الديوان _ حقيبة الغياب
أسئلة حارقة
مسلّم منصور:
من سرق أوتار عودك الجميل؟
ظافر:
متى ستشرب فنجان القهوة المرّة
في مأتم الذين أجهضوا قصائدك؟
ووضعوك في دكّان!
أيّها الشاعر الحزين جداً :
لماذا لاتدير ظهرك لكل شيء؟
وترمح صوب قصيدتك النائمة
في الرماد .
صباحات
صوتها
أنا الضائع في التفاصيل
أبحث في الحنين:
عن صوتها
يتناهى :
حفيف الأوراق,
وزقزقة العصافير.
فأطوي شراعي,
على تفصيل جديد,
وأبكي.
سماء
تهطل,هذا الصباح
أغنية قديمة
أهرب من عبيرها
غارقاً في التفاصيل
مرّة أخرى
( )
موغلاً في حريقي
أدقّ باب الستين
بقوّة الذاهب صلفاً
إلى الهاوية.
نهاية
على ورق الحنين
سأكتب القصيدة
وأحضّر مأتماً
مهيباً للأغاني
الشعر
في الجهات جميعاً
ينتشر الشعر
متسللاً من الروح
إلى الفضاءات المشبعة بالنشيج
أصدقاء !
أيّها الأصدقاء الوالغون
في الخوف, والنميمة
لن أقدّم حرفاً من القصيدة
أو قطرة من النبيذ الجميل
نهوض
أنهض كما كل صباح
مليئاً بالغيوم, والمطر
ثم أنام ,منكسراً بالخيبة
والانتظار
احتضار
مزنراً بالحنين إلى صوتها
ألج الشتاء
محمولاً على نعش من الكلمات
المخضّبة بدم الوردة
ولون الجمر
ورقاد الرماد
فريتان24-1-2006
الرحيل في الأغاني
مهرجان
ليَ أن امضيَ في الصباح الوحيد
حاملاً وردها المختبىء في الغيمة
وبعض القلق المسائيّ
إلى مهرجان الوردة النائمة
في حضرة البكاء
حنين
حاملاً دهشة الطفل
وخوف الوحيد
في الليلة الباردة
أمضي في القصيدة
إلى الأغنية المسكونة بالحنين
سفر
أجهر وجلاً بأغنية الحنين القديم
ذاهلاً....أرحل في النشيد الموغل
في الصمت
ضائعاً, كنهر..يخبُّ في الصحراء
موغلاً في النشيج
انتظار
واحداً..واحداً
يرحلون
وأبقى,منتظراً
في النهار المختبىء في حروف القصيدة
صلاة
أمام بياضها
يسجد الكلام
وترفرف الأغاني
أمنية
الرياح المعربدة
في الحروف التائهة
في الفضاء
تشتهي غفوة أخيرة
على صدر الصخرة
الوحيدة في البرية
0
شغف
اليمامتان على الغصن
ترحلان ,في الهديل الصباحيّ
إلى عش دافىء في الأفق
وتشربان شهد الأغاني
ضجر
فنجان القهوة على الطاولة
والعكّاز المتكىء على الجدار
سينتظران كثيراً
في فضاء الغرفة الصغيرة
أغنية
صوتها الموغل في الرحيل
يخترق الليل إلى شرايين المسجّى
على رصيف الكلام
فينهض في النور
ويغنّي.
مواويل على قبرها
إلى الأجنحة التي نقصها دائماً
من سفر الحنين
إلى فضاء القفص
في هذا الليل
تنبت شوكة
وتجرح حلق الوردة
في مهرجانات الصخب
لايغيب إلاّ الصهيل
القهوة الباردة في الصباح
تنتظر الذي مضى
واعداً قلبه بالأغاني
العائد من رحلة الخوف
لم يجد شيئاً غ
غير الخواء,
فامتطى حصانه القصبي
مسرعاً صوب القفر
ممتلئاً بالنشيج
أيُّها الصباح, أيّتها الوردة
ينهض الصباح,متثاقلاً
كطفل غمرته الألعاب ـفي النوم ـ
يفرك عينيه لإستقبال الشمس
التي تركض في البريّة
يخنقه الهواء الثقيل,
فيعود إلى أحلامه ,مرّة أخرى
في صباح ما:
ستبقى د لّة القهوة باردة
جانب الموقد الغازيّ
العصفور على النافذة
ينتظر طعامه الصباحي
الشجرة,ظمأى لماء الضحى
الصغار سيشاغبون قليلاً
مترقبين القصص والأغنيات
والهاتف سيملّ الرنين.
والمقاطع الأخيرة من القصيدة
تنتظر القلم النائم في يده اليابسة
مع بقايا ابتسامة
على وجهه المغضّن
في الصباح الثلجي
لاأجد في جيبي
إلاّ بقايا قصيدة
وبعض الكلمات الهاربة
من الصقيع.
الأزهار الأولى على شجرة اللوز
تنتظر جاراتهاالخائفات
لتبدأ المسير نحو الربيع المختبىء
في الأكمام النائمة
الأيام التي مرّت
الأيام التي قد تمر
متشابهة
ماذا سأجد فيها
غير الحنين إلى الوردة
في مسار السراب!
جراح-
في مثل هذه اللحظة
يدرج الناس كالنمل
إلى مواعديدهم, وأحلامهم
بينما أقف في برد الصباح
حاضناً قصيدتي
وبعض الأحلام
والخيبات القديمة
والجروح الطازجة جداً
مطرقاً كمتّهم مكسور
ملوّحاً بالقليل من الجرأة
والكثير الكثير من الإنتظار
لفاجعتي القادمة.
كلّما خبأني الحنين
في صدره الدافىء
أرفع رايات البكاء القديم
وأنحني
تذرف السماء دمعها
في المساء المتاخم للوردة
فيضيء وجه الأرض
بالسنابل, ويرتفع النشيد.
مسرعاً في أزقّة العمر
يمشي الوقت
أسأل بالكثير من الغصّات
وشيء من الحرقة
لماذاااااااااا؟
( حتى أنت أيتها القرية الجاحدة)
كيف سمحت لسوسهم أن ينخر
أخشاب سقوفك المنحنية
ولغبائهم أن يجرف بيوتك الدافئة
ولركضهم المحموم وراء المال
أن يقتل (المرحبا) القديمة
الصاعدة مباشرة من القلب
أيّتها القرية الوادعة,استكانة, وخوفاً
سأبقى , مع الأيام القليلة الباقية
تاجاً على رأسك المتعب
وسأحاول ـ مااستطعت ـ
تضميد جراحك النازفة
عاشقاً أبدياً
لشمسك المتهادية في الضحى
على أوراق شجر الزيتون
والبقية من دلال القهوة المرّة
وزوّادات الحنين
أحنّ كثيراً
لخلافاتي الصغيرة مع(محمد)
ولخوف(فاطمة)
ولقهوة(العسكري)
وغضب(تاج الدين)
وأنتظر دائماً بزوغ نجمة (أيمن) على الشرفة.
رسالة مفتوحة إلى عزرائيل
أعطني ,فرصاً أخرى :أيها الجاحد
صحيح أنني حمّلتك كثيراً من الهموم
وكثيراً من الخيبات,
وكثيراً من الخوف
لكنني أستحق منك فرصة أخيرة,على الأقل
سأقتصد من كؤوس النبيذ
ولفافات التبغ
ولن أشاهد التلفاز
ولن أسمع الأخبار
فقد أضعت كثيراً من الوقت
سآخذك إلى سماء الكلام
وأصنع لك تاجاً من القصائد
لعلني أرقق قلبك بالغناء الشجيّ
وموسيقا الأشجار والعصافير
وأخبىء أحزاني عنك
جحود أصدقائي وأبنائي
وأسامح الأرض التي لم تحترم عرقي ودمي
وكل ما يعكّر صباحي الجميل
أيّها الحنون ,الصابر,المظلوم, المجدّ
اليقظ في النوم
أعطني فرصة أخرى ياصديقي اللدود
فهناك: الكثير من القصائد
والكثير من النبيذ
وهناك الكثير من الخوف
على وطني الحزين
والكثير من الإبتسامات
والأعراس
والضغائن
والكثير ,الكثير من المحبّة
نايات
أيتها القرى النائمة
آتيك مغمّساً بالنعاس,
ووحل أرصفة المدن الغارقة بالخوف,
أبحث عن رماد القصيدة في بساتينك,
وأنحني مرغماً لأشواك صبّارك النابت
في الحواكير الظمأى
أيّتها القرى الطالعة من غبش الرؤيا
ساعدي رئتيّ لتلما النهار الوليد
من حضن الغيوم المسافرة في الصباح الذاوي
كزهرة في الهجير.
أيّتها القرى النائمة
إنّها:
معبر الوحيد إلى الهاوية
وطن النوم الصعب
والعصافير المسافرة إلى البنادق.
الصخرة التي تسللت إلى صدري
الصخرة الملساء
لن تكتفي أبداً
قبل سحب النفس الأخير
كي تحتفل بانتصارها
في البكاء المسائي الأخير
تنبت وردة الحنين,
في وجهها الذاوي
فأعود مترنّحاً
إلى
هديل
اليمام
وحنين الصباح
لسفر موغل في الغياب
بعينين من الحنين
ووردة مرتعشة في مزهرية الخوف
تقطع امرأة الشارع
إلى موعدها القادم
في الصقيع
بفنجان القهوة,
وبقايا القلق المسائي
ووفرة من النبيذ
ينهض الصباح متثاقلاً
على عكاز من الحمّى
على بساط الرغبة
في الردهة الخاوية
إلاّ من البكاء
تنام امرأة
حالمة
ببعض الدفء
والكثير من الإندحار
في القاعات الزاخرة بالصمت
ينسلّ صوتها راعفاً
فترقص الجدران
ويتّقد موقد الذاكرة
النفق
بين ذاكرة الطفولة
المتروكة للصدفة
والأحلام المتوهجة
في الأيام الراكضة إلى الغياب
وبين ماسيأتي بلا استئذان
أتوه في النفق الطويل
مسرعاً, كالملسوع
متجنباً ـ مااستطعت ـ
الشراك المنصوبة
الشراك التي نصبتها الأيادي
التي كنت أظن أنّها رفيقتي لإجتياز العمر
بأقلّ ما أمكن من الخوف
وأكثر ما يمكن من المودّة
في النفق
سياط
وسكاكين
والكثير من الرثاء والجحود
وفي العتمة يختبئون
لكنني أشتمّ روائحهم
كذئب مطارد
ولاأكشّر عن أنيابي
يأخذني الخوف إلى الأغنية
يتأرجح صوتي متقطّعاً
مبهماً
فأزوغ من الأغنيةإلى النوم
أتجمّع في زاوية أافّ روحي بما جنيت من الخيبات
والقصائد,
لادفء
ولاأمان
ولاأحلام
أتابع ركضي المجنون
يطاردني الصمت الذي يلطأ
في زوايا نفسي التائقة إلى المحبة
أصدقاء
أبناء
صور عشق قديمة
تركض وراء جسدي المتعب
أدق الباب الآخر للنفق
مطارداً
وحزيناً
ينفتح على الهاوية
أطوّح جسدي بلا خوف
ولاندم
وأبدأ رحلتي الأخيرة.