رامي نور مشرف
عدد الرسائل : 104 تاريخ التسجيل : 23/04/2007
| موضوع: مديح القبيح – المرحاض نموذجا(علي سفر) 15/7/2007, 22:49 | |
| علي سفر (موقع جدار)المرحاض كهاجس اجتماعي و على هامش هذا الاهتمام المستطرد بالمرحاض عربياً و عالمياً نقرأ مقالة رائعة لنضال حمد بعنوان " مرحاض المراحيض " ( 10 ) قام فيها ببانوراما ممتعة حول المرحاض و لأهميتها نختارها لنختم بها هذه الجولة المرحاضية متمنين للجميع أن تكون مراحيضهم العقلية و الحياتية سالكة في هذا الزمان العربي الصعب :" المرحاض بحسب أحد مواقع شرح المصطلحات : " مرحاض مشترك يستخدم في مخيم، ويكون عادة عبارة عن خندق أو حفرة عميقة في الأرض محاطة بهيكل خشبي أو هيكل من الخيزران.".. انتهى شرح الموقع الإلكتروني ..يقام المرحاض ليقوم البشر بدورهم بتفريغ فضلاتهم بعيدا عن الأعين وخلف حاجب أو ستار يسترهم شر المتطفلين والأنظار والإبصار.في هذه الأيام لا يمكن أن يسكن المرء هانئا وسعيدا دون مرحاض أو أكثر في البيت الواحد. وقد خبرت ذلك بنفسي يوم كان عندي شقة سكنية بمرحاض واحد ويوم صار لي بيت بمرحاضين اثنين، كنا في زمن المرحاض الوحيد نتسابق على المرحاض او نقف في الطابور انتظارا، خاصة فترة الصباح وقبل التوجه الى العمل والمدارس، الآن في زمن المرحاضين لا يوجد طوابير ولا فترات انتظار. يعني نعيش " لوكسوس" مقارنة مع بعض الناس في بلاد الفقر والتخلف والعوز والتشرد والحياة الصعبة.هذه العيشة الجديدة تذكرني دائما بمراحيض المخيم التي أقامتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كانت صفراء او بيضاء، موزعة على عدة هياكل باطونية متداخلة لكن بدون أبواب. ثم بعد فترة صار كل بيت يحفر حفرة تحت مرحاضه الخاص، وأذكر أن أحد عمال التنظيفات في المخيم كان طويلا جدا وكان ينزل بطوله داخل حفرة المرحاض المليئة بالبراز والبول حتى ينظفها، وكنت طفلا صغيرا لم يفهم لماذا يغطس هذا العامل في جورة حقيرة كتلك. والمرحاض مطلب من مطالب الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، وقد أعاد تذكيري بكلام صديق لي قضى عدة سنوات في سجون الأشقاء والأعداء، حيث كان المرحاض عبارة عن دلو موضوع خلف جدار في نفس المكان الذي يأكل وينام ويجلس ويقيم فيه السجناء، لذا فمن ضمن مطالبهم توفير مرحاض طبيعي بأبواب وشبابيك.تحضر أمامي الآن الأخبار التي قرأتها عن مشاريع المؤسسات الإنسانية في أفغانستان حيث تقوم تلك الجمعيات ببناء آلاف المراحيض وبالذات في مدينة حيرات عاصمة المقاطعة شمال غرب أفغانستان. فمنذ 1996 وحتى نهاية 2003 تم ترميم وبناء 600000 مرحاض في أفغانستان. وفي لحظة التأمل والتذكر تلك يحضرني كذلك ما قاله لي أحد الأصدقاء عن المراحيض في السكن الجامعي بمدينة ألما آتا عاصمة كازخستان حيث كانت المراحيض أيام بريجنيف بلا أبواب، يعني مثل أيام طفولتنا المخيمية، يعني تجلس براحتك تقضي حاجتك ولا تهتم بمن يأتيك فجأة فالكل بالهوى سوى، ديمقراطية للجميع وتطبق على الجميع. وأنت تفعل ذلك لأنك لا تملك خيارات أخرى، بينما الاشتراكية الشرق أوروبية تسجل نقطة ثمينة على الديمقراطية الغربية خاصة فيما يتعلق بالمراحيض وحرية التغوط .في الصين غير بعيد عن كازخستان الجديدة، الخارجة من آسيا والعائدة إلى أوروبا ولو رياضياً فقط، تم مؤخرا بناء أول مرحاض عام بتكنولوجيا معالجة المياه الدورية في حي شونيي في بكين، وسيصب فيه 35 طنا من المياه مرة واحدة، وبذلك سيوفر المرحاض أكثر من 11100 طن من المياه سنويا عن المرحاض التقليدي، كما أوردت شبكة أنباء الصين.أما الأخ الأغنى للصين اليابان فقد شيد مراحيض مزودة بلوحات إلكترونية لتوجيه الشطاف والتحكم في درجة حرارة وضغط المياه وتدفئة القاعدة في الشتاء وتجفيف وتطهير الهواء بالمنطقة المحيطة بالمرحاض وكذلك التحكم برفع الغطاء وإنزاله بالريموت كنترول. أما في بلاد البيرو فان عدد المراحيض لا يتعدى أكثر من مرحاض واحد فقط ! في حين أن فاتورة المجاري ) مياه الصرف الصحي( لأكثر من مرحاض في بناية الفاتيكان والتي لم تدفع منذ سنة 1929م بلغ 23 مليون دولار بحسب ما جاء في موقع أنباء الإلكتروني.أورد لكم واقعة نمساوية عن رجل يبلغ من العمر 63 عاما بقي سجينا في مرحاض متنقل لمدة ثلاثة أيام، بعدما فر من اللصوص واقفل على نفسه باب المرحاض فقام هؤلاء بقلب المرحاض المتنقل حيث أصبح الباب مواجهاً للأرض مما أدى لبقاء الرجل حبيس المرحاض كل تلك الفترة.بعيد عن النمسا وفي مرحاض منزلي في تايلاند هاجم أحد الثعابين العملاقة من فصيلة الاصلة سيدة عجوز أرادت في إحدى الليالي قضاء حاجتها. وقد حدث الهجوم عند الفجر بعد أن قضت العجوز حاجتها ومدت يدها لاستعمال خرطوم المياه، حيث قام الثعبان المرابط في المرحاض بعض يدها ومحاولة التهامها، وبقيت يد عجوز المرحاض الفجري عالقة في فم الثعبان لساعتين من الزمن ولم يتم تخليصها منه إلا بعد تدخل العائلة وعمال الإنقاذ ورجال الشرطة.ربما هذا الكابوس المرحاضي آخر ما يمكن أن يخطر على بال أي منا، والله ينجينا من ثعابين تايلاند ويبعدنا عن مراحيضها.كنت حينما درست في بلاد الغربة، احرص على التسكع بين المقاهي، فأزور مقاهي الطلبة والعمال والفلاحين في زمن دول الاشتراكية والعم لينين. وكنت في مدينة فروتسلاف البولندية الجميلة، مدينة الصبايا والشباب والجسور، مدينة شبابي وحبي وأحلامي وتذوقي لفاكهة الجنة على الأرض، أحرص أيضا على زيارة المراحيض في المقاهي المحترمة والفنادق الفخمة، لأن المراحيض العامة في زمن الاشتراكية كانت كما المراحيض العامة في الدول العربية. لذا فقضاء الحاجة في مرحاض محترم وفخم يعين المرء على قضائها بحرية وبدون روائح كريهة إضافية.أصبحت منذ سقوط المنظومة الاشتراكية أراقب التغييرات والفروقات بين تلك الحقبة من الزمن وبين هذه الأيام. وأصارحكم أن الفرق كبير بين مراحيض فترة دراستي الجامعية وبين مراحيض هذه الأيام. فورق التواليت الآن من النوعية الجيدة جدا كأنه محارم للأنف، أما أيام حكم الجنرال ياروزلسكي ورفاقه ومنهم الرئيس الحالي ) كواشنيفسكي ورئيس وزرائه ورئيس البرلمان، وحكومة هذه الأيام ( كان يصلح للنجارين و ورش الحدادة أكثر منه لتنظيف ومسح المؤخرات. فقد كان بإمكان العمال استعماله في حف وحث الخشب والمعادن. ورغم هذا كنا نستعمله، يعني مجبرا أخاك لا بطل، فنقضي حاجتنا ونمسح به مؤخراتنا ثم نمضي إلى اقرب حانة نبحث عن الرفاق والرفيقات وما طاب من جلسات ودردشة وسهرات.ولا زلت أثناء زياراتي الدورية لبعض العواصم والمدن التي كنت جربت مراحيضها في زمن الاشتراكية احرص على قضاء حاجتي هناك للتفريق بين الفترة السابقة والفترة اللاحقة، ولتحليل عملية تبدل وانتقال المراحيض أيضا من مرحلة الاشتراكية الشمولية الى مرحلة الرأسمالية السوقية. فما أن اجلس على كرسي قضاء الحاجة حتى تعود بي الذكريات عشرون سنة إلى الوراء،فأرفع نفسي والبس سروالي ثم اخرج مسرعا مبتعدا عن المراحيض المتحررة من تاريخ مكانها، قاصدا اقرب مكان من الأمكنة التي كانت تجمعنا أيام الدراسة. ومع أن تلك الأمكنة تغيرت كثيرا ولم تعد كما كانت في ذاك العهد، إلا أن المرء يبقى يحن لها وللذين أحبهم وأحبوه في تلك الفترة من زماننا الذي لا يعرف حدود للرحيل واستبدال الأمكنة والمراحيض.الآن وأنا أعيش في هجرتي الثالثة في أوسلو البعيدة، اذهب إلى المرحاض العمومي بدون تفكير بعوائق أو مشاكل قد تواجهني. ففي هذه البلاد المراحيض مجهزة للجميع، للكبار وللصغار وللأطفال والمواليد والأمهات مع عربات الأطفال الصغار، وللمعوقين. ناهيكم عن النظافة التي لا تتوقف، فتنظيف المراحيض دائم مادام هناك من يبول أو يغوط فيها. معروف أن استعمال المراحيض العامة في أوروبا ليس مجانيا وعلى الذي يريد دخول المرحاض أن يدفع عند الدخول او الخروج مبلغا وقدره...,. يعني هنا ينطبق فعلا المثل العربي القائل " دخول الحمام ليس كما الخروج منه". أما الدخول بالنسبة للمعوقين والأطفال المواليد مع أمهاتهم فهو مجاني.لاحظت منذ فترة أنني كلما ذهبت إلى المرحاض العمومي في المدن الكبيرة والعواصم الغربية أقلل من الحديث أثناء قيامي بواجبي ازاء صحتي ومعدتي وقانون جسمي وحياتي. أدخل إلى المرحاض بصمت متكئاً على عكازتي ومستندا على بقايا قوتي بعد يوم متعب وشاق في التسكع على الشوارع وبين أزقة مدينة أوسلو. و اكتشفت بعد جردة حساب أنها أكثر مدينة جرى فيها استعمال المراحيض العامة من قبلي. ومن دون طول سيرة فقد استعملت مراحيض عربية وغربية وشرقية كثيرة، لكني لم اسمع عن مرحاض ناطق سوى قبل ايام. ففي خبر من أخبار الدنيا، يحكى أن مقهى في وسط مدينة امستردام قام بتشغيل أول مرحاض ناطق يقدم لمستخدميه معلومات عامة بشأن أضرار التدخين وعدم جدوى الحروب ونصائح للصحة العامة والنظافة.ونحن نقول لأولياء الأمور في بلاد العرب السعيدة أن الناس في الغرب بدأوا يشغلون مراحيض ناطقة بينما المعوقون في بلادنا لا يجدون مراحيض تناسب أوضاعهم وتريحهم وتقلل من مشاكلهم. وقد قررت عندما أسافر إلى هولندا أن أجرب مرحاض المراحيض في امستردام.. هوامش 1- روى لي أحد الأصدقاء أنهم وحين انتقلوا من مرحلة " الدروة " إلى مرحلة المرحاض قالت له جدته أن عليه هو و اخوته أن يستعملوا الدروة لهم بينما سيكون المرحاض للضيوف فقط ..!!2- http://www.almushahidassiyasi.com/ar/9/323/3- من مقالة للكاتب السوداني عبد العال السيد على الرابط : http://www.alsahafa.info/index.php?type=6&issue_id=394&col_id=174- http://www.albaladonline.com/new/modules.php?op=modload&name=News&file=archivedarticle&sid=68195&mode=thread&order=0&thold=0&archive=15- http://www.klo.de/set_main.htm6- http://www.alhalem.net/iraqifaseeh/morhad.htm7- http://freebrain.blogspot.com/8- http://exzombie.blogspot.com/2005_09_01_exzombie_archive.html9- http://www.alefyaa.com/index.asp?fname=news2005113-01col207.htm&storytitle=qqqماجد%20عزيزةqqqq10 - http://www.safsaf.org/mirhadz.htm | |
|