من الذاكرة
( 1 )
بينما كان صوت المذياع عاليا ، فيروز تغنى (قالوا مات وما بيموت ويرجعوا محجارتو يعّلوا بيوت ) كان سلامه يحتسى فنجانامن القهوة مع مولانا العز بن عبد السلام ، بينما كان محمود ينتوى السفر ، لقد كان يعتزم ان يصطحب معه بيبرس وجهاد ،فيروز تغنى ( هل تخذت الغاب مثلى ......منزلا دون القصور ) حينها بهرنى ما قالته جنات خاتون ...........(عذرا انهم عسس التتار جاؤا ليسترقوا السمع )
( 2 )
سمعته يقول فى( البدء كان الكلمة ) لقد قالها ولم يلقى لها بالا ، لكنى كنت اعى تماما ما يقول ، بالرغم من انه قائلها الا انه كان يبدو مذهولا وكأنها ليست من اقواله ، لقد ظلمنى العزيز حين ظن بى السوء ، فلقد كنت اقرأ الفنجان فقط لصديقى ، فانا اعلم ان( استير) كانت قديسة ولا اعلم شيئا عن ماضيها السري ضد السلطة .
( لا تدينوا كى لا تدانوا فبالدينونة التى بها تدينون تدانون ، وبالكيل الذى به تكيلون يكال لكم )
( 3 )
بينما العزيز يقرأ اية الكرسى كان اخوة يوسف قد سرقوا المكيال ، حتى يوسف سرق اصابع امراة العزيز مما اضطرها لان تقيم له حفلة شاى ، بينما يتقلب الفرعون على فراش من ضجر ، لقد كانت ( زليخة ) متعبة ، لكن ( استير ) كانت تصلى من اجل العزيز ، غير ان العز بن عبد السلام كان ينادم الفرعون ، حتى سلامة شاهدوه راكعا امام ( استير ) كان متوضئا ......... لقد انتقض وضوئه لان لحيته البيضاء قد لمست اقدام ( استير ) حتى بيبرس لقد احب جهاد مما شجعه ان يتناسى محمود .
ما قاله بيبرس فى اللحظة الأخيرة ( بيدى لا بيد عمرو )
لكن ما قاله محمود فى اللحظة الأخيرة ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان )
بينما كان الحجاج يشاهد ما يحدث من خلال التلفاز حتى قال ( ان اريد الا الاصلاح ما استطعت )
اما انا فلقد انتظرت سماع الكلمة الاخيرة .........تراه يقولها .