الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حوار مع الابنودى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

حوار مع الابنودى Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع الابنودى   حوار مع الابنودى Icon_minitime30/5/2007, 18:51



الأبنودى: أنا جزء من ظاهرة مثيرة وعجيبة

٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦ ، بقلم اشرف شهاب
ملك متوج على عرش شعر العامية، واحد من جيل من العظماء الذين أثروا وجداننا بكلماتهم على ألسنة عمالقة الأغنية المصرية. شاعر يخلب اللب ببساطة كلماته، ورقة معانيه، وعذوبة ألفاظه. معه، لاتملك سوى الاستسلام، والاعجاب، بموهبته الشعرية، وقدرته على التأثير فى الوجدان. ببساطته الشديدة، وتلقائيته المعروفة، وصراحته المعهودة، التقيناه على هامش احدى اللقاءات، وأجرى معه مراسلنا فى القاهرة أشرف شهاب هذا الحوار السريع، مع وعد، منه، بأن نلتقى مرات ومرات فى حوارات أخرى:

حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: قبل الدخول فى دهاليز الأسئلة، دعنى أسمع منك تقييما لما يحدث فى مصر من تطورات.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: للأسف، حال البلد لايسر عدوا ولاحبيبا. لدي إحساس أن البلاد تمر بأزمة كبيرة. وأن هذة الأزمة ستستمر لفترة طويلة فى المستقبل. وما حدث منذ فترة قريبة من أزمة حول رواية حيدر حيدر يوحى بأبعاد هذه الأزمة. نحن مقبلون على فترات صعبة وحرجة من التاريخ، مرحلة يريدون فيها محو العقل المصرى. زمان قام الاخوان المسلمون بتدمير التجربة الناصرية، واليوم، يريد منا البعض أن نعود قرونا للوراء. وحتى اذا تركنا موضوع الرواية على جنب، وحاولنا أن نعقد مقارنة بين مصر ما قبل الثورة ومصر ما بعد الثورة، سنجد أن باشوات زمان، لم يضروا البلد، ويفسدوها كما يفعل باشوات هذا الزمان من أثرياء الانفتاح والطبقات الجديدة. أحيانا يراودنى الإحساس بأننا سنترك مصر فى وضع أسوأ من الوضع الذى تسلمناها عليه.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: وكيف تسلمتم مصر؟
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: لقد تسلمنا مصر وبها إرهاصات الثورة. كان العمال يخلعون ملابسهم، ويغرقونها فى البنزين، ليحرقوا بها سيارات الاحتلال الانجليزى. كانت هناك تحركات جماهيرية. كان قلب البلد نابضا، وكانت هناك محاولات لصنع الجو الديمقراطى، كانت هناك ثورة. أما الآن فنحن نترك البلد جثة هامدة. جثة لعروس، سرقوا حليها، وملابسها وتركوها عارية على مفترق الطريق. وكلنا نعرف ذلك. الحكومة تعرف ذلك. والشعب المصرى كله يدرك هذه الحقيقة. وللأسف بدلا من أن نتجه للحل بدأنا نشتم بعضنا البعض، ونفتعل الأزمات، مرة أزمة حول الرواية، و مرة أزمة حول مباريات الكورة، وبدلا من أن نتماسك لنواجه الانفراد الأمريكى بالدنيا، والعولمة، أصبحنا فى موقف لا نحسد عليه. ياسيدى الفاضل، أنا شخصيا مرعوب، وخايف من المستقبل على مستقبل بناتى "آية"، و"نور"، لأن أى ميراث أتركه لهم لن يحميهم من رعب المرحلة القادمة، لن يحميهم فى زمن لا نعرف مقاييسه، ولا ملامحه حتى هذه اللحظة.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: نترك الحديث عن الهم العام، وننتهز هذه الفرصة لنخوض قليلا فى حياة الأبنودى. هناك وقائع كثيرة مثيرة للجدل فى حياة الشاعر والفنان.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: قول ياسيدى قول. . بس واحدة. . واحدة . . علشان أرد على كلامك.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: ما حقيقة ما يقال عن كتابتك لقصيدة مخصوصة لإحدى الاميرات العربيات ليتم غنائها فى عيد ميلادها؟
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الابنودى: أميرة مين؟ وفقيرة مين؟ يا سيدى هذه حكاية معروفة،وقد أوضحتها بدل المرة ألف. الحكاية ببساطة إن الأستاذ الملحن جمال سلامة والمطرب محمد ثروت والشاعر سمير الطائر عملوا أغنية لإحدى الأميرات. وعندما جاءت احتفالات أكتوبر، جاءنى محمد ثروت ومعه اللحن وطلب منى كتابة كلمات عليه. وهذه حكاية فعلتها عدة مرات قبل ذلك ببراعة. فعلى سبيل المثال أغنية "الهوا هوايا" لعبد الحليم حافظ أنا كتبتها على اللحن، وكذلك أغنية "آه يا أسمرانى اللون" بتاعة شادية. المهم. . فعلا كتبت الأغنية. وكان الرئيس معجبا بها وأصر على مقابلتى لتهنئتى. وبعد فترة لقيت موسى صبرى بيقول حكاية الاميرة دى فى مجلة أكتوبر. وعندها، فقط، عرفت للمرة الأولى أن هناك أغنية لأميرة على نفس اللحن. . ولا أدرى لماذا كان الجميع يرفض الكشف عن إسم مؤلفها. . ولم ينقذنى من المأزق إلا الفنان محمد رشدى الذى قال لى إن سمير الطائر هو الذى كتبها، وأنهم كانوا قد ذهبوا إليه ليغنيها ولكنه رفض. وبالفعل نقلت هذا الكلام لمجلة أكتوبر وأوضحت لهم الحقيقة، فاعتذروا عن الخطأ.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: ننتقل لواقعة أخرى ترتبط بعلاقتكم الوثيقة بالمرحوم الفنان عبد الحليم حافظ. وهناك سؤال: هل طلب عبد الحليم حافظ منك كتابة أغنية خصيصا للمرحوم الملك الحسن ملك المغرب؟
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: آه. . دى واقعة صحيحة. الملك الحسن كان رجلا محبا للفن، مثل جميع المغاربة، وكان يقيم احتفلات سنوية فى عيد ميلاده. وكان عبد الحليم يذهب لتلك الحفلات من أجل الرزق فى بداية الأمر، ولكن تطورت الأمور بعد ذلك وأصبح عبد الحليم يحترم الملك الحسن احتراما حقيقيا. ومن جانبه كان الملك يعامل عبد الحليم كأنه واحد من أولاده، فعالجه، وأنفق عليه الكثير. ولكن عندما طلب منى عبد الحليم كتابة الأغنيةخصيصا للملك رفضت. . وقلت له. . أنا لم أكتب أغنية لعبد الناصر، فهل تريدنى أن أكتب للملك الحسن؟!. والحقيقة إن علاقة عبد الحليم لم تكن جيدة بالملك الحسن فقط، بل كانت جيدة مع معظم حكام الخليج أيضا.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: كانت علاقة عبد الحليم جيدة بالملك الحسن، فهل كان يعلم بحقيقة علاقته بالموساد؟
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: لا. بالتأكيد لا. لم يكن أى واحد فينا يعرف بهذه الأشياء. محمد حسنين هيكل هو الذى كتب هذا الكلام فيما بعد. هذه معلومات من الصعب أن نعرفها نحن. وكل مايمكن أن أقوله، هو أننا تتكون لدينا فى بعض الأحيان قناعات بان الراجل ده أمريكانى، وهذه القناعات تكون بلا أدلة ولا مستندات، وتبقى مجرد شكوك.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: تقول أنك رفضت كتابه أغنية للملك الحسن وقلت أنك لم تكتب أغنية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. . فهل كان من الممكن أن تكتب أغنية للرجل الذى سجنك؟
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: أنا جزء من ظاهرة مثيرة وعجيبة، فمعظم الذين عذبهم عبد الناصر فى سجونه مدحوه. ظاهرة غريبة، لايفهمها البعض، لأنه يتعامل مع عبد الناصر كفرد وليس كنظام. والواقع أن نظام عبد الناصر كان نظام حكم بوليسى يمثله رجل وطنى جدا يقاوم الاستعمار، ويحارب الصهيونية، ويبنى مستقبل مصر. وبسبب كثرة تلك المهام لم يكن لديه وقت لكى يتناقش معك، فكان عليه أن يقمعك، وأن يسجنك إذا حاولت رفع صوتك لإبداء ملاحظة. والمشكلة لم تكن فى عبد الناصر بل كانت فى النظام والأجهزة التى كانت متفرغة لمثل هذه الأمور.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: من العلامات الفارقة أيضا فى حياة الأبنودى موقفه من حرب الخليج.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: ولاعلامة فارقة ولاحاجة، موقفى كان واضح جدا.. أنا كنت مع الكويت لغاية ما العراق طلع منها. ومازلت أفخر بهذا الموقف. للأسف قال البعض أننى قبضت أموالا وأمولا من الكويت مقابل موقفى هذا، وأننى لهذا السبب كتبت قصيدة عن الاستعمار العربى. ولكن الحقيقة التى أود أن اؤكدها أنه:
مازال على الأرض شاعر، ما لبسش توب العار، ولامد ايده السمره فى الأسواق، ماقبضش دينار من الكويت، ولا أكل خبز العراق. وفى مقدمة ديوانى "الاستعمار العربى"، قلت إن عبد الناصر نفسه تدخل قبل كده عندما حاول العراق أن يفعل نفس الشئ. وللأسف منذ غزو العراق للكويت ونحن مازلنا نحاول أن نجمع شتات هذه الأمة، ونلم جراحها، وللأسف مش قادرين.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: كان لكم موقف مشرف فى الدفاع عن الفنان الفلسطينى المرحوم ناجى العلى. .
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: الله يرحمه، ناجى العلى. كان راجل شريف، وقف ضد كل الأنظمة العربية لأنها استسلمت لإسرائيل. ظلموه، وقالوا إنه بيهاجم مصر. . طيب. . أنا هاجمت كامب ديفيد، هل يعنى ذلك أننى هاجمت مصر؟ أنا هاجمت كامب ديفيد دفاعا عن مصر. وناجى العلى كان من الطبيعى إنهم يقتلوه، لأنه كان صوت واضح، وصريح، مايعرفش المواراة والكذب. بيقولوا انه هاجم مصر. . ياسلام! هل كان ناجى العلى عبيطا ليهاجم مصر؟! ناجى العلى كان بيحب مصر، وهاجم السادات لأنه أضر بمصر والعرب.(ينظر الى ساعته متعجلا ارتباطه بموعد). . .
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: الحوار معكم ممتع ولم نتطرق فيه إلى قضايا كثيرة.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: ممكن نعمل حوار تانى وثالث… مافيش مشكلة.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: طيب، سؤال أخير. . يشكو الشعراء الشباب من هيمنة الشعراء الكبارعلى الساحة فى مصر. . فما تعليقك؟
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: شوف. . أنا جيت من بلدنا سنه 1962، يعنى من 38 سنه. . والحمد لله، أخذت نصيبى من الشهرة بالعرق والكفاح. حب الناس والمهارة فى الشعر لا تأتى بالتنازل.. المفروض أن تظهر موهبه جديدة لتحل محلى وتأخذ مكانى أوتوماتيكيا. أنا مش مبسوط بان أظل كل هذه المدة على القمة وحدى. . ومع ذلك فهناك شعراء شباب جيدون، بينهم أسماء لامعة ستسمع عنها قريبا، وأنا شخصيا أتمنى لهم التوفيق.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 فلسطين: ونحن أيضا نتمنى لهم التوفيق، ونتمنى لقاءك مرة أخرى، فما زال فى جعبتنا العديد من الأسئلة.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 الأبنودى: مرحبا بكم فى أى وقت.
حوار مع الابنودى Puce_rtl-470e9 "فلسطين" تشكر الشاعر المصري الأبنودي لهذا اللقاء الممتع ، وتدعو له بطول العمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

حوار مع الابنودى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار مع الابنودى   حوار مع الابنودى Icon_minitime30/5/2007, 18:59

حوار مع شاعر العامية عبد الرحمن الابنودي
سلوى اللوباني من القاهرة:
إلتحم شاعر العامية "عبد الرحمن الابنودي" بالناس.. بقريته أبنود.. بأشعار وغناء الفلاحين منذ بداياته..عايشهم يوما فيوم حتى اُطلق عليه لقب "ذاكرة الصعيد"، إنحاز الى لغة الناس... الى اللغة العامية ليكسر الحاجز الصلب الذي بينه وبينهم دفاعا عنهم، ويشرح لهم الاخطاء المقصودة التي تحيق بهم، جسد من خلال اشعاره قضايا الشعب فتوثقت علاقته بالجماهير، تحدث لـ"إيلاف" عن تجربته الشعرية وعن واقعه الاجتماعي القاسي الذي عرفه في طفولته من رعي الغنم وجني القطن والسير خلف الحصادين لجمع سنابل القمح المتبقية، وعن وعيه الجديد في القاهرة عندما اكتشف أن مسؤوله السياسي في التنظيم الشيوعي هو عميل للمباحث العامة، وكيف كتب ملحمته الشعرية "أحمد سماعين" في المعتقل، يرى الابنودي أن الذي لم يجرب السجن ولم يعش ويلات الحرب يظل ناقص التجربة وسطحي التعامل مع الحياة.
تحدث الابنودي عن إحساسه العميق بقريته أبنود.. بوالدته ووالده.. وخصوصا باصطدامه بالسلطة وقطع رزقه وإيقاف نشاطه الاعلامي، كما تحدث عن أخطاء ومميزات النظام الناصري، وكيف عبد الناصر أسس لعصر اللصوص.... هنا حلقة أولى من حديثنا معه على أمل أن نعود في حلقة ثانية تسلط الضوء على عمله الشعري والغنائي والسيرة الهلالية وعلاقة إبداعه بالجماهير:
* باعتبارك واحدا من شعراء جيل الستينات العربي... بماذا كان يتميز هذا الجيل في رأيك؟
- أنا من جيل أعتبر دائماً أن الابداع لا يمكن أن يتغرب بعيداً عن مأساة الانسان العربي، سواء كان في فلسطين أو العراق أو القرية المصرية التي تعاني أيضاً من مأساتها الخاصة والاهمال القاتل الذي ألقى به إليها الشرهون تجار الاوطان، أنا من جيل الستينات وهو جيل خرج الى الحياة ليجد أمامه عبد الناصر بقامته القومية والوطنية المديدة، فارتبط إبداعنا رغماً عنا بمعارك الوطن وقضاياه، لذلك فانما ما كتبناه عن مأساة الانسان المصري المهمل المستغل هو الذي أرسل بنا الى المعتقلات والسجون وقطع أرزاقنا لفترات طويلة وأدى الى ممارسة الاهمال بالنسبة لنا ولقيمتنا الحقيقية وما نستحق من مكانة، الا أننا كنا دائماً أقوى من كل الفترات التي تلت ذلك، وتوثقت علاقتنا بشعوبنا وبقضاياها، وصرنا لا نفهم الفن إن لم يكن صادراً عن ذوات صادقة محترقة بهم الوطن حتى لو كان هذا الهم ذاتي.
*ما هي العوامل التي أثرت في تكوينك الشعري؟
- أنا مدين بتجربتي المغايرة والمشتعلة والثرية للقرية الصعيدية في جنوب مصر التي نشأت بها، وللواقع الاجتماعي القاسي الذي عرفته في طفولتي وكنت جزءاً منه، والذي اضطرني للعمل مبكراً في رعي الغنم وجني القطن والمشي خلف الحصادين أجمع سنابل القمح المتبقية خلفهم، جعلني كل ذلك جزءاً صميماً من حياة أبنود تلك القرية التي كان يحتضنها نهر النيل بكل عنفوانه قبل بناء السد العالي، والذي كان يغرقها ويدمرها فتعيد بنائها في أيام، ومن متابعة الفلاحين للنهر تعلمت أن ليس في الخطر ثمة غني أو فقير، مسلم أو مسيحي، أو من يملك أو لا يملك، وربما استطيع أن اقول أنه بعد بناء السد العالي وزوال ذلك الخطر-خطر النهر- بدأت مصر في التفكك فلم يعد أحد في حاجة الى أحد، ولم تعد حياتي وموتي من الممكن أن يؤثر فيها الاخر، وبدات دعاوي هذا مسلم وهذا قبطي، وتفكك ما يسمى الوحدة الوطنية الذي أدى الى أن تتدخل الافكار السلفية لتعميق ذلك ولايجاد فرصة على حساب ذلك الامان الاجتماعي المفقود للتسلل بأفكارهم بحثاً عن مواقع سياسية. لذلك فان تجربتي الشعرية كانت جديدة تماماً ليس على الواقع المصري ولكن على مستوى الشعر في الواقع العربي كله، ذلك أن تجربة قرى النيل ذات التاريخ البعيد الموغل في السنوات والمحمل بتراث إنساني وخبرة حياتية لافتة شكل الاساس في تكويني الاول.
* تقول أنك مدين لهجر الوالد لوالدتك، لماذا؟
- ساعد ذلك في تكوين تجربتي الشعرية حيث أنني جئت في فترة كان والدي فيها يتسق سلمه في أوضاع إجتماعية لم تعرفها قريتنا من قبل، حيث انه حفظ القران في وقت مبكر، وهرب الى مدينة قنا وهو صغير وراح يعمل حتى صار عالماً مرموقاً في أوساطه الصعيدية، وإماماً لاكبر مسجد في مدينة قنا وإماماً لسجن قنا وتجربته مع المساجين مدهشة، ثم اصبح مأذوناً شرعياً يزوج ويطلق، وبالتالي لم تكن تصلح لكل تلك المناصب المرأة الريفية التي كان قد تزوجها فتركها في القرية مهجورة مهملة في الوقت الذي كنت أنا ابدأ طفولتي وأنا مدين لهجر الوالد أمي لانني اضطريت للعمل في وقت مبكر والالتصاق بالحياة في القرية والتعامل معها كواحدة من دود الارض، ولست كمتفرج يطل عليها من خلف زجاج النوافذ، مثل الكثيرين من الذين كتبوا عن القرية سواء في الادب القصصي أو الشعر، الامر الاخر أنني عشت بين إمرأتين اعتبرهما منجمين لكل التراث الصعيدي المصري الذي هو خليط من الفرعونية والقبطية والاسلامية، وقد كانت أشعارهما وغنائهما مختلفاً تماماً عن غيرهما في القرية، وكانت أمي سجلاً حافلاً لكل أشعار القرية وغنائها وبكائياتها وطقوسها، وبالذات الطقوس الطبية التي مارستها على جسدي الهزيل في ذلك الوقت مما شحنني بتجربة خرافية كانت دائماً لصيقة بالغناء، إذ ان الغناء هناك يشكل مع الحياة علاقة فريدة كالظل والشمس والليل والنهار والجوع واللقمة، إذ لا يوجد فعل لا يصاحبه غناء في تلك القرية، وفي بيتنا الفقير بالذات.
* بالرغم من أن والدك شاعر إلا أنك لم تنهج منهجه في الشعر؟
- حين انضممنا الى الوالد في المدينة اكتشفنا أنه شاعر كبير وأن له ديوانين أحدهما بردى على نهج بردة الامام البصيري في مدح الرسول، والاخر هو ألفية في النحو العربي على غرار ألفية ابن مالك، كان هذا يعني أن الرجل تجاوزت قدراته قدرات كل من يعمل بالدين واللغة في تلك المناطق، ثم أنني اكتشفت أنه صار مدرساً للغة العربية ولقد تخرج من تحت يده فيما بعد شعراء نعرفهم الان في الحياة الثقافية. ولكنني لم أحب ذلك النظم – وليس الشعر- لانه كان يغاير تماماً تلك المتعة التي يعطيها شعر قريتي وغناؤها الذي كان يتفتق عن صور شعرية وانسانية نادرة، وتدعو للتأمل حتى بالنسبة لطفل صغير، كذلك أغنيات العمل التي كانت تحاصرني وأنا طفل أرعى الغنم والتي كانت تندلع من تحت الشواديف التي يسقي بها الفلاحون الحقول، ومن خلف السواقي التي تدور لتسقي ومن فوق النوارج التي يدور بها الفلاحون لتهشيم الاعواد والسنابل لاستخلاص الحبوب، كان الغناء دائماً مصاحباً لكل أنواع العمل، فكان الفلاحون يتسعينون به على تحمل العبء القاسي لالات العمل البدائية. ومن هنا بدأ انحيازي لشعر القرية على حساب تلك الاشعار التي أبدعها الوالد والتي كان اصدقاؤه يرددونها في البيت وفي جلساتهم ومسامرهم التي تختلف كثيراً عما كان يحدث في عالم الرجال والنساء في قريتي أبنود. ليس غريباً أن يمزق والدي فيما بعد أول ديوان شعر كتبته بالعامية، إذ اعتبر أن هذا نوع من التجديف وإهانة اللغة العربية التي تحمل قداسة القرآن نفسه، وذلك الهراء الذي يكسر عامود الشعر ويهين ميراث القدامى، ولذلك فانني خضت معركة العامية والفصحى قبل أن أفد للقاهرة كثيراً.
* عرفت أنك بدأت شاعراً يكتب باللغة العربية الفصحى فما الذي أدى بك الى تلك الانحرافة القوية نحو لغة الناس؟
- فيما بعد حين ذهبت الى المدارس وقرأت المتنبي، أبو العلاء المعري ومن بعدهم أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وغيرهم رحت شأن أي شاعراً يبدأ أحاول السير على دربهم، وحدثت بالطبع تلك المحاولات الاولى التي ليس بها من ذواتنا ظل، والتي نكتبها لكي نقول أننا نستطيع أن نكتبها، وحين حملت أشعاري وذهبت الى أقراني الابنوديين الذين صاحبوني في طفولتي الصعبة، أحسست أن حاجزاً صلباً نبت بيني وبينهم، ونظروا الي نظرة من اكتشف أنني أخونهم، إذ لم يفهموا شيئاً مما قلت، واعتبروا هذا نوع من التكبر والبحث عن تمايز كاذب عنهم. وكانت تلك لحظة فارقة في علاقتي بالشعر وبالحياة وبالفكر، استعدت فيها ذاتي الحقيقية واستطعت أن أقيم فاصلاً حاداً بين ما أدرسه وأجيب عليه في أوراق المداس، وما أكتمه من سر خاص في وعي بالشعر والحياة، وانحزت الى أشعار وغناء قريتي تماماً، وأدركت أنني إذا كنت أحب هؤلاء الرفاق فلا بد أن أدافع عنهم وأشرح لهم الاخطاء المقصودة، التي تحيق بهم والتي جعلتهم يعيشون في هذه الاوضاع المزرية والقاسية، فكان لا بد أن أكتب بلغتهم عن قضاياهم وهكذا صرت عبد الرحمن الابنودي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

حوار مع الابنودى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار مع الابنودى   حوار مع الابنودى Icon_minitime30/5/2007, 19:01

* وكيف نضج تكوينك الشعري وتكون ذلك القرار الهام بحياتك بالمغادرة الى القاهرة؟
- كنت والشاعر أمل دنقل "رحمة الله عليه" رفيق رحلة واحدة في الطفولة وحتى الرحيل، وفي فترة ما كان أمل دنقل هو جمهوري الوحيد وكنت أنا جمهوره الوحيد، وبعد أن أنهينا دراستنا الثانوية قررنا أن نذهب الى القاهرة للالتحاق بالجامعة، فاجتذبتنا الندوات الادبية والامسيات الشعرية والانشطة التي كانت تعج بها القاهرة، ومحاولة رؤية كل هؤلاء الذين قرأنا لهم وأعجبنا بهم وكان أملنا أن نراهم فصرنا نشاركهم قراءة الشعر في محافلهم، وصرنا معروفين ولكننا قد نسينا أننا جئنا للدراسة في الجامعة فعدنا فاشلين خائبين، وقبلنا أن نعمل في وظائف مهينة في محكمة قنا، هو وظيفة محضر أي الذي يحجز على الفقراء وأشيائهم الغلبانة، نظير مال للدولة أو ديون للاخرين، وكان يخرج في كل مرة مشيعاً باللعنات والدعوات السوداء من نسوة كانوا يعتقدون أنه الدولة، أما أنا فكنت أعمل كاتب محكمة أي الرجل الذي يجلس الى جوار القاضي يدون الاحكام والمنطوقات، وفي الواقع لقد كنا من أسوأ أنواع الموظفين ومازالوا يصححون أخطائنا في الدفاتر القديمة حتى اليوم.
* هل كان قرار مغادرة القرية سهلاً؟
- فيما بعد وحين نضجت أشعارنا وأفكارنا وتبلورت تجاربنا الشعرية، وعرفت أشعارنا صدور الصحف والمجلات القاهرية وعرفنا الكثير من المثقفين وتحدثوا عن تجربتنا، فكان لا بد من إنتزاع جسدينا من تلك التشابكات الوظيفية والروتينية والهرب الى القاهرة، ولم يكن ذلك أمراً سهلا بالنسبة للاهل والاقارب فكأننا كنا في طريقنا الى السلطة أو الى التجنيد في الجيش العثماني، ولم تفتح لنا القاهرة ذراعيها بسهولة، ولكننا أجبرنا الذراعين على أن ينفتحا رغماً عن أنفها، فقد كنا مقاتلين صغيرين صعيدين نحمل شراسة الانسان الصعيدي من أجل الحفاظ على حياته، فلم يكن أحد في القاهرة الرقيقة بقادر على أن يقف في وجه جموحنا وطموحنا وهكذا. وسرعان ما عرف الناس أشعارنا وصرنا حالة من حالات الابداع الجديد التي لا يمكن وقفها ثم صدرت دواويننا تباعاً.
* لقد اصطدمت في القاهرة بوعي جديد وعالم جديد فكيف تعايشت مع هذه التجربة وخاصة أنه تم اعتقالك عام 66؟
- جئت للقاهرة عام 1962 وأنا مدين للقاهرة بأنها جعلتني أطل من جديد على أبنود وأن أعيد فهمي لاوضاعها، وأنا دائماً مدين للقاهرة بأنها وهبتني الكتاب والفيلم والمسرح والمقال الذي أدى بي الى أن اعيد النظر في تجربتي السابقة واقرؤها من جديد. كنت أحب عبد الناصر مثل أي واحد من فقراء مصر في ذلك الوقت، ولكن حين جئت الى القاهرة كان لا بد أن أحكي عن أحوال أهلي هناك ولم اكن أعتبر أن نظام عبد الناصر المنحاز للجماهير من الممكن أن يزعجه ذلك، لدرجة أن ديواني الاول "الارض والعيال" صودر ومنع ولولا غضب المثقفين في ذلك الوقت والضجة التي صنعوها من أجل الديوان لما أفرج عنه، هكذا بدأت أعرف أن الانظمة السياسية ليست رئيساً فقط وأن لعبة الطبقات والتعبير عنها في سلطة، فكان لا بد أن أبحث عمن يعبر عن طبقتي معي من هنا. -وقد كانت مصر تعج بالتنظيمات الصغيرة- انتميت الى تنظيم اسمه "وحدة الشيوعين"، اكتشفت بعد فترة أن لا أمل منه أو فيه، فلقد بحثت فيه عن الوعي بمأساة فقراء بلادنا وبالذات المناطق التي اتيت منها، فوجدت أنني وقعت في حبائل بعض المثقفين الذين لا يعرفون عن الواقع المصري شيئاً، والذين يفرحون كثيراً بالكلام (المجعلص) الذي لا صله له بالواقع، وقد كنت اعتقد أن الشيوعين هم محامو الفقراء واكتشفت أن الشيوعين في مصر معجبون جداً بالصياغات والمحاورات التي لا مكانة لفقرائي بينهم، هكذا استقلت ولم اكن أعرف أن مسؤولي السياسي في هذا التنظيم هو عميل للمباحث العامة، أي أن الرجل الذي كان يدرسني محبة الفقراء هو عميل للمباحث ويبلغ عنا أول بأول بعد كل اجتماع، وعليك أن تتخيلي حجم الصدمة، ولكن عليك أيضاً أن تتخيلي حجم الوعي الذي قذفت به هذه التجربة التعيسة الى تجربتي القديمة.
* ومتى تم اعتقالك إذن! فأنت استقلت من التنظيم الشيوعي؟
- بعد الاستقالة بأكثر من عام فوجئت بالقبض علي في ليلة رضي فيها عني الشيخ الابنودي-والدي- بعد أن بلغه الناس بأن إبنه انسان جيد، وتصادف أن هجمت المباحث العامة على بيتي في الفجر وفوجئ والدي الذي لم يرني منذ خمس سنوات بالبيت ينقلب رأساً على عقب، تُمزق الحاشيات وتُفتح الادراج والدواليب ويًستباح كل شئ، ولا شك أنه خُيل إليه للحظات أنني اُتاجر في المخدرات أو أنني أعمل لصاً، فقلت له جملة واحدة: يا والدي أنا يشرفني أن يقبض علي هؤلاء المجرمون، ولقد صفعني الضابط أمامه ثمناً لتلك المقولة، فأكملت: المجرمون كما ترى، وخرجت معهم لالتقي بكل أصدقائي واخواني وقد قبض عليهم في هذه الليلة جمال الغيطاني، صلاح عيسى، سيد خميس، سيد حجاب وبعض الصحافيين في جريدة الجمهورية مثل محمد العربي، والراحل جلال السيد، وكان معنا الكثير ممن كانت لهم كتابات جذبتنا في ذلك الوقت وعشنا ستة شهور بين عنابر ليمان طره والسجن الافنرادي في القلعة في الزنازين التي لا بد وأن سُجن بها المماليك من قبلنا أيام محمد علي باشا.
* ماذا تعني لك تجربة المعتقل؟
- ما زلت اعتقد أن السجن والحرب من أهم التجارب في حياتي وانهما الى جانب تجربة أبنود ساهما الى حد كبير في منحي الوعي النهائي بحياتي ومصيري ومن حولي، وأنا اعتقد أن المبدع الذي لم يجرب السجن ولم يعش ويلات الحرب يظل ناقص التجربة وسطحي التعامل مع الحياة. ويقول الاديب "غالب هلسا" وقد سُجن معنا وكان يعامل معالمة المصريين أن من لم يًسجن مع الابنودي لم يعرف أن السجن جميل، ذلك لأن جدار السجن هو الجدار الذي ليس بعده جدار، بمعنى لأن يسند الانسان ظهره عليه ويقول ما يريد لأن يقول فيلامس لأقصى غايات الحرية لانه في السجن وليس ثمة سجن بعد ذلك، وكنت لأسخر من هؤلاء الذين يهتمون بواقعهم خارج السجن، ولأفهمهم دائماً بأن الواقع هو ما نحن فيه، وعليهم أن ينسوا تماماً أن ثمة شئ اسمه الخارج، ولقد كتبت ملحمتي الشعرية والتي اعتبرها أهم عمالي الشعرية "أحمد سماعين" والمعتقلون نيام في نفس العنبر، فقد كنت أقوم كل ليلة واستكمل بناء العمل وكتابته على صوت صرير أضراس المعتقلين وشخيرهم الذي يشبه كورال الاوبرا (ضاحكاً).
* ولماذا تم ايقاف نشاطك الاعلامي عام 80؟
- ايقاف نشاطي الاعلامي وقطع رزقي والمعاناة والاصطدامات بين السلطة وبيني فانها قد استمرت طوال الوقت، وإن كنت خلال الفترة الناصرية قد اطلقت مجموعة كبيرة من الاشعار وثقت العلاقة يني وبين الجماهير، الا أن الواقعة التي تتحدثين عنها كانت في عام 80 حين رأى السادات أني قد أصلح شاعر السلطان كما كان "صلاح جاهين" شاعر عبد الناصر، وحين احسست بذلك وتنبأت من قبل بكامب ديفيد قبل أن تحدث، انطلقت أكتب وأقرأ في الناس مجموعة كبيرة من أشعاري التي شكلت ديواناً أسميته "المشروع والممنوع" مهاجماً فيه السادات وكامب ديفيد، وهي فترة كانت شديدة الحيوية في حياتي لان السادات كان شخصية تُلهم أي شاعر وطني أو قومي، فقد كنت أراه في التلفزيون فيتدفق الشعر دون إرادة (ضاحكاً) على عكس من جاؤا بعد ذلك، فقد جففوا الشعر في داخلنا وغيروا طعم الحياة، وأحسسنا معهم بالعبث من النضال واليأس من أن يأتي اليوم الذي حلمنا به لشعوبنا ولقضايانا العربية.
* هل كنت مؤيداً أو معارضاً لجمال عبد الناصر؟
- كان لي عم سألني مرة: يا عبد الرحمن لماذا سجنوك؟ فأجبته: "الراجل اللي اسمه جمال عبد الناصر"، ولم يتركني اُكمل فقد احس بأنني بصدد إهانة الزعيم، فصرخ: هل كبرت وتعلمت لتقول عن عبد الناصر "الراجل اللي" وهو الذي لولاه لما لبست القميص والبنطلون، ولا كان لك شأن في هذا البلد. في الواقع فإن الفلاحين هم الذين أدركوا أكثر منا قيمة عبد الناصر وانحيازه لهم، إذ بنى لهم الوحدات المجمعة، وأصدر قانون الاصلاح الزراعي الذي وزع عليهم من خلاله فدادين الاقطاعيين، وبنى لهم مستشفيات ونزل الاطباء لاول مرة الى القرى، ناهيك عن التصنيع الثقيل والخفيف، والشروع في بناء السد العالي وخوض المعارك ضد الامبريالية والصهيوينة والقوى الرجعية في الداخل، ولكن النظام لم يكن يفرق بين أصدقائه واعدائه ولم يكن يقبل بالنقد أو محاولة التوجيه، فقد كنا نعرف القرى أكثر منه وأحوال الفلاحين أكثر منه، ومع ذلك كنا إذا نطقنا نُعاقب على الرغم من أنه كان يعمل من أجلهم، وإذا نظرت الان لا يدافع عن هذا الزعيم الذي مات شهيد القضية العربية وأيلول الاسود والذي عاش ومات شريفاً لم يلمس مال الشعب غيرنا، والذي كان علامة بارزة في النضال العربي والعالمي، فنحن خاصة بعد أن تواتر الزعماء ظهرت قيمة الرجل ومعدنه وأصالته، ووطنيته المتقدة وإحساسه القومي الذي لا غبار عليه، ولم يكن عبد الناصر زعيماً لمصر فقط ولكنه قاد القوى الوطنية والقومية في العالم العربي بأجمعه، ولو كان عبد الناصر فتح المجال للديمقراطية وللحوار الحقيقي في مصر لما انتهت تجربته باعتلاء شحص آخر السلطة مكانه، فقد كان نظام عبد الناصر يُكبل الشعب بالحبال ثم يذهب لخوض معاركه القاسية ضد الاستعمار والصهيوينة ويحقق انتصارات ثم يأتي ليحمل الشعب المكبل وينتقل به خطوات الى الامام دون أن يتركه ليتعلم الخطوة الثورية والفعل النضالي بنفسه، ولذلك حين جاء السادات وداس على (زرار) وغير توجهات السياسة المصرية باكملها، لم يجد من الشعب المكبل من يوقفه، وهذا هو الخطأ الوحيد للنظام الناصري برأيي.
* ما هو الامر المميز بعبد الناصر برأيك؟
- الفارق أنه كان بناءً عظيماً ولكنه أسس لعصر اللصوص، لانه لم يخلق حراساً من الشعب على إنجازه العظيم. والان هم يحاولون فك إنجاز عبد الناصر العظيم ومع ذلك تظل قامة عبد الناصر منتصبة في ميدان النضال العربي عبر التاريخ، ولن يستطيعوا أن ينالوا منه. هل تصدقين أن السادات رفع لوحة عبد الناصر من على جسم السد العالي لينحتوا صورته هو بدلاً منه؟؟ تماماً مثلما انتهى دور السادات في حرب اكتوبر وكأنه لم يخطط له ولم يدبرها واختصرت كل الحرب في طلعة الطيران الاولى في عهد الرئيس حسني مبارك، وهذا دائماً كان شأن مصر من أيام الفراعنة إذ يأتي الفرعون ليكشط إسم وصورة الفرعون الذي سبقه ويحتفظ فقط باعماله لينسبها اليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
 
حوار مع الابنودى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: إنتقاء الذهول :: عصفور إرتطام الروح-
انتقل الى: