اجلنا المؤتمر

3أجلنا المؤتمر بناء علي رغبة الشعراء
أحمد عبدالمعطي حجازي‏:‏الخلاف حول لجنة الشعر مستمر إلي الأبد
أجرت الحديث‏:‏ رشا عامر

السبت 25 / 11 / 2006

أسئلة كثيرة‏,‏ ولغط كثير‏,‏ أثير حول مؤتمر الشعر العربي‏,‏ المزمع عقده في مصر في فبراير المقبل‏,‏ خصوصا بعد أن نشرت أسماء بعض المشاركين فيه‏,‏ والتي خلت من أي تمثيل نسائي مصري أو عربي‏,‏ بالإضافة إلي الخلاف حول بعض الشعراء الذين سيمثلون مصر‏,‏ كما أن المؤتمر تم تأجيله من نوفمبر الحالي إلي فبراير المقبل‏,‏ لأن الأمين العام للمجلس د‏.‏ جابر عصفور أجري في هذا الشهر عملية جراحية دقيقة في القلب‏,‏ مما استدعي تأجيل المؤتمر‏,‏ حملنا كل هذه الأسئلة والاعتراضات إلي مقرر لجنة الشعر ورئيس عام المؤتمر أحمد عبدالمعطي حجازي الذي فاجأنا بأن اللجنة المشكلة لاختيار الشعراء لم تستقر بعد علي أسماء الشعراء المصريين المشاركين في المهرجان‏,‏ كما فاجأنا بأنه سيستفيد من خبرة رئيس مؤتمر كولومبيا الشعري في تنظيم مؤتمر الشعر المصري‏,‏ لأنه كما يصفه حجازي‏,‏ شخص عبقري‏,‏ السطور المقبلة تحمل تفاصيل الحوار‏:‏
‏*‏ ما أسباب تأجيل المؤتمر حيث كان من المفترض أن يعقد في نوفمبر فتم تأجيله إلي النصف الأول من فبراير المقبل؟
السبب الرئيسي‏,‏ هو أن الدكتور جابر عصفور وجد نفسه فجأة مضطرا لأن يجري عملية جراحية في الشهر الذي كان مقررا لانعقاد المؤتمر‏,‏ وهو ليس مجرد أمين عام للمجلس ولكنه ناقد له مكانته وله دوره وحضوره علي الساحة النقدية‏,‏ كما أن له علاقاته الواسعة ليس فقط بالشعراء المصريين‏,‏ ولكن بالعرب أيضا‏,‏ لذا رأينا أن المؤتمر سيحرم من حضوره إذا عقد في نوفمبر كما أن الوفاء لجابر عصفور الذي قدم للعمل الثقافي المصري ما قدمه طيلة السنوات الماضية يوجب علينا انتظار عودته‏.‏
التأجيل جاء أيضا فرصة لنا لكي نتفادي أية أخطاء يمكن أن تشوه المهرجان بمعني أن الشعراء الأجانب الذين كانوا قد اعتذروا عن الحضور لعدم مناسبة الموعد لهم أصبح بإمكانهم الآن المجئ والمشاركة معنا في هذا الحدث المهم‏.‏ ومن حسن الحظ أن كل المشاركين في المؤتمر سواء من الشعراء العرب أم الأجانب اتفقوا علي التأجيل‏.‏
‏*‏ معني ذلك أن مؤتمرا كبيرا مثل مؤتمر الشعر الدولي يمكن تأجيله بسبب عدم وجود فرد؟
علي الإطلاق فالمؤتمر مرتبط بالشعر العربي‏,‏ والشعر العربي لن يرحل إذا تأجل من شهر نوفمبر إلي شهر فبراير‏,‏ الحكاية كما قلنا إننا استفدنا بهذا التأجيل لتوفير كل الشروط الضرورية لإنجاح هذا المؤتمر الذي يمثل واقع الشعر العربي بكل تياراته وكيف أن هذا الشعر لابد أن تكون له علاقة بالحياة تماما مثل تلك العلاقة التي لابد أن تتوافر بين الشاعر والجمهور‏.‏ فالشعر الحقيقي ليس الذي تقرأه لأصدقائك علي المقهي ولكنه الشعر الذي يعبر عن واقع الحياة التي نعيشها فالفلاح عندما يريد أن يصف حاله سواء كان جيدا أم لا فإنه يقول الموال الذي هو عبارة عن شعر‏,‏ يعبر عما في داخله بأقل الكلمات الممكنة‏.‏
‏*‏ هل هذا المؤتمر مكتوب له الاستمرارية كل عامين؟
نعم سيكون بالتبادل مع مؤتمر الرواية‏.‏
‏*‏ كيف يكون نجيب محفوظ هو السبب الأول لانعقاد المؤتمر حين ناشد الوزارة أن تخصص مؤتمرا للشعر‏,‏ ولا يأتي هذا الاقتراح من شاعر؟
صحيح أن نجيب محفوظ روائي يغار علي الرواية‏,‏ ولكنه في الوقت نفسه يدرك تماما أن الشعر هو لغة الجمهور ولذلك فإنه دافع وبقوة عن قضية صحيحة عندما طالب في مؤتمر الرواية الأخير أن يكون هناك مؤتمر دوري للشعر العربي والغربي خصوصا أن الدكتور جابر عصفور رغم مكانته العظيمة‏,‏ لم يكن متحمسا نهائيا لمسألة الشعر هذه باعتبار التيار الفكري السائد حاليا وهو أن الزمن الذي نعيشه هو زمن العلم وليس زمن الشعر وكأن الشعر هو نقيض العلم مع أن العكس هو الصحيح فالشعر القوي والجميل والمعبر هو أفضل طريق للحقيقة العلمية‏,‏ أما الذين يتحدثون عن انحسار الشعر فهم واهمون وللأسف فإن الدكتور جابر عصفور كان من المتحمسين لهذا الشعار باعتبار أن مؤتمر الرواية كاف ولذلك فإن دعوة الراحل نجيب محفوظ جاءت لكي تعضد مؤتمر الشعر الذي استفاد أشد استفادة من ذلك‏.‏
‏*‏ يقال إنه تم استبعاد الشاعر محمد عفيفي مطر من هذا المؤتمر؟
كيف يتم استبعاده وهو عضو اللجنة العلمية المكلفة باختيار الشعراء المصريين الذين سيشاركون في هذا المؤتمر إضافة إلي كونه عضوا في لجنة الشعر‏,‏ وسبق وأن احتفلنا العام الماضي بعيد ميلاده السبعين حيث أصدر المجلس الأعلي بهذه المناسبة كتابا عنه كما أن هناك كتابا آخر في طريقه إلي الظهور صحيح أنه تأخر بعض الوقت ولكن ذلك يرجع لأسباب خارجة عن إرادتنا وليس للجنة الشعر دور فيها‏.‏
‏*‏ من المستفيد إذن من ترويج هذه الشائعة؟
الحكاية ببساطة أن الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر أحيانا يغضب من بعض الأشياء التي لا دخل ولا علاقة لنا بها‏,‏ فتكون النتيجة أنه يحرمنا من حضوره من هنا تنتهز بعض الصحف أو المجلات هذا الغضب لتزعم أنه مستبعد من المشاركة في مؤتمر ما أو ندوة أو شئ من هذا القبيل‏.‏
‏*‏ من هو فؤاد طمان لكي يمثل مصر؟
من الذي قال إن فؤاد طمان هو الذي سيمثل مصر وحده هناك حوالي‏15‏ شاعرا مصريا سيمثلون مصر في هذا المؤتمر‏,‏ إضافة إلي‏15‏ آخرين من مختلف الدول الأخري‏,‏ بمعني أن هناك‏15‏ شاعرا عربيا و‏10‏ شعراء أجانب يعني المجموع في النهاية‏40‏ شاعرا علي مستوي العالم علي مدار أربع أمسيات يعني هناك عشرة شعراء يوميا في كل أمسية‏.‏
‏*‏ ولماذا لا تشارك شاعرة مصرية في هذا المؤتمر؟
من قال هذا الكلام؟ كيف لدولة عظيمة مثل مصر تنظم مهرجانا دوليا للشعر ولا تشارك فيه شاعرات؟ ثم من أين أتيتم بأسماء المشاركين أصلا‏.‏ ما أريد أن أقوله هو أنه حتي هذه اللحظة لم تختر اللجنة العلمية الموكلة بالاختيار أسماء المشاركين بعد‏,‏ أما كل ما يتردد عن أسماء المشاركين فهي أخبار وهمية‏,‏ الغرض منها ابتزاز اللجنة العلمية لا أكثر ولا أقل‏.‏
‏*‏ وعلي أي أساس ستختار هذه اللجنة أسماء الشعراء المشاركين؟
ليس هناك أسس ولكنه أساس واحد هو النزاهة‏,‏ فهذه اللجنة تضم خيرة شعرائنا الذين ليس لهم أية مصلحة في رفع اسم شخص علي حساب شخص آخر‏.‏ فهذه اللجنة مكونة من الشعراء فاروق شوشة ومحمد ابراهيم أبو سنة ومحمد عفيفي مطر وسيد حجاب كممثل لشعر العامية والدكتور حسن طلب إضافة إلي كل من الناقدين الدكتور محمد عبد المطلب ومحمد فتوح أحمد‏,‏ وعماد أبو غازي وياسر شبل كإداريين وفي النهاية أنا رئيس لهذه اللجنة‏.‏ وللعلم فإن هذه اللجنة لم تجتمع بعد لاختيار الشعراء المصريين المشاركين في المؤتمر وما ينشر في الصحف من أسماء ما هو إلا وسيلة ابتزاز ليس إلا‏.‏
‏*‏ هناك بعض الاتهامات الموجهة للجنة الشعر منها أن الدعوات التي وجهت لعدد من الشعراء في الخارج يكون وراءها تبادل دعوات خاصة بهذه المؤتمرات مثل الدعوة التي سيتم توجيهها لرئيس مهرجان كولومبيا‏..‏ ما ردكم علي ذلك؟
أولا أنا الذي أوجه الدعوات للشعراء الأجانب ومعني هذا الكلام أنني أنا المتهم بذلك‏.‏ والحقيقة هي أنني أول شاعر عربي توجه إليه دعوة للمشاركة في مهرجان كولومبيا‏.‏ وللعلم كان ذلك منذ‏12‏ عاما‏.‏ بعد ذلك وجهت الدعوة لكل من حسن طلب وسيد حجاب وحلمي سالم‏.‏ إذن فنحن الذين تمت دعوتنا في البداية صحيح أن هذا الاتهام ينطبق علي مؤتمرات أخري لا داعي لذكرها‏,‏ ولكن يستحيل أن ينطبق هذا علي مهرجان الشعر الدولي الذي أرأسه‏.‏ لماذا؟ لأنني وكل الشعراء المحترمين نكون إضافة إلي المهرجان الذي نسافر إليه بمعني أننا نتفضل عليهم بالذهاب يعني‏'‏ هم المستفيدين مش إحنا‏'‏ لأننا في النهاية أسماء كبيرة تضيف لهم ثقلا ولا ننتظر منهم دعوة‏.‏
‏*‏ لماذا تحديدا رئيس مهرجان كولومبيا ألا يوجد في كولومبيا شعراء آخرون غيره؟
بالتأكيد هناك ولكن عندما ينجح هذا الرئيس في تنظيم مهرجان يضم أكثر من ألفي شخص غير الشعراء في مسرح مفتوح للاستماع إلي الشعر شريطة أن تشعر أن المسرح فارغ من شدة التنظيم وحسن الاستماع لابد أن يكون هذا شخصا عبقريا لابد من الاستفادة منه في كيفية تنظيم المؤتمرات‏.‏
أنا شخصيا عندما تمت دعوتي لهذا المؤتمر وذهبت وجدتني ألقي شعري ليس فقط علي مسامع ألفي شخص حاضرين في المسرح‏,‏ ولكن علي مسامع الطلبة في حديقة الكلية وعلي مسامع المساجين داخل العنابر وعلي مسامع الجمهور في الشوارع‏.‏ كل هذا في إطار نظام بديع رغم كون المهرجان يضم العديد من الشعراء من جميع الجنسيات‏.‏ أفبعد ذلك لا يستحق منظمه أن ندعوه إلي مؤتمرنا عسي أن نستفيد علي الأقل بخبرته‏.‏
‏*‏ هناك أسماء لشعراء كبار في العالم العربي ومنح الجائزة لواحد منهم يثير حساسيات كثيرة‏.‏ كيف تتعاملون مع مثل هذه الأزمات؟
ليس في هذا العالم شخص واحد يمكن أن يحظي بإجماع الناس حتي لو كان عبقريا فجائزة نوبل مثلا يمكن أن تذهب لشخص في حين أن هناك شخصا آخر يستحقها‏,‏ وهكذا إذن فهذه الحساسيات لابد وأن تكون موجودة‏.‏ ولحل هذا الإشكال نقوم بتشكيل لجنة نزيهة تضم جميع الاتجاهات وهي التي تقرر من هو الذي يستحق الجائزة وبالطبع لن تحظي بالرضا التام من المشاركين لأن كل شخص يري في نفسه أعظم شخص في الوجود ومن ثم كان أحق بالجائزة‏.‏
‏*‏ هل يمكن منح الجائزة لشعراء راحلين؟
لا‏..‏ الجائزة يجب أن تكون لشعراء أحياء موجودين بيننا‏.‏
‏*‏ وإلي متي ستستمر المشاحنات حول لجنة الشعر؟
إلي الأبد‏!!‏

(نقلاً عن الأهرام العرب