الأوراق الملعونة
القدر وحده لا الترتيب جمعني به ولدقائق قلة وسط صخب وزحام بيد أنني لم أتركه وأرحل إلا وأنا من أشد مريديه طلباً للقرب والوصال، إنه ذلك الموظف البسيط صاحب الملابس الرثة والملامح البائسة المتقشفة، المدعو (أبو إبراهيم)، كم أعطاه الله من الحكمة مددا؟، يوم ناقشته وجادلته في خبر في صحيفة ذلك لأنني ممن أفرغوا جزءا من عقولهم للثقافة أشعرني بقدمه في الحياة، قدم يتخطى سنين عمره الخمسين بمراحل فعجبت لحاله وأذهلني يوم عرفت عنه المزيد.
يوم عجيب ذلك الذي سأحدثكم عنه, فقد علمت أن فراره من العمل للجلوس علي المقهى عادة اكتسبها قبل مرور الشهر الأول له في العمل الحكومي الممل وفي هذا اليوم وقع الرجل في دفاتر الحضور والانصراف معاً دفعة واحدة بعدها انصرف هارباً كعادته وخطي نفس الخطوات المترهلة علي درجات السلم، جبينه يقطر عرقاً من شدة الحر والجو الخانق بين جدران تلك البناية، تابعت عيناه قي صمت درجات السلم المنقضي متمنياً أن لا يعود مرة أخرى إليها صعوداً أو هبوطا، تلك كانت جزء من عاداته التي لم تكتمل ذلك عندما استيقظ من غفوات يقظته مصطدماً جسده بكتلة لحم قبعت علي الأرض جوار البناية الحكومية، إنه أحد الشحاذين ماداً يده في وجوه المارة لعله يجد من يجيب نداءه أمض الشكل المتردي لكتلة اللحم قلب الرجل الرقيق ألماً وفاض نهر العطف من أرجاءه ومرت نسمة هواء خفيفة تحركت معها يده النحيفة لتدخل جيبه الخاوي ولم تعثر يده إلا علي ربعين من الجنيهات كانا ثمن الشاي علي المقهى ففكر هنيهة ثم أعطاه أحدهم.
أغلق المتسول يده علي النقود ثم نظر فيها بطرف عينه فازدادت قسمات الأسى علي وجهه ومد يده في جعبته القماشية المرقعة وخرجت منها بورقة من فئة الخمس جنيهات ثم نادى عليه بتهكم قائلا: (خد يا عم، والله انته اغلب من الشحاتين)
كالصاعقة كانت تلك الكلمات وتركت في قلبه دوياً شديداً وشعر بالأرض تجرى مسرعة من تحت قدميه وبالشمس تدنوا من رأسه فانهار كالبنيان يسقط متهدماً مقطع الأوصال.
حمل علي الأكتاف حمل الذبيحة والقي علي فراش فاحت رائحته الخبيثة في استقبال إحدى المستشفيات وقبل أن يقبل الليل بظلمته ليعلن عن نفسه زاغ كالسراب من بين فكوك وحوش المستشفي وترك نفسه للريح تقلبه كيف تشاء كريشة تسبح في دوامات النسائم الرقيقة المتلاحقة رغم الزحام الخانق الذي يضج به الطريق للبيت.
ثمة خطى أقدام تحبي هادئة صاعدة درج سلم خشبي قديم يرتجف مع كل خطوة، تبعتها طرقات واهنة علي باب شقة ثم انهيار جديد، وانفتح باب الشقة المقصودة بلهفة وكأنه كان في انتظار تلك الطرقات متشوق لها ومع طلة الوجوه تسمرت الأعين وعلي الصياح والعويل ودقت الكفوف علي الوجوه رهبة وخوفاً وسخطاً حين حدث ما حدث فبعد أن كانت الأسرة مجتمعة ملتفة حول طبلية مستديرة واسعة مفروشة بالطعام أمام التلفاز الصغير ذو اللونين الأبيض والأسود يهصرهم القلق انتظاراً لربهم الذي تأخر عن موعد العشاء يتساءلون في أنفسهم: تري ماذا حدث؟ هذه ليست عادته، لم يتأخر يوماً عن الموعد المقدس لاجتماع العائلة فاجأتهم تلك الأحداث.
أسرع ذكور الجيل الجديد بقيادة البكرى (إبراهيم) لينتشلوا زارع بذورهم من مرقده، إذن تلقفته الأيدي ليحمل الجسد ثانية ويدلف به عبر براح صالة مستديرة ليستقر به المقام علي فراشه ذو الأعمدة النحاسية الأربعة في حجرته ذات السقف الخشبي العتيق والرائحة العبقة وحضر الطبيب علي محمل الريح وكان أول من استقبله (أم إبراهيم) حاملة في يدها المبخرة الكبيرة يشع منها دخاناً كثيفاً كالضباب فقد كان أول ما فعلته بعد تلك اللطمات التي قصدت بها وجهها عندما رأت بعلها في انهياره هي أن تذهب مسرعة لتشعل البخور الذي تؤمن أن فيه رد العين الحاسدة التي كانت هي العلة المسببة لما حدث لزوجها ولأي سوء يصيبهم فهي امرأة موسوسة شكاكة تتنفس الريبة والقلق مثلما تتنفس أكسجين الهواء.
ألقي الطبيب السلام علي (أم إبراهيم) قبل أن يخطوا عتبة الشقة فردت عليه سلامه وقد وجهت المبخرة لوجهه بيمناها وأمسكت بالخرزة الزرقاء المعلقة في قلادة صدرها بيسراها قائلة :
وعليكم السلام يا دكتور (محمود)، اتفضل يا ابني.
ازيك يا خالتي؟، أمال (أبو إبراهيم) ماله؟!
قالها الطبيب وهو مسرعاً يصحبه (إبراهيم) للحجرة التي يرقد بها الأب وردت الأم :
والله يا دكتور هيه عين وصبته، هيه مفيش غيرها الوليه " أم علي "لمحته امبارح وهو داخل علينا بالبطيخة الكبيرة اللي كان جايبها معاه وهو راجع من شغله مهلوك.
ثم تكمل متمتمة:
آه منها، عنيها تفلق الحجر.
لم يضع الطبيب وقته انتظاراً لسماع مهاترات السيدة العجوز وانطلق كالسهم يقصد هدفه فاقد الوعي، وفي الحجرة وحول الفراش التففن أربعة إناث صغيرات يزرفون الدموع وبجوارهن ذكرين شحب لون وجوههم خلاف البكرى (إبراهيم) ذو العزم الشديد والجسارة أما جذع الشجرة صاحب تلك الفروع الغضة النضرة ربما ينعم الآن بلحظات كثيراً ما تمناها حيث كان يتصور أنها ستكون لحظات راحة يترك له عقله المتحفز البراح ليهنئ بعطلة فقدان الوعي بيد أن الحقيقة المؤسفة أن عقله لم ولن يتركه هنيهة لينعم أو يهنئ بل والأدهي من ذلك استغل تلك اللحظات ليكشف له سوءات حياته ويكبرها له بمجهر الحقيقة العارية، فقد اصطحبه عقله في رحلة لاسترجاع الذكريات القديمة المحزنة حينما فقد أحلامه وتركها مستسلماً للواقع الصلد من حوله فقد كان منذ صباه مولع بالفلسفة والثقافة والفنون واطلع علي مؤلفات كبار كتاب عصره كما تطرق إلي مختلف ثقافات العالم من حوله ثم أوغل فيها، نظرته للأمور نظرة غير عادية، يهتم بالتفاصيل الصغيرة وبدقائق الأمور، مع الوقت تطور معه الأمر فأصبح يسجل خواطره علي الدوام، في كل اللحظات المبهجة والمؤسفة المحبطة، ولم يتوقف قلمه عن الكتابة أبداً، كتب عن نفسه وعائلته ثم عن مجتمعه الصغير في حارته ثم عن مجتمعه الأوسع -وطنه- فشعر بموهبته وتمني أن لو ينميها ليصل بها إلي الاحتراف، حدث الجميع من حوله عن موهبته وعن قدرته لاستغلالها، هزأ الجميع منه بعيون ملأتها السخرية ولاكت ألسنتهم :
الحاجات دي مبتوكلش عيش حاف.
عاند أول الأمر وبدأ يراسل عدداً من الصحف لينشروا له كتاباته لكن للأسف لم يحدث ذلك، وحين أنهي دراسته فكر في السفر للعاصمة التي تبعد عن مدينته الصغيرة مئات الكيلومترات ليستقر هناك علي مقربة من تلك المؤسسات ربما يستطيع الوصول لأحد المنابر ليُسمع الملأ صوته الساحر، بيد أ، المناخ من حوله لم يكن بالمساعد له فقد وقف الجميع من أمامه كالحائل الشاهق ليصده عن تهوره الزائد ولن ينسي تلك الصفعة لطمت وجهه من قبل أبيه حين أخبره بفكرته ووصفه له بالجنون والخبل، فكيف له أن يترك عشيرته وأهله ليعيش وحده في غربة دون مؤنس؟ثم من أين له بالإمكانيات التي تعينه علي الاستقرار هناك؟
ظل طويلاً متعلقاً بتلك الأفكار تقتله الحيرة والقلق حتى بلغه القرار بتعينه في وظيفة حكومية والتي ستوفر له دخل ثابت مضمون ليس هذا وفقط بل أيضاً قدر له في تلك اللحظات أن يقابل فتاته الهادئة المتفتحة العقل والتي سريعاً ما هام بها وتعلق، كل ما سبق جعله يتراجع إلي الوراء معطياً ظهره لأحلامه البعيدة الصعبة ليرضى بذلك الواقع الهادئ والذي رجحت كفته في ميزان الناس للأمور وليعيش عيشة أهله المملة.
للحسرة يكتشف سريعاً اندلاق الزيف من أرجاء حياته دون استثناء فالعمل الحكومي ما هو إلا الإمضاء حضوراً وانصرافاً أو علي الأكثر ملئ بعض الأوراق وتقديمها لمن هو أعلي منه في الدرجة الوظيفية ورأي بأم عينه كيف يذل كل من جلس علي مقعد سلطة من يقع تحت يديه، دفعه ذلك للهرب مللا للجلوس علي المقهى كنموذج مصغر للحياة البسيطة للمصريين الحقيقيين ومن ثم متابعة ما يجرى بعينه الثاقبة ثم تدوينها في يومياته كخواطر موهوب إشباعا لموهبته الموءودة.
أما الحبيبة الوهم فقد كانت تكُن من الضعف ما لم تستطع معه احتمال الصبر اللازم لاستكمال طريق صعب فرش بالأشواك تغنم في نهايته عسل الحب الصافي ممزوج بإكسير الحياة فآثرت الرجوع من بداية الطريق لتقطع طريق آخر من الحياة فرش بالزهور والأحجار الكريمة والياقوت بيد أن نهايته العبودية والحسرة والمرارة.
لم يقف ليفكر كثيراً في تلك الأحداث من حياته ولم يدون عنها إلا القليل فقد تعمد تهمشها واكتفي بعدة أسطر عنها في اليوميات ليُبقي علي الذكري ثم طوى تلك الصفحات بما تحوى وانطلق ليكمل حياته دون أن يبكي علي اللبن المسكوب فلطالما بكت علي الحب النساء وما الجدوى؟
ثمة شيء جديد سيغير مجرى حياته فقبل أن تمر عليه عدة أشهر في عمله كانت أمه رشحت له فتاة طيبة من عائلة كريمة وعريقة من معارفها وأرهقت الأم نفسها كثيراً لتقنعه فقط بأن يراها وما أن رآها حتى اطمأن قلبه إليها واستراحت نفسه كثيراً لهدوئها وسكينتها وبعد الاستخارة تم الزواج سريعاً واستقل هو وزوجته في تلك الشقة بعيداً عن بيت العائلة ورُزق ابنه (إبراهيم) بعد مرور تسعة أشهر بالتمام من ليلة الدخول ثم مضت أيام حياته مكسوة بالملل وتفوح منها رائحة الرضا بالقدر وبالنصيب حتى ازدادت أعباءه حين زاد عدد ثماره وقصرت يده عن توفير مستوى المعيشة الكريمة لأفراد أسرته فضاق بحياته ذرعاً وظللت حياته سحب الكآبة والضجر.
لأن الابتلاءات تعرض علي القلوب كـأعواد الحصير عوداً عودا فقد قسم ظهره موت والديه أبيه فأمه، ثم ذاق طعم الفقر بلسانه عندما كان يشتهى أطفاله الطعام والفاكهة ولا يجد ما يعينه علي الشراء،
ولم ينسى يوم خرج من عمله مضيء الوجه مبرنشق حين اقتضى راتبه القليل ورجع بيته مسرعاً فرحاُ ونادى ولديه الصغيرين وقتها ينوى أن يذهب بهم إلي السوق لشراء الفاكهة والنصف كيلو من اللحم راتبهم الشهري المنتظر وبعد أن انتقي من أصناف الفاكهة الرخيصة ما يملئ به أعينهم وعندما وصل للجزار فوجئ بارتفاع سعر اللحم فوقف متحيراً ينظر في عين أطفاله التي حملقت في اللحم الأحمر المعلقة أمامهم وحملق هو في راتبه ثم أخذهم وانصرف يجر وراءه أذيال الفقر والدنك وضيق الحال.
لم يتمني الثراء قبل هذا اليوم ولم يحلم أن يكون ثرياً ولم يكن ممن يحبون المال حباً جماً قبل تلك اللحظة التي اشتعل فيها وجهه بحمرة الخجل وطأطأ رأسه يخشى تصادم عينيه بعيون أبناءه المفعمة بالأسئلة مثل : لما هذا؟! ولما نحن؟!
ليتني ولدت ثرياً أو أصبحت، ليت السماء تمطر ذهباً!!
قالها في نفسه كثيراً وتساءل قائلا:
لن أرضي بالفقر، فكيف لي أن أغتني؟! هل أسرق أم أخدع وأنصب أم أحتال علي الناس؟! هل أستغل نفوذي في العمل وأرتشي مثل الكبار؟! أم أقلد جاري فلان؟!
هل...؟ هل...؟
ولأن شخصيته لا تمتلك مقومات أي شيء مما سبق لم يفعل أي شيء من هذا ومثله مثل الصبي الصغير الذي يعنفه أبوه ويحذره من أن يفعل شيء ما فيبكي ويبكي ويهرأ في حديثه بأن سأفعله ثم حين يهدأ يصرف نظره عن هذا الشيء، الآن عاد لصوابه سريعاً يفكر في طريق آخر يسلكه ليجد في نهايته حل لمعضلته ففكر في عمل إضافي يزيد وينمي دخله ولكن أي عمل سيناسبه؟
ليته تعلم حرفة أبيه وهو صغير أو حتى تعلم أي مهنة أخرى كانت أعانته اليوم ولكن فيما تفيد الحسرة؟
اشتهت نفسه بعدها سوق التجارة ولكنها تحتاج للكثير ومن أين له ذلك؟!، لم يجد وقتها أمامه سوى العمل في متجر ليجلس مرة أخرى علي مكتب ليسجل الوارد والخارج لكنه لم يتحمل قيود الزمان والمكان وأبت روحه - روح المبدع الفنان- الرضا بذلك التكبيل بالأغلال، فهي تريد أن تجد متسع لتهيم متأملة متفكرة في الكون من حولها لذلك رجع الأمر لما كان عليه ولم يجد فيه جديد يستطيع به مجابهة عواصف الأزمات الاقتصادية والتي استمر عصفها بكيان الأسرة خاصة كلما أتت مناسبة تحتاج لتلك الأوراق الملعونة كحلول المدارس والأعياد والمواسم الشعبية، تلك الأيام التي تمر علي الآخرين أيام بهجة وبشر بيد أنها عنده من الأيام الحوالك الداعية للبسر.
ما سبق دفعه للكتابة كثيراً عن سوداوية الفقر وبؤسه خاصة مع انبعاث وانتشار الكثير من محدثي النعمة والذين طفوا علي سطح المجتمع كالزبد علي الماء لكنهم وللأسف استطاعوا أن يتقلدوا الكثير من زمام الأمور وتحكموا بأموالهم ونفوذهم في عباد الله من البسطاء وسولت لهم شياطينهم وأنفسهم أن يستعبدوهم ليزيدوا من إحباط المحبط ويأس اليائس وليولد من جديد زمن الإقطاع لكن بصورة أرقي وربما أخف وطأة علي النفس من إقطاع الماضي ولكن ما الفارق؟ فكله إقطاع!!، فأموال غني تزيده غني ً وفقر الفقير يزيده فقراً.....فإلي متي؟!!.
وفي تلك الفترة اصطبغت كتاباته بصبغة سياسية حادة حين انتقد نظام الحكم الديكتاتوري الصامت علي الفساد وانتقد الهوة الشاسعة بين الحاكم والشعب وعبر عن صدمته من إغفال الحاكم لرأي الشعب في كثير من المواقف كأنه طفل صغير عديم الأهلية لا يستطيع أن يحكم علي الأمور الحكم السليم.
وجه لنفسه في كتاباته العديد من الأسئلة قبل أن يوجهها للآخرين وظل هكذا يكتب ويكتب ويتساءل ويتساءل، وأظن أنه كتب إلي الآن ما يتعدى الألف صفحة، وكان آخر ما كتبه في تلك الحقبة هذه الجمل العميقة المفعمة برائحة الضياع والتيه حيث كتب يقول :
أنا التائه بين دروبك أيها الدنيا، نعم انتصرتِ وهُزمت، أنا الذي كنت أظن نفسي أريب فثللتِ عرش شبابي ولم أجد لي فيكِ ثمال.
إمضاء : تائه ضائع
أثلجت نفسه قليلاً ًعندما تذكر توقفه كثيرا ً في كتاباته عند لحظات الخشية والوجل الممزوجة بالتضرع والابتهال لله سبحانه وتعالي، لحظات قضاها مع شراذم قليلة من أناس بسطاء في بيوت الله العامرة في صحبة أئمة عارفة عاملة، تدارسوا فيها الدين للدنيا والدين للآخرة، الدين العقيدة والدين المعاملة، وأعجبته كثيرا ً ثقافتهم الواسعة المتفتحة علي العلوم والآداب وكثيراً ما دون أشعار رددوها وحفظها هو عنهم، ثم عاوده الألم ليمضه عندما تذكر كتاباته عن لحظات الظلمة التي حلت عليه عندما غاب عنه هؤلاء الأئمة واحداً تلو الآخر ليأتي من بعدهم جيل من الأئمة الحكوميين أصحاب سطحية الدين والعقيدة والثقافة،أصحاب لسان مقطوع عند التصادم مع القضايا الشائكة، أئمة لم يرى منهم سوى تلك اللوحات المعلقة علي جدران المساجد مكتوب عليها (جدول دروس المسجد)، تلك الدروس الوهمية التي عزف الناس عنها إما لعدم وجودها من الأساس أو لعدم جدواها وسطحيتها، أئمة لم يجد لأغلبهم نوراً يقتبس منه ليأنس به في طريقه الوعر الذي يسلكه في الحياة.
من ينتشلني من الضياع بعدكم؟ يا رب أجرني... يا رب!!
ليس لي غيرك يا الله!
كلمات صرخ بها في رحلته عبر الماضي ثم قصد عقله المشتعل بكلمات ملبدة بالتعب والإرهاق كان آخرها :
(سبني بقه... كفاية... كفاية...أنا تعبت... تعبت).