم ما يلاحظ على نظرية بارت النقدية التي جاء بها . الكتابة لدى بارت أشبه بشذرات كما سأل بذلك ذات مره فأجاب :الكتابة ليست شيئا سوى بقايا الأشياء الفقيرة والهزيلة للأشياء الرائعة والجميلة في دواخلنا ….