الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

للإبداع الأدبي الحقيقي بحثا عن متعة المغامرة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خصيان بني عبس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحسين نوحي




عدد الرسائل : 5
تاريخ التسجيل : 26/04/2007

خصيان بني عبس Empty
مُساهمةموضوع: خصيان بني عبس   خصيان بني عبس Icon_minitime19/11/2008, 17:11

خرجت من صرخة الصمت في ذروة ليل الشبق في سماء غائمة بمداقع الرعود ونيازك البرق,هكذا سرت طيفا اتخبط في دروب الوحل على اسنة الخطيئة,أغسل زمن المسخ عن جسدي العاري,تقيأت من شبع الجوع على رصيف العجز محطما حواجز الوهم وحدود الزيف إلى عمق عمق الوجدان, هناك فقط رأيت شبحا يرتدي الظلمة وفي يده أعواد ثقاب مبتلة,يا لهول المفاجأة. لقد كان الشبح طفلا صغيرا شاحبا يحمل بقايا ثدي امرأة عتيق,ذا وجه صغير يحمل تقاسيم ثقيلة وتصدر من زفراته آهات مريرة,انخلع قلبي وانعقد اللسان في فمي,أردت خلع معطفي لأضعه على جسده العاري لكن المعطف التصق بجلدي أو أنه أصبح بعضا من جسدي,سألته من تكون ؟ اجاب قائلا أنا كما ترى لا كما يقال لك صبي يتجول ف أزقة المدينة يبحث عن حضن دافئ. قلت أوتحت الرعود وشرارة البرق؟ أجابني بنبرة ساخرة تعودت أفظع مما استهولته. بالله عليك خبرني من أين أتيت؟ رفع الطيف رأسه وزاد من تقطيب حاجبيه قائلا جئت إليكم صرخة مخنوقة عبرت من المعابر المغلقة,جئت سفيرا من دورات المياه العاطلة,جئت من أديم الظلمة,من نكبة النكبة, ومن رحم غربة الألفة, جئت مثخنا بالجراح القديمة المتجددة. قلت متعجبا أين تعلمت لغة الموت,بلاغة الألم وأنت في عمر زهور الربيع المتفتحة؟ أجاب مبتسما هذه المرة لا عجب في ذلك وقد ولدت في وكر الموت وبين أنياب الميز و الحقد, ورضعت لبان الفقد والجزع. أي بؤس هذا الذي يطاردك أي قدر هذا الذي أبى ألا يبارحك. انظر إلى الشوارع الخالية إلا من القطط التي تقات من موائد التخمة وكلاب الحراسة المدربة,لقد أخطأت الزمن والعنوان.جئت تطلب العون من زمن اللعنة, لقد طرقت ديار خصيان بني عبس . أيها المتخن بالجراح انظر هناك قريبا وراء الأفق, بين الوهم و الحقيقة تقف الأسلاك هنا كما هناك تقف المعابر. بل تحسس هذ الجبل الجاثم من الخوف على صدري. سقطت من الصبي دمعتين ورمى من بين أصابعه الثدي,ثم اقترب مني والتصق بجسدي, خلغ شاربي ثم مضى سائرا تحت وابل الرعود. هممت العودة بدوري إلى حيث لا أدري فأحسست بألم بين فخذي وصفرا يعتلي هامة رأسي ثم قلت لنفسي يمكن أن أكون رجلا يمكن أن أكون رجلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خصيان بني عبس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأولمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :: مغامرات إبداعية :: السرد-
انتقل الى: