2
إحتَرِس مِنْ الإقتراب
إحترس مِنْ الإقتراب مِنْ أَي مَخلوق قبل أن تتعَرَّف على طبيعة أحلامه ..
فإنك عندما تقترب منه ؛ غالِباً ستدخل عالَم أحلامه ..
ستكتشفها على الطبيعة ..
ليس بَثاً مُباشِراً تُتابِعه عَن بُعْد أو مسافة ما ..
لكنك ستكون مَبثوثاً في داخل الأحداث والتفاعُلات والمُجريات ..
لكن .. كيف لنا أن نتأكَّد مِنْ طبيعة أحلام الآخرين كي نتخذ قرار الاقتراب أو ...
إنها في النهاية مُجَرد احتمالات مَبنِيّة على مُشاهَدات قد تكون مُفتَعَلَة أو زائفة ..
لهذا عندما اقترَبْت مُنذ سنوات طويلة – حوالي إثنى عَشر عاماً – مِنْ شَحتوت الذئب المُحامي ؛ كانت حكاياته عن نفسه وتدينه وأعماله الطيبة تجتَذِب خطواتي ونقودي لآمن له وأقترِب وأعطيه ..
أخذ ثمن الأرض في مطروح الجميلة ..
ثم أخذ ثمن السور والبير والأساسات ..
ورغم أني قلت له إشرِف على بناء منزل بسيط لي ؛ إلا أنه وَضَع كمية كبيرة من الخرسانات والمُسَلَّح !..
كنت قد آمنته ؛ فلم أُشَدِّد على تأنيبه ..
وهو قال أنه يراعي الله في متانة ما يُشرِف عليه مِن مَبان لي في أرضي ..
وعندما ارتفع المُسَلَّح فوق سطح الأرض .. وأصبَح البيت وَشيك الظهور ؛ لم يظهَر البيت ..
عامان مَرا ..
وأنا أُرسِل نقوداً ..
لكن البيت لم يظهر ..
أَرْسَلْت نقوداً أخرى .. ولم يظهر أيضاً ..
أَرْسَلْت وأَرْسَلْت .. وشَحتوت الذئب المُحامي قال أنه يجب تسجيل الأرض لكي يقوم البُنيان على سَطحها !..
لم يكن هذا كلامه مِنْ قَبْل ..
فقد قال أن الجميع يبنون في مطروح بالإشهار العقاري الذي كنت عملته من البداية .. أو حتّى بدون ذلك ..
لكني وافقته .. فعندما تثق بإنسان ؛ تثق بما يقول ..
طلبت منه أن يقوم بإجراءات التسجيل ..
وتركت له كميّة مِنْ النقود الإضافِيّة قبل سفري مِنْ مَطْروح ..
وبعد أن عملت له التوكيل القضائي الذي أَلَح في طلبه ليَتَسَنَّى له التسجيل طويل الإجراءات كما قال ..
...
بعد شهرين انتَقَلَت ابنتي الجميلة إلى رِحاب بارِئها ..
ابتَعَد العالَم عَنِّي لِبَعض سنين ..
وعندما بَدَأْت في تَلَمُّس المُدْرَكات مِن جديد ؛ ذهَبْت لمطروح لحضور مؤتمراً أدبياً هناك ..
وهناك ذهَبْت للمُحامي شَحتوت الذئب ..
تركني أنتظِر لِفَترة مُبالَغ فيها ..
لم يكن هذا عَهده وهو يتَلَقَّف مِنِّي النقود في السابِق !..
وعندما رأيته يومها ؛ كان جافا ..
قال ببرود أنه لم يقُم بأي خطوات للتسجيل ! ..
سألته عن سور أرضي الذي تم خلع طوبه وحجارته وسرقتها .. فقال أنه كان مَشغولاً ولم يتابِع هذا الأمر ..
اسْتَنكَرت إلقاء البَعض للقمامة في أرضي ورَدْم بير المياه بالزبالة ..
قال أنهم رَدَموه لأن طفلاً سقط فيه .. وأن هذا أَفْضَل !..
طلبت منه التسجيل واستِكمال البناء بما معه مِنْ نقودي ..
فابتَسَم بِوَداعَة مُفتَعَلَة .. ووَعَدَني بإجراء ما يَلْزَم .. بل إنه قال أنه سيحضَر ما بقى مِنْ فعاليات المؤتمر الأدبي الذي أحضَرَه .. وسألني عن أشعاري ..
لكنه لم يحضر للمؤتمر ..
وعُدْت إلى الإسكندرية ..
لم أكُن أَبتَعِد عَنْ شَحتوت الذئب في المكان فقط .. لكنّي كُنت أَخرُج مِنْ ذلك العالَم الوَهمي لِوَلِي الله شَحتوت الذئب ..
لم يكُن وَلِيّاً ، ولا يَعرِف طَريق الله مِنْ أَصله ..
ويَبدو أنه حتى كان يُصَلِّي بِغَير وضوء !!!