رامي نور مشرف
عدد الرسائل : 104 تاريخ التسجيل : 23/04/2007
| موضوع: العلمانية بفتح العين أيمن صالح سليمان 7/7/2007, 22:18 | |
| بقلم أيمن صالح سليمان إنّ أزمتنا كما أراها هي أزمة تعبير خلقتها طبيعة اللغة المتداولة التي ليست هي سوى نتاج مواكبتنا للتحوّلات الفاسدة للنظم الإجتماعيّة التي سيطرت على مدى قرون السقوط والتراجع والإنهزام ,هذه النظم والقرون التي فعلت فعلها في المجتمع فتوّهته عن ثقافته وتراثه الأصلي, وراكمت كمّاً كبيراً من التناقضات التي ما عاد ممكناً التعبير عنها.إنّ الخطر القادم من اللغة هو أن تصل درجة تناقضها على ذاتها إلى مستوى يصبح فيه أساس المشكلة غير مرئيّاً أي غير ممكن التعبير عنه, ويصبح الفكر مشغولاً بما تتيحه هذه اللغة من حيّز ضيّق قد لا يتجاوز ما يشغل بال بقرة أثناء حلبها بحلاّبات آليّة.يرى البعض أنّ نقد المصطلحات عملٌ عقيم, وأنا أرى أنّ العقم هو أثر هذه المصطلحات في اللغة وأرى أنّ المسؤوليّة أخلاقيّة بالدرجة الأولى تنبعث من منطق السؤأل التالي :بأي أخلاق يمكن أن نقول ما لا نعتقد به؟ بمعنى استخدام مفردات أوّليّة استخدامات ايديولوجيّة تخرجها من تعريفاتها الأساسيّة؟ إنّ موضوعنا هو العلمانيّة كمصطلح نختاره من بين جملة من المصطلحات المتداولة التي باتت اليوم مدعاة للتحفظ والإستهلاك, إنّ آفة اللغة المزمنة هي تعميم تعبيرات استهلاكيّة لغايات أيديولوجيّة على نحو يسيء لمفصل علاقة اللغة بالفكر ,فقد تمتلك بعض التعبيرات غير الأكاديميّة قيمة استهلاكيّة من منطق تسهيلها التعبير عن دلالات محدّدة كأن أقول مثلاً ؛ فلان متشدد؛ لكن سرعان ما تلبث الأيديولوجيا أن تستغل هذه اللغة الإستهلاكيّة فتعمل على تعميمها واعتمادها لصياغة خطابها الذي لا يمكن أن يتوافق بشكل من الأشكال مع رصانة اللغة الأكاديميّة المسؤولة.لذا فإنّ تعبير علمانيّة الذي أراد البعض تعميمه كمصطلح هو مجرد تعبير استهلاكي في مستواه الفكري والسياسي وسبب تحوّله إلى مصطلح هو القراءة الإعتباطيّة من قبل بعض المثقفين لظاهرة النهضة الغربيّة, فكما هو معروف فإنّ حركة الإصلاح الديني التي قام بها مارتن لوثر في الغرب والتي عملت على إلغاء إحتكار الكنيسة للنصوص المقدسة وقبول المساهمات التأويليّة من مختلف مكوّنات المجتمع بما فيهم الجماعات الوثنيّة, أي بما يعبّر عن إحياء للعلوم الدينيّة ضمن حركة فكر أسّست للنهضة في الغرب والتي شهدت تطوّر علمي كبير في مختلف الميادين العلميّة, هذه النهضة التي مازال يحلو للبعض اعتبارها نتاج عمليّة فصل الدين عن الدولة , علماً أنّ عملية فصل أيّ شكل من أشكال النظام الديني المخالف للثقافة السائدة عن نظام الدولة هو مجرّد تداعيّة من تداعياتها, إنّ السؤال المهم والملفت في الأمر هو لماذا يستمر (المثقفون) في اختصار ظاهرة النهضة في الغرب بالحديث عن العلمانيّة و فصل الدين عن الدولة هل هيّ أزمة ترجمة؟ أم أزمة من نوع آخر؟على امتداد التاريخ كان وما زال يطيب لأصحاب المعتقدات المتأصّلة أن يعاندوا الإكتشاف العلمي الذي يخالف معتقداتهم لأنّ الأمر يتعلق بمنظومة كبيرة من التصوّرات التي لا يمكن التخلي عنها, لكن في النهاية تفرض الحقيقة العلميّة نفسها ويندثر من يخالفها في غياهب التاريخ, فأنا إذا أردت أن أصطفّ مع أحد طرفي هذا الصراع فإنّني أعلن أنّي علمي أو علماني ’لا فرق‘, لكن إذا تحدثنا في إطار خاص من موقعنا في هذا البلد ؛سوريا؛ فإنّنا نجد أنّ هذه الصفة – علماني- ليس لها معنى والسبب ينتج من السؤال التالي: إذا كنت أنا علماني فمن هو الآخر؟- هل هو المسلم ؟ المنطق يقول لا.. لأنّ الصفة العلميّة هي صفة مفروضة على المسلم قرآنيّاً [ إنّ الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ](19)؛ آل عمران وهو بذلك لا يستطيع ألاّ يكون علمانيّاً لأنّه في الوقت الذي يعلن نفسه غير علمانيّ يكون قد أعلن نفسه غير مسلم . - هل هوغير المسلم ؟ أعتقد أنّنا إذا استثنيا من يسمون أنفسهم بالعلمانيين فلن نجد في مجتمعنا حركة أو تيار يمكن أن نقول عنه أنّه هوهذا الآخر غير المسلم .إلاّ إذا أعلنا بصراحة أنّ بعض الجماعات الإسلاميّة ثمثّل هذا الآخر غير العلماني وغير المسلم وهذا ما لايمكن قبوله لأنّه إذا كانت مشكلة هذه الجماعات الإسلاميّة أنّها غير مسلمة فلا يجوز أن نجعل المشكلة أنها غير علمانيّة.أمّا إذا كان قصدنا أنّنا علمانيون دون إشارة إلى الآخر فهذا أمر ينبغي توضيحه أثناء استخدامنا المريب لهذا المصطلح. اقتراح:أقترح استبدال العلمانيّة المكسورة العين بالعلمانيّة المفتوحة العين فأن نشتق من مفهوم (العلم الذي يرفرف على روابي الوطن) مصطلح يدل على ثقافة الإنتماء للبلد ورعاية مكوّناته وتنوّعاته الإجتماعيّة على نحو يجعل نظام حكمه شأن الإرادة المشتركة لأبنائه بما يتضمّن صون الحقوق وتعميق مفهوم المواطنة وبناء الإنسان المسلح بثقافة التعايش واحترام الآخر,فهو أمر يمكن فهمه وتفهمه, أمّا أن ننفي الصفة العلميّة عن من يختلف معنا في نظرته للشأن العام بطريقة اعتباطيّة تفتقر للنقد الجدي والمسؤول فهو أمر خطير من شأنه أن يعود بنتائج كارثيّة على اللغة بشكل خاص وعلى الفكر بشكل عام ومن شأنه أن يهلكنا بالخطابات الأيديولوجيّة المؤذية للأذن والقلب والحنجرة. ملاحظة :أيمن صديقي لكنه لايجيد استخدام الإنترنيت حتى تاريخ النشرلاسباب لاعلاقة لي بها والله | |
|
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: العلمانية بفتح العين أيمن صالح سليمان 8/7/2007, 02:17 | |
| رامي
تقول أصابعه أن سعيك وراء الفراشات التي لا تطبخ الورد بأنوثتها هو السبب في قدرته على الدخول إلى حديقة الإبداع ،وأنه سيدخل رغم أنفي وأنفك ... فقد سبقه عطر أصابعه | |
|