اللهجة العامية لغة الإعلانات بامتياز
الفرنسية والعامية والأمازيغية تضعف اللغة العربية بالمغرب
عن
الجزيرة نت - الحسن السرات - الرباط
٢٥ أيار (مايو) ٢٠٠٧
اجتمعت لغات ولهجات عدة على إضعاف اللغة العربية بالمغرب، وتشكو لغة الضاد من التعدد اللغوي الفوضوي الذي يرفع لغة ويخفض أخرى بسبب وقوف لوبيات ومصالح ضاغطة وراء ذلك.
ورغم صدور قرار إنشاء أكاديمية محمد السادس للغة العربية منذ أربع سنوات فإنها لم تخرج بعد إلى حيز التنفيذ. كما أن زحف الفرنسية والإنجليزية والإسبانية وتيفيناغ (لغة الأمازيغ)، على برامج التعليم ومناهجه يزيد في محنة اللسان العربي بالمغرب.
أكاديمية معطلة
صدر القانون الخاص بإحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية عن البرلمان سنة 2003، وصوتت عليه جميع الكتل البرلمانية في غرفتي مجلس النواب الأولى والثانية.
غير أنه بعد مرور أشهر عدة لم تخرج هذه المؤسسة إلى حيز الوجود، مما أثار تساؤلات عدة حول جدية الحكومة في الوفاء بالتزامها الذي عبرت عنه أمام النواب، وهذا ما دفع بعض الكتل البرلمانية إلى تقديم أسئلة شفوية للحكومة حول تأخرها في إنشاء هذه الأكاديمية.
أكثر من ذلك لم يقدم التصريح الحكومي المقدم أمام البرلمان شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2002، أي إشارة إلى اللغة العربية رغم تنبيه بعض البرلمانيين إلى ذلك في النسخة المعدلة من التصريح.
اللغة الأجنبية قناة تواصل أساسية في العلاقات الاقتصادية (الجزيرة-نت) للمقارنة كانت حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي قد أصدرت منشورا بتعزيز استعمال اللغة العربية بين المصالح الإدارية.
أبواب مغلقة
ويرى النائب البرلماني سليمان العمراني أن "اللوبي الفرانكوفوني هو الذي يقف في وجه اللغة العربية"، وأنه "يعمل في صمت من وراء الأسوار ويشتغل وراء الأبواب المغلقة في انتظام، إلا أنه من الصعوبة تقدير حجمه الحقيقي وعمق تغلغله في مواقع صناعة القرار".
ومن جهة أخرى فإنه من الواضح اعتماد العلاقات الاقتصادية الخارجية للمغرب والسعي لتوسيع الاستثمارات الداخلية والخارجية على القناة اللغوية الأجنبية، الأمر الذي يسهم في توسيع تداول غير العربية مقابل التراجع الملحوظ للغة الضاد إلا في علاقات المغرب الخارجية مع الدول العربية.
تشجيع العامية
شهد المعرض الدولي للكتاب المنظم في وقت سابق بمدينة طنجة تحت رعاية الفرنسيين ندوة حول اللغة العامية المغربية بمشاركة مثقفين ولغويين وإعلاميين مغاربة وفرنسيين.
وخصصت الأستاذة الباحثة بالمعهد الوطني للغات والثقافات الشرقية بباريس دومينيك كوبي، دراسة مطولة للهجة الدارجة خلصت فيها إلى تحديد مجموعة من قواعد نحو هذه "اللغة الأصيلة" على حد قولها.
وأشار متداخلون آخرون إلى أنه بالرغم من بعض التجارب في مجال إدماج الدارجة في الإعلام فإنها مازالت تعاني من صعوبات في تقبلها في الأوساط الأكاديمية.
" ولا تعاني اللغة العربية من اللغات الأجنبية والعامية فقط، بل تزاحمها أيضا لغة "تيفيناغ"، اللغة الأمازيغية القديمة التي أحياها أمازيغيون دافعوا عن تعليمها، وهي الآن تدرس في بعض المستويات التعليمية الحكومية تمهيدا لتعميمها " وأضافوا أن الدارجة وإن كانت لغة الإعلان بامتياز، فإن استعمالها في الفقرات الإعلانية يسيء إليها أكثر مما يخدمها.
أكثر من ذلك أعلنت في تلك المناسبة جائزة أدبية لأحسن الإبداعات الأدبية والنثرية بالدارجة، وهي الجائزة التي خصصتها دار نشر جريدة "خبار بلادنا" التي تديرها الرسامة الأميركية المقيمة بطنجة إلينا برينتيس.
حرف تيفيناغ
ولا تعاني اللغة العربية من اللغات الأجنبية والعامية فقط، بل تزاحمها أيضا لغة "تيفيناغ"، اللغة الأمازيغية القديمة التي أحياها أمازيغيون دافعوا عن تعليمها، وهي الآن تدرس في بعض المستويات التعليمية الحكومية تمهيدا لتعميمها.
وقال الدكتور محمد بنينير، المتخصص في اللغة العربية إنه "لا شك أن اعتماد لغة تيفيناغ لكتابة الحرف الأمازيغي يعتبر اختيارا مرجحا للأسف وله أثره في تكريس أزمة اللغة العربية، غير أن اعتماد الحرف اللاتيني كان سيشكل -لو اعتمد- ضربة أكثر وجعا وتمكينا إضافيا للوبي اللغوي النافذ".
وأضاف للجزيرة نت أنه "في ظل الظروف الراهنة تعتبر أي إضافة للغة أخرى في برامجنا التعليمية إرهاقا للتلميذ المغربي، وإعاقة واضحة لتحسين وضعية اللغة العربية في تعليمنا، ومن ثم إعاقة تطوره ونهوضه من كبوته".