الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جاهين وما كتب عنه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

جاهين وما كتب عنه Empty
مُساهمةموضوع: جاهين وما كتب عنه   جاهين وما كتب عنه Icon_minitime8/8/2007, 23:26

صلاح جاهين صوت مصر وصوت البشرية

صلاح جاهين
صلاح جاهين

القاهرة - مكتب "الرياض"، شريف الشافعي:
وصف مثقفون وأكاديميون مصريون الشاعر والرسام والكاتب متعدد المواهب صلاح جاهين (1930-1986) بأنه "صوت مصر وصوت البشرية"، وذلك في احتفالية نظمها أخيراً المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي وجمعية فناني الكاريكاتير على مدار يومين بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيل جاهين.

شارك في الاحتفالية عدد من المبدعين والشعراء والباحثين والأكاديميين، من بينهم: الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي مقرر لجنة الشعر بالمجلس، والشاعر سيد حجاب مقرر الاحتفالية، والدكتور فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري، والشاعر بهاء جاهين الذي ألقى كلمة أسرة الراحل صلاح جاهين، والناقد الدكتور محمد عبد المطلب، والشاعر حسن طلب، والناقد محمود أمين العالم، والفنان مصطفى حسين نقيب التشكيليين، والشاعر أمين حداد، وآخرون. اشتملت الاحتفالية على جلسات نقدية لمناقشة أعمال جاهين الأدبية والفنية في مختلف المجالات، وأمسيات شعرية بمشاركة كبار الشعراء ومنهم: محمد عفيفي مطر وحجازي وسمير عبد الباقي وماجد يوسف وغيرهم، فضلاً عن أمسيتين غنائيتين للفنانين والموسيقيين علي الحجار وسلمى الصباحي وإبراهيم رجب.

الدكتور جابر عصفور أشار إلى أن صلاح جاهين هو امتداد لكل شعراء المقاومة، والمقاومة لديه تتجلى في ثلاثة محاور: الأول الحب؛ فهو يبدع من أجل شيء يحبه، وفي مواجهة شيء يبغضه، وكان يحب الشعب البسيط ويكره كل ما هو غير إنساني من قهر وظلم وتعسف. والثاني الرفض، رفض كل ما يشوه الحياة وكل أشكال الظلم، ولهذا غنى جاهين لأجل ثورة يوليو ولأجل أهدافها، لكن هذه الثورة شهدت الكارثة في عام 1967مما جعل المتحمسين لها ينتقلون من الحلم إلى الكابوس. والثالث الارتحال، فقد كان جاهين لا يكف عن الارتحال بين الأنواع الفنية داخل الشعر، وبين أنواع الفنون المتعددة كالكاريكاتير والأوبريت وحتى التمثيل السينمائي.

وأشار الشاعر والتشكيلي محمد بغدادي إلى أن عبقرية جاهين الكاريكاتيرية تكمن في امتلاكه لرؤية واعية وثقافة ذات حس وطني ورغبة أكيدة في إحداث تغيير في المجتمع، وقال بغدادي: لأن جاهين شاعر، فإن إحساسه بنبض الشارع المصري والعربي جعله دائماً على خط التماس مع مشكلات الناس وقضاياهم، وهذا ما جعله يشتبك مع الواقع، وبالتالي فإن أعماله الكاريكاتيرية كانت نابعة من قبل هذا الشعب في هزله وجده، إذ إنه لم يسع مطلقاً لافتعال الموقف الكاريكاتيري، بقدر سعيه للبحث عنه واستخراجه من أعماق هذا الشعب الساخر دائماً.

وأوضح الناقد الدكتور محمد عبد المطلب أنه من الممكن مقاربة رباعيات صلاح جاهين، لا بوصفها نصوصاً إبداعية فحسب، بل بوصفها نصوصاً ثقافية تأسست في نصب جمالي يجمع بين الفردية والجماعية على صعيد الشعرية التي تحولت إلى أنشودة جماعية ينشدها شاعر فرد. وعن التحليل اللغوي لمفردات الرباعيات الجاهينية قال الدكتور محمد عبد المطلب: عند قراءة رباعيات جاهين من خلال المتابعة الكمية لمفرداتها اللغوية نجد نتيجة لافتة، فجملة مفردات الرباعيات تبلغ 3643مفردة، منها 3960مفردة فصيحة و 683مفردة عامية، والنسبة بينهما 82% للفصحى و18% للعامية، ومعنى هذا أن الرباعيات تنتمي للغة الفصيحة على نحو من الأنحاء، حتى أن بعض الرباعيات جاءت مفرداتها فصيحة خالصة.

وقال الشاعر بهاء جاهين: إن رباعيات صلاح جاهين لم تكن تأملات فلسفية محضة كما هو شائع، بل عكست تجارب شخصية ووطنية طاحنة، ولم ينفصل لديه ما هو قومي عما هو فلسفي أو شخصي.

أما الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي فإنه أكد أن صلاح جاهين لم يكن مجرد شاعر عامية مصري وحسب، ولكنه شاعر عربي كبير، وحين نحتفل بجاهين فإننا نحتفل بقيمة شعرية كبيرة ليس في مصر وحدها، بل في شعر العامية كله، نحتفي بابن عروس والنديم وبيرم التونسي وفؤاد حداد وحسين شفيق المصري. وقال حجازي: لم يكن جاهين صوتاً بسيطاً مفرداً، وإنما كان مجمع أصوات، كان صوت مصر وصوت البشرية، صوت الجماعة المصرية كما رآها في الواقع وفي الحلم معاً، فجاهين ليس ثمرة تراث قومي مغلق، وإنما هو ثمرة كل من التراثين القومي والإنساني، وهو يدين للوركا وبول إيلوار بقدر ما يدين لأحمد شوقي وبيرم التونسي.

والشاعر والفنان متعدد المواهب صلاح جاهين من مواليد ديسمبر في عام 1930، ويعد من أبرز الذين كتبوا بالعامية المصرية مستخدماً ألفاظ الشارع المصري البسيط لتصوير الأحداث الجارية في مجمل أشعاره وكلمات أغنياته وفي رسومه الكاريكاتيرية المعبرة عن الواقع.

وقد اعتبره النقاد امتداداً لبيرم التونسي سيد الزجل الشعبي والسياسي في مصر في القرن العشرين، وقد وصل جاهين إلى مختلف الفئات والأوساط الاجتماعية حتى الأطفال الذين قدم لهم أشعاراً وأغنيات ومسرحيات ذائعة الصيت، فضلاً عن الفوازير الرمضانية المحببة، وأوبريت "الليلة الكبيرة" الشهير، كما كتب جاهين بعض السيناريوهات والحوارات التليفزيونية (مثل حلقات "هو وهي") والسينمائية (مثل أفلام: "خلي بالك من زوزو"، و"أميرة حبي أنا"، و"شفيقة ومتولي"، و"المتوحشة")، كما شارك في التمثيل في بعض الأفلام (مثل: "شهيد الحب الإلهي"، و"لا وقت للحب"، و"المماليك").

وقد أصيب جاهين بحالة من الاكتئاب والعزلة في أعقاب نكسة 1967استمرت حتى رحيله في عام 1986، حيث توقف عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنية، واتجه إلى الكتابة في اتجاهين: الشعر التأملي العميق كما في "الرباعيات"، والأغاني الخفيفة التي غنت الراحلة سعاد حسني أغلبيتها، ومنها "صباح الخير يا مولاتي"، و"الدنيا ربيع"، "بانوا بانوا"، وغيرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

جاهين وما كتب عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهين وما كتب عنه   جاهين وما كتب عنه Icon_minitime8/8/2007, 23:38

صر تحتفل بمرور 76 عاما على ميلاد صلاح جاهين

القاهرة: أيمن القاضي
احتفل المجلس الأعلى للثقافة المصرية بالشاعر الراحل صلاح جاهين، وجاءت الاحتفالية بمثابة مرثية جديدة لجاهين، الذي سكن وجدان الناس بالأغنية والشعر والكاريكاتير، وبمناسبة ذكرى ميلاده السادسة والسبعين.

«لم يكن جاهين شاعر عامية فحسب، بل كان شاعرا من شعراء الفصحى الكبار». بهذا الرأي استهل الدكتور جابر عصفور، الأمين العام للمجلس، كلمته في الاحتفالية، واتفق معه الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي، مقرر لجنة الشعر، فيما كشف الحضور الكبير من المثقفين والشعراء والكتاب، عن الدور الذي لعبه صلاح جاهين في الساحة الثقافية المصرية، وحضوره القوي، رغم رحيله منذ نحو عشرين عاما.

حضر اللقاء الشاعر بهاء جاهين نجل صلاح جاهين وجمهرة من المثقفين، من شعراء وكتاب وسينمائيين، وكذلك المخرج سعد اردش، الذي فاجأ حضوره الجميع، مما حدا بالدكتور محمد عبد المطلب رئيس الجلسة الأولى، الى دعوته للمشاركة بالجلسة والتحدث كأحد المشاركين .

وكشف المخرج جلال الشرقاوي، خلال كلمته، أنه لجأ الى صلاح جاهين في وقت من الأوقات، ليكمل نصا مسرحيا، لم يكمله مؤلفه الراحل نجيب سرور، وأوضح الشرقاوي ان صلاح جاهين أكمل المسرحية في ليلة واحدة، وترك بيته في الثامنة صباحا ليذهب الى الشرقاوي، ويقول له هذا هو النص الذي تريده، حيث يصف الشرقاوي ما حدث بأن صلاح جاهين تقمص روح نجيب سرور واكمل المسرحية باقتدار . وتحدث أحمد عبد المعطي حجازي عن زمالته لصلاح جاهين في «روز اليوسف» ومجلة «صباح الخير»، وهواياته وغنائه في اوقات الفراغ بالعربية والاسبانية، والسهرات التي كان يشدو فيها صلاح جاهين مع الملحن سيد مكاوي، لتتقاطع وتتشابك مع احاديث الثقافة، عندما ينضم للجمع كامل الشناوي ولويس عوض ونجيب محفوظ ومحمد عبد الوهاب في جلسة سمر، تضم ايضا شعراء وصحافيين وكتابا .

ويصف حجازي لغة جاهين الشعرية بأنها ثمرة العامية والفصحى، فهي لا يشخصها معجمها او نحوها فحسب، بل يشخصها ايضا عالمها الفكري والعاطفي واحلامها وهمومها، الشقاء والأمل، والتقدم والحرية والسلام، والحب العائلي والأخوة البشرية. ثم تحدث زين نصار عن غنائيات صلاح جاهين واعماله التي اشترك بها في السينما، مثل «رابعة العدوية» و«اللص والكلاب» ومسرحية «الليلة الكبيرة»، كما تغنت ام كلثوم من كلماته في اللحن الوطني «ثوار» لرياض السنباطي، ثم «والله زمان يا سلاحي»، ثم غنى له عبد الحليم «احنا الشعب» و«بالاحضان» و«صورة» وغيرها .

كما كتب السيناريو والحوار لعدة أفلام ‏مثل «خلّي بالك من زوزو»، و«أميرة حبي أنا»، «شفيقة ومتولي» و«المتوحشة»، كما شارك في إنتاج أفلام «أميرة حبي أنا»، و«عودة الابن الضال»، وشارك بالتمثيل في عدة أفلام، منها «شهيد الحب الإلهي» عام 62 و«لا وقت للحب» عام 63 و«المماليك» في عام 1965. ثم تحدث الكاتب الصحافي مصطفى عبد الله، في ورقة بعنوان «لصلاح جاهين دين في عنقي»، عن بعض ذكرياته مع صلاح جاهين، مشيرا إلى أن جاهين أخرجه من حالة اكتئاب كادت تودي بحياته، ثم تحدث عبد الله عن الشخصيات التي أثرت في صلاح جاهين، أمثال زكريا الحجاوي وروز اليوسف ومحمد عبد المنعم والكاتب الألماني برتولد بريخت صاحب المسرح الملحمي.

وكشف عبد الله عن سر أخبره به صلاح جاهين، في أحد حواراته معه، حيث كان جاهين يعتقد أن رسمه قبيح، وأن درجاته فى الرسم كانت سيئة في فترة المدرسة، وكان المدرسون يسخرون من رسوماته .

وصاحب الاحتفالية معرض كاريكاتير لاعمال صلاح جاهين نظم بالتعاون مع جمعية الكاريكاتير، واصدار كتابين بالمناسبة. وصلاح جاهين، شاعر العامية والشاعر الغنائي وشاعر الرباعيات، اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي. ولد في 25 ديسمبر (كانون الاول) 1930، بحي شبرا في شارع جميل باشا، وهو الأكبر بين إخوته، والده المستشار بهجت حلمي الذي تدرج في السلك القضائي بدءا من وكيل نيابة حتى عُين رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة، وجده الصحفي الكبير أحمد حلمي .

تلقى جاهين تعليمه في مدرسة اسيوط الابتدائية، ثم مدرسة المنصورة الثانوية، ودخل كلية الحقوق، وفي نفس الوقت، مدرسة الفنون الجميلة عام 1947 في جامعة القاهرة، وكان دائم الشعور بعدم الاستقرار نتيجة لتنقل والده والعائلة الى أكثر من اقليم بحكم عمل والده قاضيا.

كان حلمه ان ينهي دراسته في الفنون الجميلة ويسافر الى باريس، وفي نفس الوقت طامحاً الى ارضاء والده ليصبح قاضياً مثله. ووصل به الحال الى عدم التخرج من أي كلية، ومن ثم قرر العمل في دار نشر في السعودية، وبعد قضاء 3 أشهر عاد عن قراره واكتشف انه لا يرغب في تكوين المال ورجع الى القاهرة، وعمل في اعمال بسيطة في بداياته في صحيفة «القاهرة»، ونال عمله آنذاك بالرسم اعجاب اصدقائه، وكان جاهين يعتبره مجرد هواية لا أكثر، وبعد زواجه عام 55 احترف رسم الكاريكاتير كمهنة، لانها كانت الاكثر دخلا بين اعماله الاخرى، مثل الكتابة والشعر والاغاني، فهو مسؤول عن عائلة مكونة من ابن وابنتين.

ويذكر انه قام بطباعة اول أعماله الشعرية بمبلغ جمعه من أصدقائه، وقام بتسديده من النسخ التي وزعها عليهم، كما عمل عام 62 في جريدة «الاهرام»، ورئيس تحرير مجلة «صباح الخير»، وآخر ما كتب للفنانة سعاد حسني كلمات اغنية «صباح الخير يا مولاتي» بمناسبة الاحتفال بعيد الام للتلفزيون المصري عام 86، وكانت ايضا آخر أعماله، فقد مرض بعدها بفترة ودخل المستشفى وفارق الحياة في 21 ابريل (نيسان) في العام نفسه، بعد حياة حافلة بعطاء خصب ومتميز في الأدب والفن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

جاهين وما كتب عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهين وما كتب عنه   جاهين وما كتب عنه Icon_minitime8/8/2007, 23:39

فرانسوا باسيلي
كاتب من مصر يقيم في نيويورك

لاتستطيع ان تستحضر للذاكرة العبقرى المصرى المبدع صلاح جاهين (1930-1986) الا وتحضر معه بالضرورة كوكبة من المبدعين الذين زاملوه واشتركوا معه فى صنع السيمفونية الباهرة للثقافة والفنون والفكر التحررى المثير فى عصر مصر الذهبى فى الخمسينات والستينات من القرن العشرين. فيحضر معه بالضرورة زميلاه الشاعران أحمد عبد المعطى حجازى وصلاح عبد الصبور وكان الثلاثة يعملون فى غرفة واحدة تضم مكاتبهم الثلاثة فى دار روز اليوسف ويقول حجازى: "كان جاهين أكثرنا نشاطا ومرحا وحضورا، كان يرسم وينظم بالعربية وكان احيانا يغنى بعض الأغنيات الاسبانية من تراث الحرب الأهلية، بالاضافة الى أغنيات روسية، وفى تلك الغرفة سمعت من صلاح جاهين معظم أغنياته التى نظمها فى الخمسينات وأوائل الستينات :ويقول حجازى انه رغم بدانة جاهين فإنه هو الذى علمه رقصة الفالس! ويقول حجازى: "لم يكن صلاح جاهين صوتا بسيطا مفردا، وإنما كان مجمع أصوات، كان صوت مصر وصوت البشرية، صوت الجماعة فى الواقع وفى الحلم معا، صوت جماعة ناهضة حرة متقدمة سعيدة منتمية لحضارة العصر مشاركة فى صنعها. فصلاح جاهين ليس ثمرة تراث قومى مغلق وانما هو ثمرة التراث القومى والتراث الانسانى، وهو يدين للوركا وبول إيلوار بقدر مايدين لشوقى وبيرم التونسى."

كما لابد أن يحضر معه للذاكرة أيضا شاعر مصر الكبير صلاح عبد الصبور. ليكون هو المقابل المخالف المضاد لصلاح جاهين ربما فى كل شئ، روحا وجسدا، شكلا وموضوعا، فعبد الصبور هادئ حزين متشائم، يكتب بالفصحى شعرا للنخبة المثقفة عاكسا ثقافة عالمية نخبوية، بينما جاهين صاخب مرح متفائل يكتب بالعامية لعامة الشعب شعرا وغناء يفوح برياحين صبايا القرى وأحلام رجل الشارع وتعبه اليومى، دون ان يتخلى عن عمق انسانى فلسفى بالغ التأثير. ولايشترك "الصلاحان" – جاهين وعبد الصبور- سوى فىأن كليهما استطاع ان يؤثر تأثيرا حاسما على جيله فى مجال ابداعه. فيمكن القول أن عبد الصبور قد شكل الذائقة الشعرية والوجدانية لجيل مصرى كامل بقصيدة واحدة هى "احلام الفارس القديم"، والتى اعترف بعض رواد الشعر فى الجيل التالى أنهم كانوا يجوبون طرقات القاهرة ليلا منشدين المقاطع الشهيرة لهذه القصيدة بصوت مرتفع.

وبينما قام عبد الصبور بتشكيل الذائقة الشعرية لجيل كامل من الشعراء من بعده، قام جاهين بتشكيل الذائقة الوجدانية لجيل الثورة بأكمله، شعراء وفقراء وبسطاء وعمالا وفلاحين وموظفين وعاشقين وحالمين. من هنا تأتى أهمية هذا الشاعر الشعبى العظيم، ولهذا أقوم بالمقارنة بينه وبين صلاح عبد الصبور، فبينما نال عبد الصبور تقديرا كبيرا مستحقا فى الوسط الثقافى المصرى، فإن جاهين فى اعتقادى لم ينل مايستحقه من تقدير يناسب انجازاته الهائلة فى ميادين الابداع المتنوعة التى طرقها، من الرسم الكاريكاتورى الى شعر العامية والزجل والاغنية والأشعار المسرحية والسينمائية والفوازير التليفزيونية ومسرح العرائس والسيناريو السينمائى فضلا عن الأناشيد الوطنية التى صنع منها جاهين فنا جديدا قائما بذاته .

شاعر الثورة
بينما اجد بعض النقاد يطلقون على صلاح جاهين لقب "مغنى الثورة" لان كل ماكتبه كان يتحول الى أغنيات ثورية شعبية بصوت فنان الثورة عبد الحليم حافظ بألحان الموسيقار الفريد كمال الطويل، وربما مع بعض التردد فى اطلاق لقب شاعر الثورة عليه، فى ميل للإحتفاظ بلقب شاعر لمن يكتبون بالفصحى، الا أننى لاأجد أى محل للتردد فى وصف جاهين بشاعر الثورة المصرية، فهو وحده من استطاع ان يترجم مشاعر وأحلام وأفراح ملايين المصريين الى كلمات حية متوثبة مليئة بالدفء والزهو والنشوة. فبينما كتب عبد الصبور وحجازى بعض القصائد الفصحى المعبرة عن بعض جوانب تلك الفترة، فإننا لانجد فى قصائدهم تلك حرارة ولهفة وصدق المشاعر اللافحة التى نجدها فى كلمات جاهين، كما وكيفا، ولعل من المفارقة ان القصيدة الوحيدة الدافئة الحس المرهفة الصدق التى كتبها حجازى فى تلك المرحلة بأسرها هى قصيدته العميقة فى رثاء عبد الناصر "مرثية الزمن الجميل" بينما –على العكس- كان رحيل عبد الناصر هو نهاية مرحلة الشعر الثورى لدى جاهين.

فى أشعاره "الثورية" لم يكتب جاهين شعارات باردة جوفاء بل استطاع ان يغوص فى اعماق الانسان المصرى المتطلع الى عالم أفضل ليستخرج منه بكلمات عامية بسيطة وبليغة فى آن واحد، أجمل ما فيه من أغنيات ومزامير راح ينثر بها البهجة والفرح الحقيقى بالفجر البهى القادم على الأفق. لم تكن فى كلماته أية ظلال لافتعال سياسى او تعبوى، بل كانت مشاعر عفوية صادقة ترقص فى قلبه المتفائل المحب للحياة فتتحول عبر شاعريته الأصيلة الى أناشيد للفرح والحب واللهفة المتوثبة. ولأن هذه المشاعر كانت تعبيرا صادقا عن الوجدان المصرى الجارف فى تلك المرحلة، لم يكن صعبا على مبدع مرهف آخر مثل كمال الطويل أن يضع لها ألحانا نابعة من عمق الوجع المصرى الطويل وصاعدة فى نبرات متسرعة لاهثة فرحة متشوقة للغد الأجمل الذى وعدت به القلوب الفائرة الثائرة.

وبهذا الصدق والفرح والتفاؤل كتب جاهين –وغنى عبد الحليم- أناشيد إحنا الشعب (56) وبالأحضان (61) والمسئولية (63) وياأهلا بالمعارك (65) وصورة وناصر وغيرها. وكان من المدهش حقا إستقبال الجماهير لهذه الاناشيد وتجاوبها معها حفظا وغناء وكأنها أغنيات فى الحب والصبا والجمال وليس فى الثورة والحرية والكرامة بل والسياسة الاقتصادية (على راس بستان الاشتراكية/ واقفين بنهدس ع المية/ أمة أبطال/ علما وعمال / ومعانا جمال..)

مزامير الحب والبهجة
فى نفس الوقت الذى كان يكتب فيه جاهين هذه الأناشيد الوطنية الشعبية الواعدة، كان يكتب أيضا مزامير الزهور والحب والبهجة . فهو عاشق للحياة يحبها بحس شاعر ونزق طفل وتهور شاب مقبل على مباهج الأحلام المنتظرة فى فرح حقيقى. ان علاقة جاهين بالفرح علاقة اساسية حميمة.
يقول فى رباعياته الشهيرة:
أنا اللى بالأمر المحال إغتوى
شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا
طلته ماطلتوش إيه انا يهمنى
وليه مادام بالنشوة قلبى ارتوى
عجبى

ويقول فى رباعية أخرى:
فتحت شباكى لشمس الصباح
مادخلش منه غير عويل الرياح
وفتحت قلبى عشان أبوح بالألم
ماخرجش منه غير محبة وسماح
عجبى

وفى تأكيد على أهمية الفرح العام الجهورى المعلن يقول:
كرباج سعادة وقلبى منه انجلد
رمح كأنه حصان ولف البلد
ورجع لى نص الليل وسألنى ليه
خجلان تقول أنك سعيد ياولد؟

ويقول فى شعر الغزل والشقاوة والمحبة:
يا بنت يام المريله كحلى
ياشمس هااله، وطاالله م الكومه
لو قلت عنك فى الغزل قوله
ممنوع عليا والا مسموح لى؟
وفى رباعية غزلية آخرى يقول:
اوقات افوق ويحل عنى غبايا
واشعر كأنى فهمت كل الخبايا
أفتح شفايفى عشان اقول الدرر
مااقولش غير حبة غزل فى الصبايا
عجبى
مسئولية الكلمة

يعرف صلاح جاهين مسئوليته كمبدع وكشاعر. كثيرا ما يشير الى الصمت فى شعره كمرادف للموت، ويشير الى الكلمة كمرادف للحياة. يقول فى قصيدة بعنوان "اتكلموا":
اتكلموا.. اتكلموا.. اتكلموا
محلا الكلام، ماألزمه، ماأعظمه
فى البدء كانت كلمة الرب الاله
خلقت حياه والخلق منها اتعلموا
فإتكلموا
الكلمة ايد الكلمة رجل الكلمة باب
الكلمة لمبة كهربية فى الضباب
الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب
الجن ياأحباب مايقدر يهدمه
فاتكلموا

وفى رباعية جميلة يقول:
ياعندليب ماتخافش من غنوتك
قول شكوتك واحكى على بلوتك
الغنوه مش حتموتك...... إنما
كتم الغنا هو اللى ح يموتك

فيلسوف الفقراء
ينفرد جاهين بخاصية هامة تمنح شعره –على بساطته وعاميته- بعدا فلسفيا لانعرف له مثيلا لدى شعراء العاميه الآخرين بل ولانعرف له مثيلا لدى شعراء الفصحى المصريين، فيما عدا رفيقه صلاح عبد الصبور الذى إتسمت معظم أشعاره بأبعادها الفلسفية والانسانية الشاملة.
وهنا ايضا –وعلى الأخص- لم يحصل جاهين على حقه من التقدير، بسبب النظرة العدائية من الوسط الثقافى النخبوى للعامية، وربما بسبب التحيز للفصحى والخوف عليها، مع قدر من عدم التصديق لإمكانية ان تقول العامية الدارجة معان تقرب من مدار الفلسفة المقدس. ولكن لايصح ان يمنعنا مثل هذا الموقف الاستعلائى الزائف والخائف من ان نخوض فى رفق وحدب فى أعماق أشعار جاهين لنكتشف مابها من جواهر فكرية ووجدانية بديعة. فإنك لتجد فى رباعياته أصداء لفلسفة سارتر الوجودية ولمواقف البير كامو فى اغترابه ولجرأة نيتشه الذى لم تكن فلسفته سوى شعرا مكثفا. بالإضافة الى نهل جاهين من التراث الفلكلورى المصرى والعربى الاسلامى والمسيحى. ومزجها كلها فى صوت صادق متفرد هو صوته وحده. ولننظر الى بعض رباعياته التى يمكن اعتبار كل رباعية منها أطروحة فلسفية كاملة تطرح كل منها أحد الأسئلة الوجودية الهامة فى تصوير بالغ الإيجاز والإيحاء والدهشة:
عيد والعيال اتنططوا ع القبور
لعبوا استغماية ولعبوا بابور
وبالونات ونايلونات شفتشى
والحزن ح يروح فين جنب السرور!
عجبى

الدنيا صندوق دنيا.. دور بعد دور
الدكة هى .. وهى كل الديكور
يمشى اللى شاف ويسيب لغيره مكان
كان عربجى او كان امبراطور
عجبى
أنا شاب لكن عمرى ولا ألف عام
وحيد ولكن بين ضلوعى زحام
خايف ولكن خوفى مني أنا
أخرس ولكن قلبى مليان كلام
عجبى
علمى ان كان الخلق من أصل طين
وكلهم بينزلوا مغمضين
بعد الدقائق والشهور والسنين
تلاقى ناس أشرار وناس طيبين
عجبى
وكان هذا الفيلسوف الجميل مفتوح القلب سريع البديهه. وأذكر اننى استمعت اليه مرة فى برنامج إذاعى اسمه "جرب حظك" سأله فيه مقدمه عباس أحمد: من فى رأيك أعظم رسام كاريكاتير فى العالم؟ فأجاب جاهين الذى كان بدينا، قصيرا، أصلعا، وكأنه كرة ضخمة: الحقيقة أنى كل ما بصيت فى المراية عرفت ان ربنا سبحانه وتعالى هو أعظم رسام كاريكاتور فى الدنيا ! فانفجر الجمهور ضاحكا.

عالمى النزعة
رغم ان صلاح جاهين كان يغنى للاشتراكية فى إخلاص المثقف المنتمى للفكر اليسارى المنحاز للفقراء والبسطاء بشكل اساسى الا انه كان مثقفا وليس ايديولوجيا منغلقا. ومازلت أذكر أنه فى اليوم التالى لإغتيال الرئيس الامريكى الشاب جون كيندى فى عام 1963 فوجئت فى جريدة الاهرام التى كانت تنشر لجاهين رسما كاريكاتوريا شهيرا كل يوم أنها تنشر له قصيدة رائعة فى رثاء الرئيس الامريكى لم أعد أذكر كلماتها ولم اجدها بعد ذلك ولكنى اذكر جيدا انه ختمها وهو يهتف ملتاعا باسم الرئيس الامريكى قائلا: ياجون.. يايوحنا المعمدان! وقد أثرت فى نفس هذه الخاتمة المدهشة للقصيدة. ولم افهم للوهلة الاولى لماذا يخاطبه بيوحنا المعمدان. اذ كنت مازلت طالبا فى ذلك الوقت. ولم يكن فى ذهنى أن جون هى بالعربية يوحنا. فكانت هذه المقاربة الجميلة فى القصيدة والتى تدل على انفتاح جاهين السياسى والدينى معا، فلم تمنعه يساريته الفكرية من التعاطف مع رئيس امريكى شاب كان مثقفا ثقافه انسانية حقيقية وقف امام نفوذ التحالف الصناعى العسكرى فى بلده واشاع فى العالم كله أملا فى مستقبل اجمل.. ولامنعته ثقافته الاسلامية من معرفة واستخدام رمز مسيحى شهير هو يوحنا المعمدان الذى كان يوصف بالصوت الصارخ فى البرية لقوته وشجاعته فى المجاهرة بالحق حتى اوصله هذا الى تقديم رقبته على طبق هدية لسالومى من الملك هيرودس أنتيبى الذى صرخ فى وجهه يوحنا المعمدان يوما: هذا لايحل لك!

فرسان الثورة
إستطاعت الثورة المصرية منذ ولادتها وبسبب اهتمام عبد الناصر بالثقافة والفنون والادب اساسا ان تخلق مناخا إجتماعيا مثيرا لعوامل الابداع الانسانى فى جميع المجالات .. وانطلقت مع بداية الثورة وبشكل تلقائى مدهش شرارة الخلق والابداع الفنى والفكرى فى عدد هائل من الشباب المثقف الصاعد من قرى ونجوع مصر الزاحف نحو القاهرة والاسكندرية فإذا بمئات ومئات من المبدعين تتصاعد أنجمهم فى سماء مصر حاملين رايات ملونة زاهية لأعمال جديدة مدهشة فى كل مناحى الابداع.أرصد هذا لأوضح أن صلاح جاهين –وان كان حقا صوتا متفردا مميزا فى الشعر وفنانا مبدعا فى الرسم وغيره من الفنون – لم يكن وحيدا وانما كان واحدا من "جيش" مدهش من المبدعين المجددين الذين استقوا من ينابيع الجسد المصرى المتفجر بإرهاص الولادات الجديدة ووعود الاحلام المثيرة القادمة فى فورة إبداعية نعرف الآن أنها كانت –للأسف- إستثنائية فى تاريخ مصر المعاصر.

وقد كان لجاهين شاعر الثورة المصرية وواضع مزاميرها الجماعية المحفزة أثر كبير فى حركة النهضة الفكرية التحررية المواكبة، فقد راح فى رسومه وكلماته وأناشيده وأشعاره يرسم ملامح المجتمع الحر القادم فى عيون شباب وصبايا يعانقون أحلام الحب الجميل والحرية الاجتماعية والتحرر الفكرى البادئ بالذات والممتد نحو الانسان فى كل مكان .
وكان لهذه الفورة الابداعية والتفجر الغنى المثير فعل السحر فى الشباب المثقف الصاعد الى حد انه حتى المثقفين الذين دخلوا السجون فى تلك الفترة بشبهة الميول الشيوعية او اليسارية المتشددة خرجوا منها وهم على إخلاصهم العجيب للثورة التى لم تتورع عن التهام عدة سنوات من شبابهم الحالم، وهى ظاهرة لا نعرف لها مثيلا فى التاريخ.

هل خان نفسه؟
حينما أصيبت الثورة المصرية بجرح هزيمة 67 الغائر، ثم برحيل فارسها عبد الناصر عام 70، شاهد جاهين كل شئ ينهار من حوله، فأصاب شاعر الثورة احباط الانكسار ودخل فى صمت المطعون المكلوم. ومع صعود الرئيس "المؤمن" - الذى كان معروفا طوال سنوات الثورة بأنور السادات لنكتشف فجأة ان اسمه الحقيقى هو محمد انور السادات !- أطلقت الاشارة لبدء حركة الهجوم الوحشى والتشويه المجانى لكل جوانب الثورة، المظلم منها والمضئ معا، حتى أن السد العالى نفسه – الذى أعترف العالم مخرا انه اهم عشرة مشاريع هندسية فى العالم فى القرن العشرين – لم يسلم من حملة التشويه الآثمة لإنجازات الثورة.

ولم يجد شاعر الثورة له مخرجا من نفق الاحباط وظلمة الاحساس بالغبن والضياع وربما لوم الذات وانكار الحلم بل ومعاداته سوى الدخول الى دوامة العمل السينمائى السهل فى حركة هى اقرب الى حركات مهرج السيرك الذى يضحك الآخرين بقلب نازف – فكتب لصديقة دربه سعاد حسنى اغنيات فيلمها "خلى بالك من زوزو" الذى حقق نجاحا جماهيريا ساحقا، بين جماهير متغيرة كانت قد تعبت من وطئة احلامها طوال عشرين عاما، وتعبت من الحروب والمعارك والاناشيد، وارادت ان تنسى وترقص وتلهو على انغام تقول لها ان "الدنيا ربيع، والجو بديع، قفلى على كل المواضيع" وهكذا نظر بعض المثقفين فى حزن الى شاعر الثورة وفارسها القديم وقد انكسرت قوادم احلامه (كما تنبأ صلاح عبد الصبور) وتحول مغنى الجماهيرالى مضحكها . وهو دور استنكروه عليه ولكنه لم يستنكره على نفسه فقد كان دائما منحازا الى الجماهير البسيطة يعبر عن أحلامها وآمالها وعن ضحكاتها وأوجاعها . ولم يجد غضاضة فى ان ينحاز اليها فى لهوها ومزاحها وهو المنحاز أبدا للفرحة والبهجة.

وقد أراد له –وتوقع منه- البعض ان ينخرط –وهو شاعر الثورة- فى حركة المعارضة الشعبية والطلابية لنظام السادات قبل حرب العبور كما فعل احمد فؤاد نجم بأشعاره الجارفة التى لحنها وغناها الشيخ امام والتى دخلا السجون بسببها . ولكن جاهين لم يفعل ولم يكن له ان يسير فى درب غير دربه فعالمه الشعرى ليس عالم احتجاج ومعارضة ضد النظام فقد كان منسجما مع النظام الناصرى الذى كان منسجما مع أحلام الفقراء وآمال المثقفين معا، وجاهين المنحاز للفرح فى الحياة لم يجد فى نفسه طبيعة الصدام والمعارضة والهجوم على الآخرين. بما فى هذه من العنف العاطفى والخشونة الوجدانية الضرورية للتحمل والصمود . نعم هو شاعر الحلم الثورى لكنه ليس شاعر الغضب والتصدى والتعدى، ولذلك كانت لأناشيده الثورية دائما جانب الاعراس المحفوف بالأجراس والمزامير والرقصات الشعبية، فليدع التصدى والمقاومة والغضب الشعبى لغيره من الشعراء مثل نجم. فهل كان فى هذا خائنا لنفسه أم متسقا معها؟

لاشك ان هذا سؤال سيستدعى إجابات متناقضة من نقاد مختلفين. اما انا الذى طالما اترعت قلبى مما كان يسكب لنا جاهين كل يوم من مياه المحبة والبهجة والأمل المثير فليس عندى له سوى فيضان من مشاعر العرفان والممنونية والإنحياز الحميم.
ولعل أجمل مايعبر عن حالة جاهين تلك بعد أنهيار أحلام الثورة التى شارك فى صنعها هى رباعيته التى كتبها عندما أصابه انسداد فى شرايين القلب احتاج الى جراحة فى صيف 1981:
يامشرط الجراح أمانة عليك
وانت فى حشايا تبص من حواليك
فيه نقطة سودة فى قلبى بدأت تبان
شيلها كمان.. والفضل يرجع اليك.

لقد كانت النقطة السوداء قد احتلت قلبه الكبير وراحت تكبر فيه وتنهشه هى نفسها النقطة التى اصابت قلب مصر مع جرح 67 ومع رحيل ناصر وانهيار احلام الجيل الصاعد وتسليم السادات مفاتيح مصر للتيارات الدينية الظلامية التى أطفأت مصابيح مصر واحدا بعد الآخر وحاربت الفن والفكر والابداع والتحرر والمساواة والفرح والبهجة والانطلاق والغناء والرقص والمزامير ، فكانت هى الخاتمة السوداء لاحدى أجمل فترات النهضة المصرية فى تاريخها الحديث.

سيظل جاهين صوتا مميزا مزهوا فى الوجدان المصرى الى الأبد.
فالشاعر الاصيل لايعرف موتا ولاصمتا. وهو الذى قال:
دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
وحاجات كتير بتموت فى ليل الشتا
لكن حاجات أكتر بترفض تموت.

رحم الله صلاح جاهين ، ورحم معه الزمن المصرى الجميل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

جاهين وما كتب عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهين وما كتب عنه   جاهين وما كتب عنه Icon_minitime8/8/2007, 23:45

شعراء مصريون: صلاح جاهين نجح في تحميل العامية معاني فلسفية

عن جريدة الرلية


احتفالية بصلاح جاهين تعيد الثقة في مستقبل الثقافة العربية شعراء مصريون: صلاح جاهين نجح في تحميل العامية معاني فلسفية القاهرة - الراية - خالد بيومي: الوحدة راية ونجمتينها صبايا علشان عيونهم ياما راحوا ضحايا شجعان زمان فرسان حروب الوحدة من دمهم نبتت وصبحت راية وكم شهيد وسط الميدان وجريح هتف وقال بكل عربي فصيح مجد العرب في الوحدة عندما تقرأ هذه السطور لابد ان تعرف انها للشاعر صلاح جاهين الذي غني للوحدة العربية حتي تحقق الحلم وقد تحدث بلسان الزعيم جمال عبدالناصر وهو يخاطب العالم من شرفة قصر الضيافة وقد استولت عليه النشوة في الرباعية السابقة تتذكر هذا كله بعد أن أقام المجلس الاعلي للثقافة احتفالية بمناسبة مرور ستة وسبعين عاماً علي ميلاد صلاح جاهين وقد تحدث في بداية الاحتفالية الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي قال عندما نحتفي بصلاح جاهين نري أنفسنا وقد تألقت وتزينت واستعادت شجاعتها وفرحها بالحياة وثقتها بالمستقبل صلاح جاهين الذي نقرأه فنخرج من جلودنا الميتة وتصبح لنا أجنحة نطير بها وقلوب نحس بها. والسؤال الذي أود ان أطرحه منذ البداية هو سؤال اللغة فقد اعتدنا ان ننسب صلاح جاهين للعامية ونعتبره شاعراً من شعرائها او زعيماً لهم ولاشك ان العامية المصرية هي اللغة أو اللهجة التي نظم بها صلاح جاهين أشعاره لكننا نبتعد كثيراً عن شعر صلاح ولا نقدره حق قدره إذا حصرناه في إطار اللهجة التي نظم بها قصائده بل نحن نبتعد عن شعره وشعر غيره من شعراء جيله اذا عزلنا شعر العامية عن شعر الفصحي ورجعنا في فهمه وتقديره الي اللهجة التي كتب بها وحدها لاننا في هذه الحالة سنهمل المثل والقيم التي جمعت بين شعراء الجيل ممن كتبوا بالعامية والفصحي ومكنتهم من لغة شعرية تكاد تكون مشتركة ونحن نعرف ان صلاح جاهين نظم محاولاته الاولي بالفصحي وفي القالب العروض الموروث الذي كان لا يزال سائداً منتجاً حتي أواخر الاربعينيات لكن الحركة الوطنية التي أصبح فيها للعمال صوت ولجماعات الاشتراكية تأثير ونفوذ لفته الي شعر العامية المصرية، شعر بيرم التونسي وفؤاد حداد الذي تعرف عليه صلاح شخصياً وتأثر به وقرأ شعراء المقاومة الفرنسية في الوقت الذي كان يقرأ فيه المعلقات وشعر العامية اللبنانية وقصائد الشرقاوي والبياتي ولويس عوض ولغة صلاح جاهين هي ثمرة هذا المناخ الذي مكنه من لغة لا تلتزم حدود العامية ولا تلتزم حدود الفصحي وإنما هي لغة عامية فصحي في ذات الوقت لغة شعرية للغناء بالتحديد والغناء الذي أتحدث عنه هو الذي تنطق به أفئدتنا وتهتز له حواسنا وان لم نرفع به أصواتنا لغة صلاح جاهين الشعرية لا يشخصها معجمها او نحوها فحسب بل يشخصها ايضاً عالمها الفكري والعاطفي، أحلامها وهمومها، الشقاء الانساني والامل الانساني، التقدم، الحرية، السلام، الحب العائلي والاخوة البشرية يشخصها هذا الافق الذي كان يتحرك فيه صلاح جاهين فيجد إيلوار ولوركا وناظم حكمت وبيرم التونسي وفؤاد حداد وعبدالرحمن الشرقاوي وكمال عبدالحليم وعبدالوهاب البياتي ومعين بسيسو صلاح جاهين ليس مجرد شاعر عامية والعامية وحدها لا تعرفنا به وإنما الشعر هو الذي يعرفنا به انه شاعر. ثم قدم الناقد فاروق عبدالقادر بحثاً بعنوان صلاح جاهين مغني سنوات الزهو والانتصار قال فيه : ان رحيل صلاح جاهين قد مس نبضاً حياً في قلب كل مصري ومن المؤكد ان رحيله ليس حدثاً عابراً لفنان عاش وكتب ورسم وصنع أفلاماً ثم مات ومن المؤكد ان غياب صلاح جاهين انما هو غياب مرحلة كاملة حين كان القلب الاخضر والآمال الممتدة الي أفق فسيح لا حد لانقسامه حين كان القائد علي رأس شعبه يمتشق سيفه ويخوض المعارك ويعود مكلل الهامة بالانتصار حين خرجت جماهير المصريين تتصدي للعدوان وتهزج : ح نحارب والله زمان يا سلاحي، حين كانت سواعد المصريين والسوفيت جنباً الي جنب وكتفاً الي كتف تقيم السد العالي وترفع قواعده حين بدت الاشتراكية حلماً اقترب تحقيقه حين رفرفت راية الوحدة للمرة الاولي في تاريخ العرب الحديث عرب الشمال والجنوب تجمعهم في حي - دقة قلوبهم غنا ونظرة عيونهم مني ومهما تعددت وجوه صلاح جاهين وتنوع عطاؤه يبقي وجهه الحقيقي هو الممثل المؤدي دائم الولع بالاقنعة ولعب الادوار والذي حفظ له مكانه في قلب تاريخ مصر الحديث انه كان مغني سنوات الصعود والزهو والانتصار وجاهين رمز وشارة لمرحلة بأكملها تفاوتت المواقف بعد رحيله وانصرفت عنه لتلك المرحلة ثمة من يصفي حساباته القديمة معه، وثمة من يسقط عليه اخطاءها، وثمة من يرثي نفسه حين يرثيه وما اسرع ما لبست كلمات الباطل اثواب الحق .. ثم قدم الشاعر حسن طلب بحثاً بعنوان جماليات صلاح جاهين فقال.. ان ارتباط الشعر بالفلسفة جديد علي شعر العامية ونادرة في شعر القصص في تراثنا كله..وقال عنه طه حسين... انه ثاني شاعر فيلسوف في تراثنا العربي وهي كلمة فيها تعتيم واختزال لان الشعر العربي استطاع الاقتراب من الاسئلة الوجودية والحياة الاخري ولغز الموت والمصير وهي قضايا لا يستطيع اي شاعر الاقتراب منها الا اذا كان واقفاً علي ارض الفلسفة وفي الشعر الجاهلي كانت اللحظة الفلسفية هي اللحظة الملهمة ويتجلي ذلك في المقدمة الطليلة حيث وقف الشعراء علي الاطلال يسألون ويبكون ويستبكون حتي ابراهيم ناجي في العصر الحديث .. وصلاح جاهين يقف علي طلل الوجود في مواجهة الزمن ويثير اسئلة لا اجابة لها ويجعل تجربة السؤال الفلسفي هي التجربة الام وتشكل الملمح العام لهذه التجربة. وكنا نظن ان العامية لا تستطيع ان تنهض بعبء هذا التفلسف ويمكن الاشارة في هذا الصدد الي عامية شوقي في اغانيه والمستوي الفلسفي البعيد والمركب حيث يتعامل مع مجردات وتجارب لم تنهض بها الا القصص ... وتطويع اللغة العامية لكي تنهض بهذا العبء هو انجاز صلاح جاهين وفن الرباعيات هو الفن المناسب للتعبير عن هذه اللحظة والرباعيات لم تكن معروفة في ذلك الوقت باستثناء مثنويات جلال الدين الرومي وهو فن جديد مثل الموشحات، وهو من اقدم الفنون للتعبير عن التجارب المركبة لدي المتصوفة بالذات مثل ابن الفارض الذي كتب بعض الرباعيات فيها درجة تكثيف عالية وتنقي الشعر من الحشو والتداعيات والاسترسال واصبح صالحاً للتعبير عن التجارب الفلسفية الصعبة والتي اختارها جاهين قالباً في رباعياته واتخذ بحر الرجز في البداية والذي تطور الي البحر السريع... وتأتي كلمة عجبي للتعليق علي كل رباعية ولم تشعر بملل ونجد انفسنا نرددها وهي موجودة بوصفها لحظة معرفية فهي سؤال لم يجد له جواباً وقيمتها في فلسفة السؤال وقدرته علي ايقاظنا وموقف العجيب يذكرنا بموقف الدهشة عند فلاسفة اليونان فالفلسفة عندهم بنت الدهشة وقديماً قال د. عبد الخزاي : اذا كنت تعجب فيما تري.. فما ستري بعده اعجب وقدم الدكتور زين نصار بحثاً بعنوان غنائيات صلاح جاهين فقال: لم أجد اجماعاً علي حب شخص مثلما حدث مع صلاح جاهين الذي كان يغني الكلمات التي يكتبها ويؤلفها وبالرغم من سلاستها فقد كانت تحمل صورة وهناك ارتباط بين موهبته في الرسم وشعريته.. لقد جاءت كلمات صلاح جاهين معبرة في كثير من الاحيان عن الاحداث الجارية في بلاده ففي عام 1961 غنت ام كلثوم من كلماته والحان رياض السنباطي اللحن الوطني ثوار والذي يقول مطلع كلماته ثوار ... والاخر مدي ثوار . وغني عبدالحليم حافظ العديد من الاغاني الوطنية من كلمات صلاح جاهين، الحان كمال الطويل مثل اغنية احنا الشعب يوليو 1956 بمناسبة اختيار الشعب المصري المصري جمال عبدالناصر رئيساً للجمهورية وكذلك اغنيات بالاحضان، المسئولية، يا اهلاً بالمعارك، ناصر ياحرية والصورة الموسيقية الغنائية الرائعة صورة .. كما غنت الفنانه سعاد حسني اغنيات ياواد ياتقيل و الدنيا ربيع بالاضافة الي اغنيات مسلسل هو وهي الذي قامت ببطولته مع احمد زكي وغنت فايزة احمد من كلماته اغنية الام من الحان محمد عبدالوهاب . ثم قدم صلاح جاهين والملحن سيد مكاوي ثنائياً رائعاً حيث قدم العديد من الاعمال الناجحة والتي اشهرها الليلة الكبيرة .. وقدم الشاعر مسعود شومان بحثاً بعنوان صلاح جاهين.. واستلام التراث الشعبي قال فيه ان القاريء لاشعار جاهين ستأخذه البساطة الاسرة ويدرك معرفته العميقة بالمفردات النوعية لفلاحي مصر بما يعكس خبرة واسعة لهذا العالم كأنه ولد لاب فلاح، كما سيلمح القاريء انتشاراً في بعض المفردات المتعلقة بالعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية فضلاً عن عناصر الانطولوجيا الشعبية. ويراوح جاهين بين استلهامه لبعض ايقاعات وتراكيب بعض الاغاني الشعبية مرة بشكل ضمني واخري عبر تضفيره لها في نصه.. وثالثةكمصدر بعيد يتعلق بالنص الاصلي في صورة مفردات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
حمدي علي الدين
المدير
المدير
حمدي علي الدين


ذكر عدد الرسائل : 1252
تاريخ التسجيل : 15/04/2007

جاهين وما كتب عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهين وما كتب عنه   جاهين وما كتب عنه Icon_minitime12/8/2007, 05:52

نشاط رائع

أتمنى أن لا تغيب
مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعيد شحاتة
مشرف مؤسس
مشرف مؤسس
سعيد شحاتة


ذكر عدد الرسائل : 665
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

جاهين وما كتب عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: جاهين وما كتب عنه   جاهين وما كتب عنه Icon_minitime12/8/2007, 18:17

تحياتى يا بطل
احنا هنا على حسك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saidshehata.blogspot.com
 
جاهين وما كتب عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: إنتقاء الذهول :: تراث العرب-
انتقل الى: