سأهديك:ضفة نهر
بقلم(فادي عزام)
عن موقع جدار
09/06/2007
ضفة نهر كلما ابتعدتِ صارت بحر. سأهديك رزمة من أقلام الرصاص تشعليها في ليلة باردة فيها الكثير من الملل سأهديك هذا اللامتوقع. سأكون طازجا كل يوم وبلا ورود وفاكهة وعطور سآتيك. سأهديك حمارا يأكل كل الورد الأحمر الذي أتاك في عيد الحب
ويقطع بك المسافة بلا استرق النظر إلى العداد. ويعرف طريق بيتي دون أن تستعيني بذاكرتك الهشة سأهديك قُداسا كاملا. بمذبح سرياني وذبيحة على هيئة جسدي المحشو بالنكوتين والفاليوم وخميرة اليانسون سأهديك ضفة نهرْ، كلما تبتعدين، تصبحُ بحرْ سأهديك "حاكورة "بكر بصبار ورمان ودجاج و"نيص" صغير تمسكيه متلبسا في " الخم " وتطلقي عليه النار من "الجفت" الذي سأهديك إياه أيضا. سأهديك أرجوحة يمكن أن تصبح رسناً لكلب أو حبلا لنشر الغسيل. سأهديك مفكرة للمواعيد الغرامية وسداد الفواتير وتواريخ أعياد الميلاد لكل عشاقك السابقين. سأهديك حديثا كاملا خاليا من السياسة قصيدة واحدة بلا شفقة وقصصا " تفزِّرُ" خاصرتيك من الضحك سأجالسك في الممرات الشتوية للحياة لا تشعرين بانقضاء الوقت أجعلك "تترغلين" حكايا لصديقاتك سأهديك كثافة لتمشي على غيومك بلا عكاز و شجرة فلين مع زجاجة شامبانيا بطعم رالي السيارات وكانعطافة " سيارة شوماخر" سأطوق عنقك وأسبق باقي العشاق سأهديك قبلة وقنبلة. وأكون بينهما رجلا عاديا لا يفهم بكل شيء سأهديك رجولتي خالية من الاغتصاب ومتعة على قد الحال وسأرمي حبة الفياغرا في حوض الأسماك سأنصت لنقاهة صوتك استمتع بترهاتك وأتضامن مع كل أمراضك وأتحمل سوء مزاجك مرة في الشهر عندما تعبرك الهرمونات ويجتاحك الأسف. سأطبع لك صورة لجرمانا قبل أن يأتيها أخوتي من العراق. وأخرى لدمشق في الصباح الباكر وصورة لبردى يوم كان يزور الشام وقصائد الرياض الصالح الحسين وهو يلملم آهات سوريّة وينصت لدمشق وهي تتثاءب بقميص النوم سأهديك حلزون يتمشى على أشنيات " الخابية " وطاسة "لرعبة " وحذوة للحصان تبعد الأرواح الشريرة عن أحلامك وكمشة "قرعون" في بداية الموسم وبعد أن يفرغ كيس الهدايا. سأهديك وداعا نقيا ونهاية هادئة تجعلك تشعرين بوخزة خفيفة لذيذة في القلب كلما عبرت رائحتي ذاكراتك. أواخر العمر.