رامي نور مشرف
عدد الرسائل : 104 تاريخ التسجيل : 23/04/2007
| موضوع: مديح القبيح – المرحاض نموذجا(علي سفر) 15/7/2007, 22:41 | |
| مديح القبيح - المرحاض نموذجاعلي سفر(موقع جدار)يسمونه في العربية المرحاض .. ومن أسمائه الأخرى " التواليت " و " الحمام " و الششمه " و يسميه بعض الشوام بالكبينة و يظن أن أصل هذه الكلمة فرنساوي و في حلب يقال له " بيت الراحة " و " بيت المي " و قديما سماه الحلبيون أيضاً بالدروة و التي تتكون من " ساتر و حجرتين و جورة " ( 1 )و أيضاً يسمى بالعربية الفصيحة : " بيت الخلاء " و سماه المحدثون ب" wc " ..و درجت هذه التسمية في ديار العرب تبعاً لمقولة تأثر التابع بالمتبوع ...!! و تبعاً للتواتر الشفوي فإن كل تسمية من هذه التسميات لابد كانت تدل على معنى ما ..فمن التسمية عبر الاستعمال وصولاً إلى البلاغة اندرجت أسماء " المرحاض ".. إلا أن اعتبار هذا المكان موقعاً للنجاسة و الوساخة هو سمة شبه عامة بين أغلب شعوب الأرض مع العلم أن شكل التعامل مع هذا المكان ومع هذه الأوساخ كان يحدد درجة تطور الشعب أو الأمة ..و الحقيقة التي أثبتها العلم و تناستها العقول الكثيرة أن المرحاض ليس بالمكان القذر كما يشاع عنه عادة , فتحت زاوية " هل تعلم " تذكر لنا إحدى المصادر العلمية " أن سطح المكتب يحتوي على بكتيريا أكثر بحوالي 400 مرة من تلك الموجودة في المرحاض، لأن الناس لا يقومون بتنظيف مكاتبهم مثلما ينظفون حماماتهم. ولا تعتبر الكثير من هذه الجراثيم ضارة، ولكن في دراسة جديدة، أكتشف بعض العلماء أن فيروس الأنفلونزا، موجود بنسبة ثلث بالمائة على سطوح المكاتب، ويستطيع الفيروس البقاء حي على المكتب، والهاتف، ولوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر. و لهذا ينصح بتنظيف المكتب، والأدوات المشتركة مثل الهاتف، و القيام بغسل اليدين جيداً بالصابون والماء الدافئ، عدم لمس الوجه ابدأ أثناء العمل ً. "و رغم أن العرب مازالوا على موقفهم من اعتبار فضلات الجسم شيئاً وسخاً إلا أن مخيلتهم الوقادة كثيراً ما كانت تستخدم هذه الأشياء للتعبير عن موقف ما يخص قضية ما أو أحداً ما أو شيئاً يثير اهتمامهم أو فضولهم أو استيائهم ..و هكذا جرى شتم المشتوم أياً كان من خلال تسميةً البراز بعبارةٍ شعبية و فصيحة في أن معاً هي " الخراء " , وحين ننظر إلى هذه الموضوعة نرى أن دلالات الأمر قد تعدت موضوعة الشتم و لتصبح كناية أو تعبيراً عن موقف ..فالكثيرون ممن يمارسون عادة مقاومة أمريكا و هيمنتها مثلا كانوا يضعون صورة للأنكل سام وكذلك العلامات الأيقونية الدالة إلى إسرائيل و كافة الأعداء في مراحيضهم و لم يتوقف الأمر عند استخدام هذه العلامات بل إنه تجاوزه في مرحلةٍ ما ليصبح الذهاب إلى التواليت اجتماعا مع رئيس الولايات المتحدة وفي الحقيقة لم تكن هذه المسألة محصورة بالشعوب العربية بل إنها عنصر مشترك من عناصر السخرية بين أغلب شعوب الأرض الحاقدة على أمريكا ..و من الأمثلة المهمة التي رأيتها في هذا السياق ضمن بعض المراحيض العربية صورة قديمة و أخرى حديثة .. الأولى للسيدة أولبريت في وضعية مشينة و قد كتب تحتها " أنا أنتظرك دائماً ... المكان : البيت الأبيض ..الزمان : متى تريد " وهذه الصورة لم تكن غريبة في وقعها على من شاهدها ولاسيما و أن الشتائم البذيئة للسيدة أولبريت ( التي كانت تعبر عن خط معتدل في السياسة الأمريكية آنذاك ) كانت أمراً معتاداً في تلك الأوقات .. إذ نذكر جميعاً تصريح المغنية الشهيرة مادونا حين سئلت عن أقبح امرأة في العالم و كان جوابها : مادلين أولبريت ...إن فمها يشبه فرج العاهرة ..!!و إضافةً لهذا ً نتذكر أنه و بعد رحيل أولبريت عن وزارة الخارجية الأمريكية أوردت إحدى الصحف الأمريكية خبراً يفيد بأن مراحيض الوزارة كانت مليئة بالشتائم الموجهة لها ...أما الصورة الحديثة فهو لوريثة أمجاد أولبريت في زمن المحافظين الجدد الآنسة كوندوليسا رايس و قد شاهدت صورتها في أحد المراحيض في وضعية إباحية و هي تمسك بقضيب السيد جورج بوش و قد بدا أنها قد امتصته و قد كتب تحت الصورة المرسومة بشكل بدائي " سأنقل الرسالة للجميع .." و بغض النظر عن مدلولات الرسالة التي ستوصلها كوندي للجميع ثمة رسالة أخرى يقدمها لنا هذا النوع من الفن المراحيضي تفيد بتحول التواليت من مكان تطرح فيه الفضلات الجسمية إلى مكان لطرح الأفكار العقلية ...فإذا ما بحثنا قليلاً في جدران " التواليتات " التي ندخلها لابد سنعثر على كثير من التفاصيل التي يستحي البعض من طرحها علانية فلا يجدون مكاناً لطرحها سوى بيت الخلاء أي حيث يختلي الإنسان مع نفسه ومع جسده و حاجاته و أيضاً مع عقله و رغباته ...المرحاض كمكان للتفكير نمرُ و بسرعة على الكثير من الحكايات التي تطرحها الصحافة بين الحين و الآخر عن بعض الأفراد و علاقتهم بالمرحاض و لعل الملفت في الأمر هو أن وسائل الإعلام تتعامل مع الأمر على أنه طرفة أو شيء غريب أو مستهجن و كأن هؤلاء الأفراد أناس قادمون من كواكب أخرى تجاوزت عملية طرح الفضلات و لم يعد أفرادها يدخلون الحمام ليضيعوا فيه وقتهم وهنا ندرج خبراً من هذه الأخبار نقلته مجلة ( المشاهد السياسي ) ( 2 ) يقول :" قد تكون نادرة جديدة من نوعها، والبعض يرفض تصديقها، ولكنها حقيقة اعترفت بها الممثلة البريطانية إيما تومبسون ، مفادها أنها تعتبر المرحاض المكان المفضّل لديها عندما تريد كتابة سيناريو أي فيلم، وأكدت أنها تحتفظ بجميع جوائز الأوسكار التي فازت بها حتى اليوم في مسيرتها الفنية في مرحاض منزلها.ورغم أن زوجها أعاد ترميم مزرعة في اسكوتلندا، مخصّصاً إحدى غرفها الكبيرة لإيما كي تكتب فيها سيناريوات، غير أنها لا تزال تفضّل المرحاض كي تقوم بكتاباتها، بدلاً من أي غرفة أخرى.وفي حديثها عن الأوسكارات التي حصلت عليها تقول تومبسون : ( إنها تبدو (أي الأوسكارات) أشياء عظيمة وذهبية ولمّاعة، إنها تفقد بريقها بهدوء مع كل شيء آخر أملكه بما فيه جسدي . ) "ورغم أن هذا الخبر يعيد الإعتبار للمرحاض إلا أن فكرة الندرة التي يسوقها محرر الخبر تجعلنا ننظر إلى العقلية التي تحكمه على أنها عقلية مختلة تنظر للإنسان على انه منزه أو فوق طبيعي ..!!فمن منا لا يدخل المرحاض و يفكر و من منا لا يسترسل بأفكاره و هو في لحظة تحسس جسدي طبيعي كهذه ...؟فهل تكون إيما تومبسون امرأة فوق طبيعية كي تكون أفعالها نادرة ..؟أم أن التصريح بالأمر هو ما يعتبر نادراً ..؟أميل – كي لا نتهم المحرر بالغباء – إلى الاحتمال الثاني و لكننا في المقابل لا ندري لماذا يصر العقل العربي على التعامل مع المرحاض على أنه مكان نجاسة ..طالما أن الشعوب الأخرى تتجاوز مفاهيمها البدائية لتنطلق إلى مفاهيم أرقى ..احترام المرحاض وهنا أذكر للكاتب الياباني جونيشيرو تانيزاكي حديثه الرائع في كتابه " مديح الظل " كيف أن اليابانيين القدماء قد اختاروا لتأسيس مراحيضهم الخشبية نوعاً خاصاً من الأخشاب يتفاعل مع النشادر ليطلق رائحة زكيةً تجعل الياباني يرتاح في جلسته الهادئة ..الحالة التأملية الهامة هنا تتطلب تقديراً إبداعياً لهذا المكان و في هذا السياق نستطيع أن نفهم كيف أن مخترعاً هولندياً " ابتكر مرحاضاً ناطقاً يمكنه مخاطبة مستخدمه بلغة ناعمة تزيل عنه هموم الدنيا ويحذره من السلوكيات الضارة مثل التدخين وعدم جدوى الحروب ومعلومات عن الصحة والنظافة ، وقد تم تشغيل المرحاض الناطق منذ زمن في مقهى بوسط أمستردام وهو مزوّد بقرون استشعار لاكتشاف ما يفعله الزوار على وجه الدقة وإصدار تعليقات على ذلك وأطرف مافي الحكاية أن ليونارد مونستر وهو الرجل المهووس الذي ابتكر المرحاض قال إن ابتكاره يعتبر مشروعاً ثقافياً " (3)ومن " الطرائف " المرحاضية التي نقلتها إلينا شبكة الإنترنت خبر عن مقهى عام في تايوان أهتم بان يكون شكله مرحاضياً حيث تم بناء ديكوره الرئيسي على شكل مرحاض و كذلك الصحون و الطناجر التي يقدم فيها الطعام و يقول مدير المطعم هونج لين وين إن فكرة المطعم جاءت من سفينة فضاء على شكل مرحاض في أحد أفلام الكارتون اليابانية. ولقيت الفكرة استحسانا بين عشرات الشبان الذين يبحثون عن الجديد. وتابع هونج "نعتقد أن الفكرة خاصة والطعام لذيذ." ( 4 )أما في برلين فإننا و تحت عبارة الترحيب بنا في مقهى المرحاض نقرأ السطور التالية :" اليكم قصه مقهى المرحاض: ففي يوم من أيام عيد الميلاد عام 1971 أفتتح في برلين مقهى المرحاض رقم 3 أما مقهى المرحاض 1 و 2 في الشارع الرئيسي والشارع الاخر .. فلم يصمدا طويلا وأغلقا بعد فترة بسيطة أما مقهانا فقد استطاع الصمود والمضي قدماً .لقد اصبح المكان الأكثر أهميه للسواح أكثر من قصر الشارلتنبرغ وجزيرة المتاحف , وليس فقط للسواح إنما أيضا لأهالي برلين فقد اعتبرا أهالي برلين مقهى المرحاض مقهاهم المفضل . وليس من الغريب أن يعتبر أهل برلين مقهى أو ملهى المرحاض المكان المفضل لديهم فعمره هو32سنه ..انه نصف عمر الإنسان الطبيعي ,أما وصف مقهى المرحاض فهو كالآتي خليط بين قطار الرعب ومقهى الفكاهة,حيث تمر اولاً بباب الدخول على شكل مرحاض وبعد فتح الباب ترش ببعض الماء في وجهك بعدها على يمينك بعد دخولك تبدأ المغامرات ..فهنا ثمة ثعبان حي وعلى اليسار دمية تخلع معطفها لتخيفك ..يصعد الهواء من تحتك من ثم تدخل لتجلس على كرسي , وفجأة يبدأ الكرسي بالارتفاع ثم يهبط فترتفع الطاولة وبعد أن تطلب بعض الشراب يهبط السقف فوق رأسك ..الكراسي على شكل المرحاض .. المشاريب تقدم بأوعية المرضى مثلا : البيرة في المبولة الطعام في مرحاض العجز.. إلى آخره إلى آخره ..أنا متأكد من أن مقهى المرحاض سيصبح الأفضل لديكم لو زرتموه مرة... طبعا لدينا موسيقا على أنواعها ولدينا فكاهي يضعكم في جو رهيب ينسيكم الهموم واخيراً وليس أخراً يشد السيفون من الساعة 19 حتى الساعة ؟؟؟؟؟ ( التوقيع فريق مقهى المرحاض ) ( 5 )المرحاض و السياسة العربية و على مسافة غير بعيدة عن الاحتفاء الغربي و الشرق أسيوي بالمرحاض ثمة احتفاء آخر به ينبع من المقاربات السياسية العربية للواقع العربي المنحدر إلى الدرك الأسفل ..فهاهنا عنوان لمقالة ملفتة للكاتب يحيى أبو زكريا يقول " أيهما اشرف المرحاض أم الحاكم العربي " و على السياق ذاته نتوقف عند عبارة شهرية نقلتها مجلة التايم الأمريكية عن ديكتاتور العراق المخلوع صدام حسين حين أكدت المجلة المذكورة أنه قد رفض في بداية التحقيق معه, فور اعتقاله في جحره, أن يشرب كأس ماء, وقال بالحرف الواحد : إذا وافقت على أن أشرب الماء, سوف أضطر الذهاب إلى المرحاض, و''كيف أستطيع أن اذهب إلى المرحاض وشعبي مكبل؟!!! ( 6 )الأدب المراحيضي الأدب المراحيضي هي العبارة المناسبة فعلاً لما نقرأه على صفحات بعض المدونات العربية في خطوة تعتزم على ما يبدو كسر المحرمات الذوقية في الكتابة العربية .. خاصة حين نرى أن حديث المرحاض إنما يفجر مكنونات النفس البشرية و يترك الحبل على الغارب أمام الرغبة في الكتابة عن التفاصيل فهاهو ( أبو حفص الدودكي ) يكتب في مدونته الملغية free brain ( 7 ) خاطرة شخصية عن حاجة الكويتيين إلى مرحاض ثانوي في البيت فيقول :" الكثير من البيوت الكويتية تضع مرحاضين في حماماتها أحدهما للتبول والتغوط ( بو مدعاب ) في آن واحد والأخر لتنظيف المؤخرة من بعد التغوط .و يحتوي المرحاض الثانوي على نافورة من تحت لكي ينظف المؤخرة أوتوماتيكيا من الروث المتجمع بعد التغوط دون الحاجة إلى لمسها أو على حنفية للتنظيف اليدوي للمؤخرة عن طريق استخدام الإصبع الوسطي لاصطياد الروث المتجمع ، وعادة يكون بين المرحاض الرئيسي و المرحاض ثانوي بربيش لإتاحة المجال لصانع الروث لاختيار الطريقة الأنسب والأريح لتنظيف مؤخرتهوفي هذا الموضوع سنناقش موضوع المرحاض الثانوي ، من الملاحظ أن أكل مجبوس الدجاج يعمل على تكوين روث صلب جدا بحيث أنه يصعب إخراجه بأكمله من المؤخرة ، لذا يلجأ المتغوط إلى إخراج بقية الروث المتجمع عن طريق التوضي . و هنا تكمن المشكلة عند استخدام المرحاض الثانوي سواء عن طريق نافورة المرحاض الثانوي أو حنفية المرحاض الثانوي فالمشكلة هي أن الروث الخارج من المؤخرة يكون حجمه كبيرا جدا مما يجعله يعلق عند فتحة البالوعة الحديدية عند تدحرجه إليها و عندها يضطر المتغوط الكريم إلى رفع الغطاء الحديدي بأنامله الكريمتين من أجل أن تدخل قطعة الروث إلى البالوعة بسلامكما توجد مشكلة أخرى عند من يأكل الخضروات أو الأطعمة المليئة بالزيوت ، فالروث في هذه الحالة إما أن يكون لزجا أو سائلا و تكمن المشكلة هنا هي عند التنقل من المرحاض الرئيسي إلى المرحاض الثانوي فغالبا ما يكون قطعة الروث عالقة عند فتحة المؤخرة وتتدندل مع حركة انتقال المتغوط بين المرحاضين و كأنها سمكة الزوري وتكمن خطورة الوضع عند إمكان سقوط هذه القطعة الوقحة جدا على أرضية الحمام أثناء عملية الانتقال بين المرحاضين فيضطر المتغوط آسفا لتنظيفها عن طريق الكلينكس هذا إذا كان الكلينكس متواجد أثناء هذا الحادث الأليمكل هذه المشاكل تحدث بسبب المرحاض الثانوي و أيضا وجود هذا المرحاض الثانوي يعمل على استهلاك مساحة من المنزل إذ يمكن الإستغناء عن هذه المساحة في عدم وضع هذا المرحاض أو إستبدال المرحاض بمكتبة صغيرة مغلفة بالبورسلان لأن الشعب الكويتي دائما يقرأ وهو يتغوط و يمكن الاستغناء عن الكتب بوضع لاب توب بدلا منها " يتبع......... | |
|
حمدي علي الدين المدير
عدد الرسائل : 1252 تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: مديح القبيح – المرحاض نموذجا(علي سفر) 13/8/2007, 13:45 | |
| تأتي دائما بالشيق
دائما أنت مبدع يارامي مودتي | |
|