الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ملامح من الأدب الفارسى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 12:50

رشيد يلوح

نشر في صحيفة التجديد، بعدد يوم: 4/5/2006 وعدد يوم: 11/5/2006

يقوم هذا المقال على نية كشف شكل خاص جدا من أشكال التعبير الشعري عند المسلمين، عرفوه منذ قرون في مشرق الأرض ومغربها، وجدناه يحضر في الشعر الأمازيغي قديمه وحديثه، كما وجدناه يروج بقوة في الشعر الفارسي يخدم قضايا الحكمة والمعرفة والإنسان، إنها تجربة عميقة في جذورها رائدة في أهدافها وممتعة في صورتها، إسلامية في هويتها، لاهي بشرقية ولاغربية، نغتنم هذه الفرصة لنقف معها من أجل الذكرى والتدبر.

حينما نتحدث عن اللغة فنحن في الحقيقة نتحدث عن الانسان هذا المخلوق الضعيف بأفراحه وأحزانه بإيمانه وكفره بسلامه وحربه بكل الهواجس التي تملئ صدره، العجلة والأنانية،الخوف من المستقبل والبحث الدائم الكنود عن الطمأنينة، لذلك تبقى لغته مترجما وفيا لمكنوناته وعوالمه الداخلية العميقة، وكما تترسب في باطنها الكثير من الآيات العجيبة تطفو على سطحها إشارات تفسروجهة الانسان.وإذا كانت اللغة كما يقال حصان الفكر والمعتقد، فماذا يعني ذلك الاقتراب الحميمي بين العربية ولغات الشعوب المحتضنة للإسلام؟

ماذا يعني ذلك الحنان الذي نسج بين لغات كثيرة واللغة العربية؟

لقد حقق الإسلام العظيم انسجاما رائعا بين اللغة العربية ولغات الشعوب التي استقبلته باعتباره الدين الجديد إذ لما تمكن دين الله من القلوب أذاب كل الحواجز التي عادة ما تقوم في وجه الوافد، ووجدت لغة القرآن في صدور المؤمنين من شعوب الإسلام الجديدة شوقا وترحيبا كبيرين، فانطلقت العقول في توليد كل ما تستطيعه من أشكال الإبداع المعبرة عن الانصهار في الاسلام وابتكار كل ما يعني الاستقواء بلغة القرآن، كلام الله ومعجزة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هناك معاني كثيرة في الحقيقة نستطيع الاحساس بها لكن يصعب كثيرا التعبير عنها وبسطها بوسيلة البيان، لأنها تختبئ في منطقة حساسة من الوجدان الانساني، المنطقة التي يلتقي فيها الايمان بالفكر والثقافة واللسان، يقول سبحانه وتعالى (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين).

وإنه لمن دواعي الاندهاش فعلا استمرار علاقة الحب بين اللغة العربية واللغات التي احتضنت الاسلام إلى يومنا هذا، علاقة حب لم تستتطع قرون الظلام والفتن والمكائد أن تطفئها وتفسد التحامها واندماجها. وهي العلاقة التي نلمسها في ارتباط العربية بالأمازيغية في الغرب والفارسية في الشرق. انصهرت هاتان اللغتان منذ قرون في الإسلام واستمر ارتباطهما بالعربية دون انقطاع، والذي يطلع على تاريخ اللغتين سيصادف المحاولات الحثيثة للأعداء من أجل سلخهما عن العربية وإحداث فصل بينهما، جهود ضخمة بميزانيات ومشاريع خيالية يتم صرفها، لكن النتائج تخيب آمالهم وبالتالي يعجزون في فهم سر ذلك الارتباط.

في هذا المقام سنحاول الوقوف مع الأمازيغية والفارسية في مظهرمن مظاهر انسجامهما مع العربية، وهو مشهد لغوي مثير للإنتباه، خاصة وأنه يرد بشكل متشابه في شعر اللغتين ليؤكد على مبدء القرابة والحميمية، وأبى الشاعرالمسلم الفارسي أوالأمازيغي إلا أن يعكس معاني تلك الحميمية والتزاوج بين لغة أرضه ولغة دينه، حميمية تغيب معها خلفية الانفصام والتقابل، إنها روح واحدة حلت في لغتين، تنساب في مفرداتهما كما ينساب الماء الزلال في تفاصيل المروج الزاهرة.



بين العربية والأمازيغية:

مع الشاعر بن عبد السميع الرسموكي:

استطاع الفقيه أحمد بن عبد السميع الذي عاش في أواسط القرن الحادي عشر الهجري أن يؤلف أشهر قصيدة زاوجت بين العربية والأمازيغية، ذكرت بعض المصادر أن مناسبتها كانت في أروقة إحدى المدارس العلمية بفاس حيث تبارى الطلبة السوسيون مع الفاسيين في نظم قصيدة لن يستطيع الطرف الآخر فهمها، فكانت هذه القصيدة من قريحة الطالب بن عبد السميع، إلا أن المختار السوسي رحمه الله استبعد هذه الرواية في موسوعته المعسول. وأيا كانت مناسبة هذه القصيدة فقد وفقت في تقديم العربية إلى جانب الأمازيغية في حلة جذابة وسياق شيق، إذ تحكي وقائع عاشها الفقيه عندما كان يتنقل بين القبائل في إحدى رحلاته، فهو يصف بمنتهى الدقة أحوال الناس من فقر مدقع وبخل و صراعات مختلفة.ولعل من أجمل ما أبدعه شاعرنا مطلع القصيدة الذي كان ثناء على الخالق سبحانه وتعالى ثم الصلاة على نبيه عليه وعلى آله الصلاة والسلام، قال:

اسم الاله في الكلام إيزوار(سابق)
وهو على عون العبيد إيزضار (قادر)(1)
وهو الذي له جميع تولغتين(الأمداح)
وهو المجير عبده من تومرتين (المتاعب)
وبعده على النبي تازالّيت (الصلاة)
أعظم بها أجرا ولو تاموليت (مرة واحدة)


لقد جمع الرجل هنا بين جمال المعنى ودقته، وتكامل الموسيقى وتناسب الإيقاع، ولا يخفى ما يستلزمه هذا العمل من الجهد والابداع، ولعل توفر أسباب الذهاب والاياب بين الأمازيغية و العربية وانتفاء العوائق النفسية والعقلية هو ما سهل الأمر على الرجل رحمه الله، لذلك نجده ينطلق بكل تلقائية ليمتع إخوانه الفاسيين بعرض أحداث رحلته التي استهلها بسبب خروجه في رحلته، قال:
سافرت دهرا ووصيفي وينزار (اسم خادمه)
في سنة قد قل فيها أنزار (المطر)
والقصد في السفر جوب تيميزار (البلدان)
والسير في خيامها و إيكيدار (الحصون)
فلم نزل نجوب أرضاف أكال (الأرض)
ونقتضي العجب ليلا و أزال (النهار)
حتى حللنا بعد سير أوسان (أيام)
في قرية يدعونها ب أورفان (اسم قرية)
أول ما رأته فيها تيطي (العين)
والظن في لومهم أوريخطي (غير مخطئ)
قوم عجاف نزلو بـ"تاكنيت" (كدية)
قد اقتنوا خوف الضيوف تايديت (كلبة)
وقد نزلنا عندهم تيووتشي(وقت المغرب)
وكلنا من أمسه أوريشي (لم يأكل)
ما رحبوا بنا ولا إيويندي (قدموا)
من القرى شيئا ولا أوسيندي (حملوا لنا)


ويستمر فقيهنا الشاعر في وصف محنته مع أولئك القوم دون أن يضعف تماسك اللغتين العربية والأمازيغية، وفي الوقت نفسه حافظت الصورة الشعرية على وضوحها ومتعتها.وقد يحير القارئ الكريم خاصة الذي يفهم المفردات الأمازيغية في أمرأي اللغتين تقدم الأخرى، هل الأمازيغية هي التي تقدم العربية هنا أم العكس؟ وبصيغة أكثر وضوحا: أيهما تخدم الأخرى في هذا المقام هل الأمازيغية أم العربية؟ لاشك أنه سؤال جدير بالتأمل، إلا أن جوابه في اعتقادنا يبقى حبيس قلب الشاعر ووجدانه، ذلك الطالب السوسي الذي هجر رسموكة في سوس نحو فاس في أحد الأيام من اجل امتياح العلوم، يطوي المسافات طيا سقطت معه الحواجز وعاشت فيه عناصر وجوده في سلام شامل.



مع قصيدة الغريب:

حصلنا على هذه القصيدة من خزانة المختار السوسي(2)، وهي لشاعر سوسي معاصر اسمه عبد الله بن إبراهيم البوبكري أنشدها عام 1995م، ويحكي هذا الرجل - الذي يبدو أنه تأثر بمنهج قصيدة ابن عبد السميع-معاناته خلال رحلة قطعها في القفار، ووصف فيها قساوة الطبيعة وشدة السفر وانعدام الزاد، وأشار إلى تباين معاملات الناس، كما أكد فيها على مضامين أخلاقية ووعظية، وتتميز لغة هذا النص باندماج أعمق بين العربية والأمازيغية.

يفتتح الشاعر البوبكري قصيدته بمطلع أثنى فيه على الله سبحانه وتعالى وقابل به مطلع ابن عبد السميع، يقول فيه:
الحمد لله القدير إزوار(سابق)
في قصة الغريب غكي نودرار(فوق الجبل)
وما جرى له غوبريد ياكوكني(الطريق البعيد)
والوعر والقفار دي إجرفني (والصخور)
في قصيدة القرابة والحميمية، التي تتعالق فيها لغتان لاتجمعهما إلا رابطة الدين، مضى شاعرنا الأمازيغي يسرد أحداث رحلته المضنية إذ يقول:

البرد في الجبال إنساكيسني (بات فيه)
والحر في السهول إكلا كيسني(ضل فيه)
وقد يبيت خائفا إغ إجلا (إذا ضل الطريق)
في سبسب الخلاء زوند إغ إخلا (كالمجنون)
كم سار وحده إمون ديسفني (مشى بجانب الوديان)
يشرب ماء باردا أرفني (حتى منطقة إسمها إفني)
ورب ليلة قضاها غودرار نتبقال(في جبل تبقال)
قضاها فوق ربوة زند أيلال (مثل الطائر)
ورب أخرى بتلات نغ أكدال(في رابية أو روض )
بقرب عين ماؤه زوند أسلال (مثل )


نلاحظ أن النص يستعمل مفردات طبيعية وجغرافية متنوعة بشكل متناوب بين العربية والأمازيغية، ونفس الشئ نلاحظه بالنسبة لتوظيف الأفعال والأسماء والحروف، وهذا من ناحية يؤكد مسألة انصهار اللغتين في بعضهما البعض، ومن ناحية أخرى يكشف تمكن الشاعر من اللغتين و مرونته في التعامل معهما والتنقل بينهما شكلا وروحا، الأمر الذي يعكس جانبا من وجدان الانسان الأمازيغي المسلم الذي سقي بماء التوحيد واستغلظ واستوى على سوقه بشمس الاسلام الساطعة، لا حدود هناك ولا وسائط. بعد تصوير الرجل لمشاهد تنقلاته البرية الصعبة، يمر إلى مرحلة أخرى يصف فيها وضعه وحالته النفسية في إحدى ليالي الغربة الموحشة، يقول:

كم ليلة أضاعها في أخربيش (في خربة)
حول الرماد أور إديل أور إفريش(بدون غطاء ولا فراش )
وشمعة بقربه أركاتلا(تبكي)
في ليلة مظلمة أرد يس يلا (يبكي معها)
وخلافا لحالة الشاعر بن عبد السميع التقى الشاعر البوبكري في رحلته أناسا كراما ولئاما، فكان يتأرجح بين مقامي المحبة والكراهية، فعبر عن ذلك قائلا:

وللكريم أفوس إكان أومليل (يدا بيضاء )
عليه في الغربة حتى أمزيل( الحداد )
فمعشر الكرام هان حبنتي (يحبونه)
ومعشر اللئام هان كرهنتي (يكرهونه)
وفي النهاية يودعنا شاعرنا السوسي، بموعظة حسنة قال فيها:

عليك بالفعل الجميل أكرا (ياهذا)
فإن ذلك إفولكي بهرا(جميل جدا)
قد انتهى بحمد الله أفلان (يافلان)
لعل ربنا يهدي يان إجلان(الضال)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 12:53

متـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابعة

فارسية في ثوب عربي:

يقوم هذا المقال على نية كشف شكل خاص جدا من أشكال التعبير الشعري عند المسلمين، عرفوه منذ قرون في مشرق الأرض ومغربها، وجدناه يحضر في الشعر الأمازيغي قديمه وحديثه، كما وجدناه يروج بقوة في الشعر الفارسي يخدم قضايا الحكمة والمعرفة والإنسان، إنها تجربة عميقة في جذورها رائدة في أهدافها وممتعة في صورتها، إسلامية في هويتها، لاهي بشرقية ولاغربية، نغتنم هذه الفرصة لنقف معها من أجل الذكرى والتدبر.

قدمنا في الأسبوع الماضي الجزء الخاص باللغة الأمازيغية مع العربية إذ عرضنا أبيات شعرية تؤكد حالة انصهار اللغتين برهانا على حقيقة تشرب الروح الأمازيغية للغة القرآن وتجاوبها مع معاني الإسلام دون أدنى عقدة أو حاجز روحي، نفس الشئ نلمسه في علاقة الفارسية بالعربية، وهو ما نعرضه اليوم في هذا المقام:



تدرج في الاندماج:

في الوقت الذي استقبلت فيه الأمازيغية العربية في المغرب، كانت الفارسية تعيش عمرا جديدا إلى جانب لغة القرآن في المشرق، فبعد دخول الاسلام إلى بلاد فارس أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في كل المجالات الحيوية، وتفاعلت معها اللغة الفارسية البهلوية التي استمدت عناصر كثيرة من العربية، فسميت فيما بعد بالفارسية الدرية نسبة إلى(دربار)أي البلاط الذي اضطر الشعراء الفرس إلى القاء قصائدهم المدحية فيه بلغة يستطيع فهمها الخلفاء والأمراء، ومنها ولدت الفارسية الجديدة المتداولة اليوم في إيران والتي تشكل الكلمات ذات الأصل العربي ستون بالمائة من مجموع كلماتها.

هذا اللقاء المتدرج بين العربية والفارسية عرف مراحل مشرقة عبر عنها الأدباء المسلمون الفرس خاصة من القرن الخامس إلى التاسع الهجري من خلال نصوص رائعة بقيت شاهدة على مدى إخلاص مؤمني بلاد فارس وتعلقهم بلغة الدين الذي أخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهاهي نصوص الجامي وحافظ ومولانا وسعدي والعطار وغيرهم من الشعراء أرباب الحكمة والعرفان تقدم العبقرية والسمو في اندماج لغتين كانتا حتى الأمس بعيدتين عن بعضهما بكل مايحمله البعد من معنى.



مطلع عربي لقصيدة فارسية: دأب العديد من الشعراء المسلمين الفرس على استهلال قصائدهم بكلام عربي جميل غالبا ما يكون ثتاء عن الله سبحانه وتعالى وصلاة على نبيه وآله عليهم الصلاة والسلام، تماما كما يفعل إخوانهم المسلمون الأمازيغ، ومن تلك المطالع ما أنشده الشاعر العارف عبد الرحمان الجامي الذي عاش في أواخر القرن التاسع الهجري، إذ يحمد الله سبحانه وتعالى، ثم يشير إلى أنه لافائدة من كثرة الكلام والأفضل له السكوت، يقول الجامي:

به صفات الجلال و الاکرام
لله الحمد قبل کل کلام
هيج سودي نديده، جند زيان؟
جامي از كفت و كو ببند زبان
أما شاعرالغزل والأخلاق في القرن السابع الهجري سعدي الشيرازي، فيفتتح إحدى قصائده بالثناء والحمد، مازجاالعربية بالفارسية، امتزاج اللون بالماء و العطر بالهواء:

ثنا و حمد بي‌ بايان خدا را
(الحمد والثناء لله بلا نهاية)
كه صنعش در وجود آورد ما را
(الذي أبدع في صنعنا)
الها قادرا بروردكارا
(إلاها قادرا ربا)
كريما منعما آمرزكارا
(كريما منعما غفورا)
جه باشد بادشاه بادشاهان
(ماذا يساوي ملك الملوك)
اكر رحمت كني مشتي كدا را
(إذا رحمت ياربي عبدك الفقير)
الشاعر حافظ الشيرازي رمز الشعر الغزلي الصوفي، لا يكاد يخلو بيت إيراني اليوم من ديوانه الذي عادة مايستخدم لقراءة الطالع، والذي اختار له مطلعا يخاطب فيه الساقي و يخبره بأن الحب يبدو سهلا في بدايته لكنه لايلبث يقع في شباك المشاكل، ثم يقدم صورة غزلية يهب فيها نسيم الصبا وترتخي معه ظفيرة المعشوق المعطرة وهو المشهد الذي أذهل قلوب الناظرين.يقول حافظ الشيرازي:

الا يا أيها الساقي أدر كأسا و ناولها
كه عشق آسان نمود أول ولي افتاد مشكلها
به بوي نافه‌اى كاخر صبا زان طره بكشايد
ز تاب جعد مشكينش جه خون افتاد در دلها




معنى عالي في لغتين متعاونتين:

عرف الفرس عبر التاريخ بقوم الحكمة والعاطفة، ويكفي لك أن تلقي نظرة على آثارهم الفكرية والروحية الضخمة لتكتشف أن القوم خزائن للمعاني، لذلك اشتهر بينهم شعر الحكمة والعرفان والأخلاق،ولاعجب أن تجد المواطن الإيراني البسيط ينشد أبياتا للشاعر حافظ أو سعدي للتعبير عن مشاعره وخواطره.

وقد استفاد أولئك الشعراء الذين يعتبرون اليوم رموزا للثقافة الفارسية من العربية، ووجدوا في لغة النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم ما يحتاجونه من مفردات لغوية ومعنوية لتبليغ معانيهم الدقيقة، ونظرا لعدم كفاية المجال سنكتفي بذكر نماذج فقط لذلك التلاقي العجيب بين العربية والفارسية. عندما أراد سعدي مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنشد أبياتا غلبت عربيتها فارسيتها، فقال:

كريم السجايا جميل الشيم
نبي البرايا شفيع الامم
امام رسل، بيشواي سبيل
امين خدا، مهبط جبرئيل
شفيع الورى خواجه بعث ونشر
إمام الهدى صدر ديوان حشر
نلاحظ كذلك أنه تكثر في ثنايا الشعر الفارسي أبيات عربية تشرح مضامين سابقتها الفارسية أو العكس، الأمر الذي لم يرد في التجربة الأمازيغية السوسية.في هذين البيتين لشاعر العرفان الكبير مولانا جلال الدين الرومي توضح الفارسية المضمون العربي كما يلي:

وقطر على قطر إذا اتفقت نهر
ونهر على نهر إذا اجتمعت بحر
اندك اندك بهم شود بسيار
دانه دانه است غله در انبار
أدر لي راح توحيد ألا ياأيها الساقي
أرحني ساعة عني وعن قيدي وإطلاقي
به جام صرف توحيدم بدان سان محو كن از خود
كه از فانى شوم فانى وباقى شوم باقى
وعادة عندما يشتد حال العاشق تخونه اللغة ونادرا مايجد بين آلاف الكلمات ما يلبي غرض البوح، إلا أن شاعر الغزل سعدي الشيرازي وجد في جعبة العربية مايكفيه إلى جانب لغة أرضه وأجداده، فانبرى يصف حاله عندما عجز القلم عن رسم الصورة الكاملة للذي أرقه وشغل قلبه، كما أن أوراق دفترالألم في قلبه المجروح لن تنتهي أبدا حينما تسجل أوصاف الحبيب ولو أضافوا إليها أوراق الأبد، ونلاحظ هنا تكاملامرنا بيت اللغتين كما سبق أن وقفنا عليه بين الأمازيغية والعربية، تكامل يتحول عند لحظات الذروة إلى ذوبان تغيب معه الفوارق والحواجز، يقول سعدي:

به قلم راست نيايد صفت مشتاقي
سادتي احترق القلب من الاشواق
نشود دفتر درد دل مجروح تمام
لو اضافوا صحف الدهر الى اوراقي
وقد تجنب سعدي لوقت طويل وارد الحب إلا أنه يهجم في لحظة، فيهيم شاعرنا مصورا نفسه بشمعة تحترق أمام المعشوق، فالحب قد قام بينهما منذ الأزل فلا داعي للتراجع، والروح شئ رخيص فداء للذي ملئ القلب،وإلا فما ذا يساوي الدرهم في يد الكريم المشهور حاتم الطائي؟ هذه هي المعاني التي سكبها سعدي مناصفة في العربية والفارسية، حين قال بلسانه:

عمرها برهيز مي ‌كردم ز عشق
ما حسبت الان إلا قد هجم
خلياني نحو منظوري أقف
تا جو شمع از سر بسوزم تا قدم
در ازل رفتست ما را دوستي
لا تخونوني فعهدي ماانصرم
بذل روحي فيك امر هين
خود جه باشد در كف حاتم درم
يلتمس سعدي من اللائمين العذر لأن جرح الحب قديم في وجدانه، مشيرا إلى أحد المعاني الصوفية التي تعتبر التجرد من العوالق المختلفة شرطا لتحقيق المحو أي التجرد من الحجب والوقوف على حقيقة الدنيا، وهذا يفيد أن الرجل يمزج في غزله بين غزل المرأة و الحب الإلاهي، وهذا من خصائص شعر سعدي الشيرازي الذي عرف بالجمع بين المتناقضات مما يحير الدارسين في شخصيته الإبداعية، عكس الشاعرين مولانا والعطار اللذان تخصصا في شعر الحب الإلاهي، يقول شاعرنا:

كر بنالم وقتي از زخمي قديم
لا تلوموني فجرحي ما التحم
ان ترد محو البرايا فانكشف
تا وجود خلق ريزي در عدم
ثم يخاطب الذين نصحوه بالصبر والتعقل لأن الحب يهدم العقل، مؤكدا أن اللائم عادة لايحس بألم العاشق، ليدعو نفسه في النهاية إلى بذل الروح عند قدم المحبوب لأن الأماني لابد أن تغتنم، فينشد سعدي الشيرازي هذه المضامين العربية الفارسية بتلقائية وصدق بارزين قائلا:

عقل و صبر از من جه مي‌ جويي
که عشق كلما أسست بنيانا هدم
أنت في قلبي ألم تعلم به
كز نصيحت كن نمي‌ بيند الم
سعديا جان صرف كن در باي دوست
إن غايات الأماني تغتنم


خاتمة: كان غرضنا في هذه الوقفة المتسرعة أن نوجه نظر قارئنا إلى إحدى الظواهر العجيبة في التراث اللغوي الإسلامي شاهدناها في الفارسية والأمازيغية، وهي ظاهرة تعلق اللغات الأصلية باللغة العربية، واحتفائهن بها بفسح المجال للغة القرآن للمشاركة والتفاعل في أدق وأرقى مجالات الوجود الإنساني:الفكر والقلب لتحقيق أكبر وأوضح فرص للتواصل، كانت هذه المحاولة إشارة فقط وإلا فالأمر يستحق الدراسة و علم المقارنة من أجل خلاصات علمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 12:56

الشاهنامة
هو الحكيم ابوالقاسم الفردوسي، أكبر شاعر ملحمي فارسي، و أحد المع وجوه الأدب في العالم. ولد بطوس الايرانية في أسرة اقطاعية، إسمه المنصور بن الحسن.. ولد بين 324 ـ 329 هـ و توفي في 1411 و 416 هـ.
لقد شهد هذا الشاعر بداية انقراض الاسرة السامانية التي يقول المؤرخون إن ملوكها ينتسبون الي بهرام جوبين القائد الساساني. و كانت هذه الاسرة تبدي رغبه عظيمة في إحياء ما لا يتعارض مع الإسلام من السنن و الآداب الايرانية القديمة، لقد عاش الرجل في بيئة تحض على الإسلام من جهة و على النزعة نحو التراث من جهة اخرى. و لاشك ان هذا قد ترك تأثيراً كبيراً عليه، و خلق لديه تعلقاً منقطع النظير بالحضارة الفارسية القديمة .
الشاهنامة
تعتبر شاهنامة الفردوسي احدى روائع الأدب و الفن في العالم، و ديوان من الملاحم و القصص و الفنون الأدبية و الفلسفية و الحكمية نظمت بحيث أصبحت تاريخاً لشعب متمدن قديم، و صوّرت مختلف جوانب حياته عبر العصور القديمة: أهدافه، آماله، انتصاراته، محنه، أخلاقه، عاداته، تقاليده، عقائده؛ مسجلة كافة الملاحم الإيرانيةالقديمة.
لقد جمع الفردوسي في 60 ألف بيت أهم الاساطير الايرانية القديمة و عرضها عبر أسلوب رائع و إطار مدهش و إيقاع أخاذ، حتى أصبح هذا العمل الأدبي الكبير مصدر الهام لعدد كبير من الشعراء و المفكرين عبر العصور.
و أسلوب بيان الفردوسي في الشاهنامةبسيط و واضح و موجز و بعيد عن التزويق اللفظي و الحشو الزائد الممل. و ظهرت القصص في الشاهنامة ـ و التي كانت منثورة في الأصل ـ في أدق صورة و أجمل بيان كما حافظت على سلامتها التأريخية ... و لعل الذي حافظ على شاهنامة الفردوسي من الانقراض والضياع ـ كباقي الشهنامات ـ هو قوة بيانها و جزالة عبارتها.
و الشاهنامةليست كتاب قصه و تاريخ و أدب فحسب، بل نراها تطرق أيضا أبواب الفلسفة، و الأخلاق و الحكمة، و العقائد و غيرها. كما أنها لم تقف عند موضوع معين، و لم تتقيد بتصوير جانب واحد من جوانب الحياة، فهي تصور لنا و بأجمل ريشة و أروع كلمة الرسوم و الآداب الفارسية القديمة كالزواج و الوفاة، و الاحتفالات، و مآدب الضيافة، و آداب المعاشرة، و آداب السفارة، و مراسم الصيد، و التدبير و الحيلة في الحرب، و معاملة الاسرى، و طريقة استخدام الاسلحة، و أسلوب كتابة الرسائل، و علاقات الشعوب القديمة ببعضها، و غيرها من الامور ..
ولم تترك الشاهنامة تأثيرها على الأدب الفارسي فحسب، بل نفذت إلى الأدب العالمي ايضاً و تركت بصماتها عليه. و قد ترجمت إلى اللغة العربية في مطلع القرن الهجري السابع (620 ـ 626 م) من قبل الفتح بن علي البنداري. و منذ القرن 18 م ترجمت الي مختلف اللغات العالمية كالانجليزية و الفرنسية و الالمانية و الروسية و الايطالية و الهنغارية و الدانماركية و التركية و الارمينية و الجورجية..
و قد تأثر بالشاهنامةالشاعر الالماني هنري هافيه و الشاعر الفرنسي فيكتور هيجو، وقام الشاعر و الكاتب الفرنسي لامارتين (1790 ـ 1869 م) بشرح قصة رستم، احدى قصص الشاهنامة، فيما اثنىالشاعر الالماني غوته عليها.
و تضم الشاهنامة أربع اساطير طويلة حافلة بالمأساة و الألم أو ما يعبر عنه اليوم بالتراجيديا: ايرج، رستم و سهراب، رستم و اسفنديار، سياوش. و القصص الاخرى يمكن أن يعبّر عنها بالدراما مثل: فريدون و الضحاك، زال و رودابه، بيجن و منيجة.
..من أساطيرالشاهنامة تلك التي تتحدث عن شخص يدعى «جمشيد» كان يدعو الناس إلي الله، فقبض عليه سلطان جائر يدعي الضحاك فقتله. و قبّل ابليس كتفي هذا السلطان فظهر علي كتفيه ثعبانان كان غذاؤهما أدمغة الناس. فراح السلطان يقتل في كل يوم شخصين ليتغذي الثعبانان على دماغيهما. فكان من ضمن من قتل رجل يدعى «اثبين» و هو من سلالة الملوك، مما دفع بزوجته وولده «فريدون» إلى الهرب خوفاً من سطوته و الإحتماء بجبل «البرز». و كان هناك رجل حداد يدعى كاوه له ثمانية عشر ولداً قتل الضحاك 17 منهم، فتمرد ضد السلطان و دعا الناس إلى الثورة عليه، فانضم إليه خلق كثير و اتجهوا نحو جبل البرز و أمّروا فريدون عليهم، و تمكن فريدون من الإطاحة بالضحاك و تقلد زمام الأمور بدلاً منه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 12:58

ملامح من الأدب الفارسى 67281
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 13:01

احتل کتاب الشاهنامة أعظم عمل ملحمي في الأدب الفارسي لشاعره ابو القاسم فردوسی المرتبة الخامسة من حيث المبيعات في العالم، بحسب الاحصائية التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الامیرکیة.
وقد كسب كتاب "اما بعد" لمؤلفه آليس مك درموك المركز الأول وحصل كتاب "جميع أبناء العمه هاغر" لادوارد بي جونز على المركز الثاني، فيما نال "حلم حياة سوخانوف" لأوغيلا غورشين على المرتبة الثالثة. وتعتبر الترجمة الانجليزية للشاهنامة والتي انجزها مؤخرا" ويك ديفيس"، هي الأكثر دقة وأمانة في نقل أحد أعظم الانجازات الأدبية باللغة الفارسية. ان صدور الترجمة العربية للشاهنامة والتي أنجزها المترجم "عبد الله عزام" عام 1932، دشنت فصلا جديدا من فصول العلاقة بين الأدب العربي والفارسي خصوصا وأنها قدمت للقارئ العربي واحدا من ألمع نماذج الأدب الملحمي العالمي، وعملا أدبيا تجلت فيها العاطفة الانسانية في تباين أحوالها وتقلباتها. وقد فقدت الشاهنامة اهتمام القراء العرب في السنوات الأخيرة بسبب التشويه الذي تعرضت له من قبل الشوفينيين العرب وتحريف الكثير من مضامينها، مما حال دون صدور طبعة او ترجمة لهذا العمل الأدبي الخالد، اضافة الى عامل الجوار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 13:03


النيل والفرات:
تقول الشاهنامة بأنه في البدء، تلك العالم كله تلك يدعى جيو مرت، وقد خصه الله بعناية فائقة، فبالإضافة غلى قوته وشهامته، حباه الله جمال الوجه وببهاء الطلعة. وجعل مركز إقامته في الجبال، ومنه انتشرت الحضارة في العالم. وارتدى جيومرت جلد النمر، فكان سبّاقاً في هذه البدعة، لأن الثياب كالطعام تماماً لم تكن قد عرفت بعد. كان جميع الإنس والجن يخضعون لمشيئته،فازداد عظمة وجبروتاً مما أدى إلى انبثاق الديانة.


وكان لجيومرت الملك، ابن يدعى سيامك، أحبّه حباً جمّا،ً وربّاه تربية جديرة بالملوك، فمحافظاً عليه، مبعداً إياه عن كل أعمال الجن والسحر، فلما نشأ وظهرت منه بوادر السلطنة، ظهر له عدو من الجن، أخذ يتتبع تنقلاته وأفعاله، قاصداً إهلاكه. فلما علم بذلك قرر محاربة ذلك الجني، فنزل لملاقاته لابساً جلد النمر. لكن الجني سرعان ما أنشب مخالبه في صدر سيامك، فأرداه قتيلاً غير آبه بجمال منظره، وجلال طلعته، وملك أبيه الواسع.

علم ملك الملوك جيومرت بموت وحيده، فحزن عليه حزناً شديداً وتدفقت مشاعره أنيناً متواصلاً، وزفيراً ملتهباً، ودموعاً ساخنة جرت الدماء. وجاء جميع القوم يشاركونه فجيعته، وبقي على تلك الحال سنة كاملة. وكان لسيامك ولد يدعى أوشهنج، سلمه جده مقاليد الزعامة والحكم. وقررا معاً مقاتلة الجن على رأس جيش مؤلف من الجن والحيوانات الضارية والأليفة. وبعد معركة ضارية جرت بينهما، استطاعت الوحوش الفتك بالجني وأردته قتيلاً. وبذلك يكون الانتقام لدم سيامك قد تم على أكمل وجه.

مات جيومرت بعد ثلاثين سنة من الملك، وبقي أوشهنج ملكاً، ذا رأي رصين، محافظاً على سمات العظمة التي انتقلت إليه عبر أسلافه، ذات يوم بينما كان أوشهنج على سفح أحد الجبال، ظهرت له حبّة عيناها كبرك الدم، ولهيبها دخان أسود يغطي العالم بدكنته، فتناول حجراً، ورماه بها لدرء خطرها، فاصطدم الحجز من قوة الضربة بصخور الجبل وأحدث باصطدامه شعلة متوهجة. فأفلتت الحية، وكانت النار شر أوشهنج باكتشافه، فسجد شاكراً ربه تعالى على تلك النعمة، متخذاً النار قبلة، وهذا سبب تعظيم النار عند القرى.
وهكذا تمضي الملحمة في أحداثها كاشفة عن الأصل معتقدات الفرس، ومنشأ عاداتهم وتقاليدهم. والتي ما زالت متداخلة مع معتقدات القرى إلى يومنا هذا. والملحمة هي عمل أدبي للشاعر الفارسي الفردوسي، وهي كإلياذة وأوديسة الشاعر الإغريقي هوميروس واينادة الشاعر الروماني فرجيل وملحمة الهند الكبرى المهابهاراته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/6/2007, 13:20

منقووووووووووووووووووووووووووووول
___________________________
دراسات مقارنة في الادب الفارسي والاداب الاخرى عنوان هذه الحلقة: الشاهنامة وتأثيرها على الاداب العالمية.… لقد أخذ حديث الشاهنامة يجرنا وراءه وكانه سحرنا حتى لا نكاد نخرج من موضوع حتى نقع في آخر يجر وراءه حديثاً شيقاً آخر وهكذا قطعنا مسافة أو مساحة ثلاث حلقات من هذا البرنامج ونحن مازلنا نتجول في أروقتها هذا ولم نحاول حتى الآن الدخول في مقصوراتها و سرادقاتها وقاعاتها الفارهة المدهشة. وفي هذه الحلقة وقد تكون الاخيرة من جولاتنا في الشاهنامة، نسلط الضوء على مشاهد من الاداب العالمية التي تاثرت بالشاهنامة فاستقى شعراؤها وكتّابها من معين هذا الاثر الخالد الذي لا ينضب.وفي هذا المجال الواسع نحاول أن نتطرق إلى نماذج من تأثير الشاهنامه على الاداب الاخرى ومعنا في الاستوديو، خبير البرنامج، الدكتور عباس العباسي استاذ الادب العربي والخبير باللغة الفارسية و آدابها، نحييه … ـ اهلاً و سهلاً دكتور عباسي اهلاً و سهلاً بكم وتحية إلى مستمعينا الافاضل.
سؤال: … نعلم أن للشاهنامة تأثيراً كبيراً على كثير من الاداب الأخرى ولا سيما في مجال الادب القصصي والملحمي، فهل من الممكن الإشارة إلى بعض هذه المواضع التي تركت الشاهنامة بصماتها عليها؟ـ بسم الله الرحمن الرحيمإن اسلوب الشاهنامة السهل الممتنع جعل منها ملحمة تنتشر بين اوساط الايرانيين. فتناقلوها على الشفاه وحفظوها في الصدور. أما على الصعيد العالمي فقد انتشر صيتها انتشارا واسعاً.
سؤال: لاشمك أن للترجمة التأثير الاول في هذا الإنتشار، لكن قبل الترجمة هل ثمة من تأثير بالشاهنامة؟ـ نعم هناك من احتضن الشاهنامة قبل ترجمتها، من الشعوب الاخرى التي كانت الفارسية قد انتشرت بينهم، كالترك في آسيه الصغرى، وفي الهند، وغيرهما.أما الترجمة فهي وسيلة بالغة الاهمية في انتشار العلوم بين الشعوب والشاهنامة مع حجمها الكبير ومقدارها الخطير قد تلقتها أيدي ذوي الذوق الادبي فترجمت الى عدة لغات بل الى جميع اللغات الحية العالمية، قديماً وحديثاً. فاؤل ترجمة تمت للشاهنامة باللغة العربية قام بها الفقيه قوام الدين فتح بن علي البداري خلال السنوات ستمأة وعشرين حتى ستماءة واثنتين واربعين هجرية في دمشق.اما باللغة التركية، فقد قام الشاعر التركي على أفندي بترجمة الشاهنامة شعراً منظوماً عام 916 (تسمعائة وستة عشر هجرية) وهناك ترجمات لكل الشاهنامة أو أجزاء منها، باللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والاسبانية والدنماركية واللاتينية والبولندية والمجرية والسويدية والأرمنية وغيرها …
سؤال: وما هي اشهرها؟
جواب: اشهرهذه الترجمات، للشاهنامة بكاملها، هي ترجمة (تشاك) باللغة الالمانية وترجمة (جول مول) باللغة الفرنسية وترجمة (بيتزي) باللغة الإيطالية. وهناك ترجمات لأجزاء من الشاهنامة أشهرها ترجمة (ژوكوفسكي) لقصة (رستم وسهراب) باللغة الروسية شعراً.
سؤال: هذا عن ترجمات الشاهنامة، وماذا عن تاثيرها في اللغات الأخرى؟
ـ نعم وهذا هو موضوع هذه الحلقة، ولنبدأ بتأثير الشاهنامة في اللغة العربية، ونأخذ على سبيل المثال، تاثيرها في تاريخ الطبري.فإذا نحن قارنا ما ورد عن الملوك الاسطوريين القدامى في تاريخ الطبري وما ورد عنهم في الشاهنامة، ندرك أن المسلمين أخذوا هذه الأخبار عن مصادر منها الشاهنامة. ونذكر هنا ما جاء في تاريخ الطبري عن ثاني ملوك الفرس الاسطوريين وهو (أوشهنج) اي (هوشنگ) بالفارسية، يقول الطبري (…. هو أول من قطع الشجر وبنى النباء أول من استخرج المعادن وفطّن الناس لها وأمر أهل زمانه باتخاذ المساجد … ) ثم يقول: وأمر بقتل السباع الضارية واتخاذ الملابس من جلودها والمفارش ثم يقول: (قالت الفرس: إن أوشبهنج هذا و‘لِدَ ملكاً وكان فاضلاً محموداً في سيرته وسياسة رعيته … وكان ملكهاربعين سنة) أما الفردوسي فقد جاءت قصة اوشهنج في شاهنامته على النحو التالي: نستخرجها من (الترجمة العربية) للبنداري. (ملخص القول) (ثم ملك (ذوشهنج وتسنم سرير المملكة … وكان ذا رأي رصين وعقل رزين وهو اول من استخرج النار والحديد من الحجر).والإستخراج النار اسطورة هي (أنه رأى يوماً في بعض مخارم الجبل حية تتوقد حدقتها في محجرها كجذوة نارٍ تشتعل في غار فأخذ (أوشهنج) حجراً فرماه به فأخطأ، ووقع الحجر على ألف الجبل فتشعشع منه شعلة نارٍ أعجبته … فخر لله تعالى ساجداً فاتخذ النار قبلة وذلك مبدأ تعظيم النار عند الفرس (قديماً) ويقول الفردوسي في ما قال عن قصة (أوشهنج) ثم أنه اتخذ الات الحديد من الفوس والمناشير وغيرها… واتخذ من جميع البهائم كل نوع يصلح للعمل من البقر والحمير وغيرهما وسخرها الله له. واستلان جلود الثعالب والسنجاب والسمور وأمر بسلخ الجلود للملابس والمفارش الخ… )وكانت مدة ملكه أربعين سنة.وهكذا نرى كيف استقى الطبري أخباره من أخبار الشاهنامة.
سؤال: وماذا عن اللغات الأخرى، لأننا نخشى‹ أن يدركنا الوقت قبل أن نستوفي حق هذا البرنامج.ـ هذا صحيح وأنا أحاول أن ألخص ما تبقى من موضوع التأثير هذا.اما عن تاثير الشاهنامة على الادب التركي، فكان الادب الفارسي منذ عهد الشاعر الكبير مولانا جلال الدين الرومي، منهلاً عذباً للأدب التركي. وقد ظل الادب التركي متأثر اعمق التأثير بالادب الفارسي، وفي العصر العثماني منذ بدايته كان الشعراء الاتراك ينسجون على منوال الشعراء الايرانيين. ولم ينفصلوا عن هذا التراث الفارسي إلّا حين اتصلوا بالغرب في القرن التاسع عشر. وعن مدى هذا التأثير ما يجدر ذكر: كان السلطان قانصوه الغوري من سلاطين المماليك في اوائل القرن العاشر الميلادي، دعا شاعراً يدعى شريفاً من سلالة الرسول صلى الله عليه وآله ـ كما يذكر هو ـ وقدم السلطان نسخة من الشاهنامة ليترجمها إلى التركية، فقال الشاعر: بان السلطان يعرف الفارسية خيراً من أهلها، قال السلطان إنه يود أن تبقى الترجمة ذكرى على مدّ العصور. وقد أتى الاستاذ جيب على هذه الترجمة في كتابه (تاريخ الشعر العثماني) ويحدثنا صاحب كتاب (كشف الظنون) الحاجي خليفة، عن شاهناماتٍ تركية نظمت في وقت مبكر من تاريخ الادب التركي على نمط شاهنامة الفردوسي. وقد شهد عصر السلطان سليمان القانوني اهتماماً بالغأ في نظم التاريخ شعراً وكان قد أنشأ منصباً لشاعر في قصره وكان صاحب ذلك المنصب يدعى (شاهنامجي) أين ناظم تاريخ الملوك.
سؤال: وهل نرى نفس التاثير على الادب الهندي؟- وهل تأثر الادب التركي من الشاهنامة والادب الفارسي حملك على السؤال؟ أم خليفة العلاقات الثقافية بين ايران والهند ذكرتك بهذا.
ـ المذيعة: في الحقيقة كلاهما، وأن العلاقات الايرانية الهندية، في مجالات الادب حريّة بان تدرس.
ـ الخبير: ولكن ليس في هذه الحلقة.ونكتفي بالقول هنا، أن سلالاتٍ من الملوك لاسيما بعد انتشار دين الاسلام في الهند كانت تستخدم كتّاباً ايرانيين في دواوينها ، ومن هذه السلالات: البهمنية والكبركة والفاروقية وملوك كشمير: ولهذا قال الشاعر الايراني العارف الكبير، حافظ الشيرازي:
به شعر حافظ شيراز مي رقصند و مي نازند
سيه چشمان كشميري و تركان سمرقندي
المعنى:
أي أن سود العيون الكشميريات والتركيات السمرقنديات
يرقصن ويباهين بشعر حافظ الشيرازي
نعم كان للشاهنامة اثرها كما لسائر الادب الفارسي في الادب الهندي، وكانت الشاهنامة حلقة وصل في انتقال الثقافة بين الشعبين. نذكر من هذه العلاقات الحضارية التي تصورها الشاهنامة لنا. قصة نقل كتاب كليلة ودمنة إلى خزانة الملك كسرى انوشروان وهي، كما ترجمها البنداري نأتي بمخلص منها.…. كان في جملة حكماء انوشروان عالم وطبيب صادق يسمى (برزويه) ندخل ذات يوم على الملك وقال وجدت في كتب علماء الهند دواءً لو نثر على ميت لعاد حياً وهذا الدواء يوجد في جبال الهند، ليأمرين الملك لا ذهب الى الهند فلعلني أعثر عليه. فأرسله الملك وحملّه هدايا ورسالة ودّ الى ملك الهند. وذهب برزويه ودخل على ملك الهند ‏فأكرمه كثيراً. وجمع علماء بلاده وسألهم عن تلك الحشيشة فبحثوا عنها فلم يجدوها في جبالهم . وقال برزويه للملك الهندي: كيف استجاز مصنف ذلك الكتاب أن يذكر هذا الدواء مع استحالة وجوده؟ ثم سأل الملك العلماء عما اذا كان هناك عالم آخر، فقالوا هناك عالم شيخ طاعن في السن فأخذوا برزويه عنده فسأله عن ذلك الدواء. فقال الشيخ: ايها العالم، (عرفت شيئاًً وغابت عنك أشياء) إنما المراد بذلك الدواء (البيان) والمراد بالجبل (العلم) والمراد بالميت الجاهل نفسه.وكتاب (كليلة ودمنة) من هذا الدواء. وهو في خزانة ملك الهند. فذهب برزويه إلى ملك الهند وطلب منه أن يرى الكتاب. فقال الملك لم يطلب مني أحد مثل هذا الطلب ولك أن تقرأه، وحسب ولا يحوز لك أن تكتب منه شيئاً. فكان برزويه كل يوم يقرأ من الكتاب باباً ويحفظه ويكرر عليه في نفسه، فإذا رجع إلى داره كتب ذلك الباب وارسله إلى انوشروان ولم يزل ذلك دأبه حتى أتى على جميع الكتاب.
*******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime9/7/2007, 17:50

سعيد

إختياراتك جميلة ومفيدة
أنت فين ...............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

ملامح من الأدب الفارسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملامح من الأدب الفارسى   ملامح من الأدب الفارسى Icon_minitime10/7/2007, 23:49

أنا هنا
بس البنت فريدة تيجى ان شاء الله وأن أفضى نفسى ليها وللمنتدى ان شاء الله
دعواتك يا بطل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
 
ملامح من الأدب الفارسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: إنتقاء الذهول :: تراث العرب-
انتقل الى: