لعبة الشمس
والدي الضاحك المبتسم
يشتري كل يوم لنا لعبة
من مكان بعيد
كل يوم نكسر لعباتنا
في إنتظار رجوع أبي بالجديد
ذات يوم
ونحن نحطم كل اللعب
والدي عائد
يعتريه التعب
لم يكن حاملا
كيس فاكهة بالعيون
وعلى الصدر يحمل سخط الوجود
اندفعنا إليه نقبل جبهته
الحزن يعصره
ونسائله :
أين لعباتنا يا أبي؟!!
فانحنى
وعلى غير عادته
صار يبكي
كطفل بليد
صار يفرط حب المسابح في روحنا
بعدما لمها
في انسكاب الجليد
قلت :يا أبتي
كيف تبكي ؟..
كيف تفجؤني ضائعا
بعدما صغتني من حديد ؟!
فاستوى
قال : يا ولدي
إنني أنحني مرة
بينما الكل يركع فوق القتاد
فالعبوا ، وامرحوا
ومضى ثم عاد
كان يحمل لي لعبة
إسمها الشمس
عانقتها
فارتطمت
بليل البلاد !!
صحوة
اصلبوني إن أردتم
واسلبوا مني المشيئة
لم تعد شفتاي تحتمل الهجود
ولم يكن دمي بريئا من براكين الرجولة
لم أكن خدن البرود
إنني ند طرق الحديد مع الحديد
والتي تهوى لقائي
كالتي تهوى الصدود
لا رياض الورد يحمل باقة
عرفت يدينا
أو بريدا للوعود
اصلبوني إن أردتم
واسلبوا مني المشيئة
لم تعد شفتاي
تحتمل الهجود !!
سؤال الحزن
والقطارات تحمل ركابها
لم تمر
حسب موعدنا المنتظر
كنت ألبس أزهى ثيابي
وعطرا وضعت
وحزني الذي كان لي صاحبا
صار عني بعيدا
كأني على دربه لم أسر
إنه بعد وقت قليل
يلوح القمر
ويغني الفؤاد
وتخلد للحب كل الفكر
وانتظرت على جمرة
كل وجه جميل أحدق فيه
أسائله بالعيون
يجيب : انتظر
بعد وقت قليل يلوح القمر
والقطارات تغلق أبوابها
لم أجد جانبي
غير حزني الذي عاد لي باسما
ببقايا سؤال بريئ :
لماذا إذن لم تمر ؟!
معادلة
لا.....
لست أعانقها تحت الكرمة
لست أقبلها في نهم العاشق
ليست تحمل لي صورا للذكرى
ليست تعرف مني غير عيوني
حين تقابلنا في درب
كانت تركب حافلة تتزيا بالأرقام
وأنا في باص الزاوية الحمراء
أذاكر أشعار المتنبي
وأحاول حل اللغز المتعب :
لو كان المتنبي حيا..
هل كان سيصنع تاريخا ؟..
أو حتى سينال حياة ؟
أم كان سيصبح مثلي ..
يبحث عن بنت
تركب حافلة
تتزيا بالأرقام ؟!!
قمر
في الطريق قمر
واجما دائما
لا يرد السلام
ولا يحتفي بالبشر
حينما اقتربت قدماي
توجس مني
وفر
اقتفيت ثراه
إلى أن نظر
قلت : كيف تغادرني خائفا ؟..
لست أحمل أي خطر !!
قال :ياسيدي
لست أخفيك سرا
أنا الموت
يلبس زي القمر !!
لوحة
أنا
مدينة الرياح
تكتسي بديمة
وتعتري جبل
يسير في رياض وقتها العصاة والجباة
والذين يكتسون بالملل
وفي جدارها
أنامل المسافرين خلسة
على النقوش يبحثون عن عمل
يحبها الشيوخ حينما تفر نزوة
على شفاه قرية من الرماد
ويرفض الصغار في سريرها
رواية النعاس
أو صياح
ضحكة الأمل!!
فلسفة
منتهى الموت
أن يعتريك القلق
قمة العقل ألا تفكر في أي شيئ
ظلمة الروح
أن تسجن الروح
في خبرة الذاكرة
والسعادة أن تحمد الله مقتنعا ببقائك
والحب أن ترتقي
فاستقر
واستعذ
من هياج الغريزة ماعشت
وانظر:
كيف تظنك في ظلمة الزيف
تعصى
على من حدا الروح
تواقة للسفر