لماذا أراد نيلسون مانديلا
استعادة جسد العاهرة السوداء؟
ترجمة ياسمين مجدي
حملت قصة حياة سارتيجي بارتمان العبدة الأفريقية ­ التي هربت إلي ومن أوروبا في القرن التاسع عشر الكثير من صور الاضهاد مما شجع الكاتبة الأمريكية راشيل هولمز لفك طلاسم حياة تلك الضحية بدءا من اسمها نفسه­ الذي لم تولد به بل اطلقه عليها سادتها _وهو سارتيجي والذي يعني نصفه الأول سارة الصغيرة أما النصف الثاني تيجي فهو أكبر دليل علي عنصرية المستعمرين في ندائهم للعبيد . ورأت راشيل أنه كان الإسم الذي عاشته حقا سارة بكل ما يحمل من معاني للمعاناة لتلخص راشيل رؤيتها في كتابها الذي صدر مؤخرا في مارس 2007 بعنوان الملكة الأفريقية:قصة الحياة الحقيقية لفينوس الهوتنتوت
ولدت سارتيجي بارتمان في أحد المقاطعات بجنوب أفريقيا .وعاشت مراهقتها في يتم بعد أن مات أبيها وخطيبها في حرب في أحدي المستعمرات الأفريقية فبيعت للتاجر بيتر ويليام الذي أخذها لأحد المدن الساحلية حيث عملت كمربية أطفال لدي أخيه .ومع قدوم عام 1810 بدأت تلك الأسرة تعاني من مشاكل إقتصادية فنظروا إلي سارة علي أنها مصدرهم المادي المأمول خاصة وأن أوروبا تنظر بشغف لتلك القارة السمراء التي يحمل نسائها مؤخرات مغرية وجلد مزركش كالزرافة .وعني ذلك أنهم يستطيعون تأمين مستقبلهم بإستغلال سارة
سافرت العائلة و أستقروا في لندن حيث ظهرت النزوات والشهوات وبدت لندن كأكبر عاهه في العالم . فوصفت الكاتبة راشيل إنجلترا بأنها المعبر الإنتقالي من البدائية و همجية النبلاء في أفريقيا إلي القارة الأرستقراطية التي ظلت تتاجر في العبيد إلي أن قام 20000 عبد بتحديهم جميعا بثورتهم بسبب ما كان يحدث لهم والتي كانت سارة نموذجا له قامت سارة بالغناء أمام حشود كثيرة لمدة ستة أيام اسبوعيا تؤدي الرقصات والأغنيات الأفريقية وهي مرتدية ملابس في لون الجلد ومغطاة في بعض المناطق بالحلي حتي لا تبدو عارية .وتغيرت مثلما أرادوا لها تماما كأنها صورة صنعوها من جديد لا حياة فيها .وكتب عن سارة الكثير من المحررين ورسامين الكاريكاتور حتي أن جريدة لندن بوست كتبت عن جسدها عودها وتكوينها لم نر له مثيل في أوروبا وربما في الأرض كلها .
ووصفتها راشيل في الكتاب بأنها فينوس التي لا تكف أبدا عن التفكير في الحب وبهذا أظهرت راشيل الكثير من التعاطف معها لأنها لم تكن تستطيع القراءة أو الكتابة ولم تكن تنوب عن نفسها في أي شئ في الحياة إقتصاديا أو جنسيا أو عرقيا لانها امرأة غير حرة
وبعد عدة سنوات في إنجلترا خططت سارة للهرب من الحياة العامة فأطلقوا إشاعات عليها بأنها تزوجت أو أنجبت طفل دون أن يتوصلوا للحقيقة ودون أن يعلموا أن أهم حدث في حياتها جاء بعد ذلك بفترة بعد حصولها علي حريتها . ففي 1814 أنتقلت إلي باريس وأدمنت المخدرات وتحولت إلي عاهرة فماتت علي أثر إصابتها بالسل في سن السادسة والعشرين .ولم يجلب لها حتي موتها كرامتها حين شرحوا جثتها ثم احتفظوا بها في متحف التاريخ الطبيعي واضعين عقلها في علبة في حجرة خاصة للعلماء .
خصصت الكاتبة راشيل الفصل الأخير لحملة نيلسون مانديلا لإستعادة جسد سارة لجنوب افريقيا .وبدا علي مدار الصفحات مدي إيمان راشيل بأن حياة سارة كانت خسارة كبيرة ولتستطيع التعبير عنها تنقلت كثيرا بين المدن التي عاشت فيها سارة ثم كتبت حكايتها من منظور النظرية النسوية .
أخبار الأدب