الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصبابة **أبوفراس الحمداني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

الصبابة **أبوفراس الحمداني Empty
مُساهمةموضوع: الصبابة **أبوفراس الحمداني   الصبابة **أبوفراس الحمداني Icon_minitime7/6/2007, 15:54


هو الطللُ العافي ، وهــــاتا مَعَــــــــــالِمُهْ
فَبُحْ بهـــــــوى منْ أنت في القـلبِ كاتمه
وقد كنتَ ذا علمٍ بما يصــــــــــــنع الهـوى
وما جاهـــــــــــــلٌ شيئاً كمن هو عـالمه
ومن ذاق طـــعــم الحـــــب مـثلي ، فإنهُ
عليمٌ بأن الحــــــبَّ مُـــــرٌ مــطـــاعـــمـه
وما الغــــادة الحــســـناءُ صــــــيدت وإنما
أُذٍيل من الدمــــع المــــصــــون كَــــرَائمه
وما العيس ســـــــــــارتْ بالجآذر ، غُـدْوَةً
ألا إنما صــــــــــــــبري استقلت عــزائمه
وليس بذي وجــــــــدٍ فتىً كتم الهــوى ،
وليس بصـــــــــبٍ من ثــنــته لوائـــمــــه
وقــفــنــا فــسَــقَّــيْــنَــا المـــنازلَ أدمُعـاً
هــــي الوبل ، والأجــــفان منها غـمـائمه
وما الدمــــــــعُ يوماً ، ناقعاً مِنْ صــــــبابةٍ
ولو فــــــــاض حتى يملأ الأرض سـاجمه
وكان عــــظــــيماً عـــــــــندي الهجرُ مرةً
فلما رأيت البينَ هـــــــــــــــانت عـظائمه
وقد كان تنعاب الغــــــــراب مُـــخــــبـــراً
بوشـــــــكِ فــــراقٍ ، أو حــبيبٍ نصــارمه
فــمــا لِغــــــراب البــيـــن - لا درَّ دَرُّهُ ! -
ولا حــــمـــلـــتـــه رِيشُــــهُ وقـــــوادمـه
وما لِجــمــــال الحـــــي ، يومَ تحـــــملوا
تولت بمــن زان الحُــــلي مـــعـــاصـــمـه
لقد جــــــــــــــــــارت الأيام فينا بحكمها
ومن ينصف المظلوم والخــصــــم حـاكمه
وكيف تُرجى للكـــــــريم إفــــاقــــــــــــةٌ
إذا ما غــــــــدا يوماً وآســــــــيه كـالمه؟
ومن ســـــــــــــــالمَ الأيام وانقاد طوعها
فليس عـــجــــــيباً أن تلين صــــــــلادمه
فإني رأيت الدهــــــــــــــر أجـــــور حاكمٍ
ســـــــــــــواءٌ مُعاديه ، معاً ، ومـسـالمـه
سل الدهـــر عني : هل خضعت لحكمه؟
وهل راعـــــني أصــــــــلاله وأراقــمـه !؟
وهل موضــــــــــعٌ في البر ما جُبتُ أرضهُ
ولا وطِئته من بعيري مناســـــــــــــــمه؟
ولا شــســـــــــعت لما وردتُ نُجُــــــودُهُ،
ولا بعـــــــــدتْ أغــــــــوارهُ وتـهـــــائمه؟
وما صــــــحـــــــــــبتني قطُّ ، إلا مطيتي
وعـــضــــبُ حُــسـامٍ مخذمُ الحد صـارمهُ
وإن انفــــــــــــــراد المرءِ في كل مشهدٍ
لخير من اســـــــــــتصحاب من لا يلائمه
إذا نزل الخــطـــبُ الجـــليـــــل فـــــــإننا
نُصــــــــــــــــــــابرهُ حتى تضيق حيازمـه
وإن جـــــــاءنا عـــــــــافٍ فإنَّا مــعــاشـرٌ
نُشـــــاطــــــــرهُ أموالنا ونُقاســمــــــــه
بنينا من العلياء مـــــجــــــــداً مُــــشـيداً
وما شـــــــائدٌ مجــــــداً كمن هو هادمـه
ســــــلِ المجد عنا يعلمُ المــــــجـــدُ أننا
بِنا أُطِّــــــــــــدت أركــــــــــــانه ودعائمـه
أخي ، وابن عمي ( يا ابن نصرٍ ) نداء من
أقــيمت لِطـــــولِ الهــجــــــر منك مآتمـه
أودُّك وُداً لا الـــزمـــــــــــان يــبـــيــــدهُ ،
ولا النـــــأي يفنيه ولا الهـــجــــر صارمــه
ولو رمتَ يوماً أن تَرِيمَ صـــــــــــــــــبابتي
إليك ، أزال الشــــــــــــــوق ما أنا رائِمـه
فواعجباً للســــــــــــــــيف ، لما انتضيته
من الجفن لم يورق بكفك قــــــــــائمـه !
وواعـــــجـــــباً للطـــــــرف ، لما ركـــبته
غـــــــــداة الوغى كيف استقلت قوائمـه
بليثٍ ، إذا ما الليث حــــــــاد عن الوغى
وغيثٍ ، إذا ما الغيث أكْــــــدتْ سواجـمه
تعلمْ _ أقيك الســـــــــــوءَ _ أن مدامعي
لبُعدك ، مثل العِـــــــــقـــد أوهاه ناضمـه
وإني ، مذ زُمتْ ركـــــــــــــــابك للنوى ،
شديد اشتياق ،عازب القلب ،هائمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

الصبابة **أبوفراس الحمداني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبابة **أبوفراس الحمداني   الصبابة **أبوفراس الحمداني Icon_minitime10/6/2007, 06:01

هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.

استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.

كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره.

وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.
لماذا تأخّر سيف الدولة في تحريره؟


علم سيف الدولة أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.

ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.
أبو فراس الحمداني بين فكّي التاريخ
سقوط الفارس في ساحة الميدان


بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة (967) م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو ابن أخت الشاعر. وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه.

وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله. فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات.
أشعاره :


من آخر أشعاره مخاطبته ابنة أخيه:

أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنام إلى ذهـــابْ

أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ

نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ

قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ

زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ

ولكان لي عمّا سألت من فدا نفـس أبــيّهْ

وفي قصيدة أخرى إلى والدته وهو يئن من الجراح والأسر، يقول:

مصابي جليل والعزاء جميلُ وظني بأنّ الله سوف يديلُ

جراح وأسر واشتياقٌ وغربةٌ أهمّكَ؟ أنّـي بعدها لحمولُ

وأثناء أسره في القسطنطينية بعث إلى سيف الدولة يقول:

بمن يثق الإنسان فـيمـا نواه؟

ومن أين للحرّ الكريم صحاب؟

وفي قصيدة "أراك عصيّ الدمع" الشهيرة يقول:

أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر

أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟

نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ

ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ

إذا الليل أضواني بسطتُ يدَ الهوى

وأذللتُ دمعاً من خلائقهِ الكِبْرُ
كلمة أخيرة


أبو فراس الحمداني الشاعر والفارس الذي لا يهاب الموت عاني الكثير من سيف الدولة الذي خاف من فروسيته وشعبيته فأحبّ أن يبقيه في أسر الروم. أما نحن القراء فأمتعنا ما كتبه الشاعر من كتابة صادقة في الحب والفخر والرثاء والشكوى.

يقول:

لم أعدُ فـيـه مفاخري ومديح آبائي النُّجُبْ

لا في المديح ولا الهجاءِ ولا المجونِ ولا اللعبْ

ولما تحرر من أسره حاول ردّ اعتباره واستعادة مجده لكنّ يد الموت كانت أطول . وفي معركة غير متكافئة سقط شاعرنا ومات وهو يلفظ الشعر الصادق، فهو لم يكن يكتب الشعر للتكسّب مثل شعراء العصر العباسي وشعراء البلاط في عصرنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الصبابة **أبوفراس الحمداني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: إنتقاء الذهول :: تراث العرب-
انتقل الى: