سفر بين العين واللغة
وحدها الفصول تخشى السفر
وخدهم الأطفال أضداد الكلمات
ثمة رجل يرعى الله
على أعتابه تنام الأحراش البابلية
هادئة
ممتعة
وممعنة في الألف المسجى على الكنبة الأثرية التي ما برحت الحشائش المسبلة عتمة ، والصاحبة في مهب السيولة.
وصيتك اذخرناها لليم ، للعدم ، لهذه المدائن حين ترشق وردا.
اترك لهواك ترتيل المعنى ، دع مخالب الأذن تفتق المآقي ، واحترف الألم سجادة يكسوها الشك...
لا تخترق ، ادخل التيه من آياتك المنكسرة
لا تضجر ، ادخل الضجر مجلوا بالحرائق بالمهازل ... رأيت فلاحين ، حراسا يسهرون على نبعك ، بنات يداومن على السديم حيث لا ظلال لا وجها لا نوافذ سواك
وأنت ...
لك الحمد
المهد
المهالك
تاريخ الحيرة
لازم الحيرة والزم الحزن ، ربما صار الجماع تأمينا أبجديا للعزلة
راقب الغثيان وارتقب الصبوات ، ربما صار الهاشمي الآرامي اللاتيني البوهمي سليلا للعبارة
ربما صرت صديقا للمعارك.
افترض أن البحر يأتيك خاشعا ، خجولا ومضمخا بالماثم
افترض ثديا ثاويا في أعماق اللذة يأتيك مدججا بالبلاغة
افترض ملامحك ، ملامحك شاحبة تنزل أقاصي النتانة وسم نفسك الحقول.
سأدخل الآن في تفاصيل الجسد لأقول :
يا منار القلب خدني وهات مخاوفك
اخلع الآهات عن مزاميرك
فالحواس مدية
الكتب شقائق الفضيحة
والعالم مصحة بطيئة ومليئة بالتردد كعربة على شاطئ تنتظر نعشها المسافر في الاتجاه الواضح
فلماذا تقطب الرايات حاجبيها؟
لماذا أرى الحلم عصيا كالسلاحف؟
كلما اشتد الصراخ حول رأس نيشه :
" يجب أن نطهر العالم من المرضى " ؟.
على أنقاض الفرح أرتل تباريحي
أرى سين الشمس إعاقة
أرى الحروف خنثى تصيبني فطرتها
أراك ...
أراك تدعو النهر إلى موائدك فلا يستجيب
أرى ليلك يهوي نحو الفرح
ويسقط
يوسف
في
صقيع
العين
يوسف نبيذ البداهة يفر من بين أصابعك مداهما مسالك المروق في قريحتك
عائما في الحرج ، في الجرح
وما في الجيب غير سترة ربما لن تكفي لبقية السهرة
فما كل هذا التصالح / التنافر الرهيب؟
ولماذا تسرج الروح بدون موعد؟
مصطفى بلعوني